تحشيد عسكري بالنيل الأزرق، ومزيد من الأخبار في نشرتنا الأسبوعية
عاين- 30 ديسمبر 2025
بينما هدأت حدة المعارك العسكرية في محاور كردفان، تتصاعد المخاوف من هجوم وشيك على ولاية النيل الأزرق من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية المتحالفتين، بالمقابل أفادت مصادر عسكرية (عاين) بنقل الجيش السوداني قوات من وسط البلاد إلى ولاية النيل الأزرق لصد هجوم محتمل. وأبلغ عامل إنساني (عاين) بأن منظمات دولية ووكالات أممية المتحدة تناقش خطط الطوارئ في إقليم النيل الأزرق جنوبي البلاد إثر تقارير عن هجمات محتملة لقوات الحركة الشعبية المتحالفة مع الدعم السريع على الكرمك وقيسان والأجزاء المتاخمة للحدود بين جنوب السودان وإثيوبيا والسودان.
________________________________________________________
منظمات دولية تتخذ حالة الطوارئ في النيل الأزرق مع تقارير عن هجوم وشيك
قال عامل إنساني إن المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة تناقش خطط الطوارئ في إقليم النيل الأزرق جنوبي البلاد إثر تقارير عن هجمات محتملة لقوات الحركة الشعبية المتحالفة مع الدعم السريع على الكرمك وقيسان والأجزاء المتاخمة للحدود بين جنوب السودان وإثيوبيا والسودان.
وأوضح العامل الإنساني في مقابلة مع (عاين) أن التطورات متسارعة في منطقة بني شنقول في إثيوبيا والقريبة من الحدود السودانية في إقليم النيل الأزرق، مشيرا إلى أن عدد من العناصر المسلحة التي تتلقى التدريبات والخدمات اللوجستية العسكرية حوالي 10 آلاف مقاتل ضمن قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة جوزيف توكا وأبو شوتال مع اكتمال جميع الإجراءات اللوجستية”.
وتابع: “المناطق السودانية المهددة بالهجوم العسكري في النيل الأزرق من الناحية الغربية هي بوط والتضامن المطلة على جنوب السودان ومن الجنوبية الكرمك”.
وقال العامل الإنساني الذي اشترط عدم نشر اسمه: إن “وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تعمل على إعداد خطط الطوارئ لترتيب إجلاء العاملين من مناطق جنوب وغرب النيل الأزرق حال تنفيذ الهجوم”.
وأضاف العامل الإنساني في المنظمة الدولية: “تلقينا استفسارات من بعض المواطنين في المناطق الغربية والجنوبية في الكرمك وقيسان وبوط ومحلية التضامن حول مخارج النجاة “. وزاد قائلا: “تتوقع إدارات التقييم الأمني في المنظمات الدولية أن تكون الهجمات وشيكة جدا خلال مطلع الشهر القادم على أقل تقدير باستخدام الطائرات المسيرة ثم تنفيذ الهجوم البري”.
وذكر العامل الإنساني، أن القوات التي تتلقى التجهيزات العسكرية على الحدود بين السودان وإثيوبيا في منطقة بني شنقول تتبع لجوزيف توكا وأبو شوتال وهما على تحالف وثيق مع قوات الدعم السريع.
وأردف بالقول: “استخدام الأراضي الإثيوبية للترتيب الهجوم على النيل الأزرق معلومات مؤكدة”.
بالتزامن مع التطورات على الحدود في إقليم النيل الأزرق نقل الجيش السوداني قوات كبيرة من وسط البلاد إلى مدينة الدمازين عاصمة الإقليم لترتيب صد الهجوم المحتمل.
وكان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان حذر من أسماهم بالدولة الصديقة من الاعتقاد أن السودان أصبح ضعيفا في ظل الحرب وقال في تصريحات من داخل السفارة السودانية في تركيا التي يزورها منذ الجمعة 26 ديسمبر الجاري إن الجيش السوداني قادر على الدفاع عن حدود البلاد.
فيما أكد مصدر عسكري لـ(عاين) أن الجيش السوداني نقل في 22 ديسمبر الجاري قوات من وسط البلاد والفرقة 11 في مدينة خشم القربة بولاية كسلا شرق السودان إلى مقر الفرقة الرابعة مشاة في مدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق جنوبي البلاد”. مضيفا أن “الغرض من نقل هذه القوات نشرها على الحدود مع إثيوبيا لصد هجمات محتملة لقوات الدعم السريع والحركة الشعبية”.
بينما أعلن قائد الفرقة الرابعة مشاة في الدمازين عاصمة الإقليم المجاور لإثيوبيا اللواء ركن إسماعيل الطيب حسين في كلمة ألقاها أمام حشد عسكري للجيش السوداني أن الوحدات العسكرية التي قاتلت في العاصمة السودانية وولاية الجزيرة عادت بعد أن أدت مهامها على أكمل وجه، وأشار إلى إن العمليات العسكرية بدأت للتو بوجود “العدو” وفق تعبيره على الحدود الغربية والجنوبية لإقليم النيل الأزرق.
_________________________________________
استمرار اختطاف المواطنين وطلب فدية في غرب كردفان

اختطف مسلحون من قوات الدعم السريع، تاجر ماشية وثلاثة شباب في محلية أبوزبد بولاية غرب كردفان نهاية الأسبوع الماضي، وطلبوا فدية مالية مقابل إعادتهم إلى ذويهم، وذلك في استمرار لهذه الظاهرة التي تشهدها المنطقة منذ أشهر.
وقال أحد أقارب تاجر الماشية المخطوف لـ(عاين): إن “مجموعة من المسلحين أوقفوه أثناء تواجده مع أغنامه في مرعى بالقرب من قريته، وبعد أيام تواصلوا مع أسرته، وطلبوا مبلغ 30 مليون جنيه، حتى يتم إطلاق سراحه، وما تزال المفاوضات مستمرة مع الخاطفين من أجل تخفيض هذه المبالغ الكبيرة”.
وذكر أن أسرة التاجر المخطوف تعيش حالة من القلق على سلامته، قبل أن يناشد قيادة قوات الدعم السريع في محلية أبوزبد بمساعدتهم على إعادة المخطوف وحسم هذه الظواهر التي هددت سلامة المواطنين في المنطقة.
وفي حادثة منفصلة، اختطف مسلحون من قوات الدعم السريع ثلاثة شباب من محلية أبوزبد أثناء عودتهم من غرب النهود على متن دراجات بخارية محملة بالبضائع، لكن الأهالي تحركوا في “فزع مسلح” وتمكنوا من تحريرهم دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، وذلك بحسب ما نقله مصدر محلي لـ(عاين).
وفي نوفمبر الماضي، اختطف مسلحون من قوات الدعم السريع، أحد كبار التجار في قرية جر العسل بولاية غرب كردفان، وأُفْرِج عن بعد دفع فدية مالية بلغت 29 مليون جنيه سوداني، بحسب مصدر تحدث لـ(عاين).
وقال قيادي أهلي في محلية أبوزبد لـ(عاين): إن “قيادة قوات الدعم السريع لا تتحرك لتعقب الجناة عندما تُبْلَغ بحادثة اختطاف شخص، وتكتفي فقط بمناشدة الأهالي بعدم دفع المبالغ التي يطلبها الخاطفون والانتظار لأيام وسوف يعيدونهم، لكن المواطنين يسارعون بالدفع؛ لأنهم يخشون على سلامة المخطوف”.
وشدد أن المسلحين الخاطفين يطالبون أسر المخطوفين بتحويل المبالغ عبر التطبيقات المصرفية مسبقاً، ولا يعطونهم أي ضمانات بإعادة المخطوف فور استلامهم الأموال، وفي كثير من الأحيان يمارسون ابتزازاً بطلب مبالغ إضافية عقب استلام الدفعة التي طلبوها في بادي الأمر.
وشهدت ولاية غرب كردفان استنفار واسع، وانخرط معظم الشباب في صفوف قوات الدعم السريع، وانتشر السلاح بشكل مكثف في المنطقة، ولم يتلق المستنفرين أي رواتب أو حوافز مالية من قوات الدعم السريع، وكانوا يعتمدون على السرقة والنهب تحت تهديد السلاح، قبل أن يتطور الأمر، ويصل مرحلة اختطاف المواطنين وطلب فدية.
________________________________________________
زيارة قائد الجيش السوداني إلى تركيا تمتد لأكثر من أسبوع بحثا عن مساعدات حيوية
وصل قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة التركية الخميس 26 ديسمبر 2025، وأجرى مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، دون أن يصدرا بيانا ختاميا للمباحثات.
وقال مجلس السيادة الانتقالي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، وانخرطا في المباحثات المشتركة.
وفي كلمة من داخل السفارة السودانية في أنقرة صرح البرهان أن الزيارة حققت أهدافها بشكل كبير، مشيرا إلى تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين. وقال: إن “الشعب السوداني وحكومته لن ينسوا مواقف الشعب التركي والحكومة خلال الأوقات الصعبة عندما كانوا بحاجة إلى من يسمع لهم”.
ورهن البرهان توقف الحرب في السودان بتجميع قوات الدعم السريع في معسكرات رئيسية لعملية التسريح ونزع السلاح، وقال إن “الرباعية ناقشت وقف إطلاق النار وفق اتفاق جدة الموقع بين الجيش والدعم السريع في مايو 2023 لكننا رفضا ذلك نسبة لوجود الإمارات”.
وأردف: “حاكم دولة الإمارات محمد بن زايد تعهد في اتصال هاتفي معي العام الماضي بوقف العدوان على السودان ولم يلتزم بالوفاء الذي بذله” وزاد قائلا: “ومع ذلك لم نوصد باب الحوار مع الإمارات، وجلس الوفد السوداني برئاسة وزير الخارجية محي الدين سالم في واشنطن مع الوفد الإماراتي الذي لم يستطع الدفاع عن نفسه أمام التقارير التي عُرضت عليه من الجانب السوداني بتمويل الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة”.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في كلمة أمام الجالية السودانية في تركيا إن زيارته تستهدف إقامة شراكة استراتيجية حقيقية لبناء مصالح مشتركة.
فيما قال الباحث الدبلوماسي محمد جبريل ردا على سؤال عن نتائج زيارة البرهان إلى تركيا إن التحرك الأخير لقائد الجيش السوداني إلى أنقرة مرتبط بالحصول على مساعدات عسكرية إلى جانب نقاش مستقبل الآلية الرباعية باعتبار أن تركيا إحدى الدول المرشحة للانضمام إلى هذه الجهود الدولية.
وأضاف: “طوال الشهرين الماضيين ظلت العمليات العسكرية في السودان شبه متوقفة خاصة في إقليم كردفان، ويسعى البرهان للحصول على المساعدات العسكرية لإطلاق عمليات برية واسعة واضعا في الاعتبار القدرات الدفاعية التركية والجوية”.
وحصل الجيش السوداني حسب تقارير وسائل إعلام أميركية على طائرات مسيرة من طراز “إكنجي” خلال العامين الماضيين، والتي أحدثت فارقا على الأرض في المعارك التي جرت ضد قوات الدعم السريع.
__________________________________________
زيادة جديدة للتعرفة الجمركية ومستوردون يتوقعون الأسوأ

نفذت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي زيادة جديدة على التعرفة الجمركية من 2.486 إلى 2.827 جنيها اعتبارا من منتصف هذا الأسبوع في المعابر والمطارات.
فيما أحدثت زيادة التعرفة الجمركية ارتباكا وسط المستوردين حيث أحجم بعضهم عن توريد سلاسل الإمداد إلى الأسواق الرئيسية في العاصمة الخرطوم وبورتسودان ودنقلا وعطبرة وفق متعاملين في هذا القطاع تحدثوا لـ(عاين).
وقال معاوية وهو مورد سلع غذائية من مصر إلى السودان عبر الحدود البرية شمال البلاد لـ(عاين) إن الزيادات الجمركية كانت متوقعة مع اقتراب نهاية العام المالي، مشيرا إلى أن المستوردين يتوقعون وصول التعرفة الجمركية إلى معادلة سعر الصرف في السوق الموازي للعملات الأجنبية.
وأضاف: “إذا استقر سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي في حدود 3.500 كما هو الآن ستكون التعرفة الجمركية في هذا الحدود خلال العام 2026 وهذا متوقع جدا”.
وبحسب وزارة التجارة السودانية، استورد السودان من مصر خلال العام 2024 سلعاً غذائية ومستهلكات وخدمات بقيمة 723 مليون دولار مرتفع من 400 مليون دولار قبيل اندلاع القتال كما استورد من الإمارات العربية المتحدة سلع حيوية تشمل الوقود بقيمة 750 مليون دولار لنحو سبعة أشهر بين عامي 2024 و2025.
وكان مجلس الوزراء أجاز موازنة مالية طارئة للعام 2026 في بورتسودان في 24 ديسمبر الجاري، وأوردت اللجان الفنية للموازنة ملاحظات على الموازنة قبل عرضها أمام مجلس الوزراء برئاسة كامل إدريس.
وقال المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم لـ(عاين): إن “الموازنة الطارئة للعام 2026 مقرونة بزيادة التعرفة الجمركية مؤشرات على أن الوضع في العام الجديد سيكون سيئا في الوضع المعيشي والخدمات الأساسية؛ لأن الإنفاق الحكومي والأمني لا يزال باهظا مقابل تقليص الإنفاق على الصحة والتعليم والتنمية.
ويرى محمد إبراهيم أن الإنفاق على الحرب يفوق قدرة الموازنة الطارئة للعام 2026 ما يعني أن العمليات العسكرية تبتلع الموارد المالية للعام الجديد مع الوضع في الاعتبار أن إيرادات الذهب لا تذهب للتنمية، بل لتمويل العمليات الحربية في السودان للعام الثالث على التوالي.
وتابع: “إذا سارت الأمور على هذا النحو دون توقف الحرب ومكافحة الفساد والمشاركة السياسية في السلطة على أساس الجماعات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني فإن حكومة كامل إدريس لن تستطيع الوفاء بالبند الأول في الموازنة وهو بند الأجور الشهرية للعاملين في القطاع العام خلال العام القادم”.
________________________________________________________
استمرار النزوح بجنوب كردفان مع تدهور في القطاع الصحي وغلاء في الأسعار

بينما تراجعت حدة المواجهات العسكرية البرية بجنوب كردفان خلال الأسبوع الماضي، شهدت الولاية تدهورا متسارعا في الأوضاع الصحية، ونقص الدواء، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما ضاعف من معاناة المواطنين بمدينتي الدلنج وكادوقلي. واستمرت حركة النزوح من مدن وبلدات الولاية، ويقصد أغلب النازحين مناطق سيطرة الحركة الشعبية أو المناطق الشرقية من الولاية.
وخلال الأسبوع الفائت، تأزم الوضع الصحي بشكل كبير، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية وأزمة شح النقود. وقال إبراهيم أحمد، وهو أحد سكان مدينة كادوقلي لـ(عاين): إن “السبب وراء هذا الارتفاع يعود إلى أن مرتبات الموظفين صُرفت عبر تطبيق بنكك وليس نقدا، كما في الشهور الماضية، وهو ما أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية، إذ يرفع التجار أسعار السلع عند البيع عبر بنكك”.
وأضاف إبراهيم: أن “ملوة الذرة في سوق كادوقلي كانت خلال الأيام الماضية بسعر 3 آلاف جنيه كاش، لكنها وصلت الآن عبر بنكك إلى 20 ألف جنيه، كما ارتفع سعر كيلو الدقيق من 12 ألف جنيه إلى 25 ألف جنيه، أما الخبز، فكان سعره خلال الأيام الماضية رغيفتين ب 1500 جنيه، والآن وصلت الرغيفة الواحدة إلى 1000 جنيه، وأصبح كيس الخبز (عبوة 20 رغيفه) ب20 ألف جنيه بدلًا عن 15 ألفا”.
وأشار إبراهيم، إلى أن هذا الارتفاع يعود أيضا إلى توقف دخول المواد الغذائية، سواء من الكرقل أو الدلنج، اللتين كانتا تغطيان احتياجات سوق كادوقلي، حيث توقفت هذه البضائع تماما خلال الأيام الماضية
ومن جهة أخرى، تعاني كادوقلي من مشاكل كبيرة في القطاع الصحي، حيث تم إجلاء عشرات الأطباء، مع نفاد الدواء والمكملات الغذائية للأطفال. وقال مصدر بمستشفى كادوقلي طلب حجب اسمه لدواع أمنية لـ(عاين): إن “جميع أطباء قسم النساء والتوليد غادروا المنطقة”. وأضاف:” هناك نقص حاد في الكوادر الطبية بالمدينة، وحتى العاملين بالمستشفى كمتطوعين توقفوا عن الحضور، وأصبحت المستشفى في حالة انهيار شبه كامل، وحتى مستشفى الأطفال، لا يوجد به أي طبيب عمومي أو اختصاصي أطفال، إذ غادر الجميع، باستثناء طبيب واحد فقط يعمل بالخدمات الصحية، وهو متطوع حاليًا”.
الدلنج
مدينة الدلنج هي الأخرى شهدت هدوا أمنيا خلال الأسبوع الماضي، إلا أن السكان لا يزالون يغادرون المدينة بأعداد كبيرة، وتواجه المدينة كذلك تدهورا حادا في القطاعين الصحي والغذائي، مع استمرار موجات الخروج الجماعي للسكان وتآكل أبسط مقومات الحياة اليومية.
وتعاني المدينة من أزمة صحية خانقة وارتفاع في أسعار السلع الأساسية، حيث أدى توقف دخول البضائع خلال هذا الأسبوع إلى زيادة الأسعار داخل السوق، كما تعاني مستشفيات المدينة من نقص في الكوادر الطبية والأدوية وحتى الفحوصات.
وقال كادر طبي بمستشفى الدلنج طلب حجب اسمه لـ(عاين): إن “الوضع الصحي ازداد سوء بعد القصف الذي تعرضت له المدينة في 18 ديسمبر، حيث تم استهداف مركز الأشعة بالمستشفى التعليمي، وكذلك مباني التأمين الصحي. وأضاف: أن” المستشفيات تعاني نقصاً حاداً في الكوادر الطبية، ونقص في أدوية الطوارئ، وحتى أبسط المستلزمات مثل البنج”. وأكد أن المستشفيات لا تحتمل الآن أي حادث بسيط قد يتعرض له المواطن، وأن الوضع الصحي منهار تماما.
وقال ناشط وفاعل بغرفة طوارئ الدلنج طلب حجب اسمه لدواع أمنية، لـ(عاين): إن “هناك حالات من مصابي التدوين في الأسبوع الماضي لم يتلقوا العلاج الكافي، وهم بحاجة إلى تحويل لمستشفيات أخرى، إلا أن ذلك أصبح صعبا حاليا. وأضاف: “نسعى الآن للضغط من أجل إيجاد مسار لخروج هذه الحالات الحرجة”.
أبو جبيهة
شهد الاتجاه الشرقي هدوءا تاما الأسبوع الفائت، ولا تزال مدنه مثل الليري وتلودي تستقبل الفارين من الدلنج وكادوقلي، كما استقبلت منطقة أبو جبيهة أعدادا كبيرة منهم، إضافة إلى الفارين من هجليج، وظلت أبو جبيهة منذ تصاعد التحركات العسكرية بكردفان، منطقة نزوح للقرى المحيطة، إذ تتحمل عبئا متزايدا نتيجة تدفقات الفارين من أم دحيليب والرحمانية والفيض ولقاواة، وتواجه تحديات إنسانية متصاعدة، تتفاقم مع حوادث طارئة مثل الحرائق، وتزايد الاحتياجات الأساسية للنازحين.
وفي يوم 26 ديسمبر، تعرض مركز إيواء معسكر الصفاء لحريق. وبحسب عضو غرفة الطوارئ بالمنطقة، سفيان عطا، أدى الحريق إلى احتراق عدد من “الكرانك” المنازل، دون تسجيل أي خسائر في الأرواح،
وأضاف عطا: “الحريق ضاعف من احتياجات النازحين، حيث كانوا يعملون على سد احتياجاتهم من الغذاء وتوفير السلال والوجبات الجماعية، إلا أن هناك احتياجات جديدة ظهرت، مثل الفرشات، والمعدات المنزلية، والملابس، والمواد الغذائية”.
وأوضح أن الحريق نشب نتيجة خطأ من أسرة واحدة، وامتد ليشمل أجزاء واسعة من المخيم.
وأشار عطا، إلى استقبال مدينة أبو جبيهة موجة نزوح جديدة من مدينتي كادوقلي والدلنج، حيث استقبلت نحو 53 أسرة خلال الأسبوع الجاري، وكان آخر وصول يوم الخميس 25 ديسمبر عند الساعة الخامسة مساء.
______________________________________
تصعيد عسكري في شمال كردفان بعد هدوء لأسابيع

نفذت قوات الدعم السريع هجوم عسكري على منطقة الدنكوج شمالي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان في وقت مبكر من يوم السبت الماضي، في تصعيد جديد بهذا المحور الذي شهد هدوءاً تاماً لأسابيع.
وقال مصدر عسكري لـ(عاين): إن “قوات الدعم السريع هاجمت الدنكوج التي يوجد بها ارتكازات الجيش والقوة المشتركة المتقدمة نحو مدينة بارا، مما خلف خسائر في الأرواح والعتاد وسط الجيش، ومن ثم عادت القوة المُهاجمة إلى بارا، تمركز الجيش مجدداً في المنطقة”.
وأوضح المصدر العسكري، أن ما تم في الدنكوج مشابهة لما قامت به قوات الدعم السريع قبل شهرين حيث هاجمت ارتكازات الجيش المتقدمة في منطقة عد السدر على طريق أم درمان – بارا وأوقعت فيها خسائر بشرية ومادية، وعادت إلى جبرة الشيخ التي تخضع إلى سيطرتها.
ولم يعلق الجيش على التصعيد العسكري في الدنكوج، لكن مسلحين منه نشروا مقاطع مصورة لهم وهم منتشرون في منطقة الدنكوج وذلك في منتصف يوم السبت الماضي الذي شهد هجوم قوات الدعم السريع.
وفي صباح ذات اليوم السبت، نشر مسلحون من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تُظهر تجولهم في منطقة الدنكوج، وسط جثامين للقتلى على الأرض، وأسرى على متن سيارات عسكرية.
وخلال الأسبوع الماضي، هاجم الجيش منطقة علوبة الواقعة غرب مدينة الرهد في ولاية شمال كردفان، لكن قوات الدعم السريع تمكنت من صد الهجوم، والاحتفاظ بسيطرتها على المنطقة.
وتشهد محاور القتال في ولاية شمال كردفان معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ يونيو الماضي، قبل أن تهدأ لأسابيع بعد أن نشطت المواجهات في ولايتي غرب وجنوب كردفان.
ومع تجميد القتال، ظلت خارطة السيطرة في ولاية شمال كردفان دون تغيير؛ حيث يحتفظ الجيش بالسيطرة على مدن رئيسية، الأبيض، الرهد أم روابة، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على بارا وجبرة الشيخ وأم قرفة وكازقيل، وأم سيالة، بالإضافة إلى محلية غرب بارا حتى ولاية غرب كردفان.
_______________________________
بعثة أممية تجري تقييماً للأوضاع في الفاشر

أجرت بعثة من الأمم المتحدة تقييماً للأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في أول مهمة منذ اندلاع القتال في المدينة ومحاصرتها لأكثر من 500 يوم، والسيطرة عليها بواسطة قوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي، واصفة المدينة بأنها تحولت إلى شبح ومسرح للجريمة، وسط دمار وشبح مجاعة يلوح في الأفق.
ووصلت البعثة التي تقودها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” دينيس براون، إلى الفاشر يوم الجمعة الماضي، وضمَّت وفداً من برنامج الأغذية العالمي؛ لتقييم الاحتياجات الغذائية العاجلة، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية؛ لتقييم الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية واحتياجاتها الطارئة، إضافة إلى فريق من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مختص بتقييم أوضاع الأطفال، والاحتياجات الإنسانية الملحّة.
وقال مصدر مقرب من الجيش لـ(عاين): إن “بعثة الأمم المتحدة وصلت الفاشر بموافقة من الحكومة السودانية التي تهدف إلى وصول المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في الفاشر” – حسب وصفه.
وقال مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة في تعميم الاثنين، الفريق الأممي أمضى عدة ساعات في المدينة، حيث زار المستشفى السعودي، وتحدث مع السكان المحاصرين. وأفاد موظفو الأمم المتحدة بنقص حاد في الإمدادات والخدمات الأساسية.
وأكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون أن الفريق الإنساني تمكن من الوصول إلى الفاشر بعد مفاوضات شاقة مع قوات الدعم السريع. ومع ذلك، كانت الزيارة محدودة للغاية، حيث استمرت بضع ساعات فقط، وتم تقييد حركة الفريق في المناطق التي تم الاتفاق عليها مسبقاً مع قوات الدعم السريع.
وقالت براون في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إنّ الفاشر تعد بؤرة للمعاناة الإنسانية في هذه الحرب، مشيرة إلى أنّ المدينة التي كان يسكنها نحو مليون شخص أصبحت شبحاً لما كانت عليه في الماضي ومسرح جريمة.
وشددت المسؤولة الأممية أن المدنيين المصابين بصدمة يعيشون في ظروف مهينة وغير آمنة، بعد سنتين من الحرب وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعلن أن بعثة تقييم أممية وصلت إلى مدينة الفاشر بعد مفاوضات إنسانية مطولة، معبراً الخطوة بمثابة مؤشر على انفراجة محدودة في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي عانت حصاراً خانقاً.
ورحب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، معتبراً ذلك دليلاً على إسهام الدبلوماسية الأميركية في إنقاذ الأرواح. وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول الحاسم جاء بعد أشهر من المفاوضات عبر مسار يسَّرته الولايات المتحدة، وبجهود مشتركة مع “أوتشا” وشركاء إنسانيين على الأرض.
_______________________
نقل مقرات حكومية إلى الخرطوم

نقلت الحكومة برئاسة كامل إدريس خمس وزارات اتحادية من بورتسودان إلى العاصمة السودانية فعليا منذ نهاية هذا الشهر على أن تكمل عملية الانتقال في الأسبوع الثاني من يناير 2026.
وقالت وزيرة مجلس الوزراء لمياء عبد الغفار حسب منصة الناطق الرسمي للحكومة السبت 27 ديسمبر الجاري: إن “رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس سينتقل رسميا من بورتسودان لمباشرة مهامه رسميا من الخرطوم في الأسبوع الثاني من يناير 2026.”
وفي فترة لا تتجاوز منتصف يناير 2025 تعتزم الحكومة برئاسة كامل إدريس مباشرة عملها رسميًا من العاصمة الخرطوم لأول مرة منذ عامين ونصف فيما تستمر عمليات محدودة لإعادة إعمار المؤسسات العامة بما في ذلك مقر مجلس الوزراء بشارع الجامعة وسط الخرطوم.
وكانت مباني مجلس الوزراء وسط العاصمة الخرطوم تعرضت إلى أضرار خلال الحرب جراء المعارك العسكرية التي دارت إثر تقدم الجيش إلى المنطقة في مارس 2025.
ورغم عودة الحكومة رسميًا اعتبارًا من الشهر القادم، لكن الأسواق الرئيسية التي تشمل السوق العربي وسط الخرطوم والسوق الشعبي جنوب العاصمة لم تعد لنشاطها حتى الآن جراء تعرضها إلى نهب غير مسبوق خلال سيطرة قوات الدعم السريع لأجزاء واسعة من العاصمة من منتصف أبريل 2023 حتى مايو 2025.
أنظمة مراقبة لتأمين الخرطوم
من جهته، كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس اللجنة العليا لتهيئة بيئة العودة إلى ولاية الخرطوم الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، عن أنظمة مراقبة متطورة تعمل على تأمين الخرطوم.
وقال إبراهيم خلال تنوير صحفي من العاصمة الخرطوم أمس الاثنين: إن “أبرز مهام اللجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة، علاوةً على مراجعة الوجود الأجنبي”.
وأشار جابر إلى أن اللجنة العليا شرعت في إزالة مخلفات الحرب حيث تم تجميع وترحيل نحو 7 آلاف عربة وآلية قتالية ونزع الألغام وتجميع الذخائر غير المتفجرة بواسطة القوات المسلحة، إلى جانب دفن الجثث ونقل الرفات خارج مراكز الخدمات والمناطق السكانية.
وفي إطار ضبط الأحوال الأمنية بولاية الخرطوم أشار الفريق جابر إلى نشر وحدات أمنية وفق إجراءات مشدّدة لضبط عدد 13 معبراً حول ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى نشر ارتكازات ثابتة بمختلف الطرق داخل الولاية مع تركيب منظومة مراقبة بالربط الشبكي للكاميرات.
وكشف عن قرار بإنشاء ثلاث مدن سكنية تحت مسمى (مدن الكرامة) لمعالجة أوضاع المتضررين من حملات إزالة مساكنهم.
وتطرق جابر جهود اللجنة العليا في نقل وتجميع العربات المهملة بالميادين، والتي يجري العمل على حصرها وفق الأرقام المتسلسلة بغرض تسهيل إجراءات العثور عليها.
وعدّد عضو مجلس السيادة الفريق جابر حجم الأعمال المنجزة في قطاع الكهرباء عقب الدمار الشامل الذي لحق بالمحطات التحويلية وخطوط النقل، مبينا أن الكفاءات السودانية عملت على استعادة خدمات الكهرباء، واستطاعت إدخال معظم مناطق الولاية وفق أولويات الكثافة السكانية ومراكز الخدمات والمستشفيات.
وأعلن جابر توصيل التيار الكهربائي إلى عدد 13 محطة نيلية إلى جانب 1500 بئر جوفية، ودخول نحو 24 مربعاً سكنياً بمنطقة الأزهري ضمن شبكة المياه لأول مرة، ونوّه بدخول عدد من المستشفيات والمرافق الصحية إلى الخدمة، وعودة العديد من الجامعات لمزاولة الدراسة من داخل ولاية الخرطوم.
وأشار الفريق إبراهيم جابر إلى إزالة الضرر الذي لحق بمطار الخرطوم حيث تم إخلاء نحو 18 طائرة مدمرة وإعادة تأهيل صالة الحج والعمرة وصيانة المدرج الرئيسي وبرج المراقبة.
وفيما يختص بقطاع الطرق أكد الفريق جابر صيانة وتأهيل وإنارة عدد من الطرق والجسور والمدارس وتوفير جميع مقومات العملية التعليمية.
وأوضح رئيس اللجنة العليا أن اللجنة تعمل على تشجيع عودة القطاع الخاص في المجالات كافة وعودة البنوك والمصارف وتشغيل الأسواق وتحقيق الشمول المالي عبر لجنة تغيير العملة من خلال تنشيط التطبيقات البنكية وتفعيل منصة بلدنا وإدخال جميع المعاملات داخل النظام المصرفي.
وقال عضو المجلس السيادي الغرض من تجفيف التكايا صون كرامة المواطنين من خلال استبدالها بالعون العيني المباشر.
وعزا رئيس اللجنة العليا نقل المقرات الحكومية خارج منطقة وسط الخرطوم إلى للدمار الكبير الذي لحق بالوزارات والمؤسسات العامة؛ مما يتطلب مبالغ ضخمة للصيانة وإعادة التأهيل في ظل ضعف الموارد المالية للدولة.
وقال الباحث في مجال الخدمة المدنية النذير أحمد لـ(عاين): إن “قرار نقل مقر الحكومة من بورتسودان إلى العاصمة السودانية خضع لتقديرات أمنية واقتصادية وسياسية”.
وأشار أحمد، إلى إن الأزمة الاقتصادية مستمرة، ولا تزال الأسواق الرئيسية في العاصمة السودانية خارج نطاق النشاط التجاري بالتالي الحكومة لا تستطيع تأمين الإيرادات قبل تشغيل هذه الأسواق عبر خطط إسعافية.
وتابع: “خسائر القطاع التجاري الخاص جراء تعرض خمس أسواق رئيسية بالعاصمة السودانية إلى النهب والدمار خلال المعارك العسكرية لا تقل عن 10 مليار دولار”.
ويقول النذير: أن “الحكومة برئاسة كامل إدريس بنقل مقرها إلى الخرطوم تريد أن تعمل على الأرض حتى يعود المواطنون إلى منازلهم؛ لأن العاصمة حتى الآن شبه فارغة من السكان والنشاط الاقتصادي والتجاري.
وتقول منظمة الهجرة الدولية إن قرابة مليون شخص عادوا إلى منازلهم بالعاصمة السودانية خلال هذا العام، بينما قالت الأمم المتحدة في الأشهر الأولى لاندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إن ثلثي النازحين من العاصمة السودانية.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد سكان العاصمة السودانية قبل الحرب كان في حدود 9 مليون شخص، وظل قرابة 4 مليون شخص في منازلهم خلال العمليات العسكرية التي استمرت من منتصف أبريل 2023 حتى مايو 2025.
_____________________
السودان يتأهل لدور الـ16 بأمم أفريقيا

ضمن منتخب السودان تأهله بشكل رسمي إلى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025 المقامة حاليا في المغرب.
وجاء ذلك التأهل عقب انتهاء منافسات مباريات أمس الاثنين، من البطولة، حيث ضمن منتخب السودان تأهله إلى الدور التالي كوصيف أو ضمن أفضل ثوالث.
وكان منتخب السودان قد تغلب يوم الأحد على غينيا الاستوائية بنتيجة 1-0، ضمن الجولة الثانية لدور مجموعات بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025.























