(بن سلمان) يصعد بملف السودان إلى طاولة الرئاسة الأمريكية و(ترمب) يتعهد
عاين- 20 نوفمبر 2025
بعد عامين ونصف من الجهود الدولية المتواضعة إزاء التعامل مع حرب السودان تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخل في الملف السوداني لوقف الفظائع المروعة في هذا البلد. مشيرا إلى أنه لم يكن ضمن خططه النزاع السوداني لولا طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منه شخصيا استخدام نفوذه الدبلوماسي وإنهاء الصراع المسلح.
وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منتدى الاستثمار الأميركي – السعودي مساء الأربعاء 19 نوفمبر الجاري متطرقا إلى الأزمة السودانية والصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقال: إنه “سيبدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان بعدما تلقى طلبا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور الولايات المتحدة منذ 18 نوفمبر الجاري – قائلا إن ولي العهد محمد بن سلمان طلب منه المساعدة على وقف النزاع المسلح في السودان”.
وأضاف الرئيس الأميركي: “أنهيت 8 حروب حول العالم وتسوية النزاع في السودان لم تكن ضمن مخططاتي، لكن الأمير محمد بن سلمان جعلني أهتم بذلك”.
وقال ترمب إن ولي العهد السعودي: “يريدني أن أفعل شيئا حيال السودان وبعد 30 دقيقة من طلبه بدأت العمل على في هذا الملف، وسيبدأ النظر في تسوية النزاع السوداني فورا”.
وأردف الرئيس الأميركي: “قدم ولي العهد السعودي شرحا حول (الثقافة والتاريخ) في السودان وهذا دفعني لإعادة النظر حول السودان لأن ما سمعته مثير للاهتمام”.
وزاد ترمب قائلا: “ما سمعته كان رائعا أبلغني ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن التحرك في الملف السوداني قد يكون أعظم شيء يقدمه”.
وسارع مجلس السيادة الانتقالي في بورتسودان في بيان أصدره في وقت متأخر من ليل الأربعاء 19 نوفمبر الجاري إلى الترحيب بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية من أجل إحلال السلام العادل في السودان.
وعبر مجلس السيادة الانتقالي عن شكره للرياض وواشنطن على اهتمامهم وجهودهم المستمرة من أجل وقف نزيف الدم السوداني مؤكدا أن الحكومة على استعداد للانخراط الجاد مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل الوصول إلى تسوية تحقق تطلعات الشعب السوداني في السلام والاستقرار.
وقال الباحث في الشؤون الدبلوماسية أحمد التجاني لـ(عاين): إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدث بشكل مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب فور وصوله إلى واشنطن حول ضرورة التدخل ورمي ثقله لوقف الحرب في السودان من خلال وقف تدفق السلاح عبر الإمارات العربية المتحدة إلى قوات الدعم السريع”.
ويرى التجاني، أن مناشدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوقف حرب السودان كانت ضمن الأجندة الرئيسية في مباحثاته المغلقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته إلى واشنطن، وطلب محمد بن سلمان من ترمب وضع الملف السوداني على “طاولة البيت الأبيض”.
وتابع التجاني: “ناشد ولي العهد السعودي الرئيس الأميركي بزيادة التدخل في إدارة الأزمة السودانية” مضيفا أن السعودية تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تبذل جهودها بشكل أكبر لحث أبوظبي على وقف دعمها لقوات الدعم السريع.
رفع الملف السوداني من الظل
بينما يرجح المحلل الدبلوماسي عمر عبد الرحمن تصعيد الملف السوداني إلى أعلى مستوى داخل المؤسسات الأميركية متوقعا أن يحظى بمتابعة لصيقة من الرئيس الأميركي.
ويقول عبد الرحمن لـ(عاين): إن “السعودية على صلة وثيقة بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وتعتقد أن يمكن أن يحافظ على مصالحها في السودان إلى جانب حماية أمن البحر الأحمر”.
ويوضح عبد الرحمن، بأن المملكة العربية السعودية تعمدت إشراك الجيش السوداني في تمارين استضافتها مطلع نوفمبر الجاري على أراضيها، حتى ترسل رسالة للمجتمع الدولي أن القوات السودانية لديه شرعية حماية البلاد.
ويضيف المحلل الدبلوماسي عمر عبد الرحمن أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان يعتقد أن السعودية قادرة على التأثير بقوة على الرئيس الأميركي لاستخدام نفوذه وإيقاف الإمارات من تسليح قوات الدعم السريع لذلك عبر البرهان بعد ساعات قليلة من تصريحات دونالد ترمب بشأن السودان عن ترحيبه وشكره للرياض وواشنطن.
ويقول عبد الرحمن إن التأثير الأميركي لن يكون مقتصرا على وقف تسليح قوات الدعم السريع عبر الإمارات، بل بالحفاظ على وضعية الجيش كمؤسسة من مؤسسات الدولة حال الوصول إلى طاولة المفاوضات.





























