قصف جوي على كاودا.. وسقوط قاعدة بابنوسة، وأخبار أخرى في نشرتنا الأسبوعية
عاين- 2 ديسمبر 2025
تطورات عسكرية متسارعة ومواجهات عسكرية مستمرة في حرب السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما جبهة إقليم كردفان. المزيد من الأخبار في نشرة (عاين) الإخبارية الأسبوعية هنا :-
_______________________________________________
الدعم السريع يسيطر على قاعدة الجيش بابنوسة.. وقصف على كاودا

أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على الفرقة 22 بابنوسة التابعة للجيش في ولاية غرب كردفان، بعد حصار ومواجهات عسكرية استمرت لنحو عامين، وهو ما يشكل تحولاً ميداني كبيراً في مسار الحرب في إقليم كردفان، بينما قصف الجيش منطقة كاودا – معقل الحركة الشعبية – شمال، لأول مرة منذ 5 سنوات، كما قصف منطقة كمو المحيطة بها، مما تسبب في مقتل 45 شخصاً.
وبالتزامن مع فقدانه بابنوسة، انفتح الجيش على تمركزات قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال في المحليات الشرقية لولاية جنوب كردفان، وتمكن يوم الأحد الماضي، من السيطرة على منطقة الدامرة الواقعة في الجزء الغربي من مدينة العباسية تقلي، وذلك بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ(عاين).
ونشر مسلحون من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تواجدهم داخل مقر قيادة الجيش في مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، معلنين السيطرة عليها، ويأتي ذلك على الرغم من إعلان قائدهم محمد حمدان حميدتي وقف إطلاق النار من طرف واحد، لمدة ثلاثة أشهر.
وبررت قوات الدعم السريع خلال بيان صحفي أمس الاثنين، هذه العمليات العسكرية، بما أسمته خرق الجيش للهدنة ومهاجمة مواقعها في مدينة بابنوسة، ما جعلها ترد عليه بتنفيذ عملية عسكرية انتهت بالسيطرة على مقر الفرقة.
من جهته، قال بيان للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة، إنه في الوقت الذي أعلن فيه قائد قوات الدعم السريع وقفا لإطلاق النار وهدنة من طرف واحد، ظلت تستهدف مدينة بابنوسة يومياً بالقصف المدفعي والمسيرات الاستراتيجية، وبالأمس شنت هجوماً جديداً أحبطته قواتهم بقوة وحسم.
واعتبر أن الهدنة التي أعلنها “حميدتي” ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة تهدف للتغطية على تحركاتهم الميدانية وتدفق الدعم الإماراتي المتواصل لتأجيج الحرب وقتل السودانيين، مؤكداً التزام القوات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني، ولن تسمح باستغلال الوضع الإنساني كغطاء لتحركات عسكرية تفاقم الأزمة، وستواصل أداء واجبها في حماية الدولة والمواطنين، وفق البيان.
واندلع القتال في بابنوسة في يناير 2024، وشهدت أعنف المعارك مما دفع سكانها للنزوح بشكل جماعي، ومنذ ذلك الحين ظلت تحت حصار شديد فرضته عليها قوات الدعم السريع. وتبقى اللواء 90 هجليج فقط تحت سيطرة الجيش في ولاية غرب كردفان.
وفي السياق، قالت الحركة الشعبية– شمال في بيان: إن “الجيش ارتكب مجزرة بحق الطلاب في منطقة كمو بجبال النوبة، وذلك باستخدام طائرة مسيّرة، مما أسفر عن سقوط 45 قتيلاً معظمهم من طلاب المدارس، وإصابة 8 آخرين بجروح بالغة بينهم نساء وأطفال”، وأدانت الحركة هذه القصف، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وسترد بقوة على انتهاكات الجيش.
ولم يصدر الجيش أي بيان بخصوص القصف في جنوب كردفان، لكن منصات إعلامية داعمة له، قالت إن سلاح الجو قصف مواقع داخل مدينة كادوا المعقل الرئيسي للحركة الشعبية – شمال، من بينها معسكراً للتدريب، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها المنطقة منذ 5 سنوات على الأقل.
_____________________________________
البنك الدولي يطالب “بورتسودان” بإصلاحات شاملة

انخرطت بعثة من البنك الدولي في اجتماعات مع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم في بورتسودان، الاثنين الأول من ديسمبر الجاري، ووضعت اشتراطات بتحقيق إصلاحات في السيطرة على المال العام ومحاربة الفساد بشكل مؤسسي وتحقيق السلام ووقف الإنفاق الباهظ للقطاع الأمني والعسكري قبل الانتقال إلى أي مرحلة للإقراض المالي لهذا البلد الغارق في النزاع المسلح.
وقالت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في تعميم صحفي مساء الاثنين: إن “بعثة رفيعة المستوى من البنك الدولي وصلت بورتسودان للاستمرار في تمويل البلاد بمحفظة تصل قيمتها إلى 540.2 مليون دولار بينما تشكك مصادر اقتصادية في استعادة مسار البنك الدولي قبل تحقيق إصلاحات شاملة بما في ذلك وقف الحرب وتحقيق السلام وتكوين حكومة مدينة ذات مصداقية واسعة”.
وأكدت رئيسة البعثة التابعة للبنك الدولي المختصة بالسودان وإريتريا وإثيوبيا مريم سالم حسب التعميم الصادر من وزارة المالية السودانية في لقاء مع الوزير جبريل إبراهيم في بورتسودان اهتمام البنك الدولي بتمويل مشروعات في السودان بمحفظة تمويلية قدرها 540.2 مليون دولار وفق الأولويات التي تحددها الحكومة القائمة.
وتضم البعثة التابعة للبنك الدولي التي وصلت إلى السودان المدير القطري للسودان في البنك الدولي جونيشيرو ايشيهارا وبمشاركة الخبير الاقتصادي بمكتب السودان في المؤسسة المالية الدولية محمد عثمان.
وأضافت مريم سالم: “زيارة البعثة إلى السودان تهدف إلى تقييم أداء مشروعات البنك قيد التنفيذ بالتنسيق مع حكومة السودان وما تحقق من أهدافها وما يعترضها من معوقات”. وأردفت سالم قائلة: “الاجتماع الذي عقده البنك الدولي في واشنطن خلال نوفمبر الماضي وافق على تمديد الدعم للسودان، وذلك عبر مشروعات جديدة في مجالات الأمن الغذائي والخدمات الأساسية”.
وصرح وزير المالية والتخطيط الاقتصادي خلال لقاء البعثة إن الأولوية تحسين الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء بجانب أولوية القطاع الزراعي وتأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب.
وحسب التعميم الصحفي بحث الاجتماع المشترك بين وزير المالية السوداني وبعثة البنك الدولي في بورتسودان المشروعات التي بدأ تمويلها من محفظة البنك منذ العام 2024 وإكمال تنفيذها عبر المحفظة خلال الأعوام القليلة القادمة. وطبقا للتعميم الصحفي تشمل المشروعات تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود ودعم طوارئ التعليم الابتدائي والاستجابة للطوارئ والمساعدة الصحية ومشروع شبكة الأمان للاستجابة ودعم الطوارئ ومشروع تعزيز مرونة المجتمعات.
وقال الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم لـ(عاين): إن “البعثة جاءت لمراقبة وتقييم المشروعات المنفذة في قطاع الطوارئ للاستجابة الإنسانية خلال الحرب والتي تقدر بـ 540.2 مليون دولار تدفع على فترات تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام وهي مشاريع إنعاش للمجتمعات لتقوية قدرتها على كسب العيش والإنتاج والحصول الخدمات الأساسية”.
وأوضح إبراهيم، أن بعثة البنك الدولي لا تحمل أي تفويض لمناقشة ملف الديون أو إقراض الحكومة القائمة في بورتسودان قبل العودة إلى مسار الانتقال المدني وتكوين حكومة مدنية ذات مصداقية واسعة والسيطرة على المال العام وتوسيع الإنفاق على الصحة والتعليم مقابل تقليص الإنفاق على القطاع الأمني والعسكري.
وتابع: “البنك الدولي أبلغ وزير المالية جبريل إبراهيم بهذه الاشتراطات، وهو يعلم ذلك تماما”.
__________________________________________
معلمو غرب بارا يشتكون عدم صرف رواتبهم لمدة شهرين

شكا المعلون في محلية غرب بارا في ولاية شمال كردفان، من تأخر صرف مرتباتهم لمدة شهرين ماضيين، بينما لم يتسلموا الحوافز ومنحة العيد السابق حتى الآن، وذلك على الرغم من استمرارهم في العمل والحرص على مواصلة العملية الأكاديمية تحت ظروف قاسية ومضطربة.
وافاد معلمون (عاين)، إن وزارة المالية في ولاية شمال كردفان اشترطت حضور المعلمين والعاملين شخصياً إلى مدينة الأبيض لاستلام الحوافز والمنحة المالية الخاصة بالعيد، وهو قرار مجحف، ولم يراع الأوضاع الأمنية وظروف الحرب التي تعيشها المنطقة.
وشدد المعلمون على أن الوصول من غرب بارا إلى الأبيض يتطلب مبلغ 400 الف جنيه على الأقل للفرد الواحد للنقل، بخلاف تكاليف الإقامة والمعاش في المدينة، كما ينضوي عليه مخاطر أمنية واسعة نسبة؛ لأن المنطقة أصبحت نشطة بالمعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وناشدوا وزارتي المالية والتربية والتعليم في ولاية شمال كردفان، بمراعاة الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون في قطاع التعليم بغرب بارا، والسماح لوكلائهم داخل مدينة الأبيض باستلام المنح والرواتب الخاصة بهم، ومن ثم يرسلونها إليهم عبر التطبيقات المصرفية، حتى يتمكنوا من مواجهة احتياجاتهم المعيشية.
وأوضح أحد معلمي غرب بارا تحدث مع (عاين)، أن وزارة المالية أكدت لممثليهم في الأبيض دفع مبلغ راتب شهر أكتوبر للمدير التنفيذي لمحلية غرب بارا، ومع ذلك لم تُصْرَف للعاملين، لافتاً إلى تلقيهم وعود بمعالجة هذه المشكلات، لكن ليس هناك شيء ملموس يوحي بأنهم سوف يتسلمون مستحقاتهم المالية.
ومنذ يونيو الماضي، أصبح محلية غرب بارا وإجراء واسعة من ولايتي شمال وغرب كردفان، نشطة بالمعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما تسبب في عرقلة الحركة من المناطق الغربية إلى داخل مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
________________________________________
مسلحون يستولون على منجم ذهب شمالي السودان

استولى مسلحون على منجم للذهب في محلية وادي حلفا شمال السودان وطردوا عشرات العاملين في التعدين التقليدي بقوة السلاح كما نُقل بعضهم إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل بحجة المُثول أمام الشرطة.
وقال أحد العمال في حديث لـ(عاين): إن “عناصر مسلحة وصلت إلى موقع للتعدين في منطقة (نمرة خمسة) شرق وادي حلفا وطلبوا من حوالي 65 عاملًا في التعدين التقليدي إخلاء المواقع تحت تهديد السلاح”.
وأوضح العامل أن القوة المسلحة أجبرت اثنين من العمال المسؤولين عن المجموعة بالسفر إلى من وادي حلفا إلى عطبرة لمسافة لا تقل عن 500 كيلو متر بحجة تدوين بلاغات لدى الشرطة بحقهم.
وتابع قائلا: “عندما وصلا إلى عطبرة بواسطة شاحنة تم إبلاغهم من ضابط الشرطة أنه لا توجد بلاغات بحقهم وعليهم المغادرة، واضطرا للعودة مجددا وادي حلفا”.
وحسب شهادات العامل أخطر المسلحون العمال بأن الموقع يتبع لزعيم أهلي بالمنطقة يتعين عليهم المغادرة ثم وضع حراسة مشددة بالمنجم، ويقول العمال إنهم أصبحوا بلا عمل، وفقدوا مصادر كسب العيش.
وقال عامل آخر لـ(عاين): “نحن اضطررنا للعمل في التعدين نتيجة شح الوظائف جئنا إلى هنا ونحن مجموعة من شباب وادي حلفا وطردنا بواسطة المسلحين، ولم نحصل على الحماية من المحلية أو الحكومة الولائية هذه الأمور مخيفة للغاية، لقد أصبح الوضع تحت سيطرة من يحملون السلاح”.
وقال محمد عباس الباحث في مجال التعدين الأهلي شمال السودان لـ(عاين): إن “مناطق واسعة بالولاية الشمالية تعيش حالة من الفوضى بواسطة مجموعات مجهولة تجلب الآليات لحفر الأرض وإنتاج الذهب دون حتى الحصول على تصريح من السلطات المختصة”.
وأردف: “مواقع التعدين تضاعفت خلال العامين الأخيرين ثلاثة أضعاف ما كانت عليها في العام 2023؛ بسبب الحرب وتزايد المجموعات المسلحة المتحالفة مع الجيش، والتي تستخدم نفوذها للسيطرة على مناجم الذهب”.
وكانت السلطات الأمنية في مدينة عبري استدعت الأحد 30 نوفمبر 2025 رؤساء لجان من قرى الوحدة الإدارية بالولاية الشمالية يناهضون إنشاء سوق “الكرامة” للتعدين بالمنطقة بالتزامن مع دعوات اعتصام للمواطنين في مباني الوحدة الإدارية في مدينة عبري التابعة إلى محلية وادي حلفا بالولاية الشمالية.
ويعارض المواطنون في قرى الوحدة الإدارية في عبري بمحلية وادي حلفا بالشمالية إنشاء سوق “الكرامة” للتعدين، ويقولون إن المنطقة ستتضرر من الآثار البيئية لأسواق التعدين.
___________________________________
النزوح يتواصل من شمال وجنوب كردفان والفاشر

تتسارع موجات النزوح في السودان مع تصاعد الاشتباكات المسلحة، حيث فر آلاف المدنيين من منازلهم في جنوب كردفان وشمال كردفان والفاشر. وشهدت عدة مناطق في السودان خلال الأيام الماضية تصاعدًا كبيرًا في الاشتباكات المسلحة، ما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار بحثًا عن الأمان، وفقًا لتقارير ميدانية صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
في جنوب كردفان، شهدت منطقة كرتالا بمحلية هبيلا موجة نزوح جماعي ضخمة خلال الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر 2025، ووصفت بأنها الأكبر منذ عدة أشهر.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر يوم 30 نوفمبر أن حوالي 1,625 شخصًا نزحوا من القرية بعد وصول الاشتباكات إلى أطرافها. وأوضح التقرير أن إجمالي النازحين من عدة قرى صغيرة في جنوب كردفان تجاوز 5,000 شخص خلال نوفمبر نتيجة انعدام الأمن المتزايد.
وفي شمال دارفور، تستمر تداعيات سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ 26 أكتوبر الماضي، حيث تجاوز إجمالي النازحين من المدينة والقرى المحيطة بها 99 ألف شخص حتى 26 نوفمبر، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية)، الذي حذر من وضع إنساني حرج يهدد آلاف العائلات.
ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الصراع في السودان تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم حتى نوفمبر 2025، إذ أجبر أكثر من 11.7 مليون شخص على ترك منازلهم، بينهم 7.26 مليون نازح داخليًا و4.25 مليون عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
وأضاف المكتب: أن “نحو 30.4 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات عاجلة في 2025، بينما تعاني الاستجابة الإنسانية من نقص حاد في التمويل”.
ومنذ 25 نوفمبر، شهدت السودان موجات نزوح جديدة، خاصة في ولايتي جنوب كردفان وشمال كردفان.
ففي جنوب كردفان، أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 1,800 شخص نزحوا يوم الثلاثاء 25 نوفمبر، كما وثقت الفرق نزوح حوالي 1,040 شخصًا من منطقة “هيلة بيرنو” يوم الأربعاء 26 نوفمبر، وسط ظروف إنسانية صعبة تعاني فيها العائلات النازحة من نقص المأوى والمياه والخدمات الصحية. وفي شمال كردفان، نزح ما يقرب من 40 ألف شخص بين 25 أكتوبر و18 نوفمبر، مع استمرار حركة النزوح، بحسب IOM.
وفي الفاشر شمال دارفور، قال التقرير الميداني للمنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 106,000 شخص نزحوا من المدينة والمناطق المحيطة بعد سيطرة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن القيود الأمنية تعيق وصول المساعدات الإنسانية، مع تعليق قوافل الإغاثة في مناطق مثل الأبيض.
__________________________________
السودان خارج التصنيف العالمي لجودة التعليم

خرج السودان من التصنيف العالمي الخاص بمؤشر جودة التعليم في العالم الصادر ﻋﻦ المنتدى ﺍﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ دافوس للعام 2024، ضمن 6 دول عربية هي ليبيا والصومال والعراق وسوريا واليمن.
وتأسفت لجنة المعلمين السودانيين لخروج السودان من التصنيف العالمي لجودة التعليم، واعتبرت الخطوة مؤشراً خطيراً على حجم الانهيار الذي تعيشه منظومة التعليم في البلاد نتيجة الحرب والاضطراب السياسي وتراكم الفشل الإداري خلال السنوات الماضية.
قال الناطق الرسمي وعضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر: إن “السودان يشهد انهياراً غير مسبوق في قطاع التعليم نتيجة الحرب التي دمّرت المدارس، وشتّتت المعلمين والطلاب، إضافة إلى الفشل المؤسسي وتراجع الدعم الحكومي واستمرار الهيمنة السياسية على القطاع، وهو ما أدى إلى خروج البلاد من التصنيف العالمي لجودة التعليم”.
وأوضح الباقر في حديثه لـ(عاين) اليوم الثلاثاء، أن الأسباب المباشرة لانهيار التعليم تشمل ضعف الإرادة الحكومية وتراجع الإنفاق على التعليم، تسييس العملية التعليمية وتحويل المدارس والمناهج إلى ساحات صراع فكري وأيديولوجي، غياب رؤية استراتيجية واضحة، عدم مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل داخلياً وخارجياً، وضعف برامج تأهيل الكوادر التربوية، إضافة إلى الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب، والذي أدى إلى تعطيل المدارس ونزوح المعلمين والطلاب وفقدان البيئة التعليمية المستقرة.
وأشار الباقر إلى اعتماد وزارة التربية والتعليم ما يُعرف بـ(شرعية السيطرة) كمرجعية لاستئناف التعليم، بمعنى أن أي منطقة لا يسيطر عليها الجيش لن يُستأنف فيها التعليم، ما أظهر الفراغ المؤسسي، وعزّز شعور العزلة والاستهداف لدى المجتمعات المتأثرة بالصراع.
ودعت لجنة المعلمين السودانيين في بيانها الصادر أول ديسمبر 2025، إلى إصلاحات جذرية تعيد للمدرسة مكانتها، مع التأكيد على أهمية تشكيل لجنة وطنية مستقلة ومحايدة لإدارة ملف التعليم في السودان، تعمل على تنسيق العملية التعليمية بالاتفاق مع الوزارة الاتحادية وإدارات التعليم في مناطق سيطرة الدعم السريع والمنظمات الدولية والإقليمية، لضمان تحييد التعليم عن الصراع، وإعادة الانضباط الأكاديمي، وتأهيل المدارس المدمرة، وتطوير المناهج، وضمان رواتب عادلة للمعلمين، ودمج الأطفال خارج النظام التعليمي.
وأكد الباقر أن هذه الإجراءات ضرورية لإنقاذ التعليم الوطني، موضحاً أن مستقبل السودان مرتبط مباشرة بإعادة المدرسة ودور المعلّم، وحماية العملية التعليمية من التسييس والحرب.
___________________________________
اقتراح مفاجئ من (البرهان) بتغيير علم السودان

تقدم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان من بورتسودان بمقترح للعودة إلى علم السودان القديم الذي رفعه السودانيون خلال فترة الاستقلال من الاستعمار البريطاني في العام 1956.
تصريح قائد الجيش السوداني جاء خلال مخاطبته لحفل تأبين أقامته حركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في بورتسودان الاثنين 1 ديسمبر الجاري قائلا: “أنا أقترح العودة إلى العلم القديم باللونين الأصفر والأزرق الذي رفعه أجدادنا وآباؤنا عند استقلال السودان في العام 1956”. مؤكدًا “ضرورة إعادة صياغة الدولة السودانية من الأول وبناء سودان على أسس صحيحة”.
وانقسم السودانيون بين مؤيد ومعارض لمقترح قائد الجيش، وذهب بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن علم السودان القديم والمكون من ثلاثة ألوان هي الأزرق والأصفر والأخضر، وتتوسطه صورة حيوان وحيد القرن، أكثر تعبيرا عن وجدان السودانيين ومع ذلك هناك من رأى أن الدعوة إلى تغيير العلم قد تكون تمهيدا لانقسام السودان خاصة في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بشكل واسع وأجزاء من إقليم كردفان واستمرار الحرب.
وقال الباحث في الثقافة السودانية والمسؤول الأسبق بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإعلامي السر السيد لـ(عاين): إن “تصريح البرهان جاء في سياق إبعاد الأنظار عن مسائل أخرى أكثر أولوية من العلم”.
وأشر السيد، إلى أن مقترح البرهان قد يكرس لانقسام البلاد بالتخلي عن العلم الحالي لمناطق خارج سيطرة الجيش السوداني، فإن الاحتفاظ بالعلم القديم يشكل أولوية كما حدث عندما انفصل جنوب السودان في العام 2011 واحتفظت الدولة الأم بالعلم الحالي.
ويقلل السر السيد من تصريحات البرهان بشأن استبدال العلم والعودة إلى العلم السوداني القديم مشيرا إلى أنه يحاول تسليط الضوء على أشياء أخرى مقابل أمور أكثر أهمية في هذه الحرب.
فيما يقول الباحث في الفن التشكيلي معز الدين محمد لـ(عاين) إن قرار استبدال العلم في أي بلد يخضع لمعايير كثيرة، وقد تكون هناك حالة شبه إجماع على التحول إلى علم آخر أو العودة إلى العلم القديم بناء على وضعية الوطن الذي يعيشون فيه، وفي حالة السودان الدعوة تكون مجرد سحب الأنظار إلى قضية جانبية.
وتابع: “قد يكون حديث البرهان مقدمة لأمر جلل لأن تغيير العلم ربما لن يحظى باعتراف من المجموعات العسكرية التي تسيطر على مناطق في دارفور وكردفان مثل الدعم السريع والحركة الشعبية وحركة عبد الواحد”.
ويرى معز الدين محمد أن تصريح البرهان قد يجد ترحيبا من المجموعات المتحالفة مع الجيش أو حتى بعض الأحزاب التي عاصرت استقلال البلاد بالمقابل، فإن العلم القديم والحالي لم يفسرا رؤية وطنية موحدة والسودان لم ينج من الانقسام والتشرذم والحروب والإبادة الجماعية.
وأردف: “قائد الجيش قبل أن يوحد السودانيون حول العلم عليه أن يوحدهم في وطن واحد بوقف الحرب فالحديث عن العلم بمثابة هروب إلى الأمام”.
_____________________________
السودان يواجه الجزائر في “كأس العرب”

يخوض المنتخب السوداني لكرة القدم أولى مبارياته في نهائيات بطولة “كأس العرب” المقامة في قطر أمام نظيره الجزائري حامل لقب النسخة الماضية.
وتأهل السودان لنهائيات كأس العرب على حساب منتخب لبنان، بالانتصار عليه 2 / 1 في التصفيات، رغم أنه خاض معظم فترات المباراة بنقص عددي بعد طرد نجمه جون مانو بعد مرور 22 دقيقة فقط من بداية المباراة.
ويواجه السودان عقب الجزائر منتخبي العراق والبحرين يومي 6 و9 ديسمبر الجاري.
وتقام منافسات النسخة الحادية عشرة من البطولة، والثانية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في الدوحة للمرة الثانية على التوالي.
وهذه هي المرة الخامسة لمشاركة السودان في تاريخ بطولة كأس العرب بعد مشاركات سابقة في نسخ قطر 1998 والكويت 2002 والسعودية 2012 وقطر 2021، لكنه في كل مرة كان يودع منافسات البطولة من الدور الأول، وذلك بعدما لعب 12 مباراة، حقق خلالها 3 انتصارات مقابل 3 تعادلات وست هزائم، وسجل لاعبوه 10 أهداف مقابل 21 هدفا في شباكه.
وفي النسخة الماضية، خيب منتخب السودان الآمال بتذيله المجموعة الرابعة بدون رصيد بعد ثلاث هزائم متتالية أمام الجزائر ومصر ولبنان، وودع من الدور الأول دون أن يسجل هدفا واحدا.






















