تطورات عسكرية بجنوب كردفان ومزيد من الأخبار في نشرتنا الأسبوعية
عاين- 9 ديسمبر 2025
خلال الأسبوع الماضي شهدت جبهة جنوب كردفان في الحرب الدائرة في السودان تطورات عسكرية تغيرت على إثرها خارطة السيطرة الميدانية، وتبادل طرفا الحرب القصف الجوي عبر الطيران المسير ما أسقط قتلى وجرحى من المدنيين، في وقت أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها بالكامل على ولاية غرب دارفور بعد انسحاب الجيش السوداني من آخر معاقله العسكرية في منطقة حقول هجليج النفطية. وتقرأ في نشرة (عاين) الأسبوعية أيضا :-
– “اغتصاب جماعي” لفتاة بكسلا بعد حادثة سطو مسلحين
– تقارب جديد بين (البرهان- مناوي)
– السلطات تمنع مغادرة العائلات مدينة الأبيض
_______________________________________________________________________________________
جنوب كردفان.. جبهة عنيفة في حرب السودان وأوضاع إنسانية تتفاقم

تطورات عسكرية متسارعة شهدتها ولاية جنوب كردفان الأسبوع الفائت. ومع انتهاء فصل الخريف، ازدادت التحركات العسكرية البرية التي تنفذها قوات الدعم السريع وحليفتها قوات الحركة الشعبية “الجيش الشعبي”، فيما تقود القوات المسلحة عمليات جوية وبرية موازية لتوسيع نطاق الدفاع عن مناطق سيطرتها، بعدما تحوّلت من حالة الهجوم خلال الفترة من مايو حتى سبتمبر، إلى حالة الدفاع. وتفاقم هذه التطورات العسكرية بالولاية من الأوضاع الإنسانية وتهدد موسم حصاد مزروعات هذا العام.
السيطرة على منطقة كيقا الخيل
في يوم الجمعة الماضية، 5 ديسمبر، سيطرت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية على حامية كيقا الخيل شمال كادوقلي، والتي تعد إحدى نقاط الدفاع المتقدمة عن الفرقة 14 مشاة كادوقلي الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.
وقالت المواطنة مريم جادين، من منطقة كيقا تميرو، لـ(عاين):” أن دخول القوات العسكرية اضطر عدد كبير من السكان نزحوا من كيقا والقرى المحيطة بها مثل أم درنس، التي خلت من معظم سكانها، وتوجهوا إلى مدينة كادوقلي”.
وتعد منطقة كيقا من المناطق الاستراتيجية التي ظلت تتناوب السيطرة عليها القوات المسلحة والجيش الشعبي. ففي الخامس من مايو 2025 سيطرت قوات “تأسيس” على المنطقة عقب أول عملية عسكرية مشتركة بين الدعم السريع والجيش الشعبي، قبل أن تستعيد القوات المسلحة السيطرة عليها لاحقًا، مع انعكاس السيطرة مجددًا خلال الأيام الماضية.
كادوقلي تحت الحصار
وبعد سيطرة قوات “تحالف تأسيس” على كيقا الخيل، أصبحت تفصلها عن مدينة كادوقلي، مقر رئاسة الفرقة 14 مشاة، حامية ميري جنوبا، مرور بالحجيرات وكحليات ثم المجمع حتى الوصول إلى المدينة.
وتعاني كادوقلي منذ اندلاع الحرب من أوضاع إنسانية حرجة وأزمة اقتصادية خانقة، كما تعيش عزلة شبه كاملة بعد إغلاق الطريق القومي من قبل قوات الدعم السريع في منطقة الدبيبات، وتوقف خط النقل البديل بغرب كردفان، ويعيش سكان المدينة حالة من الخوف الشديد بعد تطور الأوضاع شمال وغرب المدينة، وتقدم قوات “تأسيس” نحوها.
أشار ناشط مدني من المنطقة طلب حجب اسمه لدواعٍ أمنية في مقابلة مع (عاين)، إلى مؤشرات “خطيرة للغاية تنذر بتدهور الأوضاع الإنسانية، مع حركة نزوح متزايدة منذ سقوط مدينة بابنوسة، حيث يركز المواطنون حاليا على مغادرة المدينة، بعضهم يتجه لمنطقة أم دولو الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية، بينما يتجه البعض إلى الكرقل، ومنها إلى الدلنج أو حجر جواد”.
وأضاف الناشط المدني: “من المتوقع أن تشهد المدينة معارك عنيفة في الفترة المقبلة، قد تسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وهو ما دفع الغالبية إلى الهروب”. كما أفاد بأن السلطات الأمنية حذرت مواطني منطقة ميري بضرورة مغادرة المنطقة، في الوقت الذي منعت فيه الاستخبارات، منذ السبت 6 ديسمبر، المواطنين من مغادرة المدينة رسميا، ما دفع عشرات الأسر إلى الخروج ليلا أو قبيل الفجر.
“كلوقي” هجمات المسيرات
في الوقت الذي شهد فيه غرب الولاية معارك برية، تعرض شرقها لهجمات بالطائرات المسيرة، فبعد استهداف أبو جبيهة في أكتوبر والذي يعد أول قصف بالطيران المسير شرق الولاية، تم صباح الخميس الفائت، استهداف مدينة كلوقي بمحلية قدير بمسيرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا، من بينهم 43 طفلًا- بحسب مصادر محلية.
ويأتي هذا الهجوم عقب قصف نفذته مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع على مدينة كلوقي صباح الخميس 4 ديسمبر.
وبحسب إفادة المواطن محمد سليمان من كلوقي، فإن المسيرة نفذت ثلاث ضربات متتالية الأولى كانت عند الساعة التاسعة صباحا واستهدفت مقر روضة نبع الحنان الواقعة بشمال المظينة وبالقرب من مكتب التعليم مباشرة، وعند تجمع الأهالي لمعرفة تفاصيل الحادث عاودت المسيرة القصف، فيما وقعت الضربة الثالثة أثناء نقل الجرحى إلى المستشفى.
وأضاف سليمان لـ(عاين): “جرى إسعاف نحو 27 جريحا إلى مدينة أبو جبيهة التي تبعد عن كلوقي ما بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات عبر طريق غير ممهد”. وبحسب إفادة كادر صحي بمستشفى أبو جبيهة طلب حجب اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح لـ(عاين)، توفي سبعة منهم أثناء عملية الإسعاف، فيما تم تحويل اثنين آخرين إلى مدينة كوستي بسبب خطورة حالتهم. وذكر المصدر نفسه أن الجهات الطبية وبالتنسيق مع الطوارئ تمكنت من توفير العلاج مجانا لجميع الجرحى والمصابين.
وأضاف الكادر الطبي: أن “عدد الوفيات بلغ 7 حالات، وتم دفن خمسة منهم داخل أبو جبيهة”.
العباسية تقلي على خط النار .. وهدوء في الدلنج
على تخوم مدينة العباسية تقلي، ومنذ مطلع ديسمبر اندلعت معارك عنيفة غرب العباسية، وكانت بدايتها عند حامية مبسوط شمال غرب الموريب، حيث استعادت القوات المسلحة السيطرة عليها، قبل أن تعاود قوات الجيش الشعبي السيطرة عليها في 3 ديسمبر.
ومن جهة أخرى، انسحب الجيش الشعبي من مناطق قردود نياما، وجبيلات ناصر، والدامرة التي دخلتها القوات المسلحة.
فيما تشهد مدينة الدلنج استقرارا نسبيا منذ أواخر نوفمبر، بعد توقف القصف المدفعي واستهداف المسيرات، إلا أنها لا تزال تحت الحصار.
ففي شرق المدينة لا تزال قوات “تأسيس” تتمركز في مناطق هبيلا والتكمة، بينما تسيطر قوات الدعم السريع شمالا حتى منطقة الدبيبات
ومع تطور الأوضاع في غرب كردفان وسيطرة الدعم السريع على بابنوسة، توقف خط الإمداد البري الذي كانت تمر عبره البضائع، بالتزامن مع ازدياد خطر الهجوم على كادوقلي، ما دفع مئات الأسر إلى مغادرة الدلنج.
وقال الناشط المدني عمر ككي من مدينة الدلنج لـ(عاين): “يشهد السوق خلال هذا الأسبوع ازدحاما شديدا وندرة في وسائل النقل، نتيجة تزايد حركة النزوح”. وأضاف: “بعض الأسر تتجه إلى حجر جواد، ثم نحو مناطق سيطرة الحركة الشعبية، تمهيدا للوصول إلى معسكر ايدا بجنوب السودان”. وأشار إلى أن سلطات مناطق الحركة الشعبية تبطئ إجراءات الخروج، حيث يطلب من المواطنين استخراج تصاريح وأوراق مرور تستغرق وقتا طويلا
وأضاف ككي: “بعض المواطنين كانوا يتجهون سابقا إلى شرق الولاية نحو كلوقي، والترتر، وأبو جبيهة، إلا أن انقطاع شبكات الاتصال خلال هذا الأسبوع دفع كثيرين إلى التخوف من سلوك هذا الطريق”. وأشار إلى أن عددا محدودا من المواطنين يتجهون نحو منطقة الجبال الستة ، إلا أن الطريق محفوف بالمخاطر، ويتطلب السير على الأقدام والمرور عبر منطقة هبيلا التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
_____________________________________
“اغتصاب جماعي” لفتاة بكسلا بعد حادثة سطو مسلحين

نفذت مجموعة مسلحة حادثة سطو على منزل عائلة تقطن بحي الحلنقة شمال مدينة كسلا شرق السودان في الساعات الأولى من صباح الجمعة 5 ديسمبر الجاري كما اغتصب المسلحون فتاة لم تتجاوز 20 عاما.
وأفاد مواطنون من مدينة كسلا (عاين) إن الحادثة أثارت القلق والرعب بين السكان نتيجة لتطور الجريمة واقتحام المسلحين للمنزل واغتصاب الفتاة أمام أفراد العائلة بحي الحلنقة شمال.
وقال مجدي أحمد وهو من مواطني حي “كارا” في مدينة كسلا لـ(عاين): إن” المجموعة المسلحة اقتحمت منزل عائلة تقيم في حي الحلنقة شمال مدينة كسلا حوالي الساعة الرابعة من صباح الجمعة 5 ديسمبر الجاري، وبعد أن نهبت المقتنيات ارتكبت حادثة الاغتصاب الجماعي بحق الفتاة أمام أفراد عائلتها.
وأعلنت حكومة ولاية كسلا القبض على ثلاثة متهمين يشتبه تورطهم في حادثة السطو المسلح، ودونت ضدهم بلاغات تحت المواد 149 المتعلق بالاغتصاب في القانون الجنائي السوداني والمادة 175 المتعلقة بالنهب واستخدام القوة.
وأوضح بيان صادر الأمانة العامة لحكومة ولاية كسلا السبت 6 ديسمبر الجاري، أن البلاغ بحق المتهمين الثلاثة الذين أُوقِفُوا في القسم الأوسط بمدينة كسلا صباح الجمعة 5 ديسمبر 2025 تحت المواد 149 و175 من القانون الجنائي السوداني.
وقال البيان: إن “الأجهزة الأمنية والاستخبارات شكلت فريقا أمنيا فور وقوع الحادثة، وبعد الزيارة وأخذ أقوال الشهود ألقت القبض على ثلاثة متهمين.
وتعيش مدينة كسلا حالة من الانفلات الأمني توسعت منذ اندلاع الحرب وانتشار عناصر مسلحة. ويقول السكان إن “الجماعات المسلحة لديها مكاتب منتشرة داخل المدينة ووسط الأحياء السكنية”. ويطالب المواطنون بالسيطرة على هذه المجموعات وإبعادها من الأحياء السكنية والمرافق المدنية.
________________________________________________
الصين تنسحب من قطاع النفط و”جوبا وبورتسودان” تحاولان تدارك الأزمة

يحاول السودان وجنوب السودان إنقاذ المنشآت النفطية الحيوية في البلدين من الانهيار مع توغل قوات الدعم السريع إلى حقول نفطية في ولاية غرب كردفان وانسحاب الشركة الوطنية الصينية من الاستثمارات في هذا القطاع بعد 30 عاما من العمل في الاستكشافات والإنتاج والنقل.
تسارعت التطورات على الأرض منذ استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة في الأول من ديسمبر الجاري بولاية غرب كردفان وهي منطقة متاخمة لحقول هجليج المنطقة الغنية بالنفط في أكثر من ثلاثة مواقع رئيسية بين أبيي و”مربعات المجلد”.
وكانت كتيبة من الجيش السوداني تقوم بتأمين منطقة هجليج النفطية (اللواء 90) التابعة للفرقة 22 مشاة للقوات المسلحة في بابنوسة حيث سيطرت قوات دقلو على مقرها الرئيسي انسحبت في الساعات الأولى من صباح الاثنين 8 ديسمبر الجاري إلى دولة الجنوب الحدودية.
وكانت حقول هجليج تعرضت إلى هجوم بالطائرة المسيرة مطلع نوفمبر 2025 وأدت هذه الهجمات إلى تصاعد القلق وسط الشركات السودانية العاملة، بينما قررت الشركة الوطنية الصينية مغادرة استثمارات قطاع النفط في السودان وجنوب السودان وطالبت حسب خطاب سلمته إلى “جوبا وبورتسودان” باجتماع عاجل مع المسؤولين للاتفاق على خطة الخروج.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها على حقول هجليج بولاية غرب كردفان الاثنين 8 ديسمبر الجاري، بينما أوضح مسؤولون من جوبا أن قوات تابعة لقوات دفاع جنوب السودان وصلت إلى محيط حقول هجليج باتفاق مسبق بين جوبا وبورتسودان.
وقال نائب برلماني في جنوب السودان لـ(عاين) ردا على سؤال عما إذا كان هناك اتفاق بين مجلس السيادة السوداني ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت حول حماية حقول النفط في هجليج: “نعم حدث هذا الأمر وفق الاتفاق الموقع بين البلدين في تمرير الخام بين البلدين وصولا إلى موانئ التصدير شرق البلاد”.
وأردف: “جاءت الخطوات التي اتخذت من قبل حكومتي السودان وجنوب السودان لحماية حقول النفط من نيران المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع وبالفعل الطرفين استجابا لصوت العقل”. وأشار النائب البرلماني إلى أن البلدين جنبا حقول النفط الدمار بانسحاب الجيش السوداني من هجليج إلى جنوب السودان بترتيب عسكري وأمني مع جوبا وتفادي المواجهة العسكرية قرب هذه الحقول.
وتقلص الإنتاج في حقول هجليج من 60 ألف برميل منذ العام 2018 إلى 20 ألف برميل يوميا؛ بسبب الوضع الأمني والاضطرابات السياسية والاقتصادية في السودان.
وتقع حقول هجليج في “مربعات المجلد” الغنية بالنفط بولاية غرب كردفان إلى جانب منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وخسر الجيش السوداني هذه الولاية بشكل نهائي عقب انسحابه من منطقة هجليج الاثنين 8 ديسمبر الجاري.
وقال المهندس في قطاع النفط محمد عبده لـ(عاين): إن “الحكومة السودانية وحكومة سلفاكير تحاولان إنقاذ القطاع من الانهيار وتعاملا بمسؤولية مع هجوم الدعم السريع على منطقة هجليج بسحب الجيش السوداني وعدم الدخول في معارك قرب هذه المنشآت النفطية الرئيسية الواقعة في غرب كردفان”.
وأضاف عبده: “المطلوب كيف سيكون اليوم التالي في هجليج حسب الأنباء الواردة من هناك الإنتاج مستمر، لكن العمال والشركات يحتاجون إلى ضمانات أمنية سيما وأن في الموقع جهات محسوبة على الحكومة في بورتسودان ربما لا تسمح لها قوات الدعم السريع بالعمل”.
وأردف: “من الواضح أن قوة عسكرية تابعة لحكومة جنوب السودان ستبقى قرب حقول هجليج حتى وقت طويل بموافقة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وموافقة الدعم السريع”.
ويرى عبده، أن العلاقة بين جنوب السودان والإمارات ستؤدي دورا كبيرا في ممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع لحماية حقول هجليج وعدم تعطيل الإنتاج وحماية العمال والشركات.
من جهتها، تعهدت قوات الدعم السريع بتأمين وحماية المنشآت النفطية في حقل هجليج في ولاية غرب كردفان، وذلك بعدما سيطرت عليه بالكامل أمس الاثنين، دون خوض معارك عسكرية، نتيجة انسحاب الجيش والشركات العاملة مسبقاً إلى أراضي دولة جنوب السودان، وخرج الحقل بالكامل عن الخدمة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي أمس الاثنين، إنها “تؤكد تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح شعب جمهورية جنوب السودان الشقيق الذي يعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية، وتوفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم”.
بدوره، أكد رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان يوسف عليّان أنه نُسِّق بصورة رسمية مع قيادة قوات الدعم السريع بتجهيز قوة خاصة، مؤهلة ومتدربة وفق أعلى معايير الكفاءة، وذلك لتأمين حقل هجليج وحماية منشآت النفط من أي أعمال تخريب أو تهديد قد يمس سلامتها، لافتاً إلى تنسيق محكم بين ولايته وولاية الوحدة (بانتيو) بدولة جنوب السودان في الجانب الأمني وبناء السلام المجتمعي والتعايش السلمي بين المواطنين في مناطق التماس الجغرافي”.
وتابع “بناءً على التفويض الصادر من الإدارة الأهلية والتزاماً بقانون الطوارئ والسلامة العامة الصادر من رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان، تقرر حظر دخول أي قوة أو جهة غير مخوّلة إلى حقل هجليج، ويقتصر الدخول فقط على القوة المكلفة رسمياً بحمايته، منع دخول العربات الملاكي والمواتر إلى نطاق الحقل حفاظاً على الانضباط الأمني، وإزالة ومنع أي بوابات أو ارتكازات غير رسمية داخل أو حول منطقة الحقل”.
______________________
تقارب جديد بين (البرهان- مناوي)

أكدت مصادر مطلعة تحدثت من بورتسودان مقر الحكومة لـ(عاين)، أن قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان تمكن من بناء تحالف جديد مع رئيس حركة تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو ووفق هذه التطورات، فإن حاكم إقليم دارفور سيكون ضمن دائرة اتخاذ القرارات العسكرية وإدارة الحرب ضد قوات الدعم السريع في منطقتي دارفور وكردفان.
وتوترت العلاقة بين قائد الجيش السوداني والمشرف العام للقوة المشتركة مني أركو مناوي خلال هجمات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وطالب الأخير القادة العسكريين بالعمل على إنهاء حصار الفاشر.
ويأتي تقارب البرهان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالتزامن مع تراجع الجيش السوداني في إقليم كردفان ودارفور، وخسارة ثلاث مدن هي الفاشر عاصمة شمال دارفور وبارا في شمال كردفان وبابنوسة في غرب كردفان على التوالي بين شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين.
وتوعدت قوات الدعم السريع بشن هجوم على مدينة الأبيض ما دعا قادة الجيش السوداني إلى رفع التحوطات الأمنية وإرسال تعزيزات عسكرية إلى كردفان وفق مصادر عسكرية تحدثت لـ(عاين).
ويعتمد الجيش السوداني على قوات برية تنتمي إلى الحركات المسلحة التي تحالفت معه خلال الحرب جراء فقدان آلاف الجنود بالتقاعد والتسرب من الخدمة العسكرية خلال فترة تولي البشير للحكم وتعويله على قوات الدعم السريع لتنفيذ المهام بالهجمات البرية.
وأوضح مصدر مقرب لـ(عاين): “كانت هناك حالة من القطيعة بين البرهان ومناوي إبان هجمات الدعم السريع على الفاشر لأن حاكم إقليم دارفور كان يتمسك بفك الحصار عبر العمليات العسكرية، وانتقد أكثر من مرة تقاعس القيادة العليا للجيش في إنهاء أزمة الفاشر”.
وأردف المصدر: “خاطب البرهان حفل تأبين شهداء حركة تحرير السودان في بورتسودان، وأشاد بحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، والذي أصبح مقربا منه، وهذا التقارب يتيح لمناوي التواجد في دائرة اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب”.
وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان خاطب حفل تأبين شهداء حركة تحرير السودان في بورتسودان نهاية نوفمبر 2025، وأشاد بحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.
_____________________________
السلطات تمنع مغادرة العائلات مدينة الأبيض

أفاد مواطنون من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (عاين)، أن السلطات الأمنية، منعت الأسر من المغادرة بشكل جماعي عبر المركبات السفرية، في خطوة اعتبروها محاولة لتقليل موجة النزوح العالية من المدينة عقب تهديد قوات الدعم السريع باجتياحها.
وقالت ناشطة طوعية من الأبيض لـ(عاين): “أعادت السلطات الأمنية أسرتي من مركز الحافلات السفرية، الميناء البري في الأبيض، إلى المنزل بعدما تعللت بعدم وجود مقاعد في الحافلات السفرية.. لقد أبلغني أشقائي بأنهم شاهدوا عشرات الأسر، وهي تعود إلى منازلها في المدينة عقب منعها من السفر”.
وبحسب الناشطة يُسمح فقط للأفراد الذين لا يصطحبون أسراً، بالسفر نحو ولاية النيل الأبيض، بينما تُعَاد العائلات من الميناء البري في المدينة، مما دفع عائلتها للمغادر لاحقاً بشكل منفرد.
وبعد عمليات عسكرية واسعة شهدها محيطها، وقعت الأبيض تحت الحصار مجدداً من ثلاثة اتجاهات، الغرب والجنوب والشمال، وتبقى لها المنفذ الشرقي فقط، وهو طريق الأسفلت المؤدي إلى ولاية النيل الأبيض.
ومع تهديدات متواصلة من قوات الدعم السريع باجتياحها، يواصل السكان النزوح من الأبيض إلى ولاية النيل الأبيض، وسنار وحتى العاصمة الخرطوم، وفق متابعات (عاين).
وقال مواطن من الأبيض لـ(عاين): “أصيب السكان بالهلع بعد سقوط مدينتي الفاشر وبابنوسة في يد قوات الدعم السريع. معظم النازحين الذين وصلوا الأبيض وبعض السكان بدأوا في مغادرتها”.
وأكد أن السلطات تمنع مغادرة الأسر بشكل جماعي من الميناء البري، بهدف تقليل النزوح من المدينة، كما حاولت الجهات المعنية، طمأنت المواطنين، باستتباب الأمن.
ومنذ مايو الماضي، ظلت الأبيض مركزا للجيش لإدارة عملياته العسكرية في إقليم كردفان، وحشد المقاتلين، وانطلقت منها جميع المتحركات التي خاضت معارك مع قوات الدعم السريع في بارا وأم صميمة وكازقيل والخوي وغيرها من المواقع.
وخلال أسبوع مضى، سيطرت قوات الدعم السريع على الفرقة 22 بابنوسة، واللواء 90 هجليج التابعين للجيش في ولاية غرب كردفان، في تسارع كبير للتطورات الميدانية في المنطقة، كما هددت باجتياح مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان.
وحسب مصادر عسكرية لـ(عاين)، تخطط القيادة الجيش والقوة المشتركة لإنهاء المخاطر عن مدينة الأبيض حيث يعيش المواطنون في عاصمة شمال كردفان حالة توجس من هجوم محتمل لقوات الدعم السريع على المدينة عقب السيطرة على بابنوسة وتضييق الخناق على الجيش السوداني في المنطقة الفاصلة بين دارفور وكردفان.
وقال أسامة مكي وهو من سكان مدينة الأبيض لـ(عاين): “هناك قلق وسط المواطنين هم لا يريدون النزوح لصعوبة هذا الخيار، وفي الوقت ذاته لا يجدون تطمينات كافية عما إذا كان القوات المسلحة ستكون قادرة على منع تقدم قوات الدعم السريع إلى مدينة الأبيض”.
وتابع: “عندما رفض قائد الجيش السوداني طلب الرباعية بالاتفاق على هدنة إنسانية رأيت الناس هنا يشعرون بالقلق من هذه الأخبار وعكس ذلك عندما يكون الحديث عن وقف إطلاق النار يشعرون بالرضا والطمأنينة”.
وتسيطر قوات الدعم السريع على قرية “أبو قعود” الواقعة على بعد 40 كيلو مترا غربي مدينة الأبيض وبين الحين والآخر ينفذ الجيش السوداني هجمات لإبعادها عن تخوم المدينة التي تشهد شللا في قطاع الإنتاج بتوقف واردات الصمغ العربي والفول السوداني من مدينة النهود.
______________________________________
الجنائية الدولية تقضي بالسجن 20 عاماً بحق علي كوشيب

قضت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الثلاثاء، بعقوبة السجن لمدة 20 عاماً بحق علي محمد علي عبد الرحمن “كوشيب”، بعد إدانته في وقت سابق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غربي السودان.
وقالت الدائرة الأولى بالمحكمة خلال جلسة إصدار العقوبة التي انعقدت بلاهاي، إن مدة العقوبة تسري منذ تسليم علي كوشيب نفسه إلى المحكمة في يونيو 2020. وذلك نظراً لتسليم المدان نفسه طواعية للمحكمة والسلوك الجيد الذي أبداه خلال فترة المحاكمة.
وفي 6 أكتوبر الماضي، أدانت الدائرة الابتدائية بالمحكمة الجنائية، بالإجماع علي عبد الرحمن كوشيب، في 27 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ارتكبها بصفته قائدًا بارزًا لميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة خلال العمليات العسكرية في دارفور بين أغسطس 2003 ومارس 2004.
وقال مكتب الادعاء لدى المحكمة الجنائية الدولية في بيان حول العقوبة، إنه سيراجع القرار المكتوب لتقييمه وتحديد ما إذا كان من المناسب اتخاذ إجراءات قانونية إضافية.
وأشار إلى أنه سبق أن التمس توقيع عقوبة السجن المؤبد؛ نظرًا للجسامة الاستثنائية للجرائم التي شملت القتل والاغتصاب والتعذيب والاضطهاد وجرائم أخرى ارتُكبت بدرجة عالية من الوحشية والعنف، سواء بصفته مرتكبًا مباشرًا أو شريكًا في ارتكابها أو آمراً بارتكابها، وفق البيان.
وتابع “من بين العوامل التي استند إليها مكتب الادعاء في طلبه للعقوبة المؤبدة: العدد الكبير من الضحايا، بما في ذلك مائتان وثلاثة عشر شخصًا من أهالي دارفور الذين قُتلوا، ومن بينهم أطفال، وست عشرة امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب، إضافة إلى ارتكاب أفعال بوحشية خاصة، والانتشار الجغرافي للجرائم، والفترة الزمنية الممتدة التي ارتُكبت خلالها”.
وأكد مكتب الادعاء التزامه بتحقيق المساءلة في الوضع في دارفور، مبيناً أنه لا تزال التحقيقات جارية.
ويواصل المكتب عمله المكثف في التحقيق في الأحداث الأخيرة، ولا سيما في مدينتي الجنينة والفاشر، لضمان تقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة، وفق البيان الصحفي.
_________________________________
الدعم السريع تشن حملة اعتقالات بعد غارة “كاتيلا”
![]()
شنت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة طالت مئات المدنيين في محليتي كتيلا وتلس بولاية جنوب دارفور ومصادرة أجهزة الاتصالات، وذلك عقب قصف جوي استهدف موكب استقبال رئيس الإدارة المدنية بالولاية ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين والمسؤولين أمس الاثنين.
وأكدت شهود عيان لـ(عاين)، إن قوات الدعم السريع نقلت المعتقلين إلى مدينة نيالا، واتهمتهم بالوقوف وراء عملية الاستهداف الجوي لحفل استقبال رئيس الإدارة المدنية بمنطقة كاتيلا.
ونقلت مصادر محلية متطابقة لـ(عاين)، بأن 88 قتيلا وسط المدنيين، وتجاوز عدد الجرحى 100 جريح تم نقلهم مستشفى والتركي ومستوصف الأبرار بمدينة نيالا.
فيما نقلت أكدت مصادر أمنية نقل رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور يوسف إدريس يوسف لتلقي العلاج بمستشفى داخل نيالا وسط غموض حول وضعه الصحي. وأشارت ذات المصادر، إلى إصابته في الرأس والكتف، بينما أكدت المصادر وفاة وزيرين في الإدارة المدنية بالولاية بجانب اثنين من الضباط الإداريين وزعماء إدارة أهلية من بينهم عمدة محلية.





















