أدلة جديدة على دور ليبيا في تسليح قوات الدعم السريع

عاين – 31 يوليو 2025
كشف تحقيق جديد أجرته منظمة “مركز المرونة المعلوماتية” (CIR) عن موقع معسكر عسكري تابع لقوات الدعم السريع في صحراء ليبيا المجاورة للسودان. تثبت هذه الأدلة البصرية المزاعم السابقة حول دور ليبيا في دعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في جهودها الحربية ضد الجيش الوطني.
باستخدام البيانات مفتوحة المصدر، تمكنت منظمة CIR من تحديد معسكر لقوات الدعم السريع في ليبيا، وتتبّع المركبات والأفراد المتمركزين فيه والذين نفذوا عملية سيطرة قوات الدعم السريع العنيفة على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور.

هناك اهتمام كبير بكيفية دخول الأسلحة الأجنبية إلى السودان والدول المجاورة، والتي يُزعم أنها تُستخدم كخطوط إمداد للحرب. وذكر تقرير للأمم المتحدة في يناير 2024 أن قوات الدعم السريع “اشترت سيارات من ليبيا” و”تمكنت أيضاً من الحصول على أسلحة عبر ليبيا”. وبعد تحليل مئات مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، تمكنت منظمة CIR من الكشف عن أن قوات الدعم السريع تنقل معدات عسكرية على نطاق واسع عبر ليبيا، بعضها مرتبط مباشرة بالصراع.
لم يكن تحديد معسكر قوات الدعم السريع في منطقة الكفرة بصحراء ليبيا الشاسعة مهمة سهلة.

ساعدت صور الأقمار الصناعية الليلية منظمة CIR في تحديد المعسكر (CIR)

باستخدام أداة “بلاك ماربل” (Black Marble) التابعة لوكالة ناسا، والتي تلتقط صور الأقمار الصناعية ليلاً، تمكن محققو منظمة CIR من مسح المنطقة بحثاً عن مصادر ضوء صغيرة قد تكون قادمة من المعسكر. ونجحت المنظمة في العثور على المعسكر في صور التُقطت قبل أسابيع قليلة من ظهور مقاطع الفيديو على الإنترنت، وذلك من خلال تحديد مصدر ضوء جديد جنوب بلدة الجوف في الصحراء الليبية. وقال المحقق الرئيسي في المنظمة، مارك سنوك: “الجزء الأكثر صعوبة كان الانتقال من بضعة مقاطع فيديو تُظهر حصراً سيارات ورمالاً، ثم مقاطع فيديو تُظهر المعسكر، وصولاً إلى العثور على الموقع الدقيق للمعسكر. المقاطع الأولى التي حددناها كانت تحتوي على عناصر بصرية قليلة جداً للعمل عليها، حيث كانت تظهر فقط مركبات عسكرية تسير في صحراء”.

معسكر قوات الدعم السريع العسكري في ليبيا (CIR)

المعسكر الليبي
من خلال التحقق من مقاطع فيديو متعددة، رصدت منظمة CIR أكثر من 100 مركبة مركونة في صفوف داخل المعسكر العسكري. ومع ذلك، قال سنوك لـ”عاين”، إنه لا يزال من الصعب تحديد العدد الإجمالي للمركبات داخل المعسكر نظراً للتداخل المحتمل بين المركبات وتنوع أشكالها التي شوهدت في اللقطات.
من خلال تحديد شارات الكتف لقوات الدعم السريع على الجنود والمركبات التي تحمل خزانات وقود زرقاء مميزة، بالإضافة إلى عدة مقاطع فيديو تظهر القائد البارز في قوات الدعم السريع، حمدان الكجلي، قدمت منظمة CIR دليلاً لا يدحض على أن ليبيا لا تزال طريق إمداد عسكرياً حيوياً لقوات الدعم السريع، مما قد يكون قد ساهم في هجمات سابقة على الخرطوم والجنينة وبالتأكيد على مخيم زمزم.

شارات كتف قوات الدعم السريع ساعدت منظمة CIR في تحديد جنود القوات في ليبيا، والذين شوهدوا لاحقاً في مخيم زمزم (CIR)

تُظهر صور الأقمار الصناعية كيف تعرضت مساحات واسعة من مخيم زمزم للنازحين للحرق في هجمات متتالية من قبل قوات الدعم السريع، الأولى في فبراير 2025 عندما تضررت منطقة السوق في المخيم، ثم في أبريل عندما شنت قوات الدعم السريع هجوماً واسع النطاق على المنطقة. قُتل أكثر من 300 شخص في هجوم أبريل.
ذكرت وكالة رويترز، نقلاً عن الأمم المتحدة، أن أكثر من 300 شخص قُتلوا في زمزم والمناطق المحيطة بها بين 11 و14 أبريل. وسجل نظام إدارة موارد معلومات الحرائق التابع لوكالة ناسا (NASA FIRMS) 88 مؤشراً حرارياً غير طبيعي بين 11 و16 أبريل.
وفي حين تواجه طرق إمداد المساعدات الإنسانية تحديات مستمرة وسط مجاعة قائمة في خمس مناطق من البلاد، تستمر الإمدادات العسكرية في التدفق، مما يضمن استمرار الصراع المدمر. وكالعادة، فإن الإمدادات الغذائية والمساعدات شحيحة، في حين أن المعدات العسكرية ليست كذلك.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *