ركن نقاش: النساء في السودان

ركن نقاش: النساء في السودان 

(أن تعلم رجلاً تعلم فرداً وأن تعلم إمراة تعلم أمة) مقولة حكيمة جامعة تؤكد أن وضع المراة ومكانتها في اي مجتمع من المؤاشرات التي تدل تطوره ،فالمجتمعات  والمتطورة هي التي تعطي المراة الريادة لأهمية دورها في بناء الأمم ، ولايمكن لاي مجتمع يدعى التطور أن يعطل دور المراة في الحياة السياسية الإجتماعية.

تهميش 

منذ إستقلال السودان ظلت المرأة السودانية تعاني من تهميش دورها في الحياة المجتمعية بكافة أشكالها ، فالتعليم بالنسبة لها كان من المحظورات خاصة من يسكن في الريف البعيد من مراكز المعرفة، الذي بدوره يمكن أن يعمل على إنتشالها من قاع النظرة السالبة ، بإبرزها ككائن فعال في دروب الحياة .

ولكن هذا الحال بدأ ينحسر تدريجياً ، بعض النساء ولجن سبل المعرفة، ووضعن ضوء في كوة من الظلام ، بواسطة الأوائل اللذين حثوا النساء على ضرورة التعليم ومنهم الاستاذ( بابكر بدري) رائد تعليم النساء في السودان ، الذي ساعد في ابراز وجوه نسائية جديد امثال خالدة زاهر ونفيسة المليك وغيرهن من الرائدات.

في الحقبة الثانية بعد خروج المستعمر بدأت المرأة تدريجياً في التغلل وسط الحياة العامة فاقتحمت المراة الوظائف التي توأم وضعيتها حسب منظور ذاك الجيل فوجدت المعلمات وبعض الموظفات الئى اثبتن نجاحاً باهراً رغم النظرة الذكورية الإستعلائية.

ولكن لم تفرد الوثائق والدستاير السودانية حقاً معلوماً للمرأة السودانية فاصبحت تشارك في مقاعد الرجال خاصة في البرلمانات القومية والاقليمية . غير ان القوى السياسية فتحت الباب لبعض النساء أمثال فاطمة أحمد إبراهيم ،وأمال عباس ،وغيرهن من رائدت البرلمان والعمل النسوي ، إلى أن جاءت إتفاقية السلام الشامل بين المؤتمر الوطني  الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان أنذاك(نيفاشا)  ،  فتم النقاش بشكل اوسع ووضعت نسبة مئوية لاول مرة في تاريخ الاحزاب السياسية فافردت الحركة الشعبية نسبة 25% لمشاركة المرأة في كافة المؤسسات التنفيذية والحزبية بشكل واضح.

 وفي اول إنتخابات بعد نيفاشا فتحت مفوضية الإنتخابات الفرصة اما النساء للمشاركة بنسبة 25%  خصما على نظام القائمة والتي صمم مشروعها بعد توافق القوى السياسية على خصم كوتة المراة من نسبة 40% بالتمثيل النسبي ، وأن تكون  هنالك كوتة للمرأة ،  قدرت بنسبة 25% ، الأمر الذي رفضتة  الاحزاب  لانه يضعف القائمة من عناصر التمثيل النسبي الحقيقي ، والرافضين أنذاك كانوا يصفون الأمر بانه ظاهرياً إنتخاب قائمة ، وفي الواقع العملي إنتخاب فردي مباشر، بنص المادة 38 (2) من المشروع  وهو  الأمر الذي أضعف وجود المراة في أول عملية ديمقراطية قبل إنفصل الجنوب .

نساء الهامش

في ظل هذا الصراع الدائر بين النوع إلا أن هنالك حالة من التغيب التام، وأبشع أنواع الذكورة المستفحلة ضد النساء في هامش البلاد ، خاصة مناطق الحروب التي اصبحت تعاني فيها المراة من استهداف كامل فقط لكونها امرأة ، فأنتشرت جرائم الإغتصاب في دارفور واصبح سلاحاً لاذلال اثنيات وشعوب بعينها ، وكان الاغتصاب الجماعي في منطقة ( تابت ) في شمال دارفور الفضيحة الكبرى ،  وتم تشريد المرأة والاطفال كبار السن بشكل ممنهج ،   فاصبحت المرأة ترزح  تحت خط الفقر الجهل ، مما شجعهن الى اللجوء الى معسكرات خارج السودان في كل من تشاد كينيا اوغندا عائلاتُ لأسر بعد فقدان أزواجهن بسبب الحرب وإنقطاع السبل ، اما في جنوب كردفان والنيل الازرق وشرق السودان فإن الأمر لايختلف كثيراً عن دارفور فنفس الظلم الذكوري المجتمعي في إدارة الحياة الذي مورث عليها في دارفور مورث في المناطق الإخرى .