الذكرى الثانية لـ” مجزرة فض الاعتصام”.. مصير مجهول لمسار العدالة

5 مايو 2021

دعوات واسعة اطلقتها قوى ثورية سودانية بجانب منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر، لإحياء الذكرى الثانية لفض اعتصام القيادة العامة للجيش، في العاشر من مايو الجاري، والذي يتزامن مع اليوم التاسع والعشرون من شهر رمضان بالتقويم الهجري، وهو اليوم الذي شهد أحداث فض الإعتصام.

ودعت القوى الثورية للمشاركة في الإفطار الرمضاني المُقام بهذه المناسبة، وأعتبرت أن ذلك حق دستوري سيعملون على انتزاعه بالشرعية الثورية، كما طالبوا حكومة الفترة الانتقالية بشقيها المدنى والعسكرى بإحترام الحق في التجمع والتظاهر السلمي وحماية المدنيين.

  • إخلاء قسري

وفي ساعات مُبكرة من صبيحة الثالث من يونيو عام 2019، والذي صادف التاسع والعشرين من شهر رمضان، بدأت قوات عسكرية إخلاءً قسرياً لإعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة السودانية.

واستخدمت تلك القوات الرصاص الحي ما أسفر عن مقتل أكثر من 130 شخصاً، وجرح وفقدان العشرات، إلى جانب وقوع انتهاكات أخرى منها العديد من حالات الإغتصاب.

ووقتها قال المتحدث باسم المجلس العسكري المحلول، شمس الدين كباشي، إنهم أمروا بفض الاعتصام وفقاً للإجراءات العسكرية المُتبعة، لكن حدث انحراف من قادة العملية.

ووصل آلاف السودانيين، ظهيرة السادس من أبريل في العام 2019، إلى محيط القيادة العامة للجيش، وقرروا الإعتصام هناك تتويجاً لاحتجاجات امتدت لأشهر للمطالبة بتنحي الرئيس المخلوع عمر البشير، لتتحول التجمّعات بعد سقوط البشير في الحادي عشر من أبريل إلى اعتصام سلمي استمر لشهرين.

وفي العام الماضي حال الإغلاق الكامل الذي فرضته السلطات السودانية ضمن الإجراءات الإحترازية المتعلقة بجائحة كورونا دون إحياء المناسبة.

  • القصاص العادل

وشدّدت القوى الثورية التى دعت للإحتفاء بالمناسبة في ذكراها الثانية، على تمسكها بتحقيق أهداف واستحقاقات الثورة السودانية، وفي مقدمتها القصاص العادل لكل الشهداء، والترسيخ لمبدأ عدم الإفلات من العقاب دون الإعتبارات للرتب والمناصب السيادية، ودون النظر للمعايير التي تنتقص من العدالة والتي لا تتسق مع مبدأ المساواة أمام القانون.

وأكدت عدم سماحها بما اسمتها محاولات الإلتفافِ على مبدأ تحقيق العدالة مهما كلف الأمر، وأنهم على كامل الاستعداد لتقديم أرواحهم من أجل تحقيق ذلك.

  • لجوء للجنائية الدولية

وكانت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر، قد أعلنت مؤخراً لجوءها لمحكمة الجنايات الدولية، للتحقيق في أحداث فض اعتصام القيادة العامة، وقال رئيس المنظمة، عباس فرح، إن المنظمة أوكلت مجموعة من المحامين الأوروبيين للدفاع ومتابعة القضية في المحكمة الجنائية الدولية بموجب تفويض منحته لهم المنظمة.

ورفضت منظمة أسر الشهداء التعامل مع اللجنة التي شكلتها الحكومة للتحقيق في جرائم فض الإعتصامات أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم والولايات، والتي يرأسها المحامي ذائع الصيت نبيل أديب.

وفي أكتوبر من العام 2019 أعلنت الحكومة السودانية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في الأحداث التي صاحبت فض اعتصام القيادة العامة.

  • مسار التحقيقات

وعقب مرور عامين على الأحداث التي راح ضحيتها العشرات، لم تكشف اللجنة عن نتائج التحقيقات التي أجرتها خلال الفترة الماضية، رغم تأكيدها المستمر بأنها قد شارفت على إعداد تقريرها الختامي، لاسيما عقب استجوابها معظم قادة المجلس العسكري المحلول، الذي كان يحكم البلاد حين وقوع الأحداث.

متظاهرون في العاصمة السودانية

لكن رئيس اللجنة نبيل أديب، يرى إن عمل  اللجنة توقف عدة مرات خلال هذه الفترة، وأوضح أن قرار تكوينها صدر في أكتوبر من العام 2019، بينما بدأت عملها فعلياً اواخر ديسمبر من ذات العام.

ونوه اديب إلى أن التحقيقات توقفت في مارس من العام الماضي، بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى التوقف مرة أخرى بسبب فقدان المقر، وانها استأنفت عملها في سبتمبر من العام الماضي.

ولفت إلى أن مجموع الأشهر التي مارست خلالها اللجنة عملها لاتتعدى 11 شهراً منذ تكوينها.

وحول لجوء أسر شهداء الشهداء لمحكمة الجنايات الدولية، قال أديب لـ (عاين)، إن ذلك لا يتعارض مع عمل اللجنة، لكنه دعا الأسر إلى عدم اللجوء لهذا الخيار احتراماً وتقديراً لدماء ابنائهم الذين ضحوا من أجل تحقيق العدالة عبر النظام العدلي السوداني.

وأشار إلى أن شعار الثورة السودانية يدعو للحرية والسلام والعدالة، وأن على أسر الشهداء إن رأت نقصاً في أجهزة العدالة أن تعمل على إكماله عوضاً عن اللجوء للمحاكم الدولية.

  • رسائل أسر الشهداء

من ناحيتها أكدت “والدة الشهيد برعي معتصم” عضو منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر، زينب عثمان، على احياء الذكرى الثانية لفض الإعتصام، في ساحة القيادة العامة للجيش.

وقالت لـ (عاين)، إن اختيارهم لساحة القيادة العامة، يعبّر عن رمزية المكان الذي قُتل فيه ابناؤهم، وأشارت إلى أنه حال إغلاق ساحة القيادة بواسطة القوى الأمنية والعسكرية، فإنهم سينظمون فعاليات البرنامج في الشوارع المحيطة بها.

وأوضحت عثمان، ان الفعاليات تتضمن افطاراً رمضانياً، بالإضافة إلى لبرامج أخرى بمشاركة لجان المقاومة والقوى الثورية، تحمل رسائل تؤكد على تمسكهم بتقديم المسؤولين عن فض الإعتصام للعدالة، وعدم تنازلهم عن حق الشهداء.