في يوم المرأة العالمي.. نساء السودان في قلب مقاومة حكم العسكر
8 مارس 2022
عاود الألاف من المتظاهرين السودانيين الاحتجاج في العاصمة ومدن سودانية أخرى في مليونية أطلق عليها “مواكب نساء السودان” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، واقترب مئات المتظاهرين المحتجين على الانقلاب العسكري من قصر الرئاسة وسط الخرطوم.
ودعت لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات، وأحزاب سياسية وقوى مدنية للتظاهر اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة للتأكيد على المشاركة الفاعلة لنساء السودان التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب وتدعو له قوى الثورة السودانية المناوئة للانقلاب العسكري.
ويقاوم السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي انقلابا عسكريا قادة الجيش السوداني اطاح بالحكومة المدنية التي تم تشكيلها عقب الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل من العام 2019.
وواجه مئات المتظاهرين بمحيط القصر الرئاسي قمعا مفرطاً للقوات المشتركة المكونة من الشرطة والجيش لقمع الاحتجاجات الشعبية المستمرة.
نيران “الدوشكا”
وتقدم المتظاهرون من نقطة تجمع رئيسية حددتها اللجنة الميدانية للجان المقاومة بمحطة باشدار جنوبي الخرطوم، وعند دخولهم محيط القصر الرئاسي عند محطة حافلات شروني بدأت قوات الأمن السودانية في إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة على المتظاهرين.
واظهر المحتجون في الصفوف الأمامية مقاومة كبيرة لقمع قوات الأمن مستخدمين دروعا تقليدية لصد عبوات الغاز المسيل للدموع وتفادي قنابل القنابل الصوتية الأمر الذي أجبر قوات الأمن للتراجع وتقدمهم لمسافة قريبة من بوابة القصر الجنوبية.
لكن مع تقدم المساء زادت قوات الأمن قمعها وجرت عمليات كر وفر بين القوات الأمنية والمحتجين في شوارع جانبية وسط الخرطوم. وسُمع دوي إطلاق نار يقول شهود لـ(عاين)، “اطلاق النار تم من مدفع مضاد للطيران- دوشكا”.
نساء السودان في المقدمة
علت مواكب اسقاط الانقلاب التي جابت شوارع مدن سودانية عديدة اليوم الثلاثاء، لافات التحايا للمرأة السودانية ومقاومتها المستمرة لقهر السلطة، ورفرفت رايات شعارات عديدة في نقطة تجمع رئيسة للمواكب المناصرة لقضايا المرأة السودانية من بينها “بناتنا قيادة..بناتنا شرار.. بناتنا الثورة والني للنار”، “العسكر للثكنات والشارع فيهو بنات”.
وخاطبت قيادات نسوية من منصة رئيسية نصبت في محطة باشدار الموكب، واكدن على أن نضال المرأة السودانية في انتزاع الحقوق يواجه بمنظومة متكاملة تتضمن التشريعات التمييزية والسلطة نفسها.
وأشارت متحدثات، على أن قضايا النساء مختلفة باختلاف السياقات الاقتصادية والاجتماعية والتأثر بالنزاعات وبؤس التنمية. وأكدت على ضرورة إزالة كافة اشكال التمييز ضد النساء السودانيات.
وسار موكب نسوي من محطة باشدار جنوبا إلى منزل الشهيدة عوضية عجبنا بحي الديم قبل ان يتجه إلى مقر جمعية بائعات الشاي والأطعمة.
وقالت الناشطة النسوية، ويني عمر، ان “الموكب النسوي لهذا العام عمل على رسائل واضحة أولها أن نساء السودان في قلب المقاومة السياسية لإسقاط الإنقلاب العسكري وبناء الديمقراطية القادمة في البلاد”.
وقالت عمر في مقابلة (عاين)، “نساء السودان مازلن يقفن على بحقوقهن ومطالبهن الاساسية في بناء دولة بلا قهر وتمييز ضدهم”.
وأشارت عمر، إلى أن الموكب اتجه من محطة باشدار إلى منزل الشهيدة عوضية عجبنا التي قتلت يد شرطة النظام العام في 12 مارس 2012.
وتعتبر عمر، أن عوضية عجبنا شهيدة العنف الشرطي وعنف الدولة. وقالت “كل النسويات يقفن ضدها استمرار ضد هذا العنف”.
اتجه موكب النساء أيضا إلى مقر جمعية بائعات الشاي والأطعمة بالسوق الشعبي- الخرطوم، وتقول ويني عمر أن اتجاه الموكب إلى مقر الجمعية فيه تقدير كبير لكل النساء العاملات في القطاع غير الرسمي والذي واجهة مظالم عديدة من النظام السابق والحكومة الانتقالية السابقة.
وتواجه مئات العاملات في قطاعات بيع الشاي والأطعمة حملات ممنهجة من قبل السلطات المحلية في العاصمة والولايات بمنعهن من العمل في الشوارع وفرض غرامات مالية عليهن بأوامر محلية.
ولفتت ويني، إلى أن الدولة تتجاهلهن بإستمرار ولا تضمن لهن حقوق أساسية كالتامين الصحي والضمان الاجتماعي. وقالت عمر “الموكب اتجه اليهن للتأكيد على مطلب الحق في الوصول للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وأن يكون للدولة توجهات تتضمن هذه الفئة”.
وانتظمت مواكب نسوية عدد من مدن السودان المختلفة، وشهدت مدن بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وسنار بولاية سنار ومدينة كسلا ولاية كسلا تظاهرات كبيرة علتها شعارات الاحتفاء بيوم المرأة العالمي.