أحداث بورتسودان.. من يقف خلفها؟
عاين-11 أغسطس 2020م
فرضت حكومة ولاية البحر الأحمر اليوم الثلاثاء، حظراً شاملاً للتجوال في مدينة بورتسودان شرقي السودان بعد الاحداث الاثنية الدامية التي تشهدها المدينة منذ يومين وخلفت 13 قتيلاً و42 جريحاً.
وتجددت النزاع الأهلي في المدينة بعد تسيير مكون النوبة موكباً بشأن تعيين الوالي فى جنوب كردفان ومر الموكب ببعض مناطق مكون البني عامر السكنية ما ادى إلى احتكاك مباشر بين الطرفين.
وفى يناير الماضي قتل 8 أشخاص وأصيب 60 آخرون، في “أحداث دموية” بين النوبة والبني عامر بمدينة بورتسودان، عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان ، وتعتبر مدينة بورتسودان المنفذ الرئيسي للسودان على البحر، ويستخدمه أيضا جنوب السودان لتصدير النفط .
وقال شهود في المدينة لـ(عاين) اليوم الثلاثاء، أن مجموعات مسلحة واصلت اعتداءات على المواطنين في أحياء متفرقة بالمدينة، فيما فرضت السلطات الأمنية طوقاً امنياً على احياء فيليب ودار النعيم التي انفجرت فيهما الاحداث اول امس الاحد.
من جهته، قال القيادي بتنسيقية الحرية والتغيير ابراهيم الشيخ، ان وفداً من الحرية والتغيير سيتوجه غداً لمدينة بورتسودان لمعالجة النزاع بين مكوني البني عامر والنوبة .
واكد الشيخ فى مقابلة مع (عاين)، ان الإشتباكات كان من الممكن ان تكون محدودة لو كانت هنالك قوات أمنية كافية، ولكن الوضع تفاقم لمحدودية القوات الموجودة. واكد الشيخ ان اللجنة الأمنية فى الخرطوم قامت بإرسال تعزيزات امنية تقدر بعشرين عربة وتم تحريك قوات من مدينة عطبرة .
واكدت لجنة أطباء السودان المركزية فرعية ولاية البحر الاحمر استمرار الأحداث القبلية بمدينة بورتسودان ، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا والإصابات بالرصاص والأسلحة بيضاء ، وقالت اللجنة فى تقريرها عن وصول 7 جثامين للمشرحة صباح الاثنين بانتظار نتائج التشريح ليبلغ بذلك العدد الكلي للوفيات 13 والعدد المجمل للاصابات 42 اصابة متفاوتة .
وأصدر والي ولاية البحر الأحمر المهندس عبد الله شنقراي أوهاج، اليوم الثلاثاء، أمر طوارئ رقم (٨) لسنة ٢٠٢٠م بفرض حظر التجوال الشامل بمحلية بورتسودان .وينص القرار بفرض حظر التجوال بمحلية بورتسودان بحدودها الجغرافية ويشمل كل المؤسسات بالقطاعين العام والخاص والهيئات بمحلية بورتسودان .
واستثنى امر الطوارئ العاملين بالحقل الصحي وهيئة الإذاعة والتلفزيون والعاملون بطوارئ هيئة المياه والكهرباء .
مخابرات إقليمية
في المقابل، رأى المحلل السياسي، عبد المنعم ابو ادريس، ان مايجري فى شرق السودان تضارب لإصحاب مصالح يستخدمون فيها المكونات القبلية، وبعض اصحاب هذه المصالح تضررت مصالحهم بعد التغيير الذي حدث فى السودان وبعضهم يريد تحقيق مكاسب وحجز مكانه فى ظل الوضع السياسي الجديد بالبلاد. وقال “تاريخياً هذه القبائل تعيش مع بعضها مئات السنين لم تعرف صراعات بهذا المستوى”.
ولفت أبو ادريس فى مقابلة مع (عاين )، إلى انه غير الأسباب الداخلية هنالك نشاط لأجهزة مخابرات دول الإقليم في سبيل أطماعها في موقع شرق السودان واستراتيجيته واهميته للأمن الاقليمي والدولي تحاول إشعال هذه الصراعات ويستخدم كل منها مكون اجتماعي محدد لتضارب مصالح مخابرات هذه الدول .
تضرر مصالح
إلى ذلك، قال القيادي بالحرية والتغيير ، وجدي صالح ، فى مقابلة مع (عاين)، ان الأحداث المتكررة فى مدينة بورتسودان يجب الوقوف عندها وهي دائماً تستنزف النسيج الإجتماعي والهدف من ذلك فى تقديرنا معلوم هو إثارة حالة من عدم الإستقرار وشد الأطراف حتى لاتستقر هذه السلطة الإنتقالية.
واضاف “هذا العنف تقف وراءه قوى متعددة صاحبة المصلحة فى عدم الإستقرار وخلق عنف قبلي غير مرغوب فيه ويتناقض تماماً مع اهداف الثورة” .
وتابع “الثورة اضرت بمصالح كثيرين سواء كانت إقتصادية او سياسية كما ان الولاية تتمتع بموقع إستراتيجي وبها بيئة خصبة لتقبل مثل هذه الإشارات السالبة التي يمكن ان تؤدي الى مثل هذه النزاعات “.
واكد وجدي ان قوى الحرية والتغيير مع دولة المساواة التي نسعى فيها لتحقيق السلام والعدالة وتقف ضد هذه النزاعات وتعمل وسط هذه القواعد وكان لها دور كبير فى إمتصاص هذه النزاعات رغم العدد الكبير من الضحايا وهذا “مايؤسف له”، ونزيف الدم يجب ان يتوقف وقد فقدنا الكثير من الأرواح البريئة فى مثل هذه الجرائم .
وبحسب صالح ان قوى الحرية والتغيير تؤكد على انه لابد من القبض على كل المجرمين والجناة والمحرضين الذين سفكوا هذه الدماء وتقديمهم للعدالة ويسود القانون على الكل ويحترم هذه الدولة التي نريد ان نرسخ لها فى الفترة الانتقالية، ونحتاج إلى عمل دؤوب للوصول إلى السلام والطمأنينة في الولاية.
ودعا وجدي، الأجهزة الأمنية للقيام بدورها وكذلك قوى الحرية والتغيير والشباب والمجتمع المدني، وقال “نحن متفائلون أن سياسة شد الأطراف لن تجدي وستستمر سلطة الثورة” .