سلاح «الأوبلن» ضد متظاهري السودان.. قاذف الحجارة القاتل

24 ديسمبر 2022

ساعات قليلة فصلت بين مقتل أثنين من شهداء الثورة السودانية، الصديقين محمد نادر، ومحمد عمر،  اللذان أصيبا بسلاح الأوبلن بعد تكثيف استخدامه من قبل قوات الأمن السودانية تستخدمه مؤخراً بكثافة ضد المتظاهرين المناوئين للانقلاب العسكري المستمر منذ 25 أكتوبر 2021.

“تهتك في الأنسجة واستقرار حجر في الرأس أثر الإصابة بسلاح الأوبلن “. يقول التقرير الطبي للقتيل محمد نادر الذى مكث في المستشفى أربعة أيام في انتظار عملية استخراج الحجر قبل أن يفارق الحياة.

كان محمد عمر صديقاً مقربا لـ محمد عمر  وظل مواظباً على الحضور لزيارته في المستشفى قبل أن يصاب هو الآخر بنفس السلاح ويفارق الحياة بعد أن استقر حجر مقذوف من سلاح الأوبلن في كبده وفشلت محاولات الأطباء إنقاذه. ومن بين جهات عديدة، وثق محامو الطوارئ إصابات عديدة للمتظاهرين المحتجين على الانقلاب العسكري بسلاح الأوبلن وسط مطالبات وحملات لاستخدام هذا السلاح ضد المتظاهرين.   

سلاح «الأوبلن» ضد متظاهري السودان.. قاذف الحجارة القاتل

ماهو سلاح الأوبلن؟

“الأوبلن” بحسب ضابط الشرطة المتقاعد الطيب عثمان، كان سلاحاً يستخدم قديماً في حروب حصار المدن لعبور التحصينات العالية.

 وهذا السلاح منه نوعان الأول بندقية به ماسورة قطرها اثنين إلى ثلاثة بوصات تقريبا وطولها 11 بوصة، وهناك شكل آخر يأخذ شكل المسدس بعرض فتحة للماسورة تتراوح من خمسة إلى ستة بوصات ويكون هناك حركة ميكانيكية لرمي المقذوف.

 حشو بـ(الحصحاص)

لم يكن استخدام سلاح الاوبلن من قبل معروف لدى الشرطة لكنها عمدت على استخدامه مؤخرا في مواجهة التظاهرات السلمية. يقول ضابط الشرطة المتقاعد، الطيب عثمان لـ(عاين). ويشرح عثمان، أن مقذوف الأوبلن هو “علبة” البمبان، لكن هناك إصابات تم توثيقها بغير قنابل البمبان ما يعني أن هناك تطوراً بحشو المقذوف الفارغ لقنابل الغاز بالحجارة الصغيرة “الحصحاص” واطلاقه من سلاح الأوبلن.

ويسأل الطيب، هل تتم هذه العملية في مراكز الشرطة او المنازل؟، يجيب بـ لا، ويقول: أن “عملية حشو فوارغ البمبان تحتاج لتصنيع  تتم في مصنع اليرموك الذي يُصنع قنابل الغاز المسيل للدموع. إضافة إلى انه وفي كثير من المواكب وبحسب ما شاهدت انا شخصيا أن أفراد الشرطة أثناء تفريقهم للمواكب يجمعون فوارغ الغاز المسيل للدموع في أكياس كبيرة لإعادة تصنيعها”.    “للأسف استخدام الشرطة للأوبلن لا يتوقف على أفرادها على الأرض فقط، لكن  الشرطة تستخدم هذا السلام من خلال المدرعات والمصفحات التي ثُبتت عليها قواذف”. يقول الطيب لـ(عاين).  

سلاح «الأوبلن» ضد متظاهري السودان.. قاذف الحجارة القاتل

استخدام قاتل

وللاجابة على سؤال حول الاستخدام الصحيح لهذا السلاح، يقول ضابط الشرطة المتقاعد،   الطيب عثمان، “الشرطة للأسف تستخدمه استخدام القاتل، ويجب انها تحمل مسؤوليتها طالما ثبتت إصابات لمتظاهرين بسلاح الأوبلن”.  ويزيد الطيب: “الاستخدام الأمثل أن يطلق مقذوف هذا السلاح من كتف المستخدم للأعلى حتى يصل المقذوف إلى أعلى درجة ارتفاع حتى تصل نقطة اندفاعه صفر ومن ثم يبدأ السقوط غير المؤثر.. إذا تم استخدامه بهذه الطريق لن يكون سلاحا قاتلاً او مسببا للاذى دون تأثير الغاز المسيل للدموع المنبعث منه”.

هل استخدام الشرطة الحالي استخدام سليم لهذا السلاح؟ يجيب الطيب عثمان: “لا”. ويضيف:” هذا السلاح يستخدم بغرض القتل وأقول ذلك لأن التقارير الطبية في المستشفيات وثقت إصابات مقذوفات أوبلن وإصابات بليغة أدت إلى الوفاة”.ويشير الطيب ، إلى أن استخدام هذا السلاح من قبل مطلق قذيفته بزاوية 90 درجة تجعل المقذوف يصل بقوة انطلاقه الكاملة وبالتالي بسبب الأذي الجسيم والوفاة”.

وفي اجابته على سؤال حول استخدام الشرطة للأوبلن من ضمن صلاحيتها وهل يجوز استخدامه في مواجهة التظاهرات؟، يقول الطيب: “التظاهرات السلمية بموجب القانون على الشرطة حمايتها، لكن ما يجري ان الشرطة ورثت برمجة عصبية من النظام البائد وهي تعتقد  أن التظاهر هو مخالفة قانونية يجب أن تتصدى لها وهذه عقيدة فاسدة لذلك الشرطة تستخدم هذه الاسلحة بعنف”.

لكنه يعود ويقول انه وقانونا مسموح للشرطة استخدام الغاز المسيل للدموع والتدرج في استخدام القوة وبالتالي سلاح الأوبلن لكن في مواجهة التفلتات، غير أن الشرطة تتعسف في استخدام هذا الحق في مواجهة مظاهرات خالية من التفلتات الأمنية.

“الحق يقال هنا أن هناك بعض المتظاهرين يقذفون قوات الشرطة بالحجارة، لكن هل هذه الحجارة يجب أن تكون هناك قوة متكافئة لها وأفراد الشرطة يملكون الدرقات والعربات المصفحة والمدرعات وهذه قوة كافية جدا لصد هذه الحجارة وحماية أفرادها”. يقول الطيب عثمان.

يعود ضابط الشرطة المتقاعد ويقول إن “الخطأ الأكبر هو خطأ العقيدة التي تعمل بها الشرطة بها”. ويضيف:” انا استغرب انو مواكب في احياء أبو آدم أو في الكلاكلة او الولايات أغلقت الشوارع للاحتجاج السلمي ما الذي يجعل الشرطة تهاجمها، خاصة وان تنسيقيات لجان المقاومة تحدد مساراتها ما يتيح للسلطات خلق بدائل”.

تعليق واحد

  1. انا ارى انه لايحق لهم استخدام هذا السلاح ااا في حالات التفلتات الامنية🥸

عذراُ. التعليقات مغلقة.