«إعلان سياسي» بين «حمدوك» وفصيلين مسلحين يتضمن تأسيس دولة علمانية

عاين- 19 مايو 2024

وقع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، وزعيم الحركة الشعبية – شمال- عبد العزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، إعلان نيروبي الهادف لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة على أسس جديدة أهمها الفصل بين الدين والدولة وحق تقرير المصير.

والسبت، أعلن رئيس الوزراء السابق، التقاءه بالقائد عبد الواحد محمد أحمد نور، رئيس حركة تحرير السودان والقائد عبد العزيز آدم الحلو تلو، رئيس الحركة الشعبية – شمال- في العاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 17-18 من مايو الجاري.

ووقع حمدوك على نسختين من الاتفاق مع الحلو وعبد الواحد كل على حدة بحضور الرئيس الكيني وليام روتو.

ووقع عبد الله حمدوك على الإعلان مع حركتي عبد الواحد والحلو بصفته رئيس وزراء سابق لحكومة السودان الانتقالية المنقلب عليها في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، دون الإشارة إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» التي يترأسها.

وقال المتحدث باسم «تنسيقية تقدم» بكري الجاك، في تصريحات صحفية، إن حمدوك وقع على إعلان نيروبي بصفته رئيس الوزراء السابق نزولا عند رغبة رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد النور.

واتفق الموقعون على الإعلان الذي يتألف من ثماني نقاط رئيسية للعمل المشترك، في المرحلة القادمة لمواجهة المخاطر التي تهدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة، وفقاً لإعلان نيروبي.

وقف الحرب 

ودعا الموقعون، الطرفين المتحاربان في السودان للوقف الفوري لإطلاق النار تمهيدا للوقف الدائم للحرب.

كما دعوهما للتعاون الجاد بإرادة حقيقية مع الجهود الإقليمية والدولية بما في ذلك منبر جدة.

وفي 11 مايو، اتفق الجانبان؛ الجيش والدعم السريع، على السماح للمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل بالوصول إلى المناطق التي ضربتها الحرب، مع الالتزام “بضمان حماية المدنيين، إلا أنهما فشلا في تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تشمل إعادة احتجاز قادة النظام السابق وإنهاء المظاهر العسكرية في المدن، ما أدى بالوساطة إلى تعليق التفاوض في ديسمبر 2023.

Hamdok’s government facing foreign and domestic pressure to send Bashir to Hague
عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق

وتضمن إعلان نيروبي، دعوة الأطراف المتحاربة للالتزام التام بمسؤوليتها أمام القانون الدولي الإنساني بإزالة كافة المعوقات أمام العون الإنساني والسماح بالعون عبر دول الجوار وعبر خطوط المواجهة بحيث تصل هذه المساعدات لكل المواطنين دون عوائق. إلى جانب توفير الحماية لكل العاملين في الحقل الإنساني من منظمات دولية ومحلية.

وتضمن الإعلان نصا يدعو للعمل المشترك من أجل المعالجة الشاملة للأزمات التراكمية، وذلك عبر عملية تأسيسية ترتكز على مبادئ رئيسية أهمها؛ وحدة السودان شعبا وأرضا وسيادته على أرضه وموارده.

كما تضمن اتزام الدولة بالتنوع التاريخي والمعاصر، على أن تكون الهوية السودانية التي لا تميز بين السودانيين بسبب العرق والدين واللون واللغة والجهة هي أساس المواطنة.

ونص الإعلان على تأسيس دولة علمانية غير منحازة، وتقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات، وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بالمساواة والعدالة.

ودعا الإعلان إلى تأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفقاً للمعايير المتوافق عليها دولياً، تفضي إلى جيش مهني وقومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة

وتضمن الإعلان نصا يدعو إلى تأسيس حكم مدني ديمقراطي اتحادي في السودان يضمن قيام الدولة المدنية والمشاركة العادلة والمتساوية لجميع المواطنين في السلطة والثروة.

الإعلان الموقع دعا إلى عقد مائدة مستديرة تشارك فيه كل القوى الوطنية المؤمنة بهذه المبادئ المضمنة في هذا الإعلان.

واعتبر الإعلان أنه حالة عدم تضمين هذه المبادئ في الدستور الدائم يحق للشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير.

ودعا إلى عقد مائدة مستديرة تشارك فيه كل القوى الوطنية المؤمنة بهذه المبادئ المضمنة في هذا الإعلان.

عبد الواحد محمد نور- حركة جيش تحرير السودان

وسبق واتفق اتفق رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في العام 2021، على فصل الدين عن الدولة وتكوين جيش واحد في نهاية الفترة الانتقالية التي قوضها انقلاب 25 أكتوبر من العام نفسه.

رعاية كينية للإعلان 

وتعليقا على إعلان نيروبي، قال الرئيس الكيني وليام روتو، أن كينيا لا تزال شريكا رئيسيا في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الدائم السودان.

وأشار في تغريدة على منصة (X) إلى أهمية أن يشكل المجتمع المدني والجماعات المنظمة جزءاً من العملية التي لن تتوج بالسلام فحسب، بل وأيضاً بتشكيل حكومة مدنية.

وهنأ روتو المجموعات المنظمة والمجتمع المدني التي وافقت، من خلال إعلان نيروبي، على أن تكون جزءًا من عملية السلام في السودان. إن العملية الشاملة والشاملة هي السبيل لتحقيق السلام.

حزب الأمة يتحفظ 

وعلى الرغم من ترحيبه المبدئي بإعلان نيروبي، إلا أن حزب الأمة القومي أبدى تحفظه على بعض القضايا التي أسماها بالخلافية التي تضمنها الإعلان.

وقال الحزب، السبت أن هذه القضايا الخلافية المتعلقة بطبيعة الدولة ومسألة الدين والدولة والهوية ونظام الحكم؛ وإجازتها عن طريق برلمان منتخب، محل بحثها المؤتمر القومي الدستوري.

(الشعبية) بقيادة (الحلو): الوساطة عاجزة عن تقديم أي حلول
عبد العزيز الحلو – الحركة الشعبية لتحرير السودان

وأشار الحزب إلى أنه يدرك تعقيدات المشهد السوداني بسبب الحرب، لذلك يعمل الحزب ضمن تنسيقية تقدم على نجاح المؤتمر التأسيسي لإدارة حـوار شفاف حول قضايا إعادة بناء الدولة السودانية بغية التوافق على الرؤية السياسية للتحالف، ومن ثم مناقشة هذه القضايا بمشاركة كل الأطراف الوطنية في مائدة مستديرة لإيجاد حل للأزمة السودانية.

ما جانبها، أبدت الجبهة الثورية السودانية ترحيبها بإعلان نيروبي، واعتبرته خطوة مهمة في اتجاه توسيع قاعدة الكتلة الرافضة لاستمرار الحرب التدميرية للسودان.

وقالت في تصريح صحفي، السبت، إنها تؤكد ما تضمنه إعلان نيروبي من مبادئ وأهداف.

وأشارت إلى أن المبادئ الواردة في إعلان نيروبي، تتسق مع رؤية الجبهة الثورية، خصوصاً تلك التي تدعو لوقف الحرب، والتي ترمي لتأسيس حكم مدني ديمقراطي اتحادي.

وجددت الجبهة الثورية السودانية، دعوتها إلى طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات دون تردد أو تسويف من أجل التوصل إلى وقف العدائيات وفتح الطريق لعملية سياسية شاملة تنهي كل حروب السودان بمخاطبة جذورها وأسبابها.