السودان: تظاهرات تشل وسط العاصمة وقمع أمني مفرط
17 يناير 2022
تظاهر المئات في السوق العربي وسط العاصمة السودانية اليوم الثلاثاء، ضد الانقلاب العسكري، وشلت الاحتجاجات المنطقة التجارية. وبينما طوّقت القوات الأمنية الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي وجهة المحتجين تقدم المتظاهرون بشوارع فرعية عديدة نحو القصر.
ومنذ وقت مبكر انتشرت القوات الأمنية في السوق المزدحم، وأغلقت جسرا رئيسيا يربط وسط الخرطوم مع أم درمان كما وضعت الحواجز في بعض الشوارع القريبة من القصر ومنعت حافلات النقل والسيارات من استخدامها.
إجراءات أمنية
وعزلت القوات الأمنية محطة جاكسون للحافلات عن وسط العاصمة عقب انطلاق الموكب المركزي من هناك وقال شاهد لـ(عاين)، “الأمن نشر أكثر من عشرين مركبة عسكرية في المنطقة وخلت الشوارع من السيارات التي واجهت صعوبة في مغادرة المنطقة بسبب الاختناق المروري”.
واختلفت التظاهرات التي اندلعت في السوق العربي اليوم الثلاثاء، عن الاحتجاجات في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، إذ أن الإجراءات الأمنية كانت في غاية التشديد لمنع اقتراب المحتجين من محيط القصر الرئاسي بوضع شاحنات عسكرية في الشوارع واطلاق الغاز المسيل للدموع قرب المحلات التجارية.
ورغم الوضع الأمني تحرك المتظاهرون من محطة جاكسون صوب شارع السيد عبد الرحمن للتوجه شرقا ثم الانتقال الى القصر لكن القوات الأمنية نشرت مركبات عسكرية ووضعت عليها قاذفات عبوات الغاز وأطلقت العشرات منها في تقاطع رئيسي تظاهر قربه المحتجون.
ويقول قادة التظاهرات إن الاحتجاجات التي تنطلق من وسط الخرطوم حيث مقار المراكز التجارية والمؤسسات الحكومية والأنشطة التجارية “تعد رسالة قوية” من الحراك السلمي الطامح لإسقاط العسكريين كما إن الخطة الأمنية بإفشال المواكب بواسطة حركة المدرعات لا يمكن تطبيقها في هذه المنطقة لعدم وجود مساحات شاسعة.
هتافات اسقاط البرهان
وقوبلت تظاهرات السوق العربي بقمع أمني مفرط وشرس وحاولت المركبات العسكرية الهجوم على المتظاهرين ومطاردتهم في الشوارع وهتف المحتجون “يسقط برهان وحميدتي كمان” في إشارة إلى قائد الجيش وقائد الدعم السريع اللذين يقودان الشق العسكري.
وتتزامن مليونية 17 يناير اليوم الثلاثاء مع الذكرى الأولى لمجزرة محطة شروني وسط الخرطوم العام الماضي في نفس هذا الوقت حيث قتلت قوات عسكرية وأمنية سبعة متظاهرين بالرصاص- حسب لجنة الأطباء.
وقالت “إيمان” التي شاركت في موكب السوق العربي لـ(عاين): “وصل الموكب إلى تقاطع السيد عبد الرحمن مع شارع الحرية وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع وتراجعنا من هناك إلى داخل محطة الحافلات لأن عدد الجنود أمامنا كان كبيرا وكأنهم في حرب ضدنا”.
شروني.. ملاحقات أمنية
كما وصل متظاهرين من جنوب العاصمة إلى محطة شروني للحافلات وقابل الأمن المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع واحتمى العشرات بالمباني القريبة من هذه المحطة التي تعد مركزا للاحتجاجات منذ وقوع الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021.
واعتمدت القوات الأمنية في محطة شروني على إجراءات غير مسبوقة في مستوى القمع بإطلاق سلسلة طويلة من قنابل الغاز مع الملاحقة بواسطة سيارات مدرعة يقول محتجون إنها كانت تتعمد إطلاق عبوة الغاز على أجساد المتظاهرين.
وتقدر منظمات طبية مستقلة حوالي 20 متظاهر قتلوا بإصابات عن طريق عبوات الغاز التي صوبت على أجسادهم في الفترة بعد الانقلاب العسكري منذ أكثر من عام.
عودة تظاهرات المدن
وكانت مدينة ود مدني ضمن المدن التي أحيت ذكرى مليونية 17 يناير بخروج العشرات في شارع رئيسي عقب انطلاق الموكب من محطة حافلات رئيسية في عاصمة ولاية الجزيرة.
ودعا المتحدثون في المخاطبات التي جرت في موكب ودمدني إلى رفض الاتفاق الإطاري الذي أبقى على الجنرالات في السلطة وسمح بسياسة الإفلات من العدالة عقب مقتل 122 متظاهرا خلال عام إلى جانب مجزرة القيادة العامة.
كما شهدت مدينة القضارف شرق السودان خروج العشرات وسط السوق الرئيسي وجرت مخاطبات للمواطنين عبر خلالها المتحدثون عن سخطهم من غياب الخدمات الأساسية وارتفاع المعيشة وتفشي الجرائم.