أمواج البحر المتوسط تحصد المزيد من أرواح السودانيين مع أحلامهم
26 أبريل 2013
أنهت مياه البحر الأبيض المتوسط حياة 130 مهاجرا بينهم سودانيين حاولوا الأسبوع الماضي الانتقال من السواحل الليبية إلى إيطاليا بعد غرق قوارب كانت تقلهم حسب ما ذكرت منظمة فرنسية الأسبوع الماضي والتي أكدت عثور فرق الانقاذ على حطام القارب وبعض الجثث الطافية بينما لم يتم العثور على غالبية المهاجرين.
ونصبت عائلة أبو القاسم حسن 27 عاما -احد ضحايا الحادثة- سرادق العزاء في العاصمة السودانية، ويقول صديقه محمد عبد القادر في حديث لـ(عاين)، أن ابو القاسم يقطن منطقة أم القرى شمال قرب الكدور شمالي العاصمة السودانية درس الهندسة الغذائية وقرر الهجرة إلى أوروبا بعد أن ضاقت به سبل الحياة.
وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، توفي 232 مهاجرًا في وسط البحر الأبيض المتوسط بين 1 يناير و 1 أبريل هذا العام، ارتفاعًا من 137 في نفس الفترة من عام 2020.
وبحلول منتصف عام 2020 – كان لدى السودان 1.4 مليون مهاجر دولي، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم (بيانات الأمم المتحدة لعام 2020).
لم تعلن الحكومة السودانية عن معلومات حول ضحايا المتوسط الأسبوع الماضي وحاولت (عاين) الحصول على تعليق فوري من متحدث الخارجية منصور بولاد لكنه لم يرد على الاستفسارات.
وأشارت السفارة السودانية في طرابلس، إلى أن فرق الانقاذ تحاول انتشال الجثث من المتوسط ولم تقدم إحصائيات عن عدد السودانيين في القارب المحطم فيما تقول الخبيرة في قضايا الهجرة أميرة أحمد في تصريحات لـ(عاين) أن بعض المعلومات تشير إلى أن المهاجرين وزعوا على ثلاثة قوارب عثرت فرق الإنقاذ على الحطام وبعض الجثث.
وأوضحت الخبيرة في قضايا الهجرة والمسؤولة السابقة في مكتب منظمة الهجرة بمصر أميرة أحمد، أن الهجرة عبر المتوسط تتزايد في هذا الوقت نتيجة عوامل الطقس وإنحسار موجات البرد.
وأشارت أحمد، إلى أن المعلومات الحكومية عن ضحايا المتوسط الأسبوع الماضي غير متوفرة بالقدر المطلوب لأنها لا تكترث لمثل هذه الحوادث موضحة أن السودان لا يطبق قوانين رادعة لمعاقبة مهربي البشر.
- مهربون طلقاء
وأضافت أحمد : “في السودان لا يوجد قانون لمعاقبة تهريب المهاجرين رغم أنه صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة وبروتوكولاتها بما يشمل بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين وبروتوكول مكافحة الاتجار بالبشر”.
تبدأ حركة الهجرة من الأراضي السودانية من المدن التي تقع على الأطراف سيما شرق البلاد حيث انضم نحو 50 شخصا من مدن القضارف وكسلا إلى مجموعة عبرت إلى الحدود الليبية ومن هناك انتقلوا إلى أوروبا ونفذت هذه الإجراءات خلال شهري مارس وابريل.
جرت هذه العملية عبر تنسيق محكم بين المهربين في السودان وليبيا مقابل ثلاثة آلاف دولار لكل شخص تسلم المبالغ في السودان بسحب ما يقول عمار وهو قريب لشابين غادرا بهذه الطريقة إلى ليبيا وحاليا يقبعان في مركز انتظار لركوب القوارب المطاطية.
يقول عمار لـ(عاين) إن الشابين يقطنان حي الشعبية بمدينة كسلا غادرا قبل ثلاثة أسابيع إلى ليبيا وسلما المال هنا إلى مهربي البشر الذين لديهم تنسيق مع تجار البشر في ليبيا، مضيفًا ان المهربين حصلوا على 1.200 مليون جنيه سوداني نظير تهريب اي شخص ما يعادل ثلاثة آلاف دولار أمريكي.
وأردف : “غادر الشبان من مدن القضارف وكسلا إلى ليبيا حسب علمي عبرت مجموعة إلى ايطاليا بنجاح ومجموعة أخرى ومن بينهم اثنين من اقربائي (أبناء خالته) ينتظرون في موقع اسمه التركينه في طرابلس وعندما يكتمل العدد فوق الـ100 يتم الإبحار بهم نحو الشواطئ الإيطالية”.
- لا أحد يريد البقاء هنا
وأشار عمار، إلى أن بعض الراغبين في الهجرة باعوا منازلهم في مدينة القضارف لسداد الأموال إلى مهربي البشر لأنهم شاهدوا كيف أن الشبان الذين غادروا بهذه الطريقة حققوا أحلامهم بالعبور إلى أوروبا.
يضيف هذا الشاب : “لا أحد يريد أن يبقى هنا لأن الوضع لا يطاق”.
بينما ترى الخبيرة في قضايا الهجرة اميرة أحمد، أن الهجرات من إفريقيا نحو أوروبا حلقة مفرغة لأن أوروبا هي من تشعل الحروب في القارة وتدفع مئات الآلاف إلى الهجرة وترك بلدانهم التي تعاني من الفقر والويلات.
وتابعت : “أوروبا لا تريد دفع ثمن الحفاظ على مصالحها وتدعو في نفس الوقت إلى التنمية وتعزيز حقوق الإنسان ولا تريد التخلي عن مصالحها هنا في افريقيا”.
وتعتقد أحمد، أن قضايا الهجرة مشكلة تنمية في المقام الأول لكن أوروبا تتعامل معها بطريقة مخابراتية أمنية.