«مؤتمر القاهرة».. دعوات إقليمية ودولية لإنهاء حرب السودان
عاين- 6 يوليو 2024
انطلقت بالعاصمة المصرية اليوم السبت، جلسات مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية، وذلك في إطار جهود القاهرة لبحث سبل إنهاء الصراع السوداني، ووقف الأعمال القتالية.
وتستضيف العاصمة الإدارية الجديدة، يومي السبت والأحد، المؤتمر الذي يجمع فرقاء السودان لمناقشة وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية والتحضير للمسار السياسي.
ويعتبر المؤتمر خطوة مهمة لجهة جلوس قوى سياسية متباينة لبحث سبل إنهاء القتال لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، في السودان منذ نحو 15 شهرا”.
ويشارك في المؤتمر ممثلو عدد كبير من القوى السياسية السودانية، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، وبعض الدول الفاعلة والمهتمة بملف السودان.
ومن أبرز المشاركين رئيس هيئة القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” عبد الله حمدوك، ورئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب البعث كمال بولاد، وقائد حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بجانب ممثلي المهنيين والنقابات والمجتمع المدني. بجانب قادة الكتلة الديمقراطية ومشاركة اعضاء في الحركة الاسلامية.
المسار السلمي لحل أزمة السودان
ويأتي مؤتمر القاهرة للحديث عن وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية وسبل تهيئة المسار السلمي لحل الأزمة وتحديد الآثار السالبة للصراع وتحديد المطلوبات للمتضررين إلى جانب وضع إطار للحوار السوداني السوداني.
وعلى الرغم من تعدد المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب السودانية، حظي منبر جدة، الذي التأم في مايو من العام الماضي بالنصيب الأكبر من الاهتمام الدولي، إلا أنه توقف بعد أن قررت الوساطة السعودية الأمريكية تعليق المفاوضات بين وفدي الجيش والدعم السريع لأجل غير مسمى، نتيجة عدم التزام الطرفين بما اتفقا عليه.
ويهدف مؤتمر القاهرة وفقاً لما هو معلن إلى الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني – سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
ونهاية مايو الماضي قالت الخارجية المصرية، إن المؤتمر يأتي بالتعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين بما في ذلك دول الجوار السوداني إلى جانب أطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة “الإيغاد”.
سيادة السودان
وخلال افتتاح مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية دعا وزير الخارجية المصري الجديد، بدر عبد العاطي، إلى وقف فوري ومستدام للعمليات العسكرية في السودان، الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من عام.
وطالب عبد العاطي، أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بالتعهدات التي أعلنوا عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي انعقد خلال شهر يونيو 2023 في جنيف والمؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس في منتصف أبريل 2024، لسد الفجوة التمويلية التي تناهز 75% من إجمالي الاحتياجات.
وشدد وزير الخارجية على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني والحفاظ على مكتسبات شعب السودان.
كما أكد أن مصر ستواصل العمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية.
وأشار إلى ضرورة أن يستند أي حل سياسي للأزمة السودانية إلى رؤية سودانية خالصة دون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.
ونوه وزير الخرجية عبد العاطي، بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، في إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة السودان.
حمدوك: مؤتمر القاهرة” ينعقد في توقيت مفصلي بالنسبة للدولة السودانية التي تواجه أزمة وجودية”
من جهته قال رئيس الوزراء السوداني السابق، ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية «تقدم» عبدالله حمدوك، إن “مؤتمر القاهرة” ينعقد في توقيت مفصلي بالنسبة للدولة السودانية التي تواجه أزمة وجودية أودت بحياة الكثير من أبناء شعب السودان.
وأوضح حمدوك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المصرية، أن المؤتمر يعالج ثلاث قضايا رئيسية: الأولى تتعلق بوقف الحرب، والثانية تخص الأزمة الإنسانية التي تعد الأكبر في العالم اليوم، والثالثة والأخيرة والمهمة للغاية هي بحث العملية السياسية وأجندتها والمبادئ العملية الأساسية.
من جهتها قالت كبيرة مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، نايلة حجار، إن الحوار السوداني الشامل سيكون العامل المؤثر في صنع السلام.
وأضافت خلال كلمتها في افتتاح مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية: “نهدف إلى تحقيق السلام على أرضية صلبة”.
وطالبت بإنهاء القتال وإيصال المساعدات، مؤكدة دعم الأمم المتحدة الكامل لكافة الجهود التي تصب في مصلحة إنهاء الحرب.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في السودان، إيدن أوهاوا، إنَ استمرار الحرب في السودان ألقى بتداعيات مؤلمة على كافة الأطراف.
ودعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتجنب المعاناة ومزيد من المجاعة لهذا للشعب السودني.
وأكد أن الكثير من الجهود مطلوبة من كافة الأطراف لوقف القتال وتوصيل المساعدات للمتضررين.
وتابع خلال كلمته بمؤتمر القوى السياسية المدنية بالسودان، والمنعقد بالقاهرة ، لا بد من التركيز على الاحتياجات الإنسانية والإغاثية والتي لا يمكن تجاهلها.
وأضاف: “نعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك، خاصة في المناطق التي تشهد الكثير من الصراعات.
وأكد أن هناك مشاهد مؤلمة من السودان كما أن هناك حاجات كبيرة للتعاون الفعال بين كافة الأطراف الدولية.
سفير الاتحاد الأوروبي: “الكثير من الجهود مطلوبة من كافة الأطراف لوقف القتال وتوصيل المساعدات للمتضررين”.
وشدد سفير الاتحاد الأوروبي في السودان بقوله:”سنستمر بالعمل مع كافة الأصدقاء حتى ينجو السودان من هذه الحرب”.
بدورها أكدت نائبة رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان سبشيوزا وانديرا، ، أن مؤتمر القاهرة يهدف إلى إنهاء الأزمة في السودان وتقريب وجهات النظر بين السودانيين.
وأفادت خلال كلمتها أن المؤتمر ينعقد في إطار رغبة دول جوار السودان والدول الصديقة من أجل إنهاء الأزمة، مشيرة إلى أن اللجنة تعمل بشكل حثيث من أجل إنهاء معاناة السودانيين.
ولفتت إلى أن التوترات في السودان أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف بينهم العديد من النساء والأطفال، وسوف تستمر اللجنة في عملها من أجل تقريب الرؤى لحل الأزمة، ووقف القتال في السودان بشكل فوري.
وقال مدير إدارة السودان والقرن الأفريقي، بجامعة الدول العربية، خلال كلمته، إن الجامعة العربية عملت منذ بداية الأزمة في السودان وفق محددات رئيسة تمثلت في الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها للحيلولة دون انهيارها ومنع أي تدخل خارجي في شأنها الداخلي.
وأكد أهمية إطلاق حوار لإطفاء نار الحرب ومنع ترحيل أزمة السودان الحالية للمستقبل، كما أكد أن إضاعة الوقت سيؤدي إلى مضاعفة معاناة السودانيين.
ولفت إلى أن الحوار الشامل بين القوى السودانية مسؤولية تاريخية تقع على كاهل النخب السودانية. وأكد حرص الجامعة العربية على تقديم الدعم والمساندة لجهود تسهيل الحوار الوطني بين قوى الشعب السوداني.