واشنطون: طرفا الحرب غير موافقين على وقف النار، وأخبار أخرى في نشرتنا الأسبوعية
عاين- 25 نوفمبر 2025
بينما تتواصل المعارك العسكرية في السودان لا سيما إقليم كردفان نشطت الآلية الربعية خلال الفترة الماضية في تحركات عديدة لإقرار هدنة إنسانية، لكن هذه التحركات اصطدمت برفض الجيش السوداني الصريح لخارطة الطريق التي طرحتها الآلية الرباعية على لسان قائده عبد الفتاح البرهان الذي هاجم تحركات المبعوث الأمريكي مسعد بولس، واعتبر الآلية الرباعية غير مبرئة للذمة في ظل وجود دولة الإمارات. المزيد من الأخبار في نشرتنا الأسبوعية هنا:-
_________________________________
تصعيد متواصل للمعارك العسكرية في كردفان

للأسبوع الثاني على التوالي، تتواصل المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان، وسط استمرار الطرفين وحلفائهما في حشد المقاتلين والعتاد الحربي في المنطقة. وقال الجيش السوداني في تعميم اليوم الثلاثاء، إن قواته بالفرقة ٢٢ مشاة – بابنوسة تصدت إلى محاولة هجوم شنتها قوات الدعم السريع فجر اليوم.
وشهدت المنطقة الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة بارا بولاية شمال كردفان معارك عنيفة الأسبوع الماضي، وشن الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه، سلسلة هجمات في محاولة للسيطرة عليها، حتى يتسنى له التوغل نحو تمركزات قوات الدعم السريع في ولاية غرب كردفان.
وتضم المنطقة غرب جنوب بارا سلسلة من الجبال والتحصينات الطبيعية، مثل جبل عيسى، وجبل أبو سنون، مما أكسبها أهمية استراتيجية كبرى، كما تمثل خط ربط رئيسي لقوات الدعم السريع المتواجدة في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية شمال كردفان “بارا – جبرة الشيخ – أم سيالة”، مع ولايتي غرب وجنوب كردفان.
وشن الجيش والقوة المشتركة هجومين في يوم الأربعاء والسبت الماضيين على جبل عيسى وأبو سنون، وصدت قوات الدعم السريع هذه الهجمات، واحتفظت بسيطرتها على المنطقة، وفق مصادر ميدانية تحدثت مع (عاين).
ووفق المصادر، فإن الجيش والمجموعات المتحالفة معه استطاعوا دخول منطقة أبو قعود غرب الأبيض، بعد مهاجمتها من محورين يوم السبت الماضي، لكنه انسحب إلى الأبيض في اليوم نفسه إلى العيارة والأبيض، بعد هجوم مضاد قادته قوات الدعم السريع على البلدة الخاضعة لسيطرتها منذ أشهر ماضية.
وتواصل قوات الدعم السريع الحصار والهجمات على رئاسة الفرقة 22 بابنوسة التابعة للجيش، في محاولة للسيطرة عليها، وهي إلى جانب اللواء 90 هجليج، من تبقت تحت سيطرة الجيش في ولاية غرب كردفان، التي تخضع معظم مناطقها الأخرى إلى سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال مصدر ميداني لـ(عاين) إن القتال انحصر في مقر رئاسة الفرقة 22، بعدما انسحب الجيش بالكامل وتمركز بداخلها، ويتصدى للهجمات المتكررة من قوات الدعم السريع.
وبحسب المصدر، فإن قوات الدعم السريع شنت هجوم واسعاً على فرقة الجيش في بابنوسة أمس الاثنين، لكن الطائرات الاستراتيجية والمدافع أحبطت المحاولة، وتراجعت قوات الدعم السريع عن اقتحام الفرقة.
وتواصل قوات الدعم السريع، حشد مزيد من المقاتلين في مدينة المجلد المجاورة إلى بابنوسة، بغرض تعزيز مسلحيها في المنطقة وتسريع إسقاط قاعدة الجيش في بابنوسة، وفق المصدر.
______________________________________________
مسعد بولس: طرفا حرب السودان غير موافقين على وقف النار

قال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، إن طرفي النزاع في السودان غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النار، وحثهما على قبول المقترح “بدون شروط مسبقة”. وطوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق كل اتفاقات الهدنة ما أدى إلى فشل جهود التفاوض.
وقال بولس للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي “نناشد الطرفين بقبول الهدنة الإنسانية كما عُرضت عليهما بدون شروط مسبقة”. وجاءت تصريحات بولس خلال إحاطة إعلامية مشتركة مع المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الإثنين، عن هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترح الهدنة الذي قدمته الرباعية الدولية.
وفي كلمة مسجلة، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعي دول الرباعية… نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر” والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية.
وسادت حالة من الاستياء في السودان، بعد تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي رفض خلالها مقترح الهدنة الإنسانية الذي يأتي ضمن خارطة طريق وضعتها مجموعة الرباعية الدولية لوقف الحرب المستمرة في البلاد لما يقارب الثلاث سنوات.
وارتفع التفاؤل في الشارع السوداني، بعد التحركات الأخيرة لمجموعة الرباعية التي تضم أمريكا والسعودية ومصر والإمارات، والنشاط المكثف لمستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بوليس، ضمن مساعي لوقف إطلاق النار والانخراط في ترتيبات سياسية لتحقيق الإستقرار في البلاد.
لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان؛ خلال تصريحات له مع كبار قادة القوات المسلحة من رتبة لواء فما فوق هذا الأسبوع، انتقد ورقة التسوية المقدمة من مسعد بولس، واعتبرها الأسوأ على الإطلاق؛ قبل أن يؤكد رفض الهدنة تماماً، ويؤكد استمرار الحرب، إلى حين ما أسماه خروج قوات الدعم السريع من كل المدن التي تسيطر عليها.
وكما هاجم البرهان الآلية الرباعية، ووصفها بـ”غير مبرئة للذمة” في ظل وجود دولة الإمارات، معلناً رفضه للمبادرة التي تقدمت بها لوقف الحرب.
وقال محمد عبد الله وهو مواطن في أمدرمان في حديث مع (عاين): “لقد شعرت بحسرة شديدة بعد سماعي لحديث القائد العام للقوات المسلحة. أنا أدعم وأقف مع الجيش لكني أريد أن تتوقف هذه الحرب، هذا القتال لا يحسم بالسلاح، يجب أن يجلس الجميع للتفاوض، لم نعد نحتمل أكثر من ذلك”.
وأضاف: “ظللت طيلة فترة الحرب داخل العاصمة السودانية، ولم نغادرها مطلقاً، لقد عشت مرارات وأياماً قاسية، ولم ننعم بالحياة حتى بعد سيطرة الجيش، فنحن نواجه حرب مع المعيشية، كل شيء أصبح غالي، ولا توجد أي مصادر كسب مالي”.
ويشير إلى أنه يقف مع الجيش كمؤسسة قومية وشرعية؛ لكن يجب أن يقف الجيش معه كمواطن يعاني بشدة مع غلاء المعيشة والانفلات الأمني في الطرقات؛ ويسعى بشكل جدي لوقف هذه الحرب.
ومن ولاية غرب كردفان؛ قال المواطن عيسى حسين في حديث مع (عاين): “حزنت لإغلاق البرهان باب السلام نهائياً، نحن نشعر بقلق شديد؛ لأن الحرب ستتصاعد في منطقتنا، وتزيد معاناتنا”.
وشدد “كان لدينا أمل كبير في جهود الرباعية، وسعدنا بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لكن ربما لا يكون هناك سلام بعد حديث البرهان.. نحن نشعر بأسى شديد كون الحرب المدمرة ستستمر”.
وعبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي عن بالغ استيائهم من تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الرافضة لخطوات تحقيق السلام، واعتبروا أن نفذ مخطط تنظيم الحركة الإسلامية الرامي إلى استمرار الحرب في البلاد.
__________________________________________
الجيش يُنهي تحالفه مع “أولاد قمري” شمالي السودان

أدت المواجهات المسلحة بين وحدة من الجيش السوداني مليشيا محلية تسمى “أولاد قمري” في مدينة دنقلا شمال البلاد الجمعة 21 نوفمبر الجاري إلى إنهاء التحالف العسكري بين هذه الجماعة والقوات المسلحة.
وأكدت مصادر محلية من مدينة دنقلا لـ(عاين) أن قوة مشتركة من الجيش وجهاز المخابرات والاحتياطي المركزي “الشرطة” نفذت مداهمات في مناطق تتخذها مجموعة “أولاد قمري” مقرا لها داخل مدينة دنقلا الاثنين 24 نوفمبر الجاري.
وأشارت المصادر المحلية، إلى أن الهدف من المداهمات نزع أسلحة ومركبات هذه المجموعة وإنهاء وجودها فورا بأوامر مباشرة من هيئة الأركان بالجيش السوداني.
وكان وفد من القيادة العامة للجيش زار الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش بالولاية الشمالية قبل وقوع الهجوم وقالت الحامية العسكرية في مروي إن الزيارة تستهدف تقوية استراتيجية الجيش السوداني شمال السودان.
وقال مصدر عسكري تحدث لـ(عاين) شريطة عدم الإفصاح عن اسمه إن مجموعة “أولاد قمري” التي تحالفت مع الجيش منذ منتصف العام 2024 تحولت إلى “كتيبة الاستطلاع الاستراتيجية” وخالفت أوامر عسكرية، وأجرت تحركات ميدانية دون تنسيق مع الجيش.
وتابع: “حاولت هذه المجموعة المسلحة التواصل بشكل أحادي مع قوات حليفة للجيش وسط البلاد للعمل بشكل مشترك في صحراء شمال السودان والسيطرة على طرق التجارة والذهب”.
وأردف المصدر العسكري: “هذه المجموعة خططت لتوسيع نفوذها بالسيطرة على حركة التجارة والاعتداء على المدنيين شمال السودان والاعتداء على العمال في مناجم الذهب”.
وقال المصدر العسكري: إن “العملية التي نفذتها القوات المسلحة بمشاركة القوات النظامية أنهت وجود هذه المجموعة المسلحة بشكل كامل والملاحقات مستمرة لعناصرها التي تختبئ في بعض المناطق”.
وكانت اللجنة الأمنية بالولاية الشمالية أمهلت مجموعة “أولاد قمري” بتسليم الأسلحة والمعدات العسكرية والمركبات إلى وحدات الجيش مشيرة إلى أن الاشتباكات التي وقعت مساء الجمعة 21 نوفمبر الجاري أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر هذه المجموعة.
_____________________________________________________
انخفاض التضخم وحكومة “كامل إدريس” تتداول موازنة تركز على الحرب

أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في السودان، إن نسبة التضخم انخفضت في شهر أكتوبر 2025 إلى 77.40% ومع ذلك يقول محللون اقتصاديون إن تراجع تضخم الأسعار الشهر الماضي لم ينعكس على الوضع المعيشي.
في الأثناء تتداول الحكومة في بورتسودان موازنة جديدة للعام القادم تركز على المجهود الحربي وحشد الموارد المالية للصرف على الإنفاق العسكري والقتال ضد قوات الدعم السريع، وأُجِيزت في مرحلة السمات العامة دون توضيح البنود التفصيلية.
وكان الجهاز المركزي في السودان أعلن الخميس الماضي 20 نوفمبر الجاري عن انخفاض ملموس لنسبة التضخم لشهر أكتوبر 2025 إلى 77.40% في خطوة تحدث لأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان.
بينما يعزو محللون اقتصاديون تراجع التضخم إلى سيطرة الحكومة القائمة في بورتسودان على حركة الأموال المتداولة وبقاء سعر الصرف العملة الوطنية ضمن حدود 3.600 للشهر الثاني على التوالي مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازي.
ويقول المواطن علي عبد الكريم الذي يعمل في القطاع العام بمدينة كسلا لـ”الترا سودان” إن الوضع المعيشي يشهد صعودا لأسعار الاستهلاكية والغذائية مشيرا في رد على سؤال عما إذا كانت الأسعار سجلت تراجعا الأسابيع الماضية إلى أن السلع ظلت كما هي وفي بعض الأحيان يخبرنا التجار أن هناك موجة جديدة قادمة لرفع أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية يضيف عبد الكريم.
فيما يرسم الباحث الاقتصادي محمد إبراهيم ملامح سيئة للوضع الاقتصادي والمعيشي في السودان، وقال إن “مجلس الوزراء في بورتسودان أجاز في أكتوبر 2025 السمات العامة لموازنة العام 2026 والتي جاءت خالية من بنود التنمية التي تشمل التعليم والصحة ودعم السلع الضرورية”.
وأضاف لـ(عاين): “مجلس الوزراء في بورتسودان شدد على ضرورة تركيز الإنفاق العام على المجهود الحربي وحشد الموارد للعمليات العسكرية الجارية ضد قوات الدعم السريع”.
ويرى إبراهيم، أن هذه التوجهات الرسمية نحو تمويل الحرب يعني المزيد من الإفقار للقطاعات الإنتاجية الزراعية مع خروج 1180 مصنعاً عن الخدمة منذ اندلاع الحرب وفق تقرير رسمي صادر من وزارة الصناعة في بورتسودان.
____________________________________________________________
شبكة أطباء: “الشعبية والدعم السريع” اختطفوا مدنيين لتجنيدهم بجنوب كردفان

قالت شبكة أطباء السودان، في بيان اليوم الثلاثاء، إن قوات تابعة للحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلو، وعناصر من الدعم السريع، اختطفت أكثر من 150 شاباً وعدد من الأطفال القُصّر قسرياً بغرض تجنيدهم عسكريا عقب الهجوم على منجم “الظلاطاية” بوحدة تبسة الإدارية بمحلية العباسية بولاية جنوب كردفان
واعتبرت شبكة الأطباء الهجوم يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.
واعتبر البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، أن استهداف المدنيين وخاصة الأطفال عملاً غير إنساني، ومخالفة صريحة للمواثيق الدولية، وجريمة لا تسقط بالتقادم، ويتوجب مساءلة مرتكبيها دون أي تأخير.
وطالبت الشبكة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين، والكفّ عن جميع أشكال التجنيد القسري، والسماح العاجل للمنظمات الإنسانية بالدخول للمنطقة لتقديم الرعاية الطبية والإغاثية للمجتمع المحلي المتضرر.
كما دعت الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والجهات الإقليمية ذات الصلة، إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات، مؤكدة أن هذه العملية ليست الأولى، فقد سبقتها عملية تجنيد قسري من داخل سوق مدينة تبسة ونهب للمنطقة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان أبريل 2023، شهدت البلاد سلسلة انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني، شملت استهداف المدنيين، اختطاف الأطفال للتجنيد القسري، ونهب الممتلكات، فضلاً عن الهجمات على مناطق اقتصادية وحيوية. ولم تلتزم أطراف النزاع بأي معايير لحماية المدنيين، ما فاقم الأوضاع الإنسانية وجعل السكان في دائرة خطر مستمرة.
________________________________________
تصاعد العمليات العسكرية حول توريت بجنوب السودان

تصاعد القتال بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة على تخوم مدينة توريت عاصمة ولاية شرق الاستوائية مع استمرار النزوح حتى اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر الجاري. فيما احتمى الفارون من المعارك بكنيسة في توريت مع تفاقم الوضع الإنساني وانعدام الرعاية الصحية.
وقال ديفيد ماكولو وهو طبيب جنوب سوداني في منظمة إنسانية لـ(عاين): إن “الاشتباكات بين الجيش التابع للحكومة في جوبا وبين قوات المعارضة المسلحة قرب توريت بولاية شرق الاستوائية أسفرت عن انتشار الهلع والخوف وسط المدنيين”.
وبدأ القتال منذ السبت الماضي 22 نوفمبر الجاري إثر توغل قوات المعارضة إلى بعض مناطق المقاطعة مستخدمة البنادق الرشاشة والمدافع المحمولة على سيارات الدفع الرباعي، بينما لجأت قوات الحكومة إلى حماية المدينة بحفر الخنادق ووضع قاذفات الصواريخ والمدافع الثقيلة.
وأوضح ماكولو، أن المدنيين فروا من المنازل الواقعة على مقربة من منطقة الاشتباكات المسلحة، ووصلوا إلى مرافق عامة من بينها إحدى الكنائس، بينما تعثرت دعوات المنظمات الدولية والأممية بتهدئة القتال واصفا الأوضاع الأمنية والإنسانية في المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة حول مدينة توريت بـ “المعقدة” وسط تعثر الحلول السلمية- على حد قوله.
وكانت الأمم المتحدة حذرت نهاية أكتوبر 2025 من أن جنوب السودان على حافة الانزلاق إلى الصراع المسلح بالتزامن مع تفاقم الوضع الاقتصادي والأمني والغذائي في بعض المناطق.
ووصف عضو برلمان جنوب السودان ستيفن لوال في حديث لـ(عاين) الوضع في توريت بـ”حرب العصابات” حيث تشن مجموعة صغيرة من المعارضة المسلحة هجمات على القرى المحيطة بمدينة توريت- على حد قوله.
وقال لوال: إن “الوضع في توريت لم يتطور إلى مرحلة الهجوم على المدينة؛ لأن هذه المجموعات المسلحة المحدودة تهاجم القرى، وتعمل على نهب المدنيين.
وتابع لوال: “حدث هجوم محدود في بلدة إفوتو جنوبي توريت بين قوات الحكومة ومجموعة ائتلافية مسلحة تضم مجموعة سكانية على صلة بالمعارضة المسلحة”.
وأقر النائب البرلماني بلجوء الجيش إلى التعزيزات العسكرية وحفر الخنادق حول المدينة مشيرا إلى أن هذه الإجراءات طبيعية داخل الجيوش النظامية للدفاع عن المدنيين والمرافق العامة والخاصة.
وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أجرى تغييرات واسعة على الطاقم الحكومي في جوبا بتعيين جيمس واني إيقا نائبا للشؤون الاقتصادية لرئيس الجمهورية.
كما جرى ترفيع واني إيقا ضمن الأجهزة السياسية العليا في الحزب الحاكم في جنوب السودان “الحركة الشعبية” بالتزامن مع تعيينه نائبا للشؤون الاقتصادية لرئيس البلاد.
شملت التعيينات التي أقرها سلفاكير ميارديت أيضا منتصف نوفمبر الجاري تعيين يتر لام بوث وزيرا للطرق والجسور ومايكل مكوي وزيرا للعدل وإعفائه من وزارة الإعلام.
كما عين ميارديت الذي اتخذ قرارات واسعة خلال الشهرين الأخيرين أتينج ويك أتينج وزيرا للإعلام فيما جرى تعيين نجل رئيس الحركة الشعبية وأحد مؤسسيها جون قرنق – مبيور جون قرنق وزيرا للبيئة في جنوب السودان.
____________________________________________
تصاعد التوتر بين إثيوبيا وإريتريا يعمّق عسكرة القرن الأفريقي

يشهد القرن الأفريقي تصاعداً ملحوظاً في التوترات السياسية والعسكرية، مع مؤشرات على دخول الإقليم مرحلة عسكرة متزايدة تتجاوز مجرد أزمات عابرة. فبين هشاشة التسويات الداخلية في إثيوبيا، وتجدد التحركات العسكرية على الحدود مع إريتريا، والأزمات الممتدة من السودان إلى الصومال، يبدو أن المنطقة على أعتاب لحظة مفصلية ربما تعيد رسم توازنات القوى لعقود مقبلة.
وقال الباحث في الشؤون الأفريقية، خالد محمد طه: إن “التطورات الراهنة في القرن الأفريقي تتجاوز كونها مجرد توترات عابرة، مشيراً إلى أن الإقليم يشهد مرحلة عسكرة متسارعة قد تعيد تشكيل موازين القوة لسنوات مقبلة”.
وأوضح في حديثه لـ(عاين) أن هشاشة اتفاق بريتوريا، وتنامي خطاب الوصول إلى البحر في إثيوبيا، وتداخل الأزمات الممتدة من السودان إلى الصومال، كلها عوامل تدفع المنطقة نحو منعطف استراتيجي جديد.
ويرى الباحث أن التحركات العسكرية المتزامنة في الإقليم، من إعادة بناء الجيش الإثيوبي واستحداث وحدات جديدة، إلى تعزيز انتشار القوات الإرترية على الحدود، وتوسع الوجود العسكري الأجنبي في الصومال، إضافة إلى تحولات الحرب في السودان؛ تشير بوضوح إلى تحول نوعي، قائلاً إن “المنطقة لا تمر بلحظة عابرة، بل بدخول في مسار عسكرة استراتيجي، تسعى فيه دول الإقليم إلى إعادة رسم موازين القوة”.
وبشأن احتمالات تجدد الحرب بين الحكومة الإثيوبية وإقليم تيغراي رغم اتفاق بريتوريا، أكد طه أن جذور الصراع لم تُحسم بعد، لافتاً إلى أن الملفات العالقة مثل وضع غرب تيغراي ومصير قوات الإقليم وتوزيع السلطة، تجعل احتمال الانفجار قائما.
وأضاف أن المشكلة الأساسية “ليست فقط في نص الاتفاق، بل في النوايا العدائية المتبادلة وغياب الثقة”، ما يجعل أي توتر قابلاً للتحول إلى مواجهة جديدة.
وفي ما يتصل بخطاب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول “ضرورة الوصول إلى البحر”، اعتبر أنه يمثل مؤشراً إضافياً على تغيّر البيئة الاستراتيجية. وقال إن إثيوبيا تنظر إلى البحر الأحمر كـ”رئة اقتصادية خرجت من الجسد”، لكن هذا الخطاب يُستخدم أيضا كأداة تعبئة داخلية. ومع ذلك، يرى أن لحظة السيولة الإقليمية تجعل احتمال سوء الحسابات بين أديس أبابا وأسمرا أمرا “لا يمكن استبعاده”.
وأوضح أن الأزمات الممتدة من السودان إلى الصومال، والتوترات الإثيوبية الداخلية والخلاف الإثيوبي–الإريتري، تتقاطع جميعها عند نقطة هشاشة الإقليم وغياب آليات قادرة على امتصاص الصدمات. ومع انخراط دول متعددة في مشاريع عسكرية وأمنية متباينة، يبدو القرن الأفريقي ـــ بحسب الباحث ــ “مسرحاً مفتوحاً للاستقطاب قد ينعكس مباشرة على أمن البحر الأحمر والممرات الحيوية”.
وبشأن أدوار الولايات المتحدة والصين وروسيا، قال إن حضورها السياسي لم يُترجم إلى تدخل عسكري مباشر، الأمر الذي يترك فراغاً يسمح لدول الإقليم بتوسيع هامش المناورة وتغيير قواعد الاشتباك ـــ هذا الفراغ ـــ كما يوضح يفتح الباب لتحالفات جديدة، لكنه في الوقت نفسه يضعف آليات الردع التي كانت تحد من الانزلاق نحو مواجهات واسعة.
ويخلص الباحث إلى أن ما يجري في القرن الأفريقي، من توسع العسكرة وهشاشة التسويات والتنافس على الممرات البحرية، “يشير إلى مرحلة إعادة تشكيل عميقة لا يمكن النظر إليها كموجة توتر عابرة”. ويبقى السؤال، كما يقول، ما إذا كانت دول المنطقة قادرة على إدارة هذه التحولات دون انزلاق نحو صدام واسع، أم أن الإقليم مقبل على منعطف يعيد رسم خرائط القوة لسنوات طويلة.





















