توقعات بهجمة الكتب الدينية المتشددة على معرض الخرطوم للكتاب

12 سبتمبر 2021

تنطلق في 22 أكتوبر المقبل وحتى الاول من نوفمبر فعاليات معرض الخرطوم للكتاب في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة وسط مخاوف ان تنعكس على المعرض وارتفاع أسعار الكتب.

وكان السودان جمد معرض الخرطوم الدولي الذي ينظم سنويا في نهاية 2020 بسبب جائحة كورونا وفي آخر معرض أقيم في العاصمة السودانية في أكتوبر 2019 ذكرت جهات معنية بالثقافة أن المعرض طغت عليه كتب حوت على أفكار دينية متشددة.

ويتوقع الباحث الطيب أحمد الطيب في حديث لـ(عاين) إستمرار هجمة الكتب الدينية المتشددة على معرض الخرطوم للكتاب هذا العام مستغلةً توفر الحريات والامكانيات المالية التي تتمتع بها هذه الجماعات.

وشهد معرض الخرطوم الدولي في العام 2019 بعد شهر واحد من تشكيل السلطة الانتقالية التي أعقب حكم الإسلاميين هجوم رجل متطرف على جناح أقامه الحزب الجمهوري عن كتب مؤسس الفكر الجمهوري الراحل محمود محمد طه واتلاف الجناح وتعريض موظفيه للخطر.

غياب دور نشر

ويؤكد الطيب احمد الطيب ان المعرض يتأثر بغياب دور النشر العملاقة من المغرب وبعض الدول العربية موضحا أن الدولة يجب أن تتدخل لتسهيل الصعوبات التي تواجه المعرض سنويا بإجراءات تجذب دور النشر الكبيرة للمشاركة في المعرض.

الدولة لا تملك استعدادا لتخفيف الصعوبات مثل الغاء الجمارك المفروضة على الكتب، الطيب احمد الطيب

وينوه الطيب إلى أن مركز الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس في المغرب لديها دور نشر تهتم بالدراسات حول دول غرب أفريقيا من المهم جدا مشاركتها في معرض الخرطوم الدولي إذا تم تدبير “اتصالات جدية ” للحصول على موافقتها.

ويشير الطيب إلى أن الدولة لا تملك استعدادا لتخفيف الصعوبات مثل الغاء الجمارك المفروضة على الكتب أو خفض قيمة إيجار أجنحة العرض بمقر المعرض خاصة في ظل ارتفاع الإيجارات بشكل جنوني هذا العام.

من جهته يوضح مقرر لجنة تنظيم معرض الخرطوم الدولي للكتاب “الدورة 16” أنور يوسف في حديث لـ(عاين) أن إدارة معرض الخرطوم الدولي خاطبت اتحاد الناشرين لدعوة دور النشر خارج البلاد ونتوقع مشاركة دور نشر من المغرب ومصر ولبنان.

ويقول يوسف إن : “المعرض الذي أقيم العام 2019 شارك فيه دور الحلبي من المغرب وهذا العام نحن على تواصل مع دور نشر أردني لتذليل صعوبات الشحن والنقل للكتب لأنه قد يضطر للشحن الجوي والبري معا ولذلك نعمل على خفض التكلفة للدور المشاركة من خارج البلاد”.

خفض إيجار الأجنحة

وينفي يوسف ارتفاع قيمة إيجار الأجنحة بمعرض الخرطوم وقال إن المعارض الخارجية تتحصل على مائة دولار مقابل واحد متر في الأجنحة بينما في السودان 60 دولارا أمريكيا للمتر لـ دور النشر الخارجية و30 دولارا لدور النشر الوطنية.

وتتصاعد شكاوى القطاعات المهتمة بمعرض الخرطوم من رداءة الخدمات الملحقة بالمعرض مثل عدم توفير مقاعد الإجلاس وارتفاع أسعار مياه الشرب والأطعمة والعصائر.

وينتقد الطيب أحمد الطيب المهتم بالمجال الثقافي تعاقد إدارة المعرض مع جهات جشعة لبيع الأطعمة والمشروبات بأسعار فلكية. وقال إن زوار المعرض بحاجة الى خدمات جيدة وزهيدة في نفس الوقت لأن البقاء في المعرض لساعات يتطلب التزودبالأطعمة والمياه

لكن مقرر لجنة التنظيم بمعرض الخرطوم الدولي أنور يوسف يشدد على أن الجهات التي تقدم خدمات الطعام والمشروبات تتمتع بالجودة المطلوبة موضحا أن اللجنة المنظمة تسعى الى ضمان تنظيم معرض غير مسبوق هذا العام.

وتعليقا على مشاركة الكتب الدينية المتشددة وفق ما صرح الطيب احمد الطيب يعزو انور يوسف هذا الاجراء إلى أن الكتب تجاز عبر المصنفات الأدبية التي تجيز مشاركة وعرض الكتب أمام الزوار. ولفت إلى أن القيود الأمنية غير موجودة للعام الثاني على التوالي في المعرض بعد ذهاب الإسلاميين من السلطة.