الهدوء يسيطر على مدينة بورتسودان بعد إشتباكات دامية
25 مايو 2012
سيطر الهدوء الحذر على مدينة بورتسودان شرقي السودان اليوم الثلاثاء، عقب الإشتباكات الأهلية التي شهدتها أمس، وراح ضحيتها 5 قتلي و13 جريحاً بحسب الإحصائيات الحكومية.
وأعلنت حكومة ولاية البحر الأحمر مساء الإثنين، حظر التجول والتجمهر في المناطق والأحياء التي وقعت فيها الأحداث.
وذكر شهود بالمدينة لـ (عاين)، أن الأحداث بدأت ليل الأحد، بحصب مجموعة مجهولة لعدة منازل بحي ديم النور مربع 4 بالحجارة، لتتصاعد الأحداث صبيحة الإثنين، عند محاولة مجموعة تنتمى لأحد الأطراف المتصارعة الإعتذار عن ما حدث.
ويتهم الطرفان الشرطة بإطلاق الرصاص الذي تسبب في وقوع القتلى والمصابين مع وجود اصابات متعددة بالأسلحة البيضاء وسط الجرحى.
وطبقاً لمديرة قطاع الصحة بولاية البحر الأحمر، زعفران الزاكي، فإن مشافي مدينة بورتسودان استقبلت 5 قتلى و13 جريحاً عقب وقوع الأحداث.
- أمر طوارئ
وأعلنت اللجنة الأمنية بالولاية مساء الإثنين، احتواء الأشتباكات التي وقعت بسوق (جادو) وحي ديم النور مربع 4 شرق المدينة.
وذكر المكتب الإعلامي لوالي البحر الأحمر، أن اللجنة الأمنية ستظل في حالة انعقاد دائم لمتابعة مجريات الأحداث واتخاذ الإجراءات التي تحفظ الأمن والسلامة، مع عدم التهاون في حسم المتفلتين.
من ناحيته أصدر والي البحر الأحمر، عبدالله شنقراي، مساء الإثنين، أمر طوارئ خاص بحظر التجوال والتجمهر بالطريق الرئيسي بمنطقة ديم النور وأحياء القادسية وأم القرى من الخامسة مساءاً وحتى الخامسة صباحاً.
بجانب حظر التجمهر في الطريق الرئيس والتجمعات في المقاهي والأندية والأماكن العامة بمنطقة ديم النور والقادسية وأم القرى، بالإضافة لحظر مقاومة السلطات النظامية أو رفض الإنصياع للأوامر أو التوجيهات.
وشمل أمر الطوارئ كذلك حظر نشر الشائعات أو التحريض لتأجيج الصراع بين المكونات الأهلية عبر الوسائط المختلفة.
كما أعلن عن عقوبات اضافية للمنصوص عليها في القوانين الأخرى لمن يخالف أحكام أمر الأمر عن طريق إرتكاب الفعل أو التحريض.
وفي اجتماعه مساء الإثنين، استعرض مجلس شركاء الفترة الإنتقالية خلال اجتماع له بالعاصمة الخرطوم على تجدد الأحداث المؤسفة في بورتسودان والانفلاتات الأمنية، وشدد على أهمية العمل لإحلال السلام بصورة شاملة في كل ولايات البلاد.
- تفلتات متكررة
ومطلع مايو الحالي أعلنت الشرطة السودانية احتواء اشتباكات أهلية بمدينة سواكن (67 كيلومتر) جنوب مدينة بورتسودان، كادت أن تتطور إلى مواجهات مفتوحة.
وبحسب الشرطة فإن تلك الإشتباكات استخدم فيها السلاح الأبيض ما نتج عنه إصابات متفاوتة بين الطرفين، ليتم إثر ذلك تطويق المكان بواسطة قوة من الشرطة ونقل المصابين إلى المستشفى.
وتمكنت الشرطة من السيطرة علي الموقف وإحتواء الحادث والقبض علي المتسببين والمشاركين في الأحداث وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية بدائرة الإختصاص.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع بادر عدد من قادة الإدارة الاهلية بولاية البحر الأحمر بعقد صلح أهلي بين الطرفان المتصرعان لضمان عدم تجدد الأحداث.
وليد عنبرية: مجموعات مجهولة تحاول خلق تلفتات أمنية بمدينة بورتسودان تمكنها من ممارسة أعمال سلب ونهب.
ويشير عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو بولاية البحر الأحمر، وليد عنبرية، إلى إنتشار تزايد مجموعات مجهولة بمدينة بورتسودان مؤخراً، ومحاولتها لخلق تلفتات أمنية تمكنها من ممارسة أعمال سلب ونهب.
وقال عنبرية لـ (عاين)، إن تلك المجموعات تسعى بشكل حثيث لجر الأوضاع نحو الفوضى الشاملة وتحقيق مكاسب غير معلومة من خلال مثل هذه الصراعات.
ولم يستبعد عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وجود ادوار “خفية” لبعض اجهزة المخابرات الإقليمية التي قال إن لدولها مصالح في جر شرق السودان نحو الإحتراب الأهلي، كذلك نوه إلى أن بعض منسوبي النظام المُباد لهم دور في تحريض الأطراف المتصارعة لإستمرار حالة الإنفلات الأمني.
- طرف ثالث
وعقب الإطاحة نظام المخلوع عمر البشير في 11 أبريل 2019 شهدت مدينة بورتسودان موجة من الإقتتال الأهلي بين المكونات الإجتماعية في المدينة خلف مئات القتلي والجرحي.
وكانت أولى الأحداث في أغسطس من العام 2019 ثم تجددت في شهر نوفمبر من ذات العام، ولم تلفح جهود الصلح الأهلي التي قادتها الحكومة الإنتقالية في تهدئة الأوضاع لتتصاعد الأحداث مرة أخرى في يناير من العام 2020 ثم في أغسطس وأكتوبر من ذات العام.
متحدث باسم الحرية والتغيير: أشخاص غير معروفين قال إنهم يعملون على تأجيج العنف الأهلي في المدينة وذلك لمصلحة طرف ثالث
وبحسب الناطق بإسم تحالف قوى الحرية والتغيير بالبحر الأحمر – الحاضنة السياسية للحكومة الإنتقالية – سيدي أوشكور، فإن تجدد الصراعات الأهلية في مدينة بورتسودان يعود لعدم الإلتزام بشروط الصلح الأهلي التي تم الإتفاق عليها سابقاً.
وأشار أوشكور لوجود أشخاص غير معروفين قال إنهم يعملون على تأجيج العنف الأهلي في المدينة وذلك لمصلحة طرف ثالث.
وأضاف الناطق بإسم تحالف قوى الحرية والتغيير لـ (عاين)، بأن الأجهزة الأمنية لديها معلومات كافية عن اولئك الأشخاص، وان بإمكانها القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
وحول الدور الذي يلعبه التحالف في تهدئة الأمور، قال أوشكور، انهم منذ اندلاع الأحداث الأخير ظلوا في حالة اجتماعات متصلة مع والي البحر الأحمر، وأنها أسفرت عن تلك القرارات والإجراءات التي تم اتخاذها مساء الإثنين.