“لا خارطة أمريكية لسلام السودان”.. ومزيد من الأخبار في نشرة عاين الأسبوعية
عاين- 23 سبتمبر 2025
بينما تنشط دوائر متعددة لتحريك ملف السلام السوداني، أبلغ مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية قادة من المجتمع المدني السوداني خلال اجتماعات جرت في واشنطن الأسبوع الماضي أن الإدارة الأمريكية لن تقدم أي خارطة طريق لحل أزمة السودان، فيما يكتنف الغموض المشاورات التي دعا لها الاتحاد الأفريقي بعد رفض تحالف القوى المدنية “صمود” المشاركة، واحتجاج حكومة “تأسيس” التي يتزعمها قائد الدعم السريع على تجاهل الاتحاد الأفريقي دعوتها إلى المشاركة.
عسكريا تستمر المعارك في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما فرضت الأمطار حالة من الهدوء في جبهات القتال بإقليم كردفان.
وعلى حدود السودان مع جمهورية أفريقيا الوسطى تثير قوات “فاغنر” الروسية التوتر بين مجموعات أهلية سودانية، وفي مدينة وادي حلفا أقصى شمال السودان تتحدى كتيبة البراء بن مالك الأهالي، وتفتتح معسكراً للتدريب. المزيد من متابعاتنا الإخبارية هنا:-
___________________________________________________
مسؤولون أمريكيون: واشنطون لن تقدم أي خارطة طريق لحل أزمة السودان

أبلغ مسؤولون في الخارجية الأمريكية قادة من المجتمع السوداني خلال اجتماع جرى في العاصمة واشنطن الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأمريكية لن تقدم أي خارطة طريق لحل الأزمة السودانية، وعلى السودانيين أن يحددوا بأنفسهم مسار التحرك بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار.
وأكد مسؤولو الخارجية الأمريكية- بحسب مصادر حضرت الاجتماع تحدث لـ(عاين) – أن واشنطن لن تقدم أي دعم اقتصادي للأنشطة السودانية التي تهدف إلى إعادة الحكومة المدنية. وعبر المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم بشأن التزام الرئيس ترامب بقضية ما إذا استغرقت وقتًا طويلًا، مثلما يحدث في حالة أوكرانيا.
وشدد مسؤولو الخارجية، على أن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب تعمل بجدية على وقف الحرب في السودان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من خلال مواصلة الضغط على الأطراف المتحاربة والعمل مع الدول والجهات الإقليمية والدولية الأخرى.
ونقل المصدر عن المسؤولين في الخارجية الأمريكية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستخدم سردية “إيران-حماس-الإخوان المسلمين” لدعم قوات الدعم السريع. وقد أثر هذا السرد بشكل كبير على موقف المملكة العربية السعودية ومصر من دعم القوات المسلحة السودانية للحكم، خاصة وأن إسرائيل تسيطر على السردية في واشنطن. ورغم ذلك، لا يزال موقفهما يميل إلى دعم القوات المسلحة ككيان وطني، ولكن ليس لتولي الحكم، وهو ما يعتبر انتصارًا للإمارات.
وشدد المسؤولون الأمريكيون أن إدارة ترامب، تقف إلى جانب إسرائيل، ولن تقبل أي وجود إسلامي في السودان.
مقترح أفريقي جديد
إلى ذلك، كشف دبلوماسي إفريقي في مقابلة مع (عاين)، أن الهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) والاتحاد الإفريقي يعملان على مقترح جديد يستند إلى “إعلان جدة”. وأشار إلى أن المقترح الجديد يبدأ بوقف لإطلاق النار بناءً على إعلان جدة، يليه حوار سياسي سوداني-سوداني من المقرر أن يُعقد في أكتوبر المقبل- وفقا للدبلوماسي الأفريقي.
_______________________________________________
مصير غامض لمشاورات الاتحاد الإفريقي حول السودان
تواجه المشاورات السياسية التي يخطط الاتحاد الأفريقي لإجرائها في العاصمة الإثيوبية أكتوبر المقبل بشأن الأزمة في السودان، مصير غامض، وذلك بعد رفض التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” المشاركة فيها، ومطالبته بإرجائها، وانتظار نتائج الجهود التي تقودها اللجنة الرباعية الدولية والساعية لوقف إطلاق النار في البلاد.
ودعا الاتحاد الأفريقي تحالف صمود، وقوى التراضي الوطني بقيادة مبارك الفاضل، والكتلة الديمقراطية التي تضم حركات مسلحة حليفة للجيش ومُشاركة في الحكومة ببورتسودان، وأحزاب أخرى لحضور مشاورات سياسية في أديس أبابا خلال الفترة من 6 – 10 أكتوبر المقبل، ضمن مساعي لوقف الحرب في البلاد، ولم يُدْعَى تحالف السودان التأسيسي الذي يضم قوات الدعم السريع وقوى مدنية ومسلحة لهذه المشاورات، وفق ما أكده مصدر لـ(عاين).
وقال المتحدث الرسمي للتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” جعفر حسن لـ(عاين): “طلبنا من الاتحاد الأفريقي تأجيل المشاورات المقرر لها أكتوبر المقبل وانتظار نتائج خارطة الطريق التي أعلنتها اللجنة الرباعية، والتي تدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر”.
وأوضح حسن أن “الإعداد لمشاورات الاتحاد الأفريقي بدأ قبل صدور بيان الرباعية الدولية التي تضم أمريكا السعودية، مصر، الإمارات، وما تضمنه من خارطة طريق لوقف إطلاق النار في السودان، قائلاً “نحن ندعم ذلك ولا نريد أي تقاطعات معه”.
وشدد على أنهم لن يشاركوا في مشاورات الاتحاد الإفريقي؛ لأن أولوية تحالفهم هي وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن المسائل السياسية.
ويرى تحالف صمود وفق جعفر حسن، إن نجاح مثل هذه المشاورات يكمن في مشاركة الأطراف الثلاثة الرئيسية الفاعلة، بورتسودان، ونيالا، والقوى الداعية لوقف الحرب، على أن تشكل لجاناً منها تقود عملية سياسية ملكا للسودانيين، لكن ما طرحه الاتحاد الأفريقي لا يحقق السلام.
وطالب تحالف صمود في رده على الدعوة في مشاورات أديس أبابا، الاتحاد الأفريقي إلى الدعوة إلى هدنة إنسانية ودعم خارطة طريق الرباعية التي تعتبر الفرصة الأكبر لتحقيق السلام في السودان.
“تأسيس” ترفض
من جانبه، أعلن مجلس وزراء حكومة تأسيس في بيان صحفي يوم الاثنين، رفضه لنهج الاتحاد الأفريقي بشأن الدعوة إلى عقد مشاورات أديس أبابا، وقال “الدعوة إلى المشاورات اقتصرت على بعض الأطراف، وبصورة أكثر تركيزاً على قوى بورتسودان، هذا النهج لن يصنع سلاماً ولا استقراراً في السودان”.
وقال إن الموقف الراهن للاتحاد الأفريقي، يمثل انحيازاً واضحاً. مبيناً أن حكومة تأسيس لا تعوِّل على مشروع الاتحاد الأفريقي الذي ينوي ابتداره باجتماعات أكتوبر المقبل.
___________________________________________
“فاغنر” تثير التوتر بين مجموعات أهلية سودانية على حدود أفريقيا الوسطى

صعّدت قوات فاغنر الروسية بجمهورية أفريقيا الوسطى، من انتهاكاتها تجاه السودانيين في المنطقة الحدودية مع أفريقيا الوسطى.
وتأتي هذه التطورات في ظل نذر تجدد عنف أهلي بين أهلية الكارا في أفريقيا الوسطى والمجموعات الأهلية السودانية المقيمين على حدود جمهورية أفريقيا الوسطى مع السودان.
ويقيم في الحدود مع أفريقيا الوسطى عدد من المجموعات الأهلية السودانية أغلبها من مجموعة السلامات والتعايشة ولديها وجود داخل أفريقيا الوسطى، وتنشط هذه المجموعات في الزراعة والرعي والتجارة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، تخضع المنطقة السودانية المطلة على الحدود الغربية بصورة كاملة لسيطرة قوات الدعم السريع التي أحكمت سيطرتها على المعابر الغربية للبلاد من بينها مدينة “أم دافوق” وهي أقرب وأهم مدينة سودانية لأفريقيا الوسطى.
وقال الطاهر أحمد وهو أحد السودانيين الفارين من الحدود إلى منطقة أم دافوق لـ(عاين): إن “هجمات القوات الروسية أجبرت مئات الأسر على الفرار من بلدة الصِهيب وثلاث قُرى أخرى داخل حدود أفريقيا الوسطى، خاصة بعد مقتل ٦ من شباب المنطقة”.
وأشار أحمد الذي وصل ضاحية شمال مدينة أم دافوق السبت الماضي، إلى أن القوات الروسية قامت بدوريات مكثفة خلال الشهرين الماضيين بدواعي البحث عن مسلحين من قوات الدعم السريع عبروا الحدود داخل أفريقيا الوسطى، وعلى خلفية ذلك ألقت القبض على عشرات السودانيين عذبتهم وقتلت بعضهم في منجم أندها، وبلدة “الدحل” وأم قاتويا في يوليو وأغسطس الماضي.
ويوليو الماضي، شهدت المنطقة الحدودية بين البلدين أحداث عنف أهلي بين “الكارا” في أفريقيا الوسطى وأهلية التعايشة السودانية، وعاد التوتر بين الطرفين مجدداً الأسبوع الماضي، بعد مقتل (٦) من أبناء التعايشة من قبل القوات الروسية في بلدة الصهيب يوم الأربعاء الماضي.
وتتهم قيادات أهلية محلية من مجموعتي التعايشة والسلامات القوات الروسية بدعم أهلية الكارا لتهجير منسوبيهم من داخل أفريقيا الوسطى.
وتسببت هذه الأحداث في نزوح مئات السودانيين المزارعين والرعاة في المناطق الحدودية خوفاً من هجمات محتملة من أهلية الكارا مسنودة من القوات الروسية التي تتخذ من مدينة “براو” قاعدة رئيسية لإدارة عملياتها العسكرية.
وتتهم المجموعات الأهلية السودانية على حدود أفريقيا الوسطى، الجيش السوداني “بالتنسيق مع القوات الروسية على إثارة الفتنة وجر المنطقة برمتها إلى الصراع المدمر”.
وقالت المجموعة في بيان اطلعت عليه (عاين): إن “هذه الاعتداءات تمثل مخططاً مكشوفاً يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتغذية الصراعات الدموية، مما يهدد الأمن والسلم الاجتماعي في المنطقة”.
وظلت المنطقة الحدودية بين السودان وأفريقيا الوسطى منطقة هشاشة أمنية تستغلها الجماعات الخارجة عن القانون في تنفيذ عمليات تهريب السلاح والذهب والمخدرات والإتجار بالبشر وغيرها من الأنشطة غير الشرعية العابرة للحدود.
ويرى المحلل السياسي حسن محمود، إن التدخل الروسي في المنطقة يأتي في سياق اتفاقية أمنية مع النظام في العاصمة الأفريقية “بانغي” تحكمه مصالح الوجود الروسي في القارة الأفريقية. وأشار محمود في مقابلة مع (عاين)، إلى أنه لا يستبعد تدخل القوات الروسية في عمق الحدود الغربية في الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
______________________________________________
“البراء بن مالك” تتحدى الأهالي وتفتتح معسكرًا في وادي حلفا

على مقربة من سفوح الجبال التي تحيط بمدينة وادي حلفا أقصى شمال السودان، ابتدرت كتيبة البراء مالك ذات التوجهات الإسلامية والمتحالفة مع الجيش عملية تدريب الشبان على استخدام السلاح والانضمام رسميا إلى صفوفها.
كتيبة البراء بن مالك التي تحدت بيان المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا والذي رفض دخول المليشيات أو إنشاء معسكراتها أطلقت حملة التجنيد وسط عشرات الشبان العاطلين عن العمل والدراسة حيث تركوا مقاعد المدارس والجامعات بسبب الحرب التي تستمر منذ 29 شهرًا.
عشرات الشبان انخرطوا في عمليات التدريب في ضواحي مدينة وادي حلفا بالولاية الشمالية المجاورة لدولة مصر. وقال عضو من غرفة طوارئ وادي حلفا لـ(عاين): إن “كتيبة البراء بن مالك اعتمدت على نفوذها داخل الحكومة والجيش، وأصرت على فتح معسكر للتدريب بمدينة وادي حلفا”.
وأوضح عضو غرفة الطوارئ مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه، أن الكتيبة أسندت الإجراءات لعناصر موالية للإسلاميين ولديها عداء تجاه القوى المدنية ولجان المقاومة، وقال: إن “الكتيبة استغلت وجود عناصر من الحركة الإسلامية في وادي حلفا لفتح معسكر التجنيد ومقرها، وأطلقت عليه (قطاع وادي حلفا)”.
عملت كتيبة البراء بن مالك التي فرضت على الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات مؤخرا، على استقطاب الشبان للانخراط في صفوفها من خلال بث معلومات عن الاستعداد لهجوم محتمل قد تشنه قوات الدعم السريع على شمال السودان بما في ذلك وادي حلفا المدينة الواقعة على الحدود مع مصر وفق محمد كريم الناشط الحقوقي المناهض لوجود المليشيات المسلحة بالولاية الشمالية.
ويقول كريم لـ(عاين): “من المتوقع أن تنشر الكتيبة عناصرها المسلحة على المعابر والطرق ما يثير قلق المواطنين من وقوع أعمال عنف ضد المدنيين”.
___________________________________________________________________
الأمطار تفرض الهدوء بجبهات القتال في كردفان

فرضت الأمطار الغزيرة وظروف الخريف هدوء نسبياً في المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في محاور إقليم كردفان خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد تصعيد واسع في وتيرة القتال تشهده المنطقة منذ مايو الماضي.
ودارت معركة واحدة خلال الأسبوع الماضي، في منطقة عد السدر الواقعة غرب بلدة رهيد النوبة على طريق الأسفلت الرابط بين أم درمان وبارا في ولاية شمال كردفان، بعدما هاجمت قوات الدعم السريع طلائع للجيش يوم الخميس الماضي، مما أدى إلى خسائر في الأرواح والعتاد، وفق مصدر عسكري تحدث مع (عاين).
وقالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي إنها “حققت انتصاراً جديدا، وسيطرت على منطقة رهيد النوبة، وكبدت الجيش خسائر فادحة”، ونشر مسلحوها مقاطع مصورة تُظهر جثامين وعتاد حربي مدمر للجيش، فيما لم يعلق الجيش على هذه المعارك.
وقال مصدر عسكري لـ(عاين): “القوات المتقدمة من الجيش تعرضت إلى هجوم غادر من قوات الدعم السريع، لكن الجيش نظم صفوفه سريعاً، وصد الهجوم وحافظ على تقدمه في عد السدر، بينما فرت القوة المهاجمة نحو منطقة جبرة الشيخ في ولاية شمال كردفان”.
وبحسب المصدر، فإن الجيش يخطط للسيطرة خلال مدى قريب لاستعادة منطقة أم سيالة وجبرة الشيخ، بغرض ضمان تأمين مدينتي بارا وأم درمان، من أي هجمات لقوات الدعم السريع.
يقول المصدر إن قوات الدعم السريع، تحشد بقوة لاستعادة السيطرة على مدينة بارا نسبة لأهميتها الاستراتيجية لها، فهي خط دفاع قوي وإمداد لقواتها في الصحراء، وتعزز وضعها الميداني بالبقاء قريبا من العاصمة السودانية، وفي المقابل وضع الجيش تحصينات واسعة للدفاع عن المدينة.
وحافظت قوات الدعم السريع على تقدمها في محور كازقيل والرياش جنوب الأبيض بولاية شمال كردفان، بجانب تقدمها الذي حققته الأسبوع الماضي بالسيطرة على منطقة العبارة، والتي كان يتخذها الجيش كنقطة لدفاعاته المتقدمة عن الأبيض من الناحية الغربية.
__________________________________________
معارك الفاشر مستمرة وتشكيل عسكري جديد بدارفور

شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أسبوعاً دامياً منذ الأربعاء 17 سبتمبر، تخللته اشتباكات عنيفة، وقصف مدفعي متبادل بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه.
والجمعة الماضية، أسفر هجوم بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع على مسجد الصافية بحي الدرجة الأولى في مدينة الفاشر أثناء أداء صلاة الفجر عن مقتل أكثر من 60 مصليا. ومع استمرار المعارك في المدينة، تتفاقم الأزمة الإنسانية ويعيش المدنيون ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد وسط النقص الحاد في الغذاء والدواء وشح مياه الشرب.
غي السياق، أعلن مجلس الصحوة الثوري السوداني، الذي يتزعمه القيادي الأهلي، موسى هلال، التوصل لاتفاق مع القوة المشتركة للحركات المسلحة بدارفور والمتحالفة مع الجيش، عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة.
وجرى الاتفاق خلال اجتماع الطرفين في يوم السبت الماضي بولاية شمال دارفور، وأشار بيان للناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري السوداني، أحمد محمد أبكر، إلى التنسيق المشترك في أهم القضايا الاجتماعية والعسكرية والسياسية. بجانب محاربة السرقات والمجرمين وفتح الأسواق والطرق والمراحيل المغلقة بالمناطق المختلفة وحماية موسم الحصاد.
________________________________________________
الأمم المتحدة: أكثر من 3 آلاف مدني قُتلوا في السودان منذ مطلع 2025

يشهد السودان منذ أبريل 2023 تصاعدًا كبيرًا في العنف المسلح، مع قفزة مقلقة في أعداد القتلى المدنيين، وفق الأمم المتحدة. وحذرت مفوضية حقوق الإنسان من أن غياب الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه البالغ إزاء تفاقم النزاع في السودان، مع ارتفاع حاد في وفيات المدنيين وتصاعد العنف على أساس عرقي، خاصة في دارفور بغرب البلاد.
وقال تورك إن مفوضيته وثقت مقتل ما لا يقل عن 3,384 مدنياً منذ بداية عام 2025، مع تسجيل استخدام العنف الجنسي كأداة حرب وتصاعد الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان بالقصف والغارات الجوية والطائرات المسيّرة.
ووفقا لتقرير جديد أصدره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أشار المسؤول الأممي، الجمعة إلى أن غالبية الضحايا سقطوا في إقليم دارفور، خاصة بمدينة الفاشر ومخيمات النزوح المحيطة بها مثل زمزم وأبو شوك، مشيراً إلى أن الفترة من يناير حتى يونيو شهدت ما لا يقل عن 990 عملية إعدام ميداني خارج نطاق الاشتباكات، شملت أطفالاً، دون محاكمة.
الإفلات من العقاب يغذي العنف
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك أن الإفلات من العقاب يغذي دوامات الانتهاكات. وشدد على أن المساءلة ومحاسبة المسؤولين هي السبيل الوحيد لوقف هذه الفظائع.
ومع الإشارة إلى أن عدد القتلى الفعلي قد يكون أعلى بكثير، أوضح أن حوالي 70% من المدنيين قُتلوا خلال القصف والمواجهات، فيما يُقتل آخرون في عمليات إعدام تعسفية.
وفي قطاع الصحة، أبلغت شبكة أطباء السودان، الأحد، عن مقتل 232 طبيبًا منذ انطلاق الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
وقال المحامي والحقوقي عثمان البصري، إن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني يمثل الأساس لتقليل الخسائر بين المدنيين في النزاعات المسلحة، وإن غيابه يؤدي إلى ارتفاع الضحايا كما يحدث في السودان.
وأوضح أن هذه القواعد تُلزم جميع الأطراف، دولًا كانت أو فصائل، بالتمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية، وحظر استهداف المدنيين أو استخدام أسلحة عشوائية، مع الالتزام بمبدأ التناسب واتخاذ تدابير لتقليل الأضرار مثل استخدام أسلحة دقيقة والتخطيط المحكم للهجمات.
وشدد على ضرورة حماية المرافق المدنية كالمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، لافتًا إلى الانتهاكات الأخيرة التي طالت مسجدًا في الفاشر.
وأشار البصري إلى إجراءات عملية لحماية السكان، منها التحذير المسبق، توفير ممرات آمنة، إجلاء المدنيين، تدريب القوات على قواعد القانون الدولي، وتمكين المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر من الوصول إلى المتضررين.
_____________________________________________
صراع وزاري وراء فشل زيارة “إدريس” للسعودية

أثار فشل زيارة رئيس الوزراء في الحكومة الخاضعة لسيطرة الجيش كامل إدريس، إلى المملكة العربية السعودية بين 15 و18 سبتمبر الجاري جدلا في الأوساط السياسية السودانية.
وكان رئيس الوزراء أعلن زيارته إلى الرياض ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن الزيارة انتهت دون أي لقاءات مع مسؤولين سعوديين كبار. وقال مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء السوداني لـ(عاين)، أن الجانب السوداني لم يرسل وفد المقدمة إلى المملكة العربية السعودية لترتيب جدول لقاءات رئيس الحكومة كامل إدريس.
وتابع المصدر: “الأعراف السائدة في الدبلوماسية، أن هناك وفد مقدمة يسبق رئيس الحكومة إلى أي بلد قبل موعد زيارته لترتيب جدول اللقاءات”.
وأضاف: “عندما وصل كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية كان من الملاحظ عدم وجود السفير السوداني، في الاستقبال بمطار المدينة المنورة وهذا يوضح الأزمة بين مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية”.
وحمل المصدر عضو فريق مكتب رئيس الوزراء بدر الدين الجعفيري، مسؤولية فشل زيارة كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية قائلا إن “الجعفيري يحاول تصفية حسابات من وزارة الخارجية السودانية وإلغاء دورها وتأثيرها في التحركات الدبلوماسية لرئيس الحكومة”.
وتزامنت زيارة رئيس الوزراء السوداني مع زيارة رسمية للرئيس الحكومة الباكستانية محمد شهباز الذي جرى استقباله وفق مراسم رسمية قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 17 سبتمبر الجاري ووقعا وفق بيان رسمي على اتفاقية معاهدة الدفاع المشترك.
ويعتبر وزير الخارجية السعودي فرحان بن عبد الله أبرز مسؤول بالمملكة التقى رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس بالرياض بمقر إقامته بفندق ريتز كارلتون عقب مغادرته المستشفى بعد أن تعافى من وعكة صحية.
_____________________________________________________________
“الضنك” وباء وشح دواء… نداء استغاثة من الخرطوم
تتفاقم أزمة حمى الضنك في السودان، محوِّلة معاناة المرضى إلى رحلة بحث مضنية عن العلاج في ظل انهيار المنظومة الصحية. وبينما تعلن وزارة الصحة عن انتشار الوباء في 17 ولاية وتسجيل أكثر من 6 آلاف إصابة، يواجه المواطنون نقصاً حاداً في “دربات البندول”، العلاج الوريدي الأساسي لتخفيف أعراض المرض.
من منطقة شرق النيل بالخرطوم، يروي الصيدلي عمار علي لـ(عاين) قصة عجزه عن توفير الدواء لنفسه وثلاثة من أفراد أسرته المصابين. ويشكك عمار في الأرقام الرسمية قائلاً: “أعداد وزارة الصحة غير حقيقية، المصابون مئات الآلاف. وأقل سعر لدرب البندول بلغ ثمانية آلاف جنيه، ورغم ذلك فهو غير متوفر. المستشفيات مكتظة والعيادات الخاصة باهظة، الأزمة أكبر من أن توصف”.
أمام هذا العجز الحكومي، تنشط المبادرات المجتمعية في محاولة لسد الفجوة. في أم درمان، تعمل فرق تطوعية على تقديم التمريض المنزلي للمرضى، لكن هذه الجهود تصطدم هي الأخرى بشح الدواء. يؤكد المتطوع علي جباي، أن مستشفى “النو” عادةً ما يستنفد حصته من “دربات البندول” خلال يومين فقط من وصولها، لذلك اتبعت المستشفى سياسة جديدة في صرفه للمرضى، وذلك بإعطاء المريض درباً واحداً فقط بعد التأكد من الفحص والوصفة الطبية مقابل 3000 جنيه، ومجاناً فقط للمنوَّمين بالمستشفى.
ويحذر جباي في حديثه لـ(عاين) من أن “المبادرات غير المنظمة التي نشأت لتوفير الدواء قد تفتح باباً للفساد”، مشدداً على أن الأفضل دعم المرضى عبر المستشفيات وصندوق الدواء الدائري والتوزيع برقابة مباشرة من الجهة الداعمة، باعتباره السبيل الأمثل لضمان وصول المساعدات لمستحقيها.
____________________________________________________________
سوق أم درمان.. الحياة تعود تدريجياً

بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى سوق أم درمان الكبير، أحد أعرق الأسواق السودانية، بعدما ظل ساحةً لمعارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال فترة الحرب التي حدثت بالعاصمة الخرطوم. وشهد السوق العريق الذي يمتد تاريخه لحوالي قرنين، دماراً واسعاً ونهباً طال المحال التجارية، ما أسفر عن توقف كامل للحركة الاقتصادية.
ويصف عبد القادر، وهو تاجر يعمل في هذا السوق، تأثير الحرب عليهم قائلاً: “ظللت كتاجر اعمل بالسوق فترة عام كامل بلا عمل، كما سُرقت كل بضائعي، واضطررت للنزوح والعيش على دعم أشقائي بالخارج، لكنني رجعت لأم درمان بعدما بدأت الحياة تعود إلى السوق من جديد، لأقوم بتأهيل متجري الخاص ببيع منتجات المحاصيل الزراعية”.
وكان الجيش السوداني قد تمكن في منتصف مارس 2024 من السيطرة على السوق بعد معارك ضارية. ومنذ ذلك الحين، بدأت الحياة تدب في الشوارع والممرات بحركة الناس والسيارات والدواب، ما يعكس استئناف النشاط الاقتصادي في قلب أحد أكبر المراكز التجارية بالعاصمة الخرطوم.
وخلال فترة غياب السوق الكبير ظهرت أسواق محلية بديلة لتلبية احتياجات السكان، إلا أن السوق التاريخي استعاد دوره تدريجياً كمصدر رئيسي للتسوق وإمداد الأسواق الفرعية بالسلع والمواد التموينية.
لكن رغم عودة الحياة، ما زالت الصورة غير مكتملة؛ إذ لا تزال العديد من المحال التجارية مدمرة أو محترقة، في وقت انطلقت فيه أعمال صيانة وإعادة تأهيل محدودة. ويرى المهندس المدني طه الزين أن الأزمة الحالية تمثل فرصة لإعادة تخطيط السوق بما يتناسب مع المعايير الحديثة، قائلاً: “قبل الحرب كانت الأسواق تعاني ضعف التنظيم والعشوائية، واليوم يجب استغلال الفرصة لتوسيع الطرق وتطوير التخطيط العمراني بما يليق بالمدن العصرية”.
وبين حنين التجار والمرتادين إلى السوق القديم، والدعوات لتجديده وتطويره، ما يزال سوق أم درمان الكبير يحاول النهوض من بين ركام المعارك مستعيداً عافيته من جديد، ليؤدي دوره الهام في التجارة والاقتصاد.