تحول نوعي بمعارك الفاشر، وتصعيد في كردفان وعودة حرب المسيرات| سعي سوداني لإنهاء مهمة بعثة تقصي الحقائق| ردود أفعال واسعة لبيان (الرباعية) | سرقة (4) آلاف قطعة أثرية من متاحف السودان| الكوليرا.. إحصائيات وأرقام
عاين- 16 سبتمبر 2025
محاور القتال في حرب السودان، من إقليم كردفان إلى مدينة الفاشر المحاصرة شهدت تطورات نوعية الأسبوع الماضي بسيطرة الجيش السوداني على مدينة بارا الإستراتيجية بشمال كردفان، فيما تشتد المعارك في مدينة الفاشر، عاد طرفا الصراع للاستخدام المكثف للقصف الجوي لاسيما الطائرات بدون طيار. سياسيا، تتحرك الحكومة السودانية الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني في أروقة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإنهاء بعثة تقصي الحقائق التي أصدرت تقريرا مفصلا أشارت فيه لانتهاكات الطرفين. على صعيد آخر يواصل وباء الكوليرا، حصد أرواح السودانيين بعد تفشيه في عدة مناطق أبرزها دارفور.
___________________________________
تحول نوعي في معارك الفاشر
في تحول نوعي لمعارك الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بادر الجيش والقوات المشتركة اليوم الثلاثاء ولأول مرة منذ أشهر بمهاجمة قوات الدعم السريع بالمحورين الشمالي والشرقي. ودارت في المدينة المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، (5) معارك كبيرة خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت مصادر عسكرية من المدينة لـ(عاين) اليوم الثلاثاء، نجاح الجيش السوداني والقوات المساندة له في تحقيق تقدم محدود في المحورين الشمالي والشرقي، والاستيلاء على مركبات قتالية.
وشهدت المعارك في المدينة أمس الاثنين ظهور قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في الخطوط الأمامية للمعارك. وتقدم الدعم السريع في المدينة حتى منطقة قشلاق الجيش بالقرب من مقر قيادة الفرقة السادسة وسط الفاشر، وتوغلت في جزء من مخيم أبو شوك للنازحين في الجزء الشمالي من المدينة قبل أن تتصدى لهم قوات الجيش.
وفي يوم الخميس، 11 سبتمبر الجاري، توغلت قوات الدعم السريع إلى أحياء النصرات، وقال شهود من المدينة لـ(عاين): “اقتحمت القوات منازل المدنيين، ونفذت عمليات قتل مباشر طالت رجالاً ونساءً وأطفالاً، إلى جانب اعتقالات تعسفية”.
وشهد يوم الخميس الفائت، مقتل الناشط المدني، أبو بكر عبد الجبار، رئيس اللجنة الميدانية لمبادرة “الله يبردي” بالفاشر، نتيجة للقصف المدفعي تجاه الأحياء الغربية للمدينة. وهو أحد أبرز المتطوعين في التكايا والمطابخ المجانية بالفاشر.
ويوم الجمعة 12 سبتمبر، كثفت قوات الدعم السريع قصفها حول المستشفى السعودي ومقر الفرقة السادسة مشاة والأحياء المجاورة، قبل أن تشن هجوماً من ثلاثة محاور رئيسية. وفي يوم الاثنين 15 سبتمبر دارت معارك عنيفة على ثلاثة محاور، شاركت فيها مسيرات هجومية.
التصعيد العسكري في الفاشر، ترافق مع أزمة إنسانية خانقة، لجهة أن المدينة محاصرة من جميع الجهات، والممرات الإنسانية ما تزال مغلقة، وانعدام شبه تام للمواد الغذائية، بينما تصاعد أسعار السلع الشحيحة في المدينة، ووصلت إلى مستويات تفوق قدرة السكان بالمدينة المحاصرة، فيما يواجه المستشفى السعودي المرفق الوحيد العامل نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات. وفقا لمواطنين في المدينة تحدثت إليهم (عاين).
____________________________________________________
أسبوع من التصعيد العسكري في كردفان
شهد إقليم كردفان تصعيداً للمعارك العسكرية بين الجيش والمجموعات المسلحة المتحالفة معه، وقوات الدعم السريع، ولم تتوقف الاشتباكات طوال أسبوع مضى، ونتج عن ذلك تحولات في السيطرة الميدانية لدى الطرفين.
وبعد سلسلة من المواجهات المسلحة، سيطر الجيش يوم الخميس الماضي على مدينة بارا، ومنطقتي كازقيل والرياش في ولاية شمال كردفان، وفق ما أعلنه رسمياً في بيان صحفي وقتها، لكن قوات الدعم السريع استعادت السيطرة على كازقيل والرياش الواقعتين على طريق الأسفلت المؤدي إلى الدلنج، أمس الاثنين عقب هجمات مضادة شنتها على الجيش، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية لـ(عاين).
وقال الضابط السابق في القوات المسلحة، خليل محمد الصائم: إن “سيطرة الجيش على مدينة بارا تمثل نقطة تحول كبرى في مسار العمليات الحربية لصالحه في كردفان نظراً لموقعها الاستراتيجي، فهي منطقة ربط رئيسية على طريق حيوي مؤدي إلى العاصمة الخرطوم، وبعد ذلك ستقل المخاطر على أم درمان والأبيض خاصة التهديدات المتعلقة بالطائرات المسيرة التي كانت تنطلق من هناك”.
واعتبر الصائم في حديث لـ(عاين) السيطرة على بارا بمثابة مفتاح قوي لتقدم جديد وسريع للجيش والقوات المساندة له في كردفان، والوصول إلى إقليم دارفور وفك الحصار عن الفاشر، حيث استطاعت القوات المسلحة الاستفادة من الإسناد الجوي بالطائرات والمسيرات، بعد تحييد منظومة المضادات الخاصة بقوات الدعم السريع.
وفي المقابل، استطاعت قوات الدعم السريع الحفاظ على سيطرتها على مناطق جبرة الشيخ وأم قرفة ورهيد النوبة وأم سيالة الواقعة على طريق الأسفلت المؤدي إلى أم درمان، ومنع محاولات الجيش للربط بين قواته في بارا مع العاصمة الخرطوم، مما يجعل أم درمان وبارا عرضة للهجمات المضادة.
ووفق مصدر عسكري تحدث مع (عاين) فإن الجيش تمكن من الوصول إلى بارا عبر محور من مدينة الدويم في ولاية النيل الأبيض، من خلال طريق غير مسفلت يمر بزريبة الشيخ عبد الرحيم البرعي وقرى صغيرة شرق ولاية شمال كردفان، وسط مخاطر كبيرة عليه نسبة إلى تمركز قوات الدعم السريع في منطقة أم سيالة القريبة من هذا الطريق.
ويشير المصدر إلى أن قوات الدعم السريع ستسعى لاستعادة السيطرة على مدينة بارا لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لها، فهي نقطة إمداد رئيسية لقواتها المنتشرة في الصحراء خاصة بمياه الشرب، ودون استعادتها سيكون موقفها صعباً.
وفي يوم الأحد الماضي، تقدمت قوات الدعم السريع إلى تخوم مدينة الأبيض من الناحية الغربية، وتمركزت في منطقة العيارة التي كانت بها الدفاعات المتقدمة للجيش، والتي انسحبت إلى حي الـ13 داخل المدينة، وفق مصدر تحدث لـ(عاين).
ويتواصل التحشيد من قبل الجيش وقوات الدعم السريع في المنطقة، مما ينذر بمواجهات عسكرية جديدة في كردفان خلال الأسبوع المقبل، وسط أنباء عن حصول الطرفين على أسلحة وطائرات مسيرة ضمن مساعيهما لحسم معركة الإقليم.
____________________________________________
حرب المسيرات تعود مجدداً في السودان
بعد هدوء لأسابيع، عادت الطائرات المسيرة مجددا لقصف مواقع حيوية في المناطق الخاضعة إلى سيطرة الجيش في العاصمة السودانية وولاية النيل الأبيض، ومدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، وتبنى تحالف السودان التأسيسي الذي يضم قوات الدعم السريع وقوى مدينة ومسلحة أخرى، بعض من هذه الهجمات.
ويوم الأحد الماضي، قصفت طائرات مسيرة محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء في ولاية النيل الأبيض، ومستودعاً للوقود في مدينة كوستي، ومقر الفرقة 18 وقاعدة كنانة الجوية التابعة للجيش. واتهم مجلس السيادة برئاسة عبد الفتاح البرهان، قوات الدعم السريع بقصف المنشآت المدنية في النيل الأبيض خلال بيان صحفي وقتها، فيما لم تعلق قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات، ولم تتبن تلك العمليات.
وتسبب هذا القصف الجوي في انقطاع التيار الكهربائي في معظم المدن الرئيسية في ولاية النيل الأبيض، لا سيما كوسي وربك، وفق شهود تحدثوا لـ(عاين). وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها محطة أم دباكر، أحد أكبر محطات التوليد الكهربائي الحراري في السودان، للقصف بطائرات مسيرة.
وسبق ذلك، هجوم الأكبر من نوعه على العاصمة الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي، استهدف قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، ومقر الأمن العسكري للجيش في ضاحية كافوري ببحري، وأدى إلى مقتل اللواء أبو عبيدة فضل الله، كما استهدفت مصنع اليرموك للسلاح، ومحطة المرخيات للكهرباء، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي ومعاناة السكان، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ(عاين).
ولأول مرة، تبنى هذه الهجمات تحالف السودان التأسيسي، الذي يضم قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية – شمال قيادة عبد العزيز الحلو، وقوى سياسية ومسلحة أخرى، وشكل مؤخراً حكومة موازية للحكومة التي يقودها الجيش من بورتسودان.
كذلك استخدمت الطائرات المسيرة بكثافة في العمليات العسكرية في كردفان، وتمكن الجيش من مقتل 4 قيادات ميدانية مؤثرة في قوات الدعم السريع، بينهم ماكن الصادق، يرجح أن يكون ذلك تم بضربات جوية بمسيرات، بينما أسقطت قوات الدعم السريع طائرة مسيرة في كردفان.
_______________________________________________________
الكهرباء تعود لـ(أم درمان) بعد انقطاع لنحو أسبوع
عاد التيار الكهربائي لمدينة أم درمان أمس الاثنين بعد انقطاع تام لنحو أسبوع في أعقاب هجمات الطيران المسير التابع للدعم السريع على عدة محطات تحويل رئيسية.
وأثارت الهجمات الأخيرة للطيران المسير مشاعر القلق للمواطنين الذين عادوا مؤخرًا إلى مدن العاصمة الخرطوم عقب الاستقرار النسبي وانحسار المعارك.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 وحتى ديسمبر الجاري، استُهدفت محطات الكهرباء في أم درمان ثلاث مرات. أحدث هذه الهجمات وقع يوم الثلاثاء الماضي، وأدى إلى خروج محطة المرخيات التحويلية شمال-غرب المدينة عن الخدمة، وهي محطة محورية تغذّي مساحات واسعة من أم درمان وما جاورها.
يروي عبد الماجد عبد الله، من سكان حي الإسكان ما حدث لـ(عاين) قائلاً: “في صباح الثلاثاء الباكر سمعت صوت طائرة مسيرة تحلق على ارتفاع منخفض، وظننتها تابعة للجيش، لكن بعد دقائق دوّت أصوات المضادات الأرضية، ثم وقع انفجار كبير تلاه انقطاع الكهرباء”.
ويضيف عبد الماجد، الذي عاد مؤخرًا إلى منزله بعد نزوح استمر عامًا: “كنا نأمل أن نجد العاصمة أكثر استقرارًا من الناحية الخدمية، لكن الآن لا نستطيع النوم بسبب الحرارة المرتفعة وكثرة البعوض. الوضع أصبح خانقًا”.
الأزمة انعكست على تفاصيل الحياة اليومية: ازدحام المخابز، شلل المستشفيات، وارتفاع تكاليف البدائل مثل المولدات أو الطاقة الشمسية. وتقول وجدان طه، من مدينة أم درمان وهي أم لثلاثة أطفال: “اضطررنا هذا العام لشراء منظومة طاقة شمسية كلفتنا نحو 4 ملايين جنيه سوداني من مدخراتنا. كنا بحاجة إلى المبلغ في شؤون أخرى، لكن الكهرباء أصبحت أولوية لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة مع وجود أطفال وكبار سن في البيت”.
ووصلت أسعار وحدات الطاقة الشمسية والمولدات التي تعمل بالوقود لأضاعف أسعارها في ولاية الخرطوم، ما جعل خيار امتلاكها محصوراً على الميسورين.
__________________________________________________________
السودان يسعى لإنهاء مهمة بعثة دولية وتلويح بتقصي الحقائق حول “الأسلحة الكيميائية”
يقود مسؤولون من الحكومة السودانية الخاضعة لسيطرة الجيش، مفاوضات مكثفة في مقر مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف لإنهاء ولاية بعثة تقصي الحقائق إلى السودان وتجنب التمديد لعام آخر.
وكانت النائب العام لجمهورية السودان انتصار عبد العال التي عينت مطلع سبتمبر 2025 وصلت إلى جنيف الأسبوع الماضي للمشاركة في جلسات مجلس حقوق الإنسان، وشددت على ضرورة إنهاء بعثة تقصي الحقائق التي يقودها القاضي السابق في المحكمة العليا بدولة تنزانيا محمد عثمان شاندي.
وطالبت النائب العام لجمهورية السودان انتصار عبد العال بإنهاء ولاية بعثة تقصي الحقائق المعنية بالانتهاكات والجرائم خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في 10 سبتمبر 2025 مشيرة إلى أن البعثة الأممية التي عينت منذ أكتوبر 2023 “انحرفت عن مسارها نحو تسييس القضية”.
وحسب مصادر تحدثت لـ(عاين) ينخرط دبلوماسيون ومسؤولون بالسفارة السودانية ووزارة العدل في جنيف في مفاوضات مع الدول للتصويت لإنهاء بعثة تقصي الحقائق التابعة إلى الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي سوداني يتواجد في جنيف لـ(عاين): إن “بعثة تقصي الحقائق التابعة إلى الأمم المتحدة نشرت تقارير أزعجت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوضع حقائق قوية حول ارتكاب طرفي النزاع المسلح انتهاكات وجرائم مروعة بحق المدنيين خلال الحرب”.
وكشف الدبلوماسي، معلومات حول اعتزام بعثة تقصي الحقائق جمع أدلة عما إذا كان الجيش السوداني أو حلفاؤه استخدموا الأسلحة المحرمة دوليا في السودان خلال الحرب.
ولفت الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية السودانية إلى أن مدافعين حقوقيين من السودان يبذلون جهودا جبارة لإقناع وفود الدول للتمديد للبعثة الأممية لعام آخر.
وتابع الدبلوماسي: “البعثة تنتظر التمويل للبدء في جمع الأدلة بشأن الأسلحة المحرمة دوليا في حرب السودان من قبل الجيش أو مجموعات عسكرية متحالفة معه”.
وكانت النائب العام لجمهورية السودان انتصار عبد العال نفت في تقرير قدمته أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف استخدام القوات المسلحة للأسلحة الكيمائية، ولفتت إلى أن الحكومة السودانية عبر لجنة المنظمات غير الحكومية بالأمم المتحدة لملاحقة الجهات التي تروج لهذا الأمر لأغراض سياسية.
وكان رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان محمد عثمان شاندي حذر في مؤتمر صحفي عقده بجنيف في 9 سبتمبر 2025 من أن السودان يعاني حرب فظائع، موضحا أن الشعب السوداني لا يحتاج إلى التعاطف فحسب، بل يستحق التحرك نحو تحقيق العدالة وتأمين الحماية ومستقبل خال من العنف.
_____________________________________
ردود أفعال واسعة حول بيان (الرباعية)
أثار البيان الذي أصدرته الآلية الرباعية المكونة من الولايات المتحدة، ومصر والإمارات والسعودية حول الأزمة في السودان، ردود أفعال واسعة في البلاد، وتباينت مواقف القوى السياسية حول توصيات البيان لإنهاء الصراع.
وأشار بيان الرباعية الذي صدر السبت الماضي، إلى سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار. بجانب أنه لا يوجد حل عسكري قابل للتطبيق للصراع، والوضع، وشدد على أن، مستقبل الحكم في السودان متروك للشعب السوداني ليقرره من خلال عملية انتقال شاملة وشفافة، لا تخضع لسيطرة أي طرف متحارب.
ودعت الرباعية لإطلاق عملية انتقال شاملة وشفافة واختتامها في غضون تسعة أشهر لتلبية تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مستقلة بقيادة مدنية تتمتع بشرعية واسعة النطاق ومساءلة، وهو أمر حيوي لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة. لا يمكن أن يُملي مستقبل السودان الجماعات المتطرفة العنيفة التي هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين أو مرتبطة بها بشكل واضح، والتي أدى نفوذها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
واتفق وزراء الرباعية، على متابعة تنفيذ هذه الجداول الزمنية عن كثب، وأكدوا استعدادهم لممارسة مساعيهم الحميدة وبذل كل الجهود اللازمة لضمان التنفيذ الكامل من قبل الأطراف، بما في ذلك إعادة الاجتماع لمناقشة خطوات أخرى. وقال وزراء الرباعية أن الدعم العسكري الخارجي لأطراف النزاع في السودان يُسهم في تأجيج الصراع وإطالته، ويُسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. لذا، يُعدّ وقف الدعم العسكري الخارجي أمرًا أساسيًا لإنهاء النزاع.
ورفض التيار الإسلامي الذي يقوده على كرتي، توصيات الرباعية وقال في بيان إنه “يستهجن لغة بيان المجموعة الرباعية التي تنضح بالاستعلاء والتدخل السافر في شؤون السودان الداخلية ومحاولة فرض حلول خارجية”. وأشار إلى أن الإمارات غير مؤهلة أخلاقياً للحديث عن الأمن والسلام في السودان، بعد تورطها في دعم الدعم السريع بالسلاح والمال والمرتزقة، كما طالبها برفع يدها عن الدعم السريع والاعتذار إلى السودانيين قبل الحديث عن السلام. وأكد التيار الإسلامي العريض رفضه لمحاولة مساواة الجيش والدعم السريع، مشدداً على عدم استطاعة “أي جهة في العالم فرض ميليشيا الدعم السريع كطرف في أي تسوية سياسية أو عسكرية”.
تحالف قوى التغيير الجذري، الذي قوى مدنية أبرزها الحزب الشيوعي السوداني، رفض توصيات بيان الرباعية، وقال إنها تحمِلُ تَدخُّلاً واضحاً غير مستحق وتعدياً على سيادة السودان واستقلالية قراره الوطني”. وأشار التحالف في بيان إلى أن بيان الرباعية جاء معبّراً في المقام الأول والأخير عن المصالح الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية لدول الرباعية، التي تسعى لإعادة تشكيل المشهد السوداني بما يضمن استمرار نهب الموارد الوطنية وإبقاء السودان تابعاً سياسياً واقتصادياً مفتوحاً أمام نفوذهم ونفوذ القوى الخارجية والداخلية الحليفةِ لهم. وتحويل السودان إلى أداةٍ لحمايةِ أمن البحر الأحمر على هواهُم وبِما يتوافق ومصالِحِهِم وكقاعدةٍ عسكريةٍ إستراتيجيّة متقدمة.
من جهته، رحب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” ببيان المجموعة الرباعية، والذي قال إنه طرح خطة عمل واضحة لإنهاء النزاع في السودان، “نؤكد كامل تأييدنا لها ودعوتنا إلى أطراف النزاع للالتزام بها بصورة فورية”.
وتابع التحالف في بيان اطلعت عليه (عاين): “أننا صمود، إذ نشيد بهذا الموقف القوي لدول الرباعية، فإننا ندعو أطراف الصراع والأسرة الإقليمية والدولية للتنسيق المحكم لضمان تنفيذ هذه الرؤية، بما يقود لإنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني، والوصول لسلام دائم وعادل”.
__________________________________________________
اليونسكو: سرقة (4) آلاف قطعة أثرية من متاحف السودان
كشف مكتب اليونسكو في السودان، عن سرقة أكثر من أربعة آلاف قطعة أثرية من المتحف القومي في الخرطوم وعدد من المتاحف الأخرى خلال الحرب الحالية بحسب المعلومات الواردة من إدارة المتاحف. وقال مدير دائرة الثقافة بمكتب اليونيسكو، عبد الرحمن علي: أن “السودان تكبد خسائر جسيمة في قطاع الآثار خلال الحرب”.
وزار وفد من مكتب اليونسكو موقع البجراوية الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي والمدينة الملكية وعدد من المواقع بغرض تقييم حالة الموقع والاطلاع على حجم التحديات التي تواجهه نتيجة للتغيرات المناخية وتأثيرات النزاع المسلح الدائر في البلاد.
وقال مدير مكتب اليونيسكو أحمد جنيد سوروش، في تعميم تلقته (عاين) يوم الاثنين: “وجودنا اليوم في البجراوية يعكس التزام اليونسكو العميق بحماية التراث السوداني الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي… هذه المواقع تواجه أخطاراً متعددة تشمل التغير المناخي والفيضانات والزحف الرملي، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الأخيرة، لكننا نعمل مع شركائنا الوطنيين والدوليين لحشد الدعم الفني والمالي اللازم وتعزيز قدرات الكوادر السودانية على إدارة هذا التراث وصونه.”
وأوضح سوروش، أن اليونسكو أطلقت خطة طوارئ لمدة عامين لدعم القطاعات الثقافية والتعليمية والعلمية والإعلامية في السودان، وتشمل برامج للتوثيق، والتدريب، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.
وجرى تسجيل مواقع البجراوية والمدينة الملكية في عام 2011 ضمن قائمة التراث العالمي لما تحمله من قيمة استثنائية عالمية، إذ تضم أكثر من 200 هرم ملكي ومقابر ومعابد ومستوطنات تعود إلى حضارة كوش التي ازدهرت في وادي النيل.
_________________________________
الكوليرا في السودان.. أرقام وأحصاءات
يشهد السودان أحد أسوأ تفشيات الكوليرا في السنوات الأخيرة، مع تسجيل عشرات آلاف الإصابات ومئات الوفيات منذ أغسطس 2024…وفق بيانات وزارة الصحة والمنظمات الدولية.
وتمثل ولايات دارفور والنيل الأبيض والخرطوم أبرز البؤر، حيث عانى الأطفال والنازحون بشكل خاص، بينما حذرت المنظمات الإنسانية من أن نقص التمويل قد يفاقم الأزمة خلال الأسابيع المقبلة، رغم حملات توزيع مواد المياه والإصحاح وتوفير ملايين جرعات لقاح الكوليرا.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان بتاريخ 14 أغسطس 2025 أنّ تفشي الكوليرا بلغ مستويات خطيرة، مع تسجيل نحو 99,700 حالة اشتباه وأكثر من 2,470 وفاة حتى 11 أغسطس.
وأكدت المنظمة أنّ ولايات دارفور تمثل إحدى أسوأ بؤر الوباء، إذ عولج أكثر من 2,300 مريض وسُجّلت 40 وفاة خلال أسبوع واحد فقط في المرافق التي تديرها فرقها الطبية.
وفي وسط دارفور، وثّقت فرق المنظمة الميدانية أكثر من 2,200 حالة و39 وفاة منذ منتصف يوليو.
كما أشارت المنظمة إلى أنّ ولاية النيل الأبيض شهدت تفشيًا واسعًا مطلع العام، حيث استقبل مركز كوستي للعلاج بين 20 فبراير و5 مارس أكثر من 2,718 مريضًا، توفي منهم 92 شخصًا.
وأكدت أطباء بلا حدود أنّ انتشار المرض بهذه الوتيرة يعكس هشاشة النظام الصحي وصعوبة حصول المواطنين على مياه نظيفة وخدمات علاجية أساسية.
بيانات منظمة الصحة العالمية
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ السودان يواجه واحدًا من أسوأ تفشيات الكوليرا في تاريخه الحديث، مؤكدة أنّ المرض انتشر في جميع ولايات البلاد الثماني عشرة. وأوضحت المنظمة في تقرير يغطي الفترة من الأول من يناير وحتى 11 أغسطس 2025 أنّ عدد الحالات المشتبه بها بلغ 48,768 حالة و1,094 وفاة بمعدل وفيات 2.2 في المئة.
وبيّنت المنظمة أنّ ولايات الخرطوم وشمال كردفان والنيل الأبيض تستحوذ على النصيب الأكبر من الإصابات: 22,225 حالة في الخرطوم، 7,394 في شمال كردفان، و5,622 في النيل الأبيض.
وفي إقليم دارفور، أظهرت البيانات تباينًا في معدلات الوفيات: حيث سجلت ولاية جنوب دارفور 1,589 إصابة و66 وفاة (4.2%)، وفي شرق ودارفور 517 إصابة و26 وفاة (5%)، بينما سجلت ولاية شمال دارفور3,687 إصابة و26 وفاة، وسط ودارفور 682 إصابة و9 وفيات، في حين اقتصرت الإصابات في غرب دارفور على 17 حالة فقط دون وفيات. وأكدت المنظمة أنّ استمرار الحرب وانهيار الخدمات الصحية ونقص المياه عوامل تُفاقم الأزمة.
وحتى الاثنين، 15 سبتمبر الجاري، رصدت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان 416 إصابة جديدة بينها 12 وفاة، ليرتفع إجمالي الإصابات في إقليم دارفور، إلى أكثر من 11 ألف حالة، و441 وفاة، وسط تدهور صحي وبيئي متفاقم.
أرقام الأمم المتحدة
بدوره، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أنّ الوباء يواصل الانتشار بوتيرة مقلقة، مع تسجيل أكثر من 83 ألف إصابة و2,100 وفاة منذ يوليو 2024.
وأوضح المكتب في تقرير يغطي النصف الأول من عام 2025 أنّ نحو 32 ألف حالة جديدة أُبلغ عنها خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى أنّ الخرطوم والجزيرة والقضارف والنيل الأبيض تمثل البؤر الرئيسية لتفشي المرض.
بيانات اليونيسف
من جهتها، أفادت منظمة اليونيسف بأنّ السودان سجّل منذ 12 أغسطس 2024 وحتى 3 أغسطس 2025 أكثر من 94,170 حالة إصابة بالكوليرا و2,370 وفاة عبر 17 ولاية.
وفي ولاية شمال دارفور، جرى تسجيل 1,180 حالة بينها 300 طفل تحت الخامسة و20 وفاة حتى نهاية يوليو.
أما ولاية النيل الأبيض فقد سجّلت بين يناير وفبراير 2025 نحو 2,700 إصابة بينها 500 طفل و65 وفاة، فيما وثّقت ولاية الخرطوم حتى مايو 2025 نحو 7,700 إصابة بينها أكثر من ألف طفل و185 وفاة.
بيانات وزارة الصحة السودانية
على المستوى الرسمي، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية أنّها سجلت منذ أغسطس 2024 وحتى 24 يوليو 2025 نحو 91,034 حالة إصابة و2,302 وفاة موزعة عبر 17 ولاية و116 محلية. وخلال الفترة ما بين 12 و18 يوليو فقط، رُصدت 1,307 إصابات جديدة و18 وفاة.
وفي آخر تحديث نُشر بتاريخ 19 أغسطس 2025، أكدت الوزارة – بحسب ما نقلته وكالة الأناضول – أنّ العدد الإجمالي تجاوز 101,450 إصابة و2,515 وفاة.