الطائرات المسيرة تغير معادلة المعارك بكردفان 

عاين- 31 مايو 2025

تتصاعد وتيرة المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان، وسط حالة من السباق بين الطرفين للسيطرة على الإقليم، الذي ربما يشكل محطة تحول كبرى في مجريات الحرب المستمرة في البلاد لأكثر من عامين.

وتسببت الاشتباكات الأخيرة في منطقتي الخوي والدبيبات في ولايتي غرب وجنوب كردفان، في نزوح السكان نحو مدينة الأبيض تحت ظروف إنسانية سيئة، بينما تقطعت السبل بعشرات الأسر على الطريق، وفقد أقاربهم التواصل معهم نتيجة انقطاع الاتصالات والإنترنت في المنطقة.

ولم يمض طويلاً على تقدم الجيش والقوة المشتركة عبر ما يعرف بمتحرك الصياد، في محوري الدبيبات والخوي، تمكنت قوات الدعم السريع من استعادة السيطرة على مدينتي الدبيبات والخوي، والتقدم نحو الأبيض، وذلك بعد معارك ضارية يومي الخميس والجمعة الماضيين، وفق مصادر محلية تحدثت مع (عاين).

وقالت قوات الدعم السريع في تعميم صحفي إنها سيطرت على مدينتي الخوي وأم صميمة في شمال وغرب كردفان على طريق الإنقاذ الغربي المؤدي إلى الفاشر، بجانب السيطرة على مدن الدبيبات والحمادي وكازقيل في ولاية جنوب كردفان على طريق الأسفلت المؤدي إلى مدينتي الدلنج والفولة، ونشرت مقاطع مصورة تظهر جنودها في معالم بهذه المدن، بينما لم يصدر الجيش أي تعليق على تلك المعارك.

طائرات مسيرة

وكشف مقاتل من قوات الدعم السريع لـ(عاين): أن قواتهم استخدمت طائرات مسيرة في معارك الدبيبات والخوي لضرب تحصينات الجيش والقوة المشتركة، وأنهم قاتلوا بضراوة لوقف تقدم متحرك الصياد الذي يسعى للانتقام من أهلهم، حسب وصفه.

وذكر الفرد الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن القوة المشتركة لحركات دارفور تفوقت في المعارك السابقة نتيجة السيارات القتالية المصفحة، حيث دخلت الخوي بأكثر من عربة مصفحة، لكن قواتهم تمكنت من استعادة السيطرة عليها بعد وصول تعزيزات عسكرية من غرب البلاد، بمساعدة المسيرات.

وربما كانت المسيرات عنصراً حاسماً في معارك كردفان الأخيرة، حيث قتل جميع طاقم قيادة متحركات الجيش في إقليم كردفان، على الأرجح بضربات طائرات مسيرة، وفق ما أكدته مصادر عسكرية لـ(عاين).

وتحققت (عاين) من مقتل القائد العام لمتحركات الجيش في إقليم كردفان، اللواء الركن إيهاب محمد يوسف، ونائبه العميد الركن محمد بخيت الدومة، بضربة طائرة مسيرة في محور الدبيبات نهاية الأسبوع الحالي.

ويشغل إيهاب منصب نائب قائد سلاح الإشارة، وظل متواجدا في مقر سلاح الإشارة بالخرطوم طوال فترة الحرب إلى حين فك حصاره في يناير الماضي، وبعدها توجه لقيادة متحركات كردفان.

كما تحققت (عاين) من مقتل 7 ضباط آخرين في غرفة القيادة الميدانية لمتحركات كردفان، وهم عميد مهندس محمد سر الختم، عقيد ركن صلاح عبد الرحمن علي سراج، مقدم معتز محمد حسن عبد الرحمن، رائد خالد شقولي، رائد مصعب محمد علي أبوزيد، ملازم أول محمد الرشيد، ملازم مستنفر إبراهيم أبو شقة (قائد وحدة المستنفرين)، وجميع هؤلاء القادة تم نعيهم بواسطة أقاربهم، ويرجح موتهم بضربة طائرة مسيرة.

حصار الأبيض

وأكد الخبير الأمني اللواء معاش، بدر الدين عبد الحكم لـ(عاين)، أن مقتل اللواء ركن إيهاب محمد يوسف بطائرة مسيرة في محور كردفان، قائلاً إنه: “فقد كبير لكن الجيش كمؤسسة لا يتأثر بمقتل قائد؛ لأنه سيأتي خلف من بعده، وقد استطاعت القوات المسلحة تحقيق انتصارات كبيرة في الدبيبات والخوي”.

 ويضيف عبد الحكم: “قوات الدعم السريع انهارت، لذلك قامت بحشد كبير، وجلبت كل جنودها المنتشرين حول مدينة الفاشر إلى الخوي والدبيبات، وهي آخر محاولة منهم لوقف تقدم الجيش غرباً، لكن القوات المسلحة قادرة على تغيير المعادلة، خاصة وأن قوة الدعم السريع الصلبة انتهت، والموجودين حالياً شباب صغار مدفوعين بالحماس، وليس لهم خبرات قتالية”.

 ومع تقدم قوات الدعم السريع في محوري الخوي والدبيبات، أصبحت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان تحت الحصار مجدداً من ثلاثة اتجاهات، الجنوب والغرب والشمال، مع بدء قوات الدعم السريع بقصفها عن بعد.

ويوم أمس الجمعة، قصفت قوات الدعم السريع مستشفى الضمان الاجتماعي في مدينة الأبيض، بطائرة مسيرة مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة 15 آخرين، وفق بيان لمجموعة محامو الطوارئ الحقوقية.

وبحسب متطوع في الأبيض تحدث لـ(عاين) فإن ضربة الطائرة المسيرة على مستشفى الضمان الاجتماعي أثار الرعب وسط المواطنين، ولا يستبعد حدوث موجة نزوح نحو ولاية النيل الأبيض خاصة بعدما أصبحت المدينة محاصرة مجددا من ثلاثة اتجاهات.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *