رمضان … شغف السودانيين بعاداتهم رغم ظروفهم القاسية

 

رمضان ... شغف السودانيين بعاداتهم رغم ظروفهم القاسية٢يوليو ٢٠١٤

ظل المسلمون السودانيون داخل وخارج البلاد يحتفلون بشهر رمضان من كل عام وفق طقوسهم وعاداتهم ،  ويمثل هذا الشهر مناسبة دينية واجتماعية لهم كما انه يأخذ الطابع الاحتفالي للكبار والصغار معاً ، حيث يجتمع الجيران والاهل والاصدقاء على موائد الافطار طيلة ايام الشهر ويتبادلون الزيارات، وفي الخارج نقل السودانيون بالرغم من بعدهم عن بلادهم- لاسباب سياسية من لجوء ومنافي – عاداتهم وتقاليدهم في احتفالهم برمضان من تجهيزات الافطار بكل ما هو سوداني في محاولة لنقل وطنهم في ذلك الشهر بكل تفاصيله الى تلك البلدان، وعادة ما تقيم الجاليات السودانية المنتشرة في بلدان العالم المختلفة افطارات جماعية ليجتمعوا مع بعضهم البعض  .

ارتفاع اسعار السلع الرمضانية في الخرطوم

وفي السودان حل شهر رمضان وسط ازمة اقتصادية طاحنة ، لا سيما في ارتفاع اسعار السلع الضرورية ومطلوبات هذا الشهر التي تحتاج الى ميزانية مضاعفة لكل اسرة ، حيث تعاني غالب الاسر من ضعف في دخولها الشهرية ، حيث يصل دخل الفرد ما يوازي (100 ) دولار شهرياً، وتزامن هذا الشهر في هذه السنة مع بداية العام الدراسي الجديد ، وهذا ما يزيد من الاعباء على المواطنين ، في المقابل ينظر التجار الى هاتين المناسبتين كوسم تجاري لن يتكرر .ويقول جبريل موسى لشبكة (عاين )  إن شهر رمضان جاء مع ارتفاع جنوني لاسعار السلع اليومية الى جانب بدء العام الدراسي ، ويضيف ( كل هذه المطلوبات تحتاج الى ميزانية خاصة )  .

عادات سودانية في رمضان  

والسودانيون لديهم عادات خاصة بهم في رمضان قبل حلول الشهر حيث يتم تحضير  مشروب ( الحلو مر ) بمواد محلية من ذرة وتوابل ، غير ان  أن مواد تحضيره لم تسلم من ارتفاع الاسعار حيث بلغت تكلفة تحضيره للأسرة متوسطة الدخل حوالي (1000) جنيه سوداني .

وفي القاهرة مثل الخرطوم فان شهر رمضان يمثل مناسبة دينية وإجتماعية لكنها في ذات الوقت تأخذ الطابع الإحتفالي، فعلى طول الشوراع الرئيسية وداخل الأزقة في القاهرة تجد الأسر قد علقت أنوار الزينة والفوانيس على شرفات المنازل، كما أن المحال التجارية تعرض بضائع رمضان على الشوارع خارج باحة المكان ويتم  وضعها بطريقة متناسقة ومزينة،  وبعض المحال التجارية الكبيرة تنصب خيم مخصصة لمواد رمضان ، أما في داخل الأحياء تعلو صيحات بائعي العصائر والفواكه، بينما تشاهد من على البعد تبادل أطباق الحلويات وخاصة الكنافة بين الأسر. وينتشرالناس على القهاوي يسهرون في لعب النرد والشطرنج وغيرها من الألعاب.، وفي الخرطوم تجد المطاعم والحدائق تكون مزينة بخيم رمضانية، خاصة وأن معظم الأسر تتناول وجبة السحور خارج المنازل .

السودانيون في القاهرة … اجواء مختلفة

ويعيش السودانيون في القاهرة هذه الأجواء ولكن على  طريقتهم الخاصة بأحياء روح التواصل الإجتماعي، وإقامة الإفطارات  الجماعية، بمختلف التكوينات منظمات روابط ، حتى الحركات الشبابية والسياسية المسلحة ،

ويرى عبده حماد أحد  الناشطين في تجمعات السودانين في حديثه لشبكة ( عاين )  ان رمضان شهر مميز يجتمع السودانيون فيه ، ومهما كان الاختلاف بينهم فانهم في هذا الشهر يصبحون أكثر تقارباً من بعضهم البعض ليمارسوا طقوسهم الإجتماعية ، ويضيف (من عاداتنا السودانية المعروفة والمحببة لدينا إقامة الإفطارات الجماعية، للتواصل والتراحم رغم المواقف المختلفة، وتقام فيها الليالي الثقافية والأديية والسياسية أيضاً ) ، هنالك إفطارات تقيمها الأسر وبعضها تنظمها الروابط  ومنظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية، فهم يحاولون ان يتذكروا روح رمضان في السودان .

ومن الإفطارات الجماعية الراتبة والتي ينظمها السودانين في كل عام إفطار (بورداب سودانيز أون لاين ) ، والذي يقول عنه حماد بأنه إفطار جماعي من نوع مختلف ينظمه أعضاء وأصدقاء المنبر العام لموقع سودانيز اون لاين، وبنفس الطريقة تكون المساهمة في حدود قدرة الشخص وبما يستطيع، وهو إفطار أسري ندعو فيه أصدقاء المنبر من السودانين والمصريين وأيضاً والجنسيات الأخرى، وتقدم فيه الأطعمة والمشروبات السودانية  ويضيف ( نحي فيه قيم التواصل الثقافي والإجتماعي فكثير من الصحفيين المصريين حضروا معنا هذه الإفطارات السنوية، وكتبوا عنها في صحفهم ) .

أما سوسن أحمد سليمان “ربة منزل” تعيش أجواء رمضان في القاهرة بترفيه وتغيير وتقول لشبكة ( عاين ) أن رمضان يختلف عن الخرطوم،بداية من حالة الطقس والتوقيت هنا في القاهرة اليوم يمر بسرعة وقصير والأسر تفضل السهر،والمصريون يتناولون إفطاراتهم وسحورهم خارج منازلهم ويعودوا مع الساعات الاولة من الصباح ، وتتابع (على عكس عاداتنا في السودان نحن نفطر في البيوت وغالباً لانهتم بالعشاء، كما أن السحور عبارة عن وجبة خفيفة لدى الكثيرين ) ، وتؤكد على عدم التخلي عن العادات السودانية في التواصل الاجتماعي  

ساعات الصيام الطويلة في بريطانيا تقلل تبادل الزيارات

وفي المملكة المتحدة لا يختلف الامر عن القاهرة حيث تقول سمية احمد وهي مواطنة سودانية الاصل تقيم في مانشستر لشبكة ( عاين ) ان السودانيين يجتمعون في شهر رمضان لتناول الافطار في صالة خاصة عبر دعوة تقدمها جالياتهم وتتوفر فيها الاطعمة والمشروبات السودانية وغيرها ، وتضيف ان ذلك الاجتماع السنوي تكون مناسبة للقاء السودانيين مع بعضهم البعض للاحتفال بالشهر المعظم وفق طقوسهم وعاداتهم ، واشارت الى ان مواطني بلدها يرسلون الافطار لغير المتزوجين في الصالات القريبة منهم او في اماكن تجمعاتهم ، وقالت ان هناك اسر سودانية ترسل افطار رمضان الى المساجد القريبة منها يومياً .

وحول تبادل الزيارات خلال شهر رمضان بين الاسر السودانية ، تقول سمية احمد ان الزيارات المتبادلة فيها صعوبة لان ساعات الصيام طويلة في شهر الصيف حيث تصل الى (19 ) ساعة ، واضافت ( لكن في الشتاء كنا نتبادل الزيارات حيث كان زمن الافطار في الثالثة عصراً ويمكن للمرء ان يقوم بزيارة الى اصدقاءه واهله اما في الصيف فان المسافة بين ساعة الافطار والامساك متقاربة للغاية بين اربع الى خمس ساعات) .

اما مواطنتها  الصحيفة آمنة عمر المقيمة في مانشستر  ترى ان السودانيين يفتقدون الطقس العام الرمضاني السوداني في شهر رمضان في بلاد الغربة ، وتقول ( هناك تفاصيل كثيرة في بلادنا نفتقدها في شهر رمضان خارج وطننا وهي طقوس ارتبطت معنا لسنوات طويلة مثل التحضيرات التي تسبق الشهر الكريم وتجهيزات الافطار وذلك الجو العام الذي نحتفي به ) ، وتضيف ( هذه العادات اصبحت صنواً لعبادة الشهر الفضيل وهنا في الغربة نحاول ان نصنع ذلك بدءاً من بدء شراء احتياجات الشهر ونقل ما هو محبب لنا في السودان الى داخل منازلنا الصغيرة في المهجر في محاولة لصناعة طقس سوادني بنقل الوطن الى بيتنا الصغير ) ، مشيرة الى انها عندما تبدأ في تحضيرات افطار رمضان تحاول ان تسترجع كل التفاصيل التي تقوم بها والدتها في السودان .

تفاصيل سودانية في اوغندا

والحال كذلك في اوغندا حيث تعتمد الاسر السودانية على تجهيزات رمضان التي ترسل من السودان، غير ان هنالك بعض المطاعم السودانية تقدم الافطارات الرمضانية ، ويقول عبد الرحمن على لشبكة ( عاين )  ان السودانيين في السابق كانوا يعتمدون على ما يرسل اليهم من بلدهم ، ويضيف ( لكن حالياً هنالك اكثر من خمسة مطاعم توفر افطار رمضان ) .

من جانبها تقول إيمان احمد لشبكة ( عاين ) ان شهر رمضان في السودان له طعم خاص حيث يجتمع الأهل ، وهذه هي السنة الرابعة لها في كمبالا  تصوم بعيدة من أهلها  ، وتضيف  ان حاجيات شهر رمضان ترسل من اهلها  ، وتشير الى إن السودانيين يجتمعون في الافطارات الجماعية ويتبادلون الزيارات .