القصف الجوي المستمر يحول جبال النوبة الى جحيم المواطنون في جبال النوبة: الجيش السوداني يقصفنا باسلحة روسية وايرانية وصينية
١٣يونيو٢٠١٣
ادى قصف سلاح الجو المصحوب بقصف لمدافع بيعدة المدي من قبل القوات الحكومية سقطت صورايخها في مناطق اهلة بالسكان بمناطق سيطرة الحركة الشعبية – ش الى نزوح آلاف مواطن خلال الاسبوعين الماضيين من مناطق واقعة الى الجنوب الشرقي من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وذلك بسبب المناوشات المتواصلة بين الحركة الشعبية – ش والحكومة السودانية التي بدأت تزداد منذ منتصف مايو الماضي عندما تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على دلدكو وتبعتها بالسيطرة على منطقة (العتمور) في يوم ٦/٦ من الشهر الجاري. و تتمركز قوات الجيش الشعبي على بعد كيلومترات في منطقة (ام سردبة) التي تحاول الحكومة السيطرة عليها بغرض العبور ناحية (كاودة).
الكراكير وجداول المياه مأوى النازحين من الجحيم
“اصبحت الكراكير وجداول المياه هي مساكن المواطنين هرباً من المقاتلات وقصف طائرات ( السخوي )” هذا ما ردده عمدة منطقة (تنقل) (فيليب كوري) لـ( عاين)، وهو ينظر الى الركام ، ويقول (كوري) ان القصف الجوي والمدفعي المكثف وبشكل يومي ادى الى نزوح كل سكان قريته وهم اكثر من ٢٨٠٠ مواطن. ويضيف: “لقد تحولت حياتهم الى الكراكير والخيران هرباً من مقاتلات وطائرات السخوي والقصف المدفعي… اصبحنا على هذه الحالة منذ بدء الهجوم على دلدكو والعتمور ويتبعه قصف بصورايخ الشهاب الايرانية ووتشي الصينية.” وكشف عن تعرض المنطقة بحوالي ١١٣ دانة من المدفعية خلال يومين رغم عدم وجود الجيش الشعبي في المنطقة. مطالباً المنظمات الانسانية توفير المشمعات والاغطية والمأوى لحماية المواطنين الذين يسكنون في العراء من الامطار مع بداية موسم الخريف.
ويقول مراسل (عاين) ان الالاف من موطني (ام سردبة – اللبو – تنقل – النقرة – دلدكو) نزحوا من مناطقهم واتخذوا الخيران والكراكير في الجبال مأوى لهم. ويضيف ان البعض نزح الى مناطق اخرى مثل (كورارك) التي تبعد حوالي ٨ كيلومترات من (ام سردبة). ويشير الى ان المواطنين اصبحوا يفترشون الارض وينامون على احجارالجبال وتواجههم مشكلة إنعدام مياه الشرب بسبب وجودها في اسفل الجبال ولايمكن ورودها الا ليلاً بسبب القصف المستمر.
مواطنة : هذا هو حالنا ليل نهار
وتصف المواطنة (فاطمة بابور) وهي من منطقة (تنقل) ما يحدث في منطقتها لرحلات طائرات السخوي والانتنوف يومياً قبل وخلال عمليات القصف الجوي ، وتقول لـ(عاين): “عندما تختفي طائرات الحكومة من الاجواء بعد عدة عمليات نحن لا نعود الى منازلنا بل نظل في اماكن الاختباء حتى مغيب الشمس. حتى تتوقف الطائرة من تجوالها حول المنطقة”. وتشير الى ان القصف المدفعي يبدأ بعد مغيب الشمس مباشرة. وتقول فاطمة ( بعد عودتنا الى منازلنا تبدأ المدفعيات طويلة المدى بقصف مواقعنا وترسل الدانات من منطقة (دلدكو) ، وتضيف بحزن: “هذا هو حالنا ليل نهار”.
ورغم هذا القصف اليومي لم يغادر (بيتر كوة) منزله في منطقة ( تنقل). ويقول لـ(عاين): “لقد دمر القصف منزلي ومنزل والدي وكذلك منزل جارنا بقنبلة اسقطتها طائرة (الانتنوف) وقد خسرت مبلغ ١٠ مليون جنيه سوداني، ٣٠ دجاجة ، ٦ جولات سمسم، ٧ جولات ذرة، ٦٨٠ كتاب مدرسي، ٣٠٠ كراسة، و ٢٨٠ من الاقلام والشهادات”. ويضيف: “عند هطول الامطار لم نجد مأوى لنقي انفسنا من الامطار وانا اريد ان ابني راكوبة لزوجتي و طفلي”. ويردد: “انشاء الله الطيران يقصف المنزل ليحرق لكن اطلاقاً لن استسلم ولن اخرج من اراض جدودي”.
ويقول مراسل (عاين) ان القصف الجوي والمدفعي اصبح يتم على مدار اليوم. القصف الجوي يكون ما بين الساعة السابعة صباحا حتى السادسة مساء. وكل طائرة (الانتنوف) تسقط ما بين ١٢ الى ٢٤ قنبلة اما طائرة (السخوي) تسقط ما بين ٤ الى ٨ دانات و هي روسية الصنع وباحجام متفاوتة. ويمكن مشاهدة مظاريف القذائف الفارغة واغلفة قذائف الهاون وشظايا قذائف المدفيعة وبقايا البراميل المتفجرة والمنتشرة هنا وهناك. واصبح المواطنون يعرفون انواع القذائف. و القصف المدفعي بعيد المدى اكثره من صورايخ (الشهاب) الايرانية (ووتشي) الصينية. وعادة ما يتم القصف في اوقات متأخرة من الليل واحياناً تبداً عند السابعة مساءاً وترتفع عمليات القصف كلما تقدم الوقت ليلاً ويستمر حتى الرابعة من صباح اليوم التالي. ويضيف: “هذا القصف الجنوني ادى الى نزوح الالاف من المدنيين الذين تركوا منازلهم ولجأوا الى الكراكير والخيران”.
اصابة امراة سبعينية بشظية من صاروخ شهاب
هذا وقد عثرت (عاين) على مصابيين بجروح خطيرة في مرتفعات الجبال وداخل الكراكير حيث لا تتوفر لهم ادوية او غذاء. وتقول (سيده محمد احمد) لـ(عاين): “(عائشة) هي والدة زوجي – اكثر من سبعين عاماً – كانت تقف خارج (الكركور) فجأة جاء صاروخ شهاب من فوقنا لم نشعر باي شئ غير اننا وجدنا دم امنا يتطاير وعندما قمنا برفعها من الارض وجدنا جرحاً على ظهرها بسبب شظايا القنبلة”. و تقول (سيده) عن سبب عدم فرارها من هذا المكان: “نعم نحن مازلنا هنا، ماذا يمكن ان نفعل و الى اين نذهب؟”
من جانبه قال الناطق بإسم إقليم جبال النوبة، جاتيقو أموجا دلمان ان عدد القنابل التي قصفتها طائرات (الميج، السخوي والانتنوف) قد ناهز ٣٨٥ قنبلة وان عدد قذائف المدافع طويلة المدى والتي تقذف من كادوقلي بلغت ٤٥٠ قذيفة. ويقول مراسل (عاين) ان جميع هذه القذائف والقنابل سقطت في الفترة من الثامن عشر من مايو الماضي الى التساع من يونيو الجاري.