الصراع بين القبائل العربية فى دارفور
١٦ أغسطس ٢٠١٣
إنقضى شهر رمضان … وأطلق سراح الشياطين كما يقولون، لكن هل شياطين الفتنة كانت مقيدة!؟ كان الصراع فى دارفور بين الحكومة والحركات من جهة، وبين المجموعات السكانية التي تحسب للحكومة أو للمعارضة من جهة. لكن في الآونة الأخيرة ظهر مجدداً صراع قديم متجدد بين المجموعات أو القبائل العربية التى دعمت بعضها الحكومة في حروبها في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق وأصبحت ما تعرف بالمليشيات الحكومية أو الجنجويد.
مؤخراً إنطلق صراع قوي وعنيف وشرس بين قبيلة المسيرية والسلامات فى منطقة (جبل عامر) بشمال دارفور بسبب حقل من حقول الذهب، إلا أن الصراع أخذ منحى آخر و إنتشر فى كل أنحاء إقليم دارفور، قتل فيه المئات و نزح الآلاف و خسائر مادية لا تحصى، وهذا جعل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة بالإقليم أن تقول هناك كارثة إنسانية متجددة فى دارفور بعد الإستقرار النسبي الذى شهده الإقليم.
ففي ثان أيام عيد الفطر خلقت شياطين الفتنة صراعاً دموياً آخر بين قبيلتي الرزيقات و المعاليا فى وسط دارفور – الضعين. راح ضحيته حتى الآن (550) شخص بين قتيل و جريح من الطرفين، وحرق (7) قرى وإنفصال بعض الأسر المتزاوجة بين الطرفين و نزوح المئات إلى أطراف مدينة (الضعين) في أوضاع إنسانية وصحية سيئة.
البيانات الصادرة من القبيلتين المتصارعتين تؤكد أن الصراع على الموارد والأرض. إلا أن الحكومة تقول على لسان (عبد الحميد كاشا) من قبيلة الرزيقات والي ولاية وسط دارفور، إنه صراع تداخلت بين أطرافه الحركات المسلحة. لكن الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني (خالد الصوارمي) أكد أن الصراع قبلي بحت. وهنا يظهر تضارب تصريحات الحكومة برغم زيارة وفد عالي المستوى من الحكومة المركزية لمدينة (الضعين). (عبد الحميد كاشا) عاد قائلاً أن الولاية لا تملك السيطرة على فض الصراع وطالب بالتدخل العسكري لحسم الصراع.