أحداث (السنقير).. إستهداف الشركات الاجنبية للمواطنين بالرصاص


تقرير شبكة عاين – الأحد 11 مارس 2018
نشطت الاجهزة الرسمية السودانية في جلب المستثمر الاجنبي  للتنقيب عن الموارد بالسودان، بغية سد الفجوة الاقتصادية التي ظلت تشهدها البلاد منذ انفصال الجنوب، وظنت الحكومة السودانية أن جذب المستثمر سيقود البلاد الى تفادي الانهيار الاقتصادي. متناسية في ذلك الأضرار الجمة التي قد تصيب المواطنين القاطنين بمحيط  تلك المناطق؛ مما أدى الى  انتشار العديد من الامراض جراء التنقيب العشوائي للذهب حتى وصل الأمر إلى استهداف المواطنين بالأسلحة النارية فقط لمناهضتهم طرق استيراد شركات أجنبية دون موافقتهم كأهل للمنطقة.

حدث ذلك بمنطقة وادي السنقير القابع بولاية نهر النيل حيث قام أحد موظفي شركة تراس الروسية  بإطلاق رصاص حي على المواطنين ادى الى وفاة احدهم في الحين بينما نقل آخرون إلى المستشفى الذي يبعد عن وادي السنقير نحو 35 كيلو شمالي غرب مدينة بربر. ويعتبر وادي السنقير بنهر عطبرة هو أول منطقة تم اكتشاف الذهب فيها وعمل بها معدنون تقليديون عبر وسائل بدائية في العام 1996.

وفاة  الحبوب
كان (حبوب حامد فرح) اكثر حماساً من بين عشرات المحتجين السلميين على عمل شركة روسية للتنقيب عن الذهب في وادي السنقير بولاية نهر النيل شمالي السودان، “فرح” تقدم صفوف المحتجين وهو يشعل حماسهم ثم يُكيل التراب على رأسه، ويتقلب على الارض في الصفوف الامامية،  قبل أن تباغته ثلاث رصاصات اسفل بطنه واخرى اعلاها اخترقت جسده! ليُنقل منها الى المستشفى التي فارق فيها الحياة ليلا.

وحماسة (حبوب) مردها إلى أنه المولود على بعد عشرات الامتار من مقر الشركة، التي طلبت منهم مغادرة المكان، واغلاق مناجم تقليدية ومزارع اعتادوا عليها مع عشرات الأسر لمئات السنين.

مجزرة لولا التستر
في الرابع من مارس الجاري، قرر الاهالي التصعيد في موقف اعتصام بالقرب من مقر الشركة، المستمر وقتها منذ نحو شهر للتظاهر أمام الشركة، وتأكيد رفضهم لعملها في الوادي الذي يدعون تبعيته لهم، توجه العشرات من المحتجين السلميين نحو مقر الشركة متجمهرين حول سورها الخارجي، يرددون هتافات تنادي بإيقاف العمل.

لكن قوات الأمن السودانية وعدد من الروس المسلحين الذين يعملون باغتوا المتظاهرين بوابل من الرصاص الحي وفق ما افاد شهود العيان (عاين). ويقول عدد من المتظاهرين الحاضرين، “اختبأ عشرات المتظاهرين خلف سور ترابي للشركة؛ هربا من الرصاص المنهمر على رؤوسهم من الشركة السودانية ورجال الشركة روس الجنسية”.

شهود عيان
“سقط القتيل حبوب أمامي متأثرا بجراحه، وهو مبتل بدمائه التي تخرج من جسده عبر اربعة فتحات للرصاص” هكذا يقول بابكر الرضي، ويضيف: “وعندما نهضت مع آخرين لإسعافه ومناداة مُطلقي الرصاص لإسعاف حبوب، لم يستجب أحد من مطلقي الرصاص إلى أن اصابتني رصاصة على كتفي و ازالة رصاصة اخرى غطاء الرأس الذي كنت ارتديه- عمامة”.

ويردف الرضي  لـ(عاين)، ان رفيقه (احمد صلاح العبادي) كان ايضا قريب من القتيل، ويحاول معه الاسعاف “وكان ينادي بأعلى صوته على الجنود السودانيين بايقاف الرصاص”، لكنهم لم يستجيبوا فأصابوه هو الآخر برصاصتين تسببتا في تهشيم أسفل رجله اليمنى ورصاصة أخرى أعلى فخذ رجله اليسرى ليسقط هو الآخر على الارض مضرجا بدمائه.

إصابات متفاوتة
إستمر اطلاق الرصاص الكثيف لاكثر من نصف ساعة، حتى تمكنا من من البدء في عمليات إجلاء المصابين واسعافهم، وهذه العملية لم تساعد فيها القوات السودانية المرتكزة فيما انسحب الروس المسلحين الى سكناتهم بهدوء، وفق ما روايةعمر العبادي لـ(عاين) “اثنين آخرين اصيبوا اصابات بالغة فيما اصيب آخرون إصابات خفيفة تلقوا العلاج منها وغادرو المستشفى الذي يمكث فيه ثلاثة يتلقون العلاج من كسور وجروح غائرة”.

بعد نحو ساعة تشتت جموع المحتجين في الوادي، واسعفت السيارات التي تقل الجرحى وانتشروا في الوادي راجعين لكنهم تفاجأوا  بمطاردة الشرطة حملة من الاعتقالات صاحبها ضرب بالعصى طال حتى من كانوا في منازلهم واعتقلت نحو 38 شخصا بينهم أطفال.

بلاغات شغب
واودعت الشرطة المعتقلين قسم شرطة بربر، قبل ان يفرج عن بعضهم وتدوين بلاغات ضد 9 منهم تحت مواد من القانون الجنائي بينها تهم التحريض والإتلاف والشغب على أن يحولوا الى المحكمة لاحقا بعد الإفراج عنهم بالضمان.

المعتقل المفرج عنه (نبيل حسن جامع)، يقول ” تم القبض على وصعدت إلى عربة الشركة جاثيا على قدماي ووجهي الى الخارج يفجأني روسي الجنسية بلكمة على وجهي دون سبب وامام اعين رجال الشرطة التي بادر رجالها بضرب المعتقلين”.

“بين عشرات المعتقلين الذين تم الافراج عنهم اصابات بكدمات في الراس على يد رجال لم يلتق معظمهم العلاج منها اثناء الاعتقال” وفقا لجامع.

الحكومة تتنكر
وعلى الرغم من مثول وزير المعادن أمام البرلمان القومي  لم تتخذ الحكومة السودانية موقف لمصلحة المواطن، ولكن والي ولاية نهر النيل اللواء حقوقي حاتم الوسيلة رفض مغادرة الشركة معلنا عن تحميل الشرطة مسئولية الأحداث “الشركة لن تغادر الولاية ومافي مواطن روسي اطلق نار على سوداني“.

يأتي هذا التصريح رقم بينونة الأدلة  بالصورة على أن الروسي هو من أطلق الرصاص على المواطنين  هذا في الوقت الذي فيه أي تصريح من الشركة الروسية.