“رأينا القتلى في الشوارع”.. ناجيات من (زمزم) لـ(عاين)

عاين- 13 أبريل 2025

بعد ثلاثة أيام من الهجوم المتواصل على مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، قالت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على المخيم بالكامل اليوم الأحد. وأفاد مدنيون ناجون من الهجمات (عاين) بانتهاكات واسعة طالت المدنيين الذي سقط بينهم قتلى وجرحى وسط تضارب في الإحصائيات.     

وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على إقليم دارفور غربي السودان، بالتوازي مع تحركات سياسية مضت قدما في تشكيل حكومة موازية في أعقاب إعلان تحالف السودان التأسيسي الذي يضم حركات مسلحة وقوى مدنية وثاقئه التأسيسية في العاصمة الكينية نيروبي فبراير الماضي.

بالمقابل، يقاتل الجيش في الفاشر بالتحالف مع القوات المشتركة، والتي تتشكل من حركات مسلحة وقعت اتفاق السلام مع الحكومة في العام 2020 أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، إلى جانب المتطوعين في القتال مع القوات المسلحة.

ونقلت ناجايات التقتهم (عاين) بعد فرارهن مع الآلاف إلى منطقة طويلة، مشاهد مروعة لعمليات العنف التي طالت المدنيين في المخيم المكتظ.

منى آدم عثمان طفلة خرجت مع أسرتها من مخيم زمزم للنازحين جنوبي الفاشر بعد تصاعد الهجمات العسكرية من قوات الدعم السريع، في مغامرة لأجل النجاة، لكنها اصطدمت بطريق ملئ برائحة الموت، إذ اعترضها مسلحون يمتطون جمالاً، فجردوها من كل شيء بما في ذلك ملابسها التي تحملها وأغطيتها.

وأعلنت قوات الدعم السريع اليوم الأحد أنها سيطرت على مخيم زمزم للنازحين بالفاشر، بعد سلسلة هجمات عليه؛ ونشرت مقاطع مصورة تظهر مسلحيها وهم داخل المخيم.

تروي الطفلة منى لـ(عاين) بعد وصولها إلى منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور أن الطريق الذي سلكته كان ملئ بجثامين كبار السن بعضهم مذبوحين، في مشاهد مؤلمة أثارت رعبها.

نزوح الآلاف من مخيم زمزم إلى مناطق طويلة بولاية شمال دارفور

ومن مخيم زمزم توجهت منى إلى منطقة شقرة، لكن مسلحين أعادوها ومن معها إلى منطقة سلوم، وتمكنوا من المغادرة مجدداً، غير أن مسلحين يمتطون 7 جمال أوقفوهم ونهبوا كل ما بحوزتهم، من ملابس وبطاطين وبعض الطعام، وقناني مليئة بمياه الشرب خاصة بالأطفال، كما أتلفوا إطارات السيارة التي كان يستغلها الفارون، ونهبوا بعض الدواب والأغنام.

وبعد عناء وصلت منى عثمان وأسرتها إلى منطقة طويلة، واُسْتُقْبِلُوا عند مدخل المحلية، ومُنِحُوا مياه الشرب، بلح وخليط مياه مع الدقيق، لمواجهة حالة الجوع التي تواجهها، وهي تعيش الآن في العراء تنتظر من يغيثها.

ويحاول سكان زمزم منذ أيام الخروج من المخيم بعد تصاعد الهجمات العسكرية من قوات الدعم السريع عليهم، كما استجابوا إلى مبادرة للإجلاء الطوعي أطلقتها حركتا تحرير السودان – المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان المتحالفتين مع الدعم السريع.

تلك المأساة عاشتها كذلك إنعام محمد، والتي واجهت صعوبات في بادئ الأمر في الخروج من معسكر زمزم، الذي قالت إنه محاصر من أربعة اتجاهات ويمنع مغادرته، لكنها استطاعت الهروب بعد عدة محاولات.

ووجهت إنعام التي تحدثت مع (عاين) صعوبات بالغة في طريق النزوح، وتعرضت للضرب والنهب، قبل أن تصل طويلة، وتصطدم بواقع أكثر صعوبة وهو انعدام الخدمات الأساسية من غذاء ومياه شرب وإيواء، معربة عن حاجتها الضرورية للطعام والأغطية والمشمعات، مع قرب حلول فصل الخريف.

ويراود هذه السيدة ألم آخر وهو ضياع المستقبل الأكاديمي لأطفالها الذين لا يعلمون حرفاً، إذ لا توجد خلاوي ولا مدارس، وهي تقول “يجب أن تتوقف هذه الحرب، وتفتح المسارات الآمنة”.

صرخة استغاثة أخرى تطلقها النازحة كلثوم عبد الكريم من طويلة “افزعونا”، وواجهت معاناة غير مسبوقة طوال عمرها البالغ 50 عاما، حسب تعبيرها.

وتقول لـ(عاين) “لقد فقدنا الكثير من أهلنا وأقاربنا، وخرج أولادي وزوجي، ولا ندري أين هم الآن، نريد المساعدة العاجلة بالطعام، والمشمعات وكل مطلوبات الايواء ومياه الشرب”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *