“مخيم تحت القصف”.. المدنيون في زمزم يواجهون الموت

 عاين- 12 أبريل 2025

هاجمت قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد يوم من هجوم بري دام خلف نحو 74 قتيلا وأعداد من الجرحى-بحسب الجيش السوداني.

وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على إقليم دارفور غربي السودان، بالتوازي مع تحركات سياسية مضت قدما في تشكيل حكومة موازية في أعقاب إعلان تحالف السودان التأسيسي الذي يضم حركات مسلحة وقوى مدنية وثاقئه التأسيسية في العاصمة الكينية نيروبي فبراير الماضي.

بالمقابل، يقاتل الجيش في الفاشر بالتحالف مع القوات المشتركة، والتي تتشكل من حركات مسلحة وقعت اتفاق السلام مع الحكومة في العام 2020 أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، إلى جانب المتطوعين في القتال مع القوات المسلحة.

وقصفت قوات الدعم السريع اليوم السبت بالمدفعية الثقيلة المخيم الذي يقع جنوب مدينة الفاشر  ويأوي آلاف النازحين منذ حرب دارفور في العام 2003 بجانب نازحين جدد احتموا بالمخيم عقب اشتداد المعارك في مدينة الفاشر.

ويأتي الهجوم الذي شنته الدعم السريع من عدة محاور بعد ساعات من مهلة (72) ساعة أعلنت عنها قوات الدعم السريع وحلفاؤها من الحركات المسلحة المنضوية تحت تحالف السودان التأسيسي، لخروج المدنيين من مدينة الفاشر والنازحين من مخيمي زمزم وأبو شوك.

ونشر عناصر من قوات الدعم السريع فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي وهم داخل المخيم، ويطلقون الأعيرة النارية، وتظهر جثث قتلى من المدنيين ملقاة على الأرض.

إلى ذلك، قالت شبكة أطباء السودان، أن قوات الدعم السريع قامت بتصفية 10 من الكوادر الطبية بولاية شمال دارفور خلال اليومين الماضيين بينهم المدير الطبي لمستشفى “أم كدادة” بولاية شمال دارفور و 9 آخرين من الكوادر الطبية العاملة بمخيم زمزم للنازحين القريب من مدينة الفاشر.

وعبرت شبكة الأطباء عن أسفها جراء التصفيات الممنهجة للكوادر الطبية العاملة في ولاية شمال دارفور، رغم التحديات الكبيرة التي تحيط بالولاية المحاصرة في ظل معاناة الآلاف من المدنيين جراء نقص الكوادر الطبية بولاية شمال دارفور.

وقال مدير عام وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور في الحكومة التي يسيطر عليها الجيش، إبراهيم عبدالله: أن “قوات الدعم السريع قامت بتصفية جميع عناصر الطاقم الطبي والإداري التابع لمنظمة الإغاثة الدولية “ريليف” بمستشفى مخيم زمزم البالغ عددهم 9 بجانب المدير الطبي بمستشفى أم كدادة، علاوة 16 طفلا من خلاوي تحفيظ القرآن بعد ساعات من دخول الدعم السريع للمخيم”.

وأشار المسؤول الحكومي، في مقابلة مع (عاين) إلى أن قوات الدعم السريع جددت قصف مدفعياً اليوم على المخيم بعد سيطرة القوات المشتركة على الوضع داخل المخيم، قبل أن يصف الوضع الصحي بمدينة الفاشر والمخيم بالصعب للغاية وبحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية وحماية المدنيين.

في الأثناء قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، إنه “في يومي 10 و11 أبريل، تعرض مخيم أبو شوك بولاية شمال دارفور لقصف مدفعي كثيف أودى بحياة 35 نازحا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى وتدمير المنازل والبنية التحتية.. وفي يومي 11 و12 أبريل واجه مخيم زمزم هجوما مروعا، خلّف مئات القتلى والمصابين”.

وأدانت المنسقية عبر بيان للناطق باسمها آدم رجال طالعته (عاين)، الهجمات “البشعة، واعتبرها جرائم حرب مكتملة الأركان، وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”.وحمّل بيان المنسقية، قوات الدعم السريع وجميع أطراف الحرب المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن هذه المجازر المروعة بحق النازحين في مخيمي زمزم وأبو شوك.

وأشارت المنسقية إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر يتدهور بسرعة، وقالت:” مع كل دقيقة تمر، تتفاقم المعاناة تحت وطأة القصف، والحصار، وانعدام الأمن، وقيود الحركة، وتعليق خدمات الاتصالات (استارلينك)، إضافة إلى الجوع القاتل، ونقص الأدوية والعلاج، وندرة المياه، وشح النقد، وانهيار تام للخدمات الأساسية”.

وفي مدينة أم كدادة، اتهمت غرفة الطوارئ بالمحلية، قوات الدعم السريع بتصفية المدير الطبي للمستشفى بعد سيطرتها على المدينة، بجانب اعتقال المدير التنفيذي للمحلية

وقال عضو في غرفة طوارئ محلية أم كدادة لـ(عاين): أن القوات المهاجمة عن نهب مصادرة أجهزة الإنترنت الفضائي “استارلينك” من قبل قوات الدعم السريع، مشيرا إلى عدم توفر معلومات حول عدد الضحايا المدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على المحلية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *