اغتصاب جماعي واختطاف.. شبكة حقوقية توثق انتهاكات مروّعة ضد النساء بمخيم زمزم

عاين- 27 مايو 2025

كشفت شبكة المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي (صيحة)، عن توثيقها (14) حالة اغتصاب من أصل (27) حالة وردت للمنظمة في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، والذي اجتاحته قوات الدعم السريع أبريل الماضي.

وقالت شبكة (صحية) في بيان تلقته (عاين): “وثّقنا حالة امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل جنود قوات الدعم السريع في 23 أبريل 2025، داخل مخيم زمزم”.

وأشار البيان، إلى تلقي شبكة (صحية) شهادات مباشرة وتقارير شهود عيان عن (64) حالة اختطاف واختفاء قسري لنساء وفتيات من المعسكر، وتابع البيان: “نحن بصدد التحقق منها”. كما تلقينا شهادة أخرى تفيد بأنه في 13 أبريل 2025، تم اقتياد (11) امرأة من معسكر زمزم إلى منطقة تابت (جنوب غرب الفاشر) من قبل جنود قوات الدعم السريع. وتم الاتصال لاحقًا بعائلاتهن وطُلب منهن دفع فدية قدرها 15 مليون جنيه سوداني (حوالي 8000 دولار أمريكي) لإطلاق سراحهن. كما تؤكد مصادرنا المحلية أن النساء والفتيات المختطفات يُنقلن إلى مواقع مختلفة، بما في ذلك عرب بشير والعونة (جنوب غرب زمزم) وأم جلبخ (شمال كتم)- وفقا لبيان صيحة.

وذكر البيان أنه في حالة اغتصاب أخرى، تعرضت فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا للاغتصاب في يوم 24 أبريل من قبل جندي من قوات الدعم السريع أمام عائلتها. كما تعرضت امرأة وفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا لانتهاكات مماثلة أثناء محاولتهما الفرار بحثًا عن الأمان خلال الفترة نفسها تقريبًا. وفي قرية هشابة (حوالي 55 كيلومترًا شمال شرق كتم)، أفادت فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا بأنها وفتاة أخرى أوقفهما جنديان من قوات الدعم السريع، واغتصباهما بعد اتهامهما بوجود أفراد من عائلتهما يخدمون في القوات المسلحة السودانية.

ونوه البيان، إلى أنه في 19 مايو، “وثّقنا أيضًا حالة اغتصاب على الطريق بين زمزم والفاشر. كانت الناجية، وهي امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا، برفقة تسع نساء أخريات. قُتلت ثلاث نساء، بينما اقتيدت السبع الأخريات إلى مزارع العدسية، الواقعة على مشارف زمزم، على يد حوالي خمسة عشر جنديًا من قوات الدعم السريع. ووفقًا لشهادات مباشرة من الناجيات، فقد تعرضن للتعذيب والاغتصاب بعد استجوابهن حول زواجهن وهوياتهن العرقية. وبعد اغتصابهن، اختطفت قوات الدعم السريع ثلاث نساء”.

وأشار البيان  إلى أنه في 11 أبريل 2025، “تلقينا أيضًا تقريرًا مروعًا من شاهد عيان عن ست (6) نساء أُحرقن أحياءً حتى الموت، داخل منزلهن على يد جنود قوات الدعم السريع، في مخيم زمزم.

تحرش وضرب 

وأخبرت إحدى المتطوعات من “مطبخنا المجتمعي” في زمزم أنه في 16 مايو 2025، أثناء توجهها إلى طويلة مع عائلات أخرى كانت تفر من الهجمات، تعرضوا لكمين من قبل جنود قوات الدعم السريع الذين أخذوا منهم كل شيء، حتى النعال التي كانوا يرتدونها. ووفقًا لتقرير شاهد عيان، من بين المجموعة المتجهة إلى طويلة، تعرضت حوالي (30) امرأة وفتاة للضرب والإساءة اللفظية والتحرش الجنسي والتفتيش الجسدي القسري المهين أمام عائلاتهن. بالإضافة إلى ذلك، أُمر الرجال في المجموعة بالاستلقاء على وجوههم وتعرضوا للضرب. كما هددهم جنود قوات الدعم السريع باغتصابهم.

وذكر بيان شبكة صيحة: “تلقينا أيضًا شهادة من أحد مقدمي الخدمات تفيد بأنه في الفترة نفسها تقريبًا، تعرض ثلاثة رجال (3) لاعتداءات جنسية، حيث قام جنود قوات الدعم السريع ببتر أعضائهم التناسلية. حدث هذا على الطريق المؤدي إلى زمزم. توفي (2) من الرجال، بينما وصل آخر إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج”.

ودعت الشبكة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي على نطاق أوسع أن ينشئوا بعثة حفظ سلام هجينة عاجلة في دارفور تتمتع بتفويض واضح لحماية المدنيين وتطبيق قرارات مجلس الأمن القائمة.

وتابعت: “على الجهات الإنسانية الدولية التنسيق فوراً لتوفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين المحاصرين في زمزم، وعلى الجهات الدولية الفاعلة الأخرى توفير الموارد اللازمة لتمكين الإخلاء الآمن والوصول إلى الخدمات الطبية وتقديم المساعدات الإنسانية”.

ودعت صيحة المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع التحقيقات وإجراءات العدالة في دارفور. وذلك للحد من العنف والإفلات من العقاب، وضمان المساءلة الشاملة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها جميع الجناة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *