شاهد بمحكمة مقتل فرد الاستخبارات يكشف تعرضه للتعذيب للإدلاء بشهادة زور
23 يناير 2022
أقر الشاهد الرئيسي في قضية مقتل رقيب هيئة الاستخبارات، ميرغني الجيلي الذي كان يعمل ضمن طاقم القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية وعُثر عليه مقتولاً في الثامن من مارس 2022 أقر بتعرضه للتعذيب والحبس من عناصر تتبع لهيئة الاستخبارات بالجيش السوداني للإدلاء بـ”شهادة مُلقنة” ضد المتهمين.
وفي الثامن من مارس 2022 وبالتزامن مع تظاهرات شعبية ضد الانقلاب العسكري أعلنت الشرطة السودانية مقتل رقيب في هيئة الاستخبارات العسكرية يعمل ضمن طاقم القصر الجمهوري وسط العاصمة قرب محطة شروني التي تعد مركزا رئيسيا للاحتجاجات.
وعقب مرور أقل من شهر على بيان الشرطة نفذت قوات المباحث الفيدرالية مداهمات خلال شهر أبريل 2022 وأوقفت بعض المتهمين من أحياء متفرقة بالعاصمة السودانية ونقلتهم إلى مبنى التحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري قبل أن تضيف إليهم متهمين آخرين لاحقا خلال شهر يوليو نفس العام.
وتقول هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية التي عرفت إعلاميا بقضية “ثوار الديوم” إن المتهمين عُذبوا في حراسات ضيقة بشكل مميت ومواجهة ظروف صحية بالغة التعقيد وصلت حد تورم في الكلي لأحد المعتقلين الذين أفرجت عنه السلطات لاحقا.
وواجهت عائلات المتهمين صعوبات في الشهور الأولى للاعتقال في مقابلة المتهمين.
وبعد مرور ستة أشهر على الاعتقال في مركز التحقيقات الجنائية بدأت محاكمة المتهمين في أكتوبر 2022 في قضية مقتل رقيب الاستخبارات العسكرية ميرغني الجيلي المعروفة بقضية “ثوار الديوم الشرقية”.
واعترف الشاهد الرئيسي لهيئة الاتهام في جلسة اليوم الإثنين في مبنى قضائي شرق العاصمة السودانية إنه تعرض إلى تعذيب مميت وحبس قرابة الأسبوع قبل أن تجئ به هيئة الاستخبارات العسكرية إلى المحكمة اليوم لتقديم “شهادة مُلقنة” تدين المتهمين في قضية مقتل رقيب الاستخبارات.
ونقل الشاهد لقاضي المحكمة أنه ترك العاصمة السودانية وذهب إلى مناطق الذهب قبل أربعة أشهر لكن الاستخبارات العسكرية أجبرته على العودة إلى الخرطوم للإدلاء بهذه “الشهادة المُلقنة”.
وأكد الشاهد لهيئة المحكمة أنه لم يكن في الموقع الذي قتل فيه رقيب الاستخبارات ميرغني الجيلي في الثامن من مارس 2022 ولم يشاهد هؤلاء المتهمين وهم يضربون الرقيب الذي كان يعمل في القصر الجمهوري.
وكشف الشاهد عن حبسه في مركز يتبع إلى الاستخبارات العسكرية قرابة الأسبوع، وقال للقاضي إنه يعلم الضباط والأفراد الذين مارسوا عليه التعذيب بالأسماء.
فيما طالبت هيئة الدفاع عن المتهمين من المحكمة حماية شاهد الاتهام الرئيسي عقب الإدلاء بمعلومات جديدة قد تغير مسار القضية. ودعت إلى اتخاذ إجراءات “أكثر أمانا” لحمايته من المخاطر التي قد تلاحقه جراء فضحه لهيئة الاتهام التي تستمد نفوذها من هيئة الاستخبارات العسكرية.
بينما أكدت عضو هيئة الدفاع شيراز عبد الله في حديث لـ(عاين)، أن أقوال شاهد هيئة الاتهام كانت مفاجئة للجميع في جلسة اليوم وجعلت القضية تأخذ أبعاد أخرى لصالح المتهمين.
وقالت عبد الله، إن هذه الشهادة تؤكد ما ظللنا ننقله لهيئة المحكمة أن المتهمين تعرضوا إلى “تهم ملفقة” بسبب النفوذ العسكري على القضية وسيظل السؤال باقيا من الذي قتل رقيب الاستخبارات.
وأجرت المحكمة تعديلا على أيام الجلسات بإضافة يوم الخميس من كل أسبوع بعد أن كانت تعقد يوم الاثنين فقط على خلفية طلب من هيئة الدفاع بتسريع القضية بسبب تقديم هيئة الاتهام أكثر من 20 شاهدا واستغراق الجلسات الخاصة بالاستماع لشهود الاتهام فترات طويلة.
وذكرت عضو هيئة الدفاع عن المتهمين شيراز عبد الله، أن الجلسات ربما تنقل إلى قاعة كبيرة خلال الجلسات القادمة نسبة لضيق القاعة الحالية.