السودان: مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن بالعاصمة
24 فبراير 2022
استخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق احتجاجات مناوئة للانقلاب العسكري شملت منطقة السوق العربي وسط العاصمة السودانية، ومحطة شروني للحافلات، وشارع المعرض بضاحية بري.
احتدمت المواجهات بين المحتجين ورجال الأمن في تقاطع رئيسي بالسوق العربي بعدما حاول المتظاهرون التقدم بإتجاه القصر الرئاسي وجهة الاحتجاجات.
وذكر شاهد لـ(عاين)، إن مئات المتظاهرين صمموا على الاحتجاج في تقاطع رئيسي في قلب السوق العربي اليوم الثلاثاء وكانوا يهتفون ضد قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان الذي يتولى السلطة بعد أن أطاح بالشق المدني منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وحظيت هذه التظاهرات التي عادت إلى “السوق العربي” وسط العاصمة السودانية منذ نحو أسبوعين ضمن تكتيكات قادة الحراك السلمي لكسر الخطط الأمنية التي اعتادت على أنماط محددة من الاحتجاجات بتضامن من الباعة والصبية المتجولين في السوق المزدحم.
ومنذ شهور تلوذ السلطة الحاكمة بالصمت حيال التعليق على هذه التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري فيما يقول المناهضون وقادة الحراك السلمي إن الانقسام بين الجنرالات جعل “الوضع مضطربا بين القادة العسكريين”.
وكان رئيس بعثة اليونيتامس فولكر بيرتس أقر في حوار مع موقع الأمم المتحدة بوجود انقسام بين العسكريين محذرا من بطء العملية السياسية بين قوى مدنية والعسكريين.
وبينما تصاعد دخان قنابل الغاز المسيل للدموع قرب محطة شروني للحافلات على بعد ثلاثة كيلومترات من القصر الرئاسي، كان متظاهرون وصلوا من جنوب العاصمة اجتياز “ترسانة أمنية” قرب معمل ستاك المركزي.
وقرب تقاطع رئيسي يؤدي إلى شوارع محيطة بالقصر الجمهوري مقر مجلس السيادة أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين إلى داخل الخرطوم 3.
وقالت مشاركة في التظاهرات والطالبة الجامعية أمنية 22 عاما لـ”لن نسمح للقتلة بالجلوس في السلطة لأن الثورة لم تندلع ليحكم الجنرالات الملطخة أياديهم بدماء الشهداء منذ مجزرة القيادة العامة ومجازر ما بعد الانقلاب”.
وأضافت: “من يصافح الجنرالات لا يقل عنهم في السوء مهما كانت المبررات لا يمكن تصور أن السودان سينهض على أكتاف العسكريين وحلفائهم”.
حصار المعرض
ولم تغب الأساليب الرائجة بين المتظاهرين السودانيين بوضع كتل من الحجارة والمعدات القديمة لإغلاق الشوارع قرب محطة شروني لمنع هجوم مركبات الأمن.
بينما كان الوضع مختلفا شرق العاصمة السودانية حيث تظاهر العشرات قرب مقر معرض الخرطوم رفضا لهذه الفعاليات التي تزامنت مع تحطيم جرافات حكومية محلات تجارية صغيرة يديرها ملاك استثمارات ناشئة في هذا الشارع بحجة أنها تعرقل أنشطة المعرض الدولي.
وكانت مجموعة غاضبون بلا حدود أعلنت مساء الاثنين أن التظاهرات ستنطلق إلى شارع المعرض في ضاحية بري اليوم الثلاثاء للتضامن مع الملاك “أكشاك صغيرة” حطمتها جرافات حكومية.
ولم تفصل سوى أقل من (50) مترا بين مئات المتظاهرين ورجال الأمن قرب البوابة الرئيسية للمعرض شرق العاصمة السودانية، بينما كانت قوات الأمن تطلق قنابل الغاز تعمد متظاهرون التقاطها وإعادتها إليهم مرة أخرى.
وجراء هذه الاحتجاجات خلا هذا الشارع من حركة السيارات كما حاولت القوات الأمنية ابعاد المتظاهرين من البوابة الرئيسية حتى لا يتأثر المعرض الدولي الذي يقام سنويا.