مصابو حرب دارفور.. فقدان الأمل في الشفاء

عاين- 8 يوليو 2024

تسببت إصابة “علي آدم” بقذيفة في الحرب التي دارت بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور يونيو 2023، إلى بتر ساقه، وإصابته بجروح أخرى في رأسه وأجزاء متفرقة من جسده. لكن هارون يعتقد أنه الأحسن حالا من بين مئات المصابين الذين فقدوا حياتهم في الحرب التي دارت في الجنينة وعدد من مناطق وقرى دارفور وآخرين يواجهون متاعب كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية.

ويقول المصاب هارون إدريس الذي يقيم في مخيم أدري للاجئين السودانيين شرق تشاد، أنه ومنذ وصوله إلى المخيم لم يستفد من أي خدمة طبية. ويشير إلى عدم مساعدته من أي جهة، وحتى تكاليف العلاج يدفعها بنفسه وهو الذي أصيب في منطقة سربا بدارفور.

ويروي هارون رحلة وصوله القاسية إلى الأراضي التشادية، ويقول لـ(عاين):” جئت إلى تشاد وحيدا وأنا مصاب، وبعد مرور وقت طويل وجدت أسرتي في المخيم”.

ويواجه أكثر من 26 ألف شخص من المدنيين أصيبوا خلال الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف شهر أبريل 2023م، بحسب حصيلة الأمم المتحدة، المصير القاسي نفسه فهم يعيشون مآسي مضاعفة، تبدأ بصعوبة الحصول على الرعاية الطبية اللازمة؛ بسبب التدمير الذي لحق بالقطاع الصحي.

وتمتد المعاناة إلى أن العديد من الجرحى كانت إصاباتهم بالغة تصل حد العلة المستديمة كبتر بعض الأعضاء الجسدية، فصاروا غير قادرين على العمل والكسب المالي الذي يعينهم على مواصلة حياتهم، إلى جانب التأثيرات النفسية الواسعة على المصابين لما تعرضوا له من أحداث صادمة، ولم يتمكنوا من الحصول على برامج تأهيل نفسي.

أصيب “علي آدم” داخل منزله في مدينة الجنينة عندما سقطت قذيفة عليه. ويقول لـ(عاين): إن” رحلته إسعافه بدأت من على ظهر حصان أقله به نجله إلى مستشفى في المدينة ليتلقى العلاج من الجروح، لكن جرحا غائرا في ساقه اليمنى لم يشف ما اضطر الأطباء لبترها”.

بعدد مرور بعض الوقت قرر آدم مغادرة مدينة الجنينة إلى مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد لتلقي مزيد من الرعاية الصحية، لكن صدم لعدم توفرها في مخيم أدرى. ويقول: “لم أجد سوى عكازتين تساعداني على السير”.

المصابون الذي خرجوا من محليات ولاية غرب دارفور، عندما وصلوا إلى دولة تشاد، كانوا يبحثون عن العلاج المجاني، لكن الأغلبية تفاجأوا بعدم وجود مساعدات طبية، بل عليهم أن يدفعوا مبالغ العلاج بأنفسهم- بحسب اللاجئة في مخيم أدرى كلتوم اسحق- التي تتساءل، كيف لشخص هرب من مناطق الحرب والقتال، يستطيع أن يوفر مبلغاً مالياً للعلاج في المستشفى، هذا أمر صعب.