متطوعون يستعيدون الأضواء لبعض شوارع الخرطوم

عاين- 23 يونيو 2025

من مكان غارق في الظلام إلى إنارة الشوارع في حي الجريف بالخرطوم عن طريق مبادرة شعبية قادها متطوعون بشراء ألواح الطاقة الشمسية ومع ذلك فإن هذه الشبكات الطوعية تعتقد أن هناك مشاريع كبرى في انتظارهم مثل تشغيل المستشفيات والمدارس.

في السودان صعدت غرف الطوارئ التي تحولت من لجان المقاومة إلى العمل الإنساني خلال الحرب لسد غياب الحكومة التي أخلت العاصمة السودانية عقب اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع.

عقب انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم إثر هجمات الجيش السوداني بين شهري مارس ومايو 2025 واجه المواطنون واقعا مريرا بظلام دامس للأحياء السكنية مع تعرض الأسلاك والمحولات إلى النهب والتخريب طوال عامين من النزاع المسلح وسيطرة قوات الدعم السريع على غالبية أحياء العاصمة السودانية.

قال محمد الشيخ الشاب المتطوع في مبادرة إنارة أجزاء من منطقة الجريف غرب بالخرطوم لـ(عاين): إن “المبادرة الشعبية تمكنت من إنارة 70% من الشوارع عبر ألواح الطاقة الشمسية”. وأضاف: “جلبنا ألواح الطاقة الشمسية من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، يكلف العمود الواحد حوالي 85 ألف جنيه سوداني كما امتد المشروع إلى تشغيل بئر المياه عن طريق هذه الطاقة بتكلفة 12 مليون جنيه“.

وتابع الشيخ: “في المشروع القادم ننوي تركيب ألواح الطاقة الشمسية في مسجد الحي وشراء ثلاجة لحفظ المياه والأطعمة والأدوية المنقذة للحياة سيكون بإمكان سكان الحي وضع الطعام والأدوية في الثلاجة وتبريد مشروباتهم“.

أغرقت الحرب شوارع الخرطوم في الظلام بعد التدمير الواسع الذي طال محطات الكهرباء وعمليات النهب للمحولات والأسلاك النحاسية الأمر الذي تحولت على إثره شوارع أحياء المدينة مرتعا للعصابات المسلحة التي تنهب المواطنين في الطرقات.

وتقول المتطوعة الإنسانية  إسراء حماد:إن “غرف الطوارئ وشبكات الاستجابة الإنسانية ساعدت المواطنين خلال العامين الماضيين في توفير الطعام عبر المطابخ الجماعية”. وتكمل قائلة: “توسعت الأنشطة الطوعية بشراء ألواح الطاقة الشمسية لإنارة قرابة مائة مدرسة وربطها مع العيادات الصحية شرق الخرطوم وبحري وأم درمان“.

وتضيف حماد في مقابلة مع (عاين): “المبادرة التي انطلقت في أحياء شمبات بالخرطوم بحري تمكنت من إنارة الشوارع بالطاقة البديلة كما وفرت مياه الشرب لأكثر من 40 ألف شخص في بحري“.

وامتدت شبكات الاستجابة الطوعية لاستعادة الإمداد الكهربائي إلى بعض أحياء الكلاكلة جنوب الخرطوم ومحلية شرق النيل بالعاصمة. ويقول هاني عثمان الباحث في مجال الطاقة: إن “الإمداد الكهربائي عاد بمجهود الشبكات الطوعية ونفير المواطنين في العديد من أحياء العاصمة”. ويرى عثمان في حديث لـ(عاين) أن استجابة شركة الكهرباء مع المبادرات الطوعية كانت واسعة هذا الأمر ساعد على إعادة صيانة خطوط الكهرباء في بعض أحياء محلية شرق النيل والدخينات والكلاكلات جنوب العاصمة.

 200 ألف شخص في الخرطوم حصلوا على المياه عن طريق متطوعين

باحث في مجال الطاقة

وأشار عثمان، إلى تشغيل 35 محطة مياه في العاصمة السودانية عن طريق مبادرات طوعية تكلفة بشراء الطاقة البديلة هذه الخدمات ساعدت 200 ألف شخص في الوصول إلى مصادر مياه الشرب النقية.

وتابع: “استورد السودان خلال ستة أشهر الطاقة الشمسية بقيمة لا تقل عن 30 مليون دولار أغلبها لتشغيل محطات المياه والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات في العاصمة السودانية والولايات”. وزاد الباحث في مجال الطاقة هاني عثمان قائلا: “تستقطب شبكات الاستجابة الإنسانية والطوعية مليارات الجنيهات لتوفير مياه الشرب والكهرباء عبر الطاقات البديلة وهي جهود تتفوق على الحكومة نفسها“.

تشكو غرف الطوارئ والجمعيات العاملة في المجال الإنساني من مضايقة السلطات الأمنية، وفي بعض أحياء شرق الخرطوم انتشر أعضاء يعرفون أنفسهم على أنهم من اللجان الشعبية.

وتشير إسراء حماد العاملة المتطوعة في الخرطوم بحري إلى أن الناس يفضلون عدم انتظار الحكومة لحل مشكلات المياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم وأغلب الذين ظلوا عالقين في منازلهم أثناء الوضع الأمني خلال سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من الخرطوم حصلوا على مساعدات من المتطوعين وشبكات الاستجابة الطوعية وغرف الطوارئ.

وتقول إسراء حماد: “لقد أثبتت تجربة غرفة الطوارئ إن هؤلاء الشبان والفتيات قادرون على إدارة شؤون البلاد طالما أنهم عملوا خلال الحرب في ظروف أمنية صعبة للغاية ودفع بعضهم حياته ثمنا للعمل الطوعي”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *