مع انطلاق الفترة الانتقالية  المواطن السوداني والآمال في نهاية النفق

تقرير: عاين 25أغسطس 2019م

شهد السودان خلال الأيام الماضية، خطوات تعد الأهم في تاريخه منذ الاستقلال، اذ بدأت واحدة من أعقد المحاولات السودانية الوطنية للترقي باتجاه تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التي سعى لها السودانيون منذ فجر الاستقلال في العام 1956. وبين الأول من يناير 1956 والسابع عشر من أغسطس 2019، جرت محاولات عديدة جادة وغير جادة منيت بالفشل في تأسيس الدولة المدنية ومخاطبة جذور الحرب والانتقال نحو التحول الديمقراطي والرفاه الاجتماعي وغيرها من المطالب الملحة الأخرى. 

وساد ترقب حذر عشية اعلان توقيع  الاتفاق النهائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري ، تلاها إعلان المجلس السيادي ورئيس الوزراء السوداني، خوفا من الشبح الذي ظل يسيطر على المواطنين فيما يعرف بالقوة المضادة،  حذراً كان مصدره الخوف من امتداد ايادي اثمة للعبث بهذا الاتفاق الذي لم يشهد خطوة عملية، تتعلق بالتنفيذ.، حيث ظلت أبواب القصر الجمهوري مشرعة فقط للمجلس العسكري منذ سقوط البشير في 11 أبريل 2019.

استدعاء ذاكرة الحروب- الفساد- الفقر- التشريد- انهيار مؤسسات الدولة. تخريب متعمد طال عمره الثلاثين عام الا بضعة اشهر،  تعب الناس كثيراً، فمنذ مجىء الانقاذ عرف اهل الشمال نهب ممنهج مما تحرث أيديهم، تنبت ارضيهم. باسم تلت الزبير فسخروا قائلين في الشمال ” تلت للزبير وتلت للطير وتلت للإسبير” ويقصد أن ثلث ما يحصدون يذهب (الزبير محمد صالح) النائب الاسبق للرئيس المخلوع عمر البشير، وثلث آخر يذهب للطير في سمائه  والثلث الثالث يشترون به اسبيرات بابور الحراثة. مقولة جسدها البسطاء المنهوب حقهم شرعاً، اما في غرب البلاد وجنوبها احلام الناس كانت في الحياة الامنة المستقرة؛ حيث لا يعرف الناس هناك إلا الحرب الضروس التي يتلوها النزوح- واللجوء وما صاحبهما من التشرد وضياع الأمل، بينما تم تمزيق ورهن مشروع الجزيرة وبقية المناطق المنتجة في أواسط البلاد، علاوة على استمرار الموت المجاني بسبب الأمراض في شرق البلاد. 

ذاكرة الخراب 

يقول  المواطن احمد خير من  الولاية الشمالية الحق بالشعب السودان من ضرر يتمثل في المفاهيم الخاطئة التي غرستها الانقاذ في، وصف ما قامت به القوات المسلحة في إزاحة رأس النظام السابق هو محاولة لنهب السلطة وليس إنجاز قائلاً: ” العمل القائم به الجيش ليس انحيازاً بقدر ما أنه كان نهب السلطة خاصة وأن بن عوف تحدث عن اللجنة الامنية التي لم تعرف في حينها ماهي اللجنة الامنية”. واستدرك بالقول لكننا ننتظر لنرى كيف هي نوايا الجيش خاصة وأن الضامن الرئيسي للثورة هو الشعب السوداني وليس الجيش الذي يجب أن يضطلع بدوره في تأمين البلاد. 

 اما اهالي كجبار شمالي السودان ينحتون في ذاكراتهم ايام الانقاذ الكوالح التي ابتدأت بنهبهم وانتهت بقتل فلذات أكبادهم  يقول المواطن منور موسى لـ(عاين) ” تجربتنا مع الانقاذ في السنة الاولى جو استغلوا معانا همبته قلعو القمح سموه تلت الزبير”.ويستطرد  بعد ذلك واجهنا قضية السدود التي قدمنا فيها شهداء. وحتى هذه اللحظة لم يًقدم فرد باعتباره مسئول عن قتل أبنائنا في كدنتكار.

مع انطلاق الفترة الانتقالية المواطن السوداني والآمال في نهاية النفق

ألم الحروب 

“سرقو مننا الفرحة وخلو لينا البيت ضلام” بهذه العبارات التي تنبىء  بأن الحياة بلا طعم ولارائحة استهلت المواطنة مودة من معسكر زمزم بدارفور حديثها لـ(عاين) موضحة انها فقدت  والدها وشقيقها بسبب الحرب في دارفور؛ فضلاً عن الاضطهاد العنصري الذي أصبح سمة ملازمة لأفعال وأقوال الناس هناك.   مردفة في حسرة ” فقدنا كل شئ بسبب البشير” لأنه السبب، في اننا اصبحنا ايتام، وارامل ومشردين هو السبب في نزوحنا للمعسكرات استخدم ضدنا كافة أشكال العنف  في اختصار ضعفها في عبارة ” يد القوى ما بتتلوي”.  

بما ان للحرب الم واحد فقد اشترك مواطني مناطق النزاع في الشكوى من ظلمات الإنقاذ، حيث تتفق المواطنة انتصارمن جنوب كردفان منطقة الدلنج مع مودة من دارفور؛ قائلة:  لـ(عاين) ” النظام كتم أنفاس الناس انا عندي اخوان اختفوا ماعارفنهم مشو وين” رافضة سياسية المنطقة المغلقة التي اتخذتها الانقاذ بسبب الحرب التي شنتها الحكومة نفسها.  أما المواطن حولي من شرق السودان اختصر ذاكرة خراب الانقاذ وحكم العسكر فى “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من حكم العسكر البلد وصلت أسوأ مراحلها في فترة حكم العسكر الميناء تضرر وانتهت الموانئ والبواخر يتم بيعها وقفت الحياة تمام”. 

بناء السلام

مع انطلاق الفترة الانتقالية المواطن السوداني والآمال في نهاية النفق

رغم الفوارق  المجتمعية التي أعلتَها الانقاذ الا ان الوجدان الجمعي  للمواطن السودان عاد كما البرق. حيث اصطف كافة متحدثي (عاين) حول ضرورة احقاق السلام الدائم وتعويض المتضررين من الحرب. من شرق السودان يطالب المواطن عولي باالسلام لكل هامش السودان. مرسلاً عبر (عاين)رسالة الى قوى الحرية والتغيير في ” السودان كله مظلوم قوى الحرية والتغيير يجب أن ترجع للحركات المسلحة وتشاركها عشان الحرب تقيف”.  أما مودة فنجدها مناشدة للحركات المسلحة بالتوحد فيما يحقق رفاه الشعب وليس اللهث وراء السلطة؛ تطالب الحكومة المدنية بالاضطلاع بدورها في إحقاق السلام قائلة :” نحن شايفين في اختلافات بين الجبهة الثورية والحرية والتغيير أهم النقاط هي السلام قبل المعيشة وقبل كل شي”. وأردفت متسائلة كيف نصل الى سلام طالما ان الاحزاب متفرقة فيما بينها و لاهثة حول السلطة ” كل واحد داير ليه كمشة يلحس”. من  الدلنج تنتقد انتصار المجلس العسكري الذي لم يتحدث عن السلام بطريقة واضحة واضعة آمالها على الحكومة المدنية للتعامل مع ملف السلام بوضوح قائلة : ” دايرين ننعم بالسلام على الحكومة الجاية تتكلم عن السلام بجدية لتحقيق أبسط الأشياء الرعاية الصحية”. أما منور موسى من كجبار اكتفي بالقول أساسيات نجاح الفترة الانتقالية هي صناعة السلام واستيعاب كل السودانيين عداء من دمرو البلد” المؤتمر الوطني.     

فرح حذر

بالعنف المفرط والوعيد اصبح  الشعب السوداني أما منكباً على وجهه في السودان، اختصرها المواطن ببساطة في عبارة ” تقول اخ تتلخ”  او هائماً على وجهه بين بلدان العالم بحثاً عن الحياة. ورغم سقوط نظام البشير إلا أن المخاوف ما زالت حاضر خاصة ان الايادي الاثمة مازالت تعبث بحياة الناس. ترى مودة من دارفور ان النظام ما زال باقي عندهم خاصة انه عشية توقيع  الاتفاق الدستوري بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وقعت ابشع الجرائم وهي القتل والاغتصاب قائلة ل(عاين) ” يوم الناس محتفلين بالاتفاقية دي نحن جو اغتصبوا مننا تلاتة في شنقلي طوبايا هنا”. وبالعودة إلى انتصار من الدلنج نجدها توجز مخاوفها  من العسكر في التلاعب بالفترة الأولى قائلة : ” فترة رئاسة البرهان العسكر في مناطق النزاع يستخدم الجلد والقمع” لذلك نحن ما مطمئنين للعسكر في الجزء الاول من السلطة الانتقالية. ويمضي في ذات الاتجاه منور موسى من كجبار “يرى المواطن أن الإنقاذ نظام مخيف يمكن أن ينقلب حول السلطة في أي وقت مضى مجملاً قوله في  ” نحن نشعر بشريات خير باذن الله لكن أي يكوز لازم ينكس حتى في الخدمة المدنية” ومن الشرق تمسك حولي بالمقاومة في قوله: ” الجيش لو جاء بنرجع نصبها تاني”. 

مع انطلاق الفترة الانتقالية المواطن السوداني والآمال في نهاية النفق
الحكومة الانتقالية تحتاج الى كفاءات عالية لاصلاح ما دمره هؤلاء ” القتلة” أبرزها مجزرة كجبار كدنتكار التي شكلت جرح عميق في المنطقة التي قتل فيها خمسة من خيرة الشباب في المنطقة.

مطالب الانتقال

الامل يشرع أبوابه وظل الناس ينشدون ما فقدوه طيلة ثلاثينية الانقاذ العجاف؛ يطالبون بحقهم ومستحقهم في بلاد تحترمهم  يطالب اهل الشمال في كجبار في إصلاح الخدمة المدنية ومكافحة الفساد الذي ظل ينخر في عظم البلاد ويطالب المواطن احمد خير بـ إصلاح الخدمة المدنية في محلية دلقو. قائلاً لـ(عاين)   دلقو معروفة بالذهب ولكن المنطقة لم تستفد منه البتة. نتمنى ان تقوم الحكومة الانتقالية بإصلاح السبل. هناك شركات كثيرة في منطقة دلقو شركات تركية وشركات روسية وهي في الواقع مملوكة لأفراد حرم رئيس الجمهورية السابق أو لنافع على نافع. موضحاً أن  الذهب يوزن بالأطنان لكن لا أحد يدري أين يذهب. مطالباً الخدمات كالطرق المؤبدة. أما مودة من دافور فهي تطالب الحكومة القادمة وقوى الحرية والتغيير بمعالجة قضايا النازحين وتمليك وسائل الانتاج اضافة الى ذلك سحب القوات السودانية من اليمن قائلة: ” البشير صنع لينا مادة مضادة تتاجر بالبشر في اليمن وليبيا” وتمضى معها في ذات الاتجاه الاستاذة انتصار مطالبة بتوفير وسائل الإنتاج وبناء السلام الدائم. منور موسى  من كجبار يقول الحكومة الانتقالية تحتاج الى كفاءات عالية لاصلاح ما دمره هؤلاء ” القتلة” أبرزها مجزرة كجبار كدنتكار التي شكلت جرح عميق في المنطقة التي قتل فيها خمسة من خيرة الشباب في المنطقة. مطالباً الحكومة القادمة توظيف موارد البلد في الاتجاهات الصحيحة. ضرر الحكومة السابقة كان واضح في النهب وافقار البلاد. منطقتنا تضررت من كل النواحي التعليم الصحة التعدين العشوائي شركات النافذين باستغلال خيرات البلد لصالحهم.  موضحاً: “اكبر مشاكلنا هي واء السرطان بسبب شركات التعدين المملوكة النافذين في النظام ” القائم و النفايات المدفونة في الصحراء الحلول. الحكومة الجديدة يجب أن توقف الأمراض السرطانية وعلى الحكومة تشجيع الانتاج الزراعي بتوفير الوقود. وذهب خارج الحدود حوالي من شرق السودان مناشداً الكفاءات بالخارج بالعودة لبناء وطنهم.