تحديات الثورة السودانية

تقرير: عاين 28 يونيو 2019م

رفض أبناء جنوب كردفان “جبال النوبة”  تواجد اى واجهات من واجهات حزب البشير {المؤتمر الوطني} أثناء  الفترة الانتقالية وما بعدها. مُطالبين بمخاطبة الأزمات التاريخية التي اقعدت البلاد لعقود طويلة، مؤكدين في ندوة لرابطة ابناء {جبال النوبة} بالخرطوم والتي أقيمت دعماً للثورة السودانية، أن مهددات الثورة السودانية تتمثل في  في بقاء النظام السابق مطالبين بتفكيك كافة أجهزته على الفور، كما أجمع الذين تناوبوا في مخاطبة الندوة على أن الدولة السودانية أخفقت في مخاطبة الكثير من القضايا الجوهرية..!

وان هناك مهددات داخلية تتمثل في التفاف القوى السياسية القديمة. مؤكدين ان هذه المخاوف ستظل حاضرة حتى إذا ما تسلمت مقاليد الحكم قوى مدنية. مضيفين الى ذلك خطر المليشيات والتي من ضمنها الحركات المسلحة نفسها؛ بعد أن شككو في نوايا المجلس العسكري التي وصفوها بغير السليمة. 

تفكيك المؤسسات 

 تحديات الثورة السودانية

ابتدر الحديث المحامي محي الدين نصر محمد  بالقول: رغم سقوط رأس المؤتمر الوطني، إلا أنه موجود في الدولة العميقة،  التي يمثلها المجلس العسكري الانتقالي. موضحاً إن الثورة بمفهومها العميق تعني التغيير الجذري في كل مستويات الحكم، ولكن هناك آخرون يرون التغيير في رأس النظام  فقط {البشير}. وطالب نصر بالتفريق بين الثورة والانتفاضة. واستطرد : تغيير النظامين في (64) و(85) كانتا انتفاضة لكنها أحدثت تغيير على مستوى الخرطوم فقط. ويؤكد نصر لـ(عاين) هناك قضايا اساسية فشلت الدولة في مناقشتها أهمها مسألة الهوية. مننتقداً في ذلك الخطاب الرسمي للدولة؛ ومناهجها الدراسية التي وصفها بالارتباط  بالشرق الاوسط. ويشير إلى أن الثورة السودانية تواجهها مهددات داخلية وخارجية، من المهددات الداخلية التفاف (الكيزان) على كافة المؤسسات عن طريق الدولة العميقة التي يمثلها المجلس العسكري بقيادة برهان، طالب عمر بتفكيك كافة مؤسسات الحكومة السابقة (الإنقاذ) والتي يأتي في طليعتها جهاز الأمن، الذي يمثل أكبر مهدد الثورة وفق تعبيره  ورفض مشاركة القوي السياسية التي شاركت النظام السابق(أحزاب الفكة). 

ثورة التصحيح

من جهته  شرح الدكتور  جمعة كندا، كيفية  بناء الدولة الحديثة قائلاً: ” الدولة  الحديثة تعتمد على ثلاثة عناصر، الأرض ؛مصدر الثروات، الشعب مصدر الفكر والثقافة والهوية، النظام السياسي مصدر السيادة والحكم والارادة”.  موضحاً إن افتقاد أي من هذه العناصر يؤدي إلى افتقاد تعريف الدولة. ويقول لـ(عاين) ان السودان كدولة حديثة لم تولد بعد. مؤكداً بداية الدولة الحديثة في السودان قد تكون مع نجاحات الثورة التي لم تزل مستمرة .  قائلاً “الذي تم في هذه الثورة هو السودان الذي نحلم به” مطالباً عناصر الثورة بالعمل في تناغم، لأجل الأرض- الشعب- اللذان ينتجان النظام السياسي. وزاد موضحاً طيلة الفترات السابقة ظل النزاع موجود بين العناصر الثلاثة مما ادى  الى انفصال جنوب السودان كأرض وشعب. 

وأضاف  كنده رغم استقلال السودان عام 56،  لكن لم تكتمل أركان الدولة الحديثة،  مفندً ذلك في أن الدولة الحديثة عندما تتناغم، يتجلى النجاح في أركان محدد. أهمها دستور دائم لا يتغير، والسودان لم يعرف دستور دائم منذ ولادته، وهو أكبر دليل عدم التناغم  بين العناصر الثلاثة ينتج خلل في النظام السياسي. 

 تحديات الثورة السودانية

الحاضر والماضي

يضيف كنده ان السودان في حالة الصيرورة (طور التكوين)  لم يكتمل بناءه، وتساءل كيف تستمر دولة في حالة الصيرورة لأكثر من نصف قرن؟ واستطرد مجيباً يحدث  الانتقال واكتمال التكوين هذا عندما يؤسس دستور دائم متفق عليه. من جيل الماضي-الحاضر-المستقبل،  هنا تكون الدولة قد تكونت ويمكنها الخروج. موضحاً : “طالما السودانيون يتنازعون حول دستور دائم، يعني اننا مازلنا في مرحلة الصيرورة”.   

واستطرد أن خروج الدولة من مرحلة الصيرورة يتمثل في ربط ماضي السودان بحاضره، واستدعاء إرث الممالك السودانية القديمة التي  كانت لها، شعوب-ارض-نظام سياسي. كممالك (تقلي-دارفور-المسبعات) التي كان لها تاريخ- ثقافة – اديان- قيم- فنون ونظام حكم، متهماً (الصفوة) بالاهتمام بفصل القديم عن الحديث، خاصة وأن ربط الماضي بالحاضر يعتبر أحد شروط  بناء الدولة، ، وفشلنا في بناء الدولة الحديثة حتى تاريخ الثورة، والصفوة لم تستطع إقناع الشعب في بناء دستور دائم، لربط الماضي بالحاضر، ويعتبره أحد أسباب النزاعات في الارث التاريخي السوداني. 

أزمة التمكين

 تحديات الثورة السودانية

يشرح الناشط مالك توتو ان جذور الازمة السودانية في عهد الانقاذ تمثلت في التمكين والتأصيل، وهي من انتجت الازمة السودانية، والاصرار الى تحويل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات خاصة بهم، وهذا ما مهد للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وعلى الجميع العمل على استعادة المؤسسات الكبيرة، على سبيل المثال، السكة حديد، والنقل النهري، و اسمنت عطبرة  وسودانير، من الأصول السودانية التي سرقوها، باعتبارها مطلب حقيقي يساعد في انعاش الاقتصاد السوداني، ويضيف الازمة الأخرى في التأصيل، فرض الأحادية ضد التعددية في ادارة التنوع، وكل هذه الاسباب متجذرة، وساهموا فيها الإسلاميين، ويصف المؤتمر الوطني انها جماعة اسلامية ارهابية مثلها مثل داعش وبوكو حرام. وحيا توتو (الجيل الراكب راس) ويطالب ان تتجاوز هذه المرحلة الاختلاف. في ادارة التنوع، وكل هذه الاسباب متجذرة، وساهم فيها المؤتمر الوطني.