عودة الإسلاميين.. هل يُخطط قائد الجيش لتصفية الثورة؟
19 أبريل 2022
عادت الجماعات الإسلامية في السودان إلى الواجهة السياسية بسلسلة من الفعاليات التي انتظمت العاصمة الخرطوم وبعض الولايات أمس الاثنين بالتزامن مع توقيع 8 كيانات سياسية سودانية على وثيقة تأسيس تحالف جديد تحت مسمى “التيار الإسلامي العريض“.
ويضم الكيان الجديد الحركة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وحركة الإصلاح الآن، وحزب دولة القانون والتنمية، ومنبر السلام العادل.
وبدأت عودة الإسلاميين للمشهد السياسي مع قرار قضائي مفاجئ أصدرته محكمة سودانية مطلع أبريل الجاري بتبرئة قيادين بارزين في حزب المؤتمر الوطني المحلول هما إبراهيم غندور وأنس عمر مع توجهات رسمية داخل الحزب الحاكم في السودان سابقًا للعودة إلى النشاط السياسي.
وجرى بالخرطوم اليوم الثلاثاء، توقيع رؤساء و ممثلو (79) من الأحزاب و الحركات المسلحة و مبادرات حل الأزمة على “الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية” كمبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد عقب انقلاب قائد الجيش.
و جاء في مقدمة الأحزاب الموقعة حزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، بجانب مجموعة التوافق الوطني بقوى الحرية و التغيير عطفاً على حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي و تجمع قوى تحرير السودان و حركة العدل و المساواة.
مخاوف
وبين مخاوف قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح البرهان من حراك الشارع المقاوم للانقلاب وتمدد نشاط قائد ثاني الانقلاب بعيدا عن كابينة الانقلاب اراد اراد البرهان الحد من تحركات نائبه قائد الدعم السريع حميدتي- بحسب المحلل السياسي أشرف عثمان- الذي يقول لـ(عاين)، إن “عودة الاسلاميين ترتيبات من المكون العسكري لايقاف تمدد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو”.
بينما بينما يشير وائل حسن وهو محلل في شؤون الجماعات الدينية في حديث لـ(عاين)، إن العسكريين أفرجوا عن بعض قيادات المؤتمر الوطني المحلول لإيقاف تمدد القوى المدنية المحسوبة على الثورة الشعبية.
وتابع حسن : “الدافع من التحالف الخفي بين الاسلاميين والعسكريين تجفيف الثورة الشعبية وطيها للأبد مع دعم الاسلاميين للبرهان مؤقتا إلى حين عودتهم وظهور تحالفات جديدة”.
وقال حسن، إن “البرهان ليس الشخص الأجدر بالبقاء في القصر حسب اعتقاد الإسلاميين لكنهم اضطروا للتحالف معه مؤقتا”.
فيما يرى المحلل السياسي أشرف عثمان، أن الجيش يحاول السيطرة على تمدد حميدتي بتوسيع نطاق حلفائه في الساحة السياسية أضافة إلى ذلك تحالف البرهان مع حزب الميرغني بترتيبات من مصر.
وفُسرت جولة خارجية لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مصر والإمارات والسعودية الشهرين الماضيين على أنها مناورة من الرجل الذي يحاول إيقاف تمدد حميدتي.
ويعتقد المحلل في الشأن المصري السوداني، عادل بخيت في حديث لـ(عاين)، أن القاهرة سمحت للبرهان بالافراج عن بعض الإسلاميين “والتحكم في تحركاتهم السياسية والأمنية والعسكرية”.
وأضاف بخيت: “وجدت القاهرة نفسها بين خياري تمدد حميدتي واعادة الاسلاميين فأختارت الأخير بشرط أن تكون وفقا لعملية متحكمة فيها بين الخرطوم والقاهرة“.
وأردف : “قد يكون ابراهيم غندور الاسلامي البارز في الحزب الحاكم المحلول هو الأقرب إلى خط القاهرة لأنه ليس من الراديكاليين في الاوساط الاسلامية ولديه تفاهمات مع المجتمع الدولي والاقليمي”.
وتحمل القوى المدنية التي تقود الحراك السلمي العسكريين مسؤولية افلات رموز النظام البائد من العدالة بحماية مغادرتهم إلى البلاد خاصة السفر إلى تركيا ونقل ملايين الدولارات.
وذكر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب الطيب لـ(عاين)، إنه منذ سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في 11 ابريل 2019 لم نرى إجراءات رادعة من السلطة القائمة آنذاك والتي تقلدها العسكريون لملاحقة الإسلاميين.
وأشار الطيب، إلى أن عودتهم كانت متوقعة في ظل اعادة صلاحيات جهاز الأمن بواسطة الانقلابيين والسماح بالأنشطة السياسية تحت غطاء الافطارات الرمضانية.
من جهته يتوقع المحلل أشرف عثمان وضع الاسلاميين تم اختيارهم بعناية من العسكريين في أي تسوية جديدة قادمة بحجة انها تسوية تاريخية لكنها تبقى خطوة للذهاب إلى الانتخابات وهو طريق يفضله العسكريون للتخلص من الثورة الشعبية.