اضرب المعلمين السودانيين .. عسف حكومي في وجه مطالب عادلة
12 فبراير 2023
تعسف وتهديد ووعيد تمارسه إدارت التعليم المحلية في السودان، في مواجه المعلمين ضمن محاولات لكسر إضرابهم المتطاول، بينما تتعنت السلطات المالية في الإستجابة لمطالب المعلمين التي يأتي في مقدمتها زيادة الأجور والصرف على التعليم، وفقاً لما تقول هيئة نقابية.
واليوم الأحد، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين استمرار الإضراب عن العمل في كافة أنحاء البلاد نتيجة لتجاهل الدولة مطالبهم التي وصفتها بـ”العادلة”، ودعت إلى تعديل العام الدراسي لتعويض فترة التوقف بعد حل الأزمة.
ويأتي الإعلان بعد أن أكمل الإضراب شهره الثاني اضطرت معه المدارس الحكومية لإغلاق أبوابها في وجه الطلاب، وسط تضامن واسع حظيت به القضية العادلة للمعلمين.
ورفع المعلمون السودانيون 8 مطالب للإضراب في مقدمتها زيادة نسبة الصرف على التعليم في الميزانية العامة للدولة لتصل إلى 20% ورفع الحد الادنى لأجور المعلمين الى 69 ألف جنيه بدلاً عن 12 ألف جنيه السائدة في الوقت الحالي.
وقال عضو لجنة المعلمين السودانيين، معاوية عابدين وراق، في مؤتمر صحفي بالخرطوم اليوم الأحد، إن وزارة المالية تنصلت عن اتفاق توصلت اليه مع المعلمين خلال مشاورات رعاها مجلس السيادة، يقر زيادة الصرف على التعليم ليصل 14.8% وصرف البديل النقدي وبدل اللبس، مع تأجيل رفع الحد الأدنى للأجور لنقاشات لاحقة.
وأوضح وراق، أنه تم تخصيص نسبة 10.7% من الميزانية المجازة للتعليم، كما تم طرح صرف البديل النقدي على معلمي ولاية الخرطوم في محاولة لضرب وحدة وتماسك المعلمين، وشدد على أن ما تم يعكس تنصل ونكوص وزارة المالية عن الاتفاق وهي بذلك تتعنت في وجه مطالب المعلمين العادلة.
وأكد معاوية عابدين وراق لـ(عاين)، أن المعلمين سيستمروا في “إضراب العزة” ولن يرفعوه مطلقاً قبل الإستجابة للمطالب الثمانية. وقال “سلكنا طريق لا رجعة منه مطلقاً، خاصة وأننا لم نتلمس اي اشارات ايجابية ومساعي جدية لحل الأزمة”.
وشدد عابدين على أنهم لن يسمحوا هذه المرة بمسكنات لأزمة التعليم مثلما حدث في السنوات الماضية، وسوف يستمروا في ممارسة نضالهم النقابي المشروع لحين الإستجابة للمطالب المرفوعة والتي يعتقدون انها ستضع طريقاً لحل جذري للأزمة.
وناشد عابدين خلال مقابلته مع (عاين)، الطلاب وأولياء أمورهم بالصبر وعدم الخوف وأن يتفهموا بأن ما يقوم به المعلمين هو من أجل إصلاح العملية التعليمية وليس لتعطيل وهدم التعليم كما يجري الترويج له من جهات معادية للإضراب الذي يقودونه.
تهديد رسمي
في السياق، كشف عضو لجنة المعلمين السودانيين، علي عبيد أبكر عن عمليات تهديد وتعسف واسع تمارسه إدارات التعليم المحلية على المعلمين في المدارس الحكومية بالبلاد في محاولة لإثنائهم عن الالتزام بتنفيذ الإضراب ومواصلة العمل.
وقال أبكر في مقابلة مع (عاين)، إن التهديد وصل الى إبلاغ بعض المعلمين بأنهم سوف يتلقون إجازات إجبارية بدون مرتب تمهيدا لفصلهم عن العمل إذا استمروا في الاضراب، بجانب نقل آخرين الى مناطق بعيدة من مدارسهم الحالية كنوع من العقاب على مشاركتهم في الإضراب.
وشدد أبكر، على أن التنقلات سلوك إداري وقانوني معروف، ولكن يمكن استخدامها كعقاب اقتصادي، لأن بعض المعلمين خاصة في الريف السوداني لديهم مصالح واعمال اضافية كالرعي والزراعة لزيادة دخلهم فيتم نقلهم لمناطق بعيدة بغرض حرمانهم من هذه المكاسب.
وأضاف عبيد: “الإضراب كسلاح لتحقيق المطالب حق مشروع بموجب المعاهدات والاتفاقيات الدولية والدستور، ونحن رصدنا كل الممارسات التعسفية وغير الأخلاقية بحق زملائنا المعلمين وسوف نسترد لهم حقوقهم، .. سنستمر ولن نتراجع”.
تعديل التقويم
وشدد علي عبيد أبكر، على ضرورة تعديل التقويم الدراسي الحالي ورفع امتحانات الشهادة الثانوية الى شهر سبتمبر المقبل بدلاً عن مايو الذي حدده وزارة التربية والتعليم في وقت سابق.
وقال عبيد :”التقويم الدراسي ليس أجراس تقرع وأقلام توضع مثلما تعتقد وزارة التربية والتعليم، فلا بد من تعديل هذا التقويم حتى لا يؤثر ذلك على التحصيل الاكاديمي للطلاب، وقد ظهر هذا الأمر جليا العام الماضي فقد كان تحصيل الطلاب ضعيف للغاية”.