“المقاومة السودانية” تبتعد عن الأحزاب وتتأهب لطرح إعلان سياسي

8 ديسمبر 2021
تعتزم لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات الشعبية المناوئة للانقلاب العسكري في السودان طرح إعلانا سياسيا نهاية الشهر الجاري، بينما تباعدت الشقة بين قادة الاحتجاجات والأحزاب السياسية “تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعزول بأمر الانقلاب عن السلطة” وفشل اجتماع مشترك حدد بين الطرفين الثلاثاء بسبب غياب بعض الأطراف.
ويشمل الإعلان السياسي بحسب التسريبات التي حصلت عليها (عاين)، قضايا الاقتصاد والعدالة الانتقالية والعلاقات الخارجية واصلاح الأجهزة العسكرية والامنية.
وستدفع لجان المقاومة في العاصمة السودانية والولايات بالإعلان السياسي إلى الرأي العام المحلي لتطويره او تبادل النقاشات حوله فيما عزفت الأحزاب عن صياغة الإعلان السياسي.
ترتيبات الإعلان
ويشير المتحدث الرسمي باسم تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم سامي محمد عبد الحليم، في تصريحات لـ(عاين)، إن لجان المقاومة أنهت 70% من تفاصيل الإعلان السياسي المزمع طرحه على الشعب السوداني قبل نهاية الشهر.

تشدد لجان المقاومة على رفض الشراكة مع العسكريين وترفض أي تسوية سياسية تجعل العسكريين يتقاسمون السلطة مع المدنيين.

ويرى عبد الحليم، أن الإعلان السياسي سيقدم من جميع المناطق إلى آلية جرى تشكيلها لجمع المبادرات وصياغة إعلان سياسي موحد متوافق عليه من جميع الأطراف.

وأشار عبد الحليم، إلى أن الإعلان السياسي يتطرق للاقتصاد والأجهزة العسكرية والامنية وحتى قضايا الحدود والعلاقات الخارجية والأوضاع المعيشية، موضحا أن بعض الأصوات تطالب بتأجيل العلاقات الخارجية إلى وقت لاحق وهي آراء في طور التداول وقد يتضمن الإعلان السياسي العلاقات الخارجية حتى يكون مستوفيا.

لجان مقاومة: قوى الحرية والتغيير التي أطاح به العسكريين في 25 أكتوبر لم تقدم مبادرة جديدة ولم تتحمس للإنضمام إلى الإعلان السياسي المزمع طرحه الأيام المقبلة.

وتوضح دلال الصادق، من لجان مقاومة الخرطوم شرق في تصريحات لـ(عاين)، أن اللجان قطعت شوطا كبيرا في صياغة الإعلان السياسي وقالت إن “المشروع السياسي الجديد لن يكون بمثابة مطالب بل خارطة طريق لأي تطورات سياسية قادمة حال تمكن الاحتجاجات من الإطاحة بالنظام العسكري الذي يقود البرهان”.
وتؤكد الصادق، أن : “لجان المقاومة راقبت الشراكة على مدى عامين ولم تلاحظ تقدم للقضايا ولذلك لا يمكن تكرار نفس الخارطة”.
تعقيدات الإعلان
ويواجه السودانيون الذين يثورون ضد النظام العسكري والاتفاق السياسي بين “حمدوك” وقادة الجيش تعقيدات كبيرة إذ أن البلاد تعج بالجيوش والجماعات المسلحة إلى جانب عناصر النظام البائد التي تحتفظ بالأسلحة علاوة على تزايد طموحات قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو لتولي السلطة بالوصول إلى محطة الانتخابات بالتحالف مع زعماء العشائر.
ويعتقد المتحدث الرسمي باسم تنسيقية لجان مقاومة مدينة الخرطوم سامي محمد عبد الحليم أن الإعلان السياسي سيقدم أجوبة على جميع الأزمات التي تواجه البلاد.

متظاهران في الخرطوم يرفعان لافتتتان ترفضان الحوار والمساومة ومشاركة العسكريين (عاين)

وتابع: “الأحزاب لم تبادر للإنضمام الى الإعلان السياسي ولاحظنا أنهم لا يتشجعون وربما لديهم مبادرات تطرح في مواقع أخرى ونحن أبوابنا مفتوحة إذا كانوا يريدون الإنضمام إلى الإعلان السياسي”.
وقال إن السودان لديه تجربة في صياغة الإعلان السياسي بواسطة التجمعات الشبابية والنقابية وغياب الاحزاب في الخارطة لا يعني صعوبة تنفيذ الإعلان السياسي.
وأردف: “الشبان والفتيات الذين يعكفون على صياغة الإعلان السياسي يمارسون العمل السياسي حتى وإن كانوا غير حزبيين لديهم الوعي الكافي لمناقشة قضايا البلاد وتنفيذ بنود الإعلان على الأرض”.
من جهته يؤكد عضو لجان مقاومة أمبدة في مدينة ام درمان خالد عبود، أن:”الإعلان السياسي المرتقب خطوة كبيرة نحو الأمام وملء الساحة السياسية التي وصلت إلى حالة العجز”. ولفت إلى أن لجان المقاومة تريد أن تتحول من خانة المقاومة إلى صنع الفعل السياسي.
مخاطر القطيعة بين المقاومة والأحزاب
لكن المحلل السياسي والمتخصص في قضايا المجتمع المدني الطاهر بدر الدين يحذر من القطيعة بين لجان المقاومة والأحزاب، مشيرا إلى أن الإعلان السياسي يجب ان يكون قابلا للتطوير والنقاش وتبادل الأراء بين الطرفين.
وتابع: “هناك أحزاب أو عناصر حزبية لديها مصلحة في التحول الديمقراطي وهم على استعداد للتعاون مع لجان المقاومة والعمل المشترك خاصة وأن قضايا الفترة الانتقالية متفق عليها مثل مسألة الجيش الموحد والسلام والاقتصاد”.

هل أذعن (حمدوك) لإرادة العسكريين في الانفراد بالسلطة في السودان؟
توقيع قائد الجيش ورئيس الوزراء على الاعلان السياسي 21 أكتوبر 2021

ويقول بدر الدين في مقابلة مع لـ(عاين)، إن “الإعلان السياسي المرتقب من لجان المقاومة هو عمل من صميم الأحزاب السياسية لكن في ظل عجزها عن تقديم تصورات جديدة عقب انهيار الشراكة مع العسكريين فإن لجان المقاومة تحاول تغطية هذا الفراغ بصياغة إعلان سياسي لا يمكن التنبؤ بملامحه لكن قد لا يكون شاملا”.
فيما يرى متحدث تنسيقية مقاومة مدينة الخرطوم سامي محمد عبد الحليم، أن الإعلان السياسي سيطرح لملء الفراغ السياسي في وقت تشتد فيه وطأة الإحتجاجات الشعبية لأن الشارع يريد هدفا ليقاتل من أجله والإعلان السياسي هدف مشروع للجان المقاومة.