“عبر مسارات جديدة”.. السودانيون ينقلون الاحتجاجات إلى قلب العاصمة
13 أكتوبر 2022
تظاهر المئات وسط العاصمة السودانية اليوم الخميس، ضد الحكم العسكري والمطالبة بالحكم المدني بينما استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والقمع المفرط لتفريق المحتجين ومنع الوصول إلى القصر الجمهوري.
وتمكن المتظاهرون ضد الانقلاب العسكري من الوصول إلى قلب السوق العربي إثر تكتيكات جديدة اتخذها قادة الحراك بتغيير المسارات نحو القصر الرئاسي.
وأجرى قادة الحراك السلمي تغييرات على التكتيكات المستخدمة في التظاهرات ضد الحكم العسكري بالتوجه إلى كبري الحرية مستغلين الحركة الكثيفة للسيارات في الجسر لتعطيل “مدرعات الغاز” التي تستخدمها القوات الأمنية لتفريق المحتجين.
إرباك القوات الأمنية
وعقب تجمع المتظاهرين في تقاطع باشدار جنوب العاصمة السودانية توجهوا إلى حي الخرطوم 3 ومن هناك كان من السهل انتقال الموكب عبر كبري الحرية إلى وسط السوق العربي قرب محطة جاكسون للحافلات.
وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى “عدم عسكرة القضاء” على خلفية عودة وكلاء نيابة وقضاة موالون للنظام البائد إلى السلطة القضائية الشهور الماضية كما يقول معارضو حكم الجيش.
وشهد كبري الحرية وسط العاصمة السودانية عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن التي اضطرت إلى نقل عملياتها الميدانية من محطة شروني إلى شارع السيد عبد الرحمن عقب التكتيك المفاجئ للمحتجين.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع محادثات غير معلنة بين قوى الحرية والتغيير والعسكرين في مقر إقامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بيت الضيافة.
رفض الاتفاق
ويرفض المتظاهرون الاتفاق السياسي الذي يمنح العسكريين الاستمرارية في السلطة الانتقالية ومن بين أبرز المطالب التي حملها ميثاق وقعه قادة الحراك السلمي الأسبوع الماضي محاسبة العسكريين الذين تورطوا في الانتهاكات قبل وبعد الانقلاب العسكري.
وبعد نحو 45 موكبا مركزيا و118 قتيلا برصاص القوات الأمنية خلال 12 شهر أغلبها كانت إلى القصر الرئاسي يشعر المتظاهرون إن قوى الحرية والتغيير تقترب من إبرام اتفاق مع العسكريين ويصمم المحتجون على الاستمرار في حركة الاحتجاجات دون الاكتراث بالمُحادثات السرية.
ويسعى العسكريين في الجيش والدعم السريع إلى وضع اقدامهم في السلطة الانتقالية عبر الاتفاق المرتقب مع قوى الحرية والتغيير برعاية من الرباعية الدولية التي تشمل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والإمارات والمملكة العربية السعودية.
مصير العدالة
يقول علاء الدين الذي شارك في مليونية 13 أكتوبر اليوم الخميس لـ(عاين)، إن المتظاهرين لا يكترثون للتسوية المتوقعة بين “بعض المدنيين والعسكريين”. مشيرا إلى أن المواكب لن تتوقف وستستمر في الدعوة إلى إسقاط الجميع من المشهد لاقامة سلطة انتقالية تستوعب تطلعات جميع السودانيين.
ولم يتوصل المدنيون في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” إلى نقاط مشتركة بشأن الاتفاق مع العسكريين إذ أن بعض الأطراف تحذر من تمرير صلاحيات كبيرة إلى قادة الجيش والدعم السريع.
وتوضح مآب التي تشارك بانتظام في التظاهرات التي تتبنى اسقاط العسكريين لـ(عاين)، أن الاتفاق مع العسكريين الحاليين غير منطقي فلا يمكن أن تضع في السلطة من ارتكب الانتهاكات وهي في ذات الوقت مطالبة بتحقيق العدالة.
وتتوقع هذه الشابة أن يؤدي الاتفاق إلى وضع قوى الحرية والتغيير في خانة واحدة مع العسكريين لأن المتظاهرين يطالبون باسقاط قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو و”يجب أن لا يكونا في المشهد القادم” على حد قولها.
ولجيل تمكن من الاطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير لا يمكن القبول بـ”الحلول الطفيفة” كما يقول قادة الحراك السلمي في بلد يواجه تعددا للجيوش وانقسامات وتوترات عرقية.
وارتفعت الأصوات الرافضة للتقارب بين العسكريين والمدنيين في الاحتجاجات التي توجهت إلى وسط العاصمة السودانية اليوم واضطر المحتجون لاحقا إلى إخلاء السوق العربي عقب وصول قوات اضافية لتفريق المحتجين.