استياء بالجيش السوداني بعد اقتراب (حميدتي) من شراء مصنع أزياء عسكرية   

26 يناير 2022

تقترب قوات الدعم السريع من شراء حصة رجل الأعمال التركي، أوكتاي أرجان في شركة سور العالمية المتخصصة في تصنيع الأزياء العسكرية في السودان البالغة 33% في خطوة قد تضع هذه القوات التي يخطط المدنيون بدمجها في الجيش السوداني إلى وضع أكثر استقلالية.

وشركة سور العالمية التي تكونت في أواخر العام 2015 تُصنع الأزياء العسكرية بجانب استثمارات اقتصادية في القطاع المدني تدار بحسب مصدر مطلع من عناصر تنتمي إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير عينهم جنرالات في الجيش السوداني.

وتتشارك وزارة الدفاع السودانية ممثلة في هيئة التصنيع الحربي والقوات المسلحة في الاستثمار بنسبة 33 بالمائة، في حين تستثمر القوات المسلحة القطرية بنفس النسبة، والمتبقي يعود للمستثمر التركي، أوكتاي أرجان ونسبة 1% لهيئة التصنيع الحربي السودانية.

ومن ضمن خطط هذه الشراكة الثلاثية افتتاح خطوط إنتاج جديدة في كينيا والصومال ودول أخرى.

وكان رجل الأعمال التركي حصل على “موافقة استثنائية” من الرئيس المخلوع بتسويق القطن السوداني، ويستهلك المصنع 60% من الإنتاج المحلي الذي يبلغ سنويا 410 آلاف طن.

وانتقلت هذه الشركة بخط الإنتاج إلى ولاية الجزيرة واستحوذت على بعض مصانع الغزل والنسيج المعطلة والمملوكة لمشروع الجزيرة الحكومي دون توضيح الملابسات التي أدت إلى هذه الخطوة.

وتملك وزارة الدفاع السودانية المنظومة الصناعية الدفاعية التي تعمل في الأنشطة الاقتصادية المدنية والصناعات العسكرية وتصل القيمة السوقية لهذه المجموعة الى عشرة مليار دولار.

وتدير شركة سور العالمية مصانع الغزل والنسيج الحكومية في مدن شندي وكوستي والحصاحيصا والدويم وتعمل في صناعة الملبوسات والمنسوجات والمواد الواقية من الحرائق وفي بعض المصانع دخلت في شراكة مع مجموعة جياد المملوكة لمنظومة الصناعات الدفاعية.

وفشل رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي أطاح به الجيش في 25 أكتوبر 2021 في تطبيق مراقبة مالية على المنظومة بسبب الاعتراض العلني الذي أظهره قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ووصل حد تبادل التصريحات المضادة في أغسطس 2020.

مفاوضات سرية

وكشف مصدر مطلع لـ(عاين)، أن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو يجري مفاوضات بمساعدة معاونيه الاقتصاديين والأمنيين لشراء حصة رجل الأعمال التركي أوكتاي أرجان في شركة سور العالمية والبالغة 33%.

وأشار المصدر، إلى أن الجيش لن يجد مفرا من عرقلة الصفقة التي تثير جدلا بين كبار القادة في هيئة التصنيع الحربي السوداني التابعة لوزارة الدفاع سيما وأن معاوني حميدتي وصلوا مرحلة متقدمة من الاستحواذ على حصة “أوكتاي” في سور.

ويوضح المصدر، أن “مجموعة موالية للبشير” في هيئة التصنيع الحربي وفي شركة سور العالمية تشعر بالاستياء من هذه الصفقة وتعتقد أن قوات الدعم السريع قد تتمدد على حساب المصالح التي وضعتهم في هذا الموقع.

وكانت نيابة المال العام دونت بلاغا بحق رجل الأعمال التركي، أوكتاي أرجان في يناير 2020 والمقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهروب بمبلغ 70 مليون دولار عقب اتفاقه مع نظام البشير على توريد أجهزة تصنيع وقام بجلب أجهزة رديئة الصنع رغم حصوله على قرض من بنك التنمية الإسلامي بقيمة 120 مليون دولار.

وأشار المصدر، إلى أن الجيش لا يملك مفرا من قبول الصفقة خاصة وأن هناك تفكير داخل وزارة الدفاع السودانية إن دمج هذه القوات ربما تجعل حصة الدعم السريع ضمن الشركات التي تقع تحت سيطرة المؤسسة العسكرية.

مدير المخابرات التركية هاكان فيدان، يلتقي قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الأسبوع الماضي

ويضيف: “أوكتاي لا يرغب في الاستثمار في السودان لأن الوضع السياسي لا يسمح له بذلك كما أن حصل على ملايين الدولارات خلال سنوات وجيزة بالصفقات الفاسدة مع نظام المخلوع وبالتعاون مع المخابرات التركية”.

وكان مدير المخابرات التركية هاكان فيدان، زار العاصمة السودانية وعقد لقاءات مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعرف بـ حميدتي الأسبوع الماضي ولم يوضح الطرفان طبيعة هذه الزيارة المفاجئة.