هل بات السودان على أعتاب حرب جديدة؟

*مصادر دبلوماسية: البرهان طلب من المبعوث الأمريكي مسعد بولس فتح قنوات إمداد عسكرية بديلا لروسيا وإيران
*مصادر دبلوماسية: موافقة مصرية على طلب من المبعوث الأمريكي بمد الجيش السوداني بأنظمة إنذار مبكر ودفاع جوي

عاين13 نوفمبر 2025

على نقيض تطلعات واسعة في الشارع السوداني لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى حل سلمي للحرب المستمرة لأكثر من عامين، تشكلت ملامح العنف، وارتفعت أصوات الحرب مجدداً في المشهد، وذلك بعدما انخرط الطرفان الرئيسيان، الجيش وقوات الدعم السريع، في ما يشبه السباق العلني للتسليح، وحشد المقاتلين.

يأتي التحشيد والتحشيد المضاد من طرفي الحرب في السودان، بالتزامن مع مقترح تقدمت به مجموعة الرباعية الدولية، التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية ومصر والإمارات، للدخول في هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، وسط ضغوط واسعة على الأطراف الرئيسية لقبولها.

وخلفت الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023م، أكثر من 150 الف قتيل من المدنيين وفق تقديرات غير رسمية، ونزوح 9.8 ملايين شخص داخلياً، وأكثر من 4 ملايين لاجئ في الخارج، وذلك حسب حصيلة لمصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية صدرت في سبتمبر الماضي، كما بات 26 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة.

وبعد نحو شهرين من الضغوط المتواصلة من المجتمع الدولي، ما يزال مقترح الهدنة يواجه مصيراً غامضاً، وأصبح نجاحه على المحك، من واقع رفضه ضمنياً من قبل الجيش الذي صرح قائده عبد الفتاح البرهان ومساعده ياسر العطا في أكثر من مناسبة، عدم دخول القوات المسلحة في أي ترتيبات تفاوضية مع قوات الدعم السريع.

 وقال مجلس الأمن في حكومة الجيش عقب اجتماع الأسبوع الماضي، إنه لجنة لتقديم رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في السودان، وناقش الاجتماع الموقف العسكري والسياسي والاستعداد للعمليات العسكرية الجارية. في المقابل أعلنت قوات الدعم السريع، موافقتها على الهدنة الإنسانية المطروحة من الآلية الرباعية، داعية إلى تطبيق الاتفاق والشروع مباشرةً في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات.

استنفار مزدوج

وبالرغم من وجود وفود للطرفين في واشنطن مستمرين في المشاورات مع الإدارة الأمريكية، وتأكيدات مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس بتقدم إيجابي في مواقف الأطراف بشأن الهدنة الإنسانية، إلا أن المعطيات على الأرض تمضي نحو مزيد من التصعيد العسكري، من خلال مستوى المعارك البرية والطائرات المسيرة التي تواصل القصف بكثافة في مناطق سيطرة الطرفين.

يواصل الجيش وقوات الدعم السريع في تجنيد وحشد المقاتلين في مناطق سيطرتهما، وتلقي الأسلحة النوعية، تأهباً لجولة أخرى من الحرب

 مصادر محلية

وأعلنت الحكومة التي يقودها الجيش والحركة الإسلامية الاستنفار والتعبئة العامة لتجنيد المواطنين لمواجهة قوات الدعم السريع، وشهدت الدعوات تفاعلاً في ولايتي كسلا ونهر النيل شرق وشمال السودان، كما افتتح مركز لتدريب المستنفرين الأسبوع الماضي بالقرب من مدينة المناقل في ولاية الجزيرة، وفق مصدر محلي تحدث لـ(عاين).

وفي المقابل، فتحت قوات الدعم السريع استنفاراً واسع في إقليمي دارفور وكردفان للتجنيد، وانخرط زعماء القبائل والإدارات الأهلية في حشد أبنائها للقتال لصالح الدعم السريع والدفاع عن المنطقة، لأنهم يعتبرون الحرب القادمة مصيرية بالنسبة لهم، بحسب مصادر محلية تحدثت لـ(عاين).

ووفق المصادر ذاتها، فإن جميع المسلحين الذين غادروا في وقت سابق إلى أسرهم في دارفور وكردفان، وتوقفوا عن القتال في الفترة السابقة، عادوا وانضموا إلى متحركات قوات الدعم السريع، وبموجب ذلك تمكنت من حشد أعداد ضخمة من المقاتلين في مختلف المناطق في إقليم كردفان، توطئة إلى معارك جديدة.

ويواصل الطرفان في تلقي السلاح النوعي. وقال مصدر مقرب من الجيش لـ(عاين) إن القوات المسلحة حصلت الأسبوع الماضي على دفعة متطورة من منظومة الدفاع الجوي متخصصة في التصدي إلى هجمات الطائرات المسيرة قدمتها إحدى الدول الصديقة، كما وصلته أسلحة هجومية، وتلقى وعود قوية من تركيا بمزيد من الدعم العسكري خاصة الطائرات المسيرة بيرقدار أكنجي.

وقال مصدر بقوات الدعم السريع لـ(عاين) إن “قوات تحالف تأسيس امتلكت منظومات دفاع جوي متطورة، فلن يستطيع طيران الجيش الاقتراب من سماء دارفور وكردفان، وأنها أصبحت قادرة على إسقاط مسيرة بيرقدار أكنجي، كذلك صرنا نملك مسيرات هجومية لضرب عمق العدو. ليست لدينا أي مشكلة في التسليح والإمداد العسكري”.

البرهان يطلب من (واشنطون) إمداد عسكري بديل لإيران وروسيا

قائد الجيش السوداني طلب من المبعوث الأمريكي مسعد بولس فتح قنوات إمداد عسكرية جديدة بديلا لروسيا وإيران والحصول على أنظمة إنذار مبكر وأنظمة دفاع جوي لحماية المنشآت العسكرية الرئيسية والمراكز الحضرية من هجمات طائرات الدعم السريع المسيرة

 مصادر دبلوماسية

أفادت مصادر دبلوماسية (عاين) أن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، دعا، خلال اجتماع مغلق في جنيف مع المبعوث الأمريكي مسعد بولس، إلى توفير قنوات إمداد عسكرية جديدة. وركزت المناقشات، على كيفية تمكين القوات المسلحة السودانية من تقليل اعتمادها على إيران وروسيا دون خسارة نفوذها أمام قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وبحسب المصادر، طلب البرهان “إطار إمداد بديل” لتأمين أسلحة متطورة ودعم فني من الدول المتحالفة مع الغرب. وأضافت المصادر الدبلوماسية، أن أولويته القصوى كانت الحصول على أنظمة إنذار مبكر وأنظمة دفاع جوي لحماية المنشآت العسكرية الرئيسية والمراكز الحضرية الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية من هجمات طائرات الدعم السريع المسيرة.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان- الصورة: وكالات

تنبع هذه الحاجة المُلِحّة من تزايد استخدام قوات الدعم السريع للطائرات المُسيّرة عالية التقنية، والتي يُزعم أنها زوّدتها بها الإمارات العربية المتحدة. وقد ألحقت هذه الأنظمة أضرارًا جسيمة بمواقع القوات المسلحة السودانية في جميع أنحاء السودان، كاشفةً عن محدودية قدراتها الدفاعية الجوية. ووفقًا لأحد الدبلوماسيين، كان البرهان “يبحث عن أي شريك موثوق يُمكنه سدّ هذه الفجوة – باستثناء إيران وروسيا”.

بولس يستنجد بمصر

موافقة مصرية على طلب من المبعوث الأمريكي مسعد بولس بمد الجيش السوداني بأنظمة إنذار مبكر ودفاع جوي

مصادر دبلوماسية

وذكرت المصادر الدبلوماسية أن المبعوث الأمريكي، مسعد بولس، لجأ لاحقًا إلى مصر، الحليف العسكري الأقرب للسودان، للضغط على القاهرة للمساعدة على تجهيز القوات المسلحة السودانية بأنظمة إنذار مبكر ودفاع جوي. ويعتقد المسؤولون أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى منع هيمنة طائرات الدعم السريع المسيرة، وتأمين أجواء المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية. ووافقت مصر على تزويد القوات المسلحة السودانية بأنظمة إنذار مبكر- بحسب المصادر الدبلوماسية التي تحدثت إليها (عاين).

وفقًا لمصادر دبلوماسية، ينبع تردد مصر من شاغلين رئيسيين: العبء المالي والعملياتي لنشر وصيانة هذه الأنظمة، والخطر الاستراتيجي للتورط بشكل أعمق في حرب السودان. وصرح مصدر آخر لـ(عاين): “إن توفير الدفاع الجوي يعني وجودًا عسكريًا طويل الأمد. وتخشى القاهرة من أن يجر ذلك مصر إلى صراع تريد السيطرة عليه من بعيد”.

مع ذلك، وسعت مصر نطاق مشاركتها بهدوء. ففي الأيام التي أعقبت سقوط الفاشر، وهي مدينة إستراتيجية في دارفور استولت عليها قوات الدعم السريع، سافر ثاني أعلى ضابط في الجيش المصري إلى بورتسودان لإجراء ما وصفه مطلعون بمشاورات عاجلة مع البرهان. وقالوا إن الزيارة ركزت على مراجعة الخطط العسكرية للقوات المسلحة السودانية واستكشاف تنسيق تكتيكي جديد.

مباحثات عسكرية سودانية تركية

وعلى جانب آخر، كثّف مسؤولو الاستخبارات والدفاع الأتراك اتصالاتهم مع نظرائهم السودانيين. وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لـ(عاين): أن “أنقرة مستعدة لتوسيع دعمها العسكري والدبلوماسي، مع أنها لا تزال غير راغبة في نشر قوات على الأراضي السودانية”.

وتابع المسؤول: “السودان ليس سوريا أو ليبيا بالنسبة لنا”، مؤكدًا رغبة تركيا في تجنب أي تورط عسكري مباشر آخر. وأضاف: “لكن دعمنا سيزداد، بنفس النموذج الذي نتبعه في الصومال، من خلال التدريب والمعدات والتعاون الدفاعي”.

ويقول دبلوماسي لـ(عاين): “الجميع يلعبون على الوقت. برهان يريد أن يُظهر قدرته على الابتعاد عن إيران، ولكن دون خسارة الحرب. مصر وتركيا تريدان مساعدته، ولكن ليس لدرجة امتلاك زمام الأمور في الصراع”.

حرب استنزاف

الجيش وقوات الدعم السريع لديهما علاقات خارجية تمكنهما من جلب السلاح المتطور والطائرات المسيرة؛ مما يجعل حرب الاستنزاف العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة

خبير عسكري

تلك المؤشرات توحي بجلاء، بمزيد من تطاول أمد الحرب في السودان، وفق الخبير العسكري عمر أرباب، الذي يرى أن الجيش وقوات الدعم السريع قادران على الحصول على السلاح النوعي والمتطور، مما يجعل حرب الاستنزاف بالطائرات المسيرة العنوان الأبرز للمرحلة القادمة في البلاد.

ويقول أرباب في مقابلة مع (عاين): “استجلاب أسلحة نوعية يطيل أمد الحرب لأن ذلك يتيح للطرفين تطوير منظوماتهم الهجومية والدفاعية على حد سواء، فالفاعلية القتالية أصبحت تعتمد بصورة أساسية على نوع السلاح المستخدم. الطرفان لهما علاقات خارجية يستطيعان من خلالهما الحصول على أسلحة متطورة، وهذا سيزيد الصراع، ويقوده إلى تدخلات خارجية أكثر وضوحاً من ما كان عليه في السابق”.

هذه التطورات على مستوى التسليح تجعل المرحلة المقبلة من الحرب مختلفة عن الفترة الأولى من اندلاعها، إذ كانت الأجواء ملكاً للجيش وحده وسلاح الطيران أكثر نقاط قوته، لكن قوات الدعم السريع بدأت في منافسته بقوة في مسرح العمليات الجوي، وأصبح الطرفان يعتمدان كلياً على المسيرات، وأوقف الجيش الغارات بالطيران الحربي التقليدي؛ بسبب تطوير الدعم السريع من نظام دفاعه الجوي، وفق ما أفاد به مصدر عسكري (عاين).

ويشير الخبير العسكري عمر أرباب إلى أن المسيرات من أدوات الحرب الحديثة ولها فاعلية، حيث تتميز بصعوبة اكتشافها أثناء العمليات وسهولة تعلم تشغيلها واستخدامها، وعلى الرغم من عدم امتلاكها قدرات تدميرية كبيرة مثل الطائرات العادية، لكنها ستكون مؤثرة للغاية في المرحلة القادمة من الحرب في السودان، وستسهم في إطالة أمد الصراع.

جنود أتراك في عرض عسكري. الصورة: وكالات

وبحسب تقدير أرباب، فإن استمرار الحرب يعتمد على عاملين رئيسيين هما: القدرة على الحشد البشري، والقدرة على التسليح، وفي اعتقاده أن الطرفين ما زالا يحشدان المزيد من المقاتلين، كما أنهما يستطيعان الحصول على المزيد من الأسلحة والمعدات، فهذه القدرات تجعل تفوق طرف بطريقة حاسمة على الآخر أمر صعباً.

ويقول “سيكون هناك تفاوت في البعد والمسافات بين مسارح العمليات الحربية وخطوط الإمداد بين الطرفين، ويؤثر ذلك في التفوق الميداني من وقت لآخر، وفي الوقت الراهن يظهر جليا خلال التقدم الذي تحرزه قوات الدعم السريع، وكان ذلك نتيجة لقرب مكان الإمداد والتحشيد من مسرح المعارك، وهو الأمر الذي افتقدته وأضر بها عندما انتشرت في مناطق بعيدة عن حواضنها الاجتماعية ونقاط الإمداد”.

موجة عنيفة

تعكس المؤشرات أن السودان مقبل نحو موجة عنيفة من القتال؛ بل يمكن تشبيهها بتسونامي، حيث يفضل المحاربون الحسم الحربي بدلا عن خيار التفاوض والسلام

 محلل سياسي

ويذهب المحلل السياسي فايز السليك في اتجاه العنف المرجح الذي سيشهده السودان خلال المرحلة المقبلة، من واقع تعثر مساعي الحل السلمي للصراع، إذ يرى أن الجيش، ومن خلفه الحركة الإسلامية وفلول نظام الرئيس المخلوع عمر البشير أعلنوا رفضاً صريحا، لأن الحرب تمثل لهم الأوكسجين الوحيد للتنفس والبقاء داخل المشهد والسيطرة على الحكم والموارد، حسب وصفه.

ويقول السليك في مقابلة مع (عاين) “تشير المؤشرات إلى إقبال السودان نحو موجة عنيفة من القتال؛ بل يمكن تشبيهها بتسونامي، حيث يفضل المحاربون الحسم الحربي بدلا عن خيار التفاوض والسلام”.

المؤشرات بدأت بالفعل في مسارح العمليات وفق السليك، الذي يرى أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر شكلت نقطة فارقة في مسار الحرب حيث ضمنت لها السيطرة على كل إقليم دارفور والانفتاح جغرافيا على حدود خمس دول، وعلى طرق استراتيجية لحركة التجارة مع بعض هذه الدول، وعسكرياً نقلت السيطرة على دارفور الحرب إلى كردفان، ومن المتوقع أن تتحرك الحركة الشعبية – شمال نحو كادوقلي، الدلنج وبابنوسة.

ولم تكن العاصمة السودانية الخرطوم مرة أخرى بعيدة من الحرب، ففي ظل تفوق الجيش عسكريا بسلاح الجو، أصبحت قوات الدعم السريع تمتلك منظومة دفاعية لمواجهته وهو المعطى الجديد في المعادلة، ومع استمرار الصراع بهذه الوتيرة يبقى سيناريو التجربة الليبية والانقسام مرجحاً في السودان، بحيث يكون نهر النيل والنيل الأبيض فاصلاً بين القوتين، وفق فايز.

“لم يصل الطرفان إلى مرحلة ما يعرف عسكرياً بتوازن الضعف أو الإنهاك، فكلاهما ما يزال قادرا على القتال والحشد البشري والمادي له، مما يجعل دورة حياة الصراع المسلح في السودان لم تصل قمة المنحدر، لذلك ستتواصل الحرب بوتيرة أكثر عنفاً خلال الفترة المقبلة”. يقول المحلل السياسي أحمد حمدان في سياق تحليله لمآلات الأوضاع في البلاد عقب تعثر مساعي التسوية السلمية للصراع.

وبالنسبة لحمدان الذي تحدث مع (عاين) فإن متغيرات واسعة طرأت على الساحة السودانية، فالوضع لم يعد مثل المرحلة الأولى من اندلاع الحرب، فقد ساهم خطاب الكراهية الذي بثه الطرفان إلى تحول الصراع إلى مناطقي وعرقي؛ مما يهدد بقتال قادم على أساس اثني، وهو سيناريو يفتح الباب أمام حرب أهلية.

توازن قوى

أما على صعيد التطورات العسكرية، فقد بات الجيش وقوات الدعم السريع في مستوى يشابه التكافؤ في توازن القوى، من حيث نوعية التسليح خاصة المسيرات والمنظومات الدفاعية الجوية، كما أن كلا الجانبين يسيطر على مناطق واسعة تسمح له بالحركة والتقدم العسكري، مما يجعل فرص استمرار الحرب مواتية أكثر من توقفها، حسب وصف حمدان.

تصاعد اعمدة الدخان عقب معارك عسكرية في الخرطوم- الصورة: ارشيفية

بدأت مساعي وقف الحرب في السودان منذ الأسبوع الأول لاندلاعها عبر منبر جدة برعاية سعودية أمريكية، ووقع الطرفان إعلان مبادئ، لكن لم يحدث تقدم، وفي مطلع 2024 وقع نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، اتفاقا في العاصمة البحرينية المنامة، غير أن الجيش والجماعات الإسلامية عملوا على إجهاضه.

ومع تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، جرى دعوة الطرفين لمشاورات في جنيف سبتمبر 2024، فقاطعها الجيش. ولاحقاً تشكلت المجموعة الرباعية التي تضم أمريكا والسعودية ومصر والإمارات، والتي طرحت مؤخراً خارطة لوقف الحرب في السودان، تضمنت وقفا لإطلاق النار لمدة 3 أشهر تعقبه ترتيبات سياسية، وحظيت الخطة بمقاومة ومعارضة شديدة من الحركة الإسلامية التي دعت إلى استمرار القتال، مما جعل هذه المساعي تواجه مصيراً مجهولاً.

ويرى المحلل السياسي صلاح حسن جمعة، أن المجتمع الدولي لا يملك أي آليات تلزم طرفي الحرب في السودان بوقف القتال والانخراط في خارطة الطريق التي طرحتها الرباعية، فقط يملك سلاح العقوبات والضغط الدبلوماسي، والذي ثبت عدم جدواها طوال الفترة الماضية، مما يؤكد أن البلاد ستشهد موجة أخرى من العنف.

وتوقع صلاح الذي تحدث مع (عاين) أن يتعمد الفاعلين الدوليين والإقليميين بخوض جولة أخرى من الحرب للوصول إلى مرحلة الإنهاك المطلوبة، ومن ثم طرح مشروع تسوية الصراع سلمياً.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *