هدنة وراء أخرى تتكسر أمام (مدفعية) طرفي القتال في السودان
26 أبريل 2023
هدنة جديدة تكسرت تحت الرغبة الجامحة لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تحقيق انتصار على الآخر وتعزيز وضعه على الأرض، لتتبخر آمال المدنيين في تهدئة الأوضاع مع مواجهات ضارية اليوم الأربعاء بين طرفي الصراع في عدد من أنحاء العاصمة الخرطوم ومدينة الجنينة غربي البلاد.
ودارت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش والدعم السريع في محيط مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في مدينة أمدرمان، كما حلقت طائرات حربية في سماء بحري والمناطق الواقعة غربي أمدرمان وسماع دوي مضادات أرضية تتصدى لها، وذلك وفق سكان بالأماكن المجاورة تحدثوا مع (عاين).
ونقل شهود أيضاً اندلاع اشتباكات في ضاحية جبرة جنوبي العاصمة، كما قصف الطيران الحربي موقع عسكري يتبع لقوات الدعم السريع في حي النصر بمنطقة شرق النيل وغطت بعده سحب الدخان سماء المنطقة، وفق الشهود.
قتلى بغرب دارفور
وشهدت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور هدوء حذرا الأربعاء، بعد أن عاشت يومين داميين إثر اشتباكات بدأت بين الجيش والدعم السريع وتحولت الى قتال قبلي، وبحسب مصادر طبية تحدثت مع (عاين) فإن هذا الصراع خلف أكثر من 96 قتيلا من الجانبين وما تزال عمليات اجلاء المصابين مستمرة، كما حدثت موجة نزوح واسعة وسط السكان.
هدنة هشة
وفي الخرطوم وافق طرفا القتال على رابع هدنة منذ اندلاع الحرب مدتها 72 ساعة بدأت مساء أمس استجابة لنداءات إنسانية، لكنها لم تصمد طويلاً مثل سابقاتها، وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن خرقها.
وقال الجيش السوداني في بيان صحفي إن “الدعم السريع واصل خرق الهدنة بالقصف المدفعي العشوائي لمناطق في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم وإدارة المرافق الاستراتيجية واستمرار اتيام القناصة في إطلاق النار في المناطق المحيطة بمطار الخرطوم وحي المطار السكني ومواقع في بحري وأم درمان”.
فيما قالت “الدعم السريع” إن الجيش هاجم مواقع تمركز قواتها في القصر الرئاسي وأرض المعسكرات بضاحية سوبا وعدد من المواقع بالمدفعية والطيران الحربي، وهو ما يتعارض مع الهدنة التي خصصت لفتح ممرات إنسانية امنة لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الأجنبية، حسب بيان صحفي.
ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان خلال جلسة عقدت الأربعاء بطلب من بريطانيا، بعد رفض روسيا والصين لهذه الخطوة باعتبار أن الجلسة كانت معنية بالإحاطة عن الأوضاع في السودان وقد تم ذلك. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتس إن طرفي النزاع لا يرغبان في الحل السياسي وإنما العسكري.
أوضاع قاسية
وتفاقمت الأوضاع المعيشية للمواطنين بعد 12 يوم من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تواصل أسعار السلع في الارتفاع، كما برزت مظاهر نقص ملحوظ في بعض المواد الغذائية لا سيما الخبز الذي يضطر المواطنين الوقوف لساعات طوال أمام المخابز للحصول عليه.
وقال بكري صالح أحد التجار في سوق ليبيا غربي مدينة أمدرمان لـ(عاين) إن سعر سلعة السكر أرتفع بنسبة تصل 50% عن ما كان عليه قبل نشوء الصراع المسلح، وزاد سعر طحين القمح بنسبة 30%، وزيت الطعام بنسبة 45%، كما ارتفعت أسعار البصل والأرز والخضروات والبيض واللحوم بنسب تتراوح بين 50 – 60%.
ويواجه السودانيون أيضاً ازمة صحية حادة بعض توقف 72% من المستشفيات في العاصمة الخرطوم عن العمل بعد تأثرها بالقصف المستمر، ودفعت هذه الأزمات الآلاف من سكان العاصمة الفرار الى الولايات الإقليمية التي تشهد استقرار نسبي.