“فدائيون”.. كيف تواجه طلائع تظاهرات السودان قمع العسكر؟  

6 يناير 2022

في كل مرة تقترب فيها المواكب الجماهيرية المناوئة لاستيلاء العسكريين على السلطة من القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، يلجأ المتظاهرون ابتداع أساليب مختلفة لمقاومة آلة القمع التي تنتهجها قوات الأمن السوداني.

ما أن تتحرك الدراجات النارية بكثافة من اتجاه خطوط المواجهة الأمامية بين طلائع المتظاهرين وقوات الأمن وهي تحمل المصابات والمصابين. يدرك المشاركون في التظاهرة ان معارك شرسة قادها من ينوبون عنهم في خط المواجهة الأول ما يزيد من حماستهم للتقدم.

يتولى العديد من شابات وشباب الثورة السودانية تحدى مواجهة العنف المفرط من قبل قوات الأمن السودانية. وابتكر المحتجون وسائل مختلفة لمقاومة القوات الأمنية بإرتداء قناع الوجه وأدوات الغوص للاحتماء من عبوات الغاز المسيل للدموع، وساعدت هذه الأساليب في تحقيق تقدم نحو نقطة التظاهر في شارع القصر اليوم الخميس في مليونية السادس من يناير واضطرت القوات الأمنية الى التراجع تاركة شاحنة الشرطة تستخدم مياه القاذورات لمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر.

الوسائل المبتكرة التي يستخدمها المتظاهرين تمثلت في استخدام قارورات البلاستيك المستخدمة لصناعة اقنعة للوجه تحجب الغاز المسيل للدموع.  

وتتجدد مع كل تظاهرة مناهضة للانقلاب العسكري بين صفوف المحتجين الوسائل التي تشكل الحماية لمتظاهري الصفوف الأمامية كصنع كتلة وقائية من الأدوات المتوفرة في محيط التظاهرة،  كما تعد عملية التواصل بين هؤلاء المحتجين ضرورية لإستبدال العناصر  المصابة ونقلهم عبر الدراجات النارية إلى العيادات الميدانية والمستشفيات القريبة.

وسائل الحماية التي حملها المتظاهرون اليوم الخميس كانت متعددة مثل ارتداء “الخوذات” غطاء الرأس المصنوع من المعدن وهو أشبه بغطاء الرأس الذي يضعه رجال الإطفاء إلى جانب الألواح المعدنية لصد عبوات الغاز.

حينما بدأ الحراك السلمي في ديسمبر 2018 كان من السهل تفريق المتظاهرين نتيجة إطلاق الغاز بكثافة عالية لكن بعد عامين يقول المحتجون أنهم باتوا أكثر دراية للتعامل مع القوات الامنية وطريقة التصدي لعبوات الغاز.

قُتل اليوم الخميس ثلاثة متظاهرين ليرتفع عدد القتلى منذ الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي إلى 60 قتيلا- بحسب لجنة اطباء السودان المركزية .

ويعد صائدو عبوات الغاز من المجموعات التي تبادر بالمهمة في خطوط المواجهة الأمامية بإعادة قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية إلى القوات الأمنية لحماية المتظاهرين والحفاظ على كتلة المحتجين من التفرق.

مهمة اصطياد عبوات الغاز المسيل للدموع والاشتباك الأمامي مع قوات الامن السودانية تشارك فيه سودانيات بفعالية، ورصدت (عاين) اليوم الخميس إصابات عديدة وجرى نقلهن إلى المستشفيات القريبة من محيط التظاهرات.

وساعدت هذه التكتيكات المتظاهرين على التقدم إلى الأمام خاصة وأن النقطة المعلنة بالنسبة للمحتجين في العاصمة الوصول إلى القصر الجمهوري.

في الاحتجاجات التي انطلقت اليوم بشارع القصر أطلقت القوات الأمنية الغاز لساعتين متتالتين لكن المتظاهرين في المقدمة كان لهم تكتيك مختلف بالتدخل عبر مسارين وحصارها واجبارها على التراجع هذا التكتيك الذي استخدمته طلائع المتظاهرين سمح للآلاف بالوصول إلى شارع القصر الرئاسي.