لاجئات سودانيات يقاومن مأساة الحرب بالرياضة

عاين- 16 يناير 2024

على ملاعب ترابية، تمارس سودانيات لاجئات في مخيمات أدري بدولة تشاد لعبة الكرة الطائرة، وتثير هذه الألعاب شغف المتابعين من داخل المخيم وهي في نظر المختصين برامج ترفيه قد تنسيهم أهوال الحرب التي عاشوها.

وتؤوي مخيمات اللاجئين في تشاد نحو 600 ألف شخص فروا من القتال بين الجيش والدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها حسب الأمم المتحدة التي تقول إن هناك فظاعات جرى ارتكبتها.

قبل أن تنطلق الرياضة النسوية بمخيم اللاجئين في تشاد استغرق الناس أوقاتاً طويلة في الفراغ، وفي تلك اللحظات جاءت فكرة تنظيم الألعاب وإشراك النساء فيها عن طريق ناشطات ونشطاء داخل المخيم.

يأتي تنظيم دورات الرياضة في المخيم للخروج من “الصدمات النفسية” التي خلفتها الحرب، ونظمت السيدات اللائي فررن من مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مباريات للكرة الطائرة في مخيم اللاجئين داخل الحدود التشادية.

وتقول إحدى المشرفات على هذه اللعبة في المخيم السوداني داخل دولة تشاد لـ(عاين): إن “ممارسة لعبة كرة الطائرة محاولة للخروج من الحالة النفسية التي سببتها الحرب.

بالنسبة لهؤلاء الفتيات والسيدات اللائي وجدن أنفسهن في مخيم داخل تشاد، فإن العثور على الأمان والنجاة، وتناسي مشاهد القتل وإلقاء الجثث في العراء عن طريق المسلحين الذين نفذوا هجمات على مدينة الجنينة بين يونيو وأغسطس الماضي، فإن “ممارسة الرياضة ولعب الألعاب ربما يخففن عليهن تلك الفظائع”.

لم يقتصر  ممارسة الرياضة على الكرة الطائرة فقط، بل شملت عدة ألعاب أيضا، ويقول المشرفون على هذه الأنشطة في المخيم: إن “الوضع هنا قاس للغاية، ويجب فعل شيء ما لرعاية نشاط يُمكن الناس من متابعة حياتهم التي تركوها هناك”.

انتزاع حق الحياة

تقول المعالجة النفسية مروة إبراهيم لـ(عاين): إن “ممارسة الفتيات للألعاب الرياضية في مخيم اللاجئين في تشاد محاولة لانتزاع حقهن في الحياة بعد أن مررن بأوضاع إنسانية وأمنية في غاية الخطورة في مدن دارفور والجنينة التي تعرضت لانتهاكات هي الأعنف في حرب السودان”.

وترى إبراهيم،  أن الألعاب الرياضية تشغل الناس بوسائل الترفيه عوضا عن الإحباط لا سيما، وأن مخيمات اللاجئيين تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وتعتقد مروة، أن اللاجئين في المخيمات بحاجة أيضا إلى المراكز النفسية، بالإضافة إلى وسائل الترفيه مثل الرياضة.

وجذبت الرياضة النسوية غالبية سكان المخيم، وتحولت الأنشطة إلى برامج تشجع اللاجئين بما في ذلك الرجال والأطفال على المتابعة والحضور في ظل تعطل برامج التعليم وشح فرص العمل.

فيما تقول الباحثة الاجتماعية في منظمة دولية، مريم عثمان لـ(عاين): إن “السيدات في مخيمات اللاجئين في تشاد يحاولن صنع الحياة في ظل واقع أليم جدا وانشغال المجتمع الدولي بقضايا أخرى تاركا السودانيات والسودانيين يواجهون فظاعات طرفي الحرب”.

وتضيف: “السودانيات يحاولن ملامسة الحياة لأول مرة عقب أوضاع الحرب التي عانينها مؤخرا، وفقدن الأزواج والأشقاء والأطفال في انتهاكات مريعة وقع عليهن وعلى عائلاتهن”.

وتشير مريم عثمان، إلى أن ممارسة الأنشطة الرياضية أفضل من الفراغ الذي قد يقود إلى الجنون أو الانتحار والاضطرابات النفسية خاصة في ظل وضع إنساني لا يحمل معه أي مستقبل أو حياة كريمة.