تحذيرات من تجدد قتال أهلي بجنوب كردفان

27 يونيو 2021

حذرت منظمات مدنية وناشطين في ولاية جنوب كردفان، من تجدد عمليات قتال أهلي في المنطقة من واقع عمليات التسليح التي تقوم بها الاطراف المتنازعة على الرغم من الانتشار العسكري.   

ويتنازع مكوني “الحوازمة دار علي – والكنانة” الأهليين منذ وقت على أرض بمحلية قدير يدعي كل طرف ملكيتها،  ودارت في وقت سابق مواجهات بين الطرفين حول الأرض المكتنزة بمخلفات تعدين الذهب “الكرتا”.

ونقلت مصادر مطلعة في ولاية جنوب كردفان ان طرفي النزاع شرعا بالفعل في امتلاك اسلحة تصنف بأنها من النوع الثقيل. فيما تسود حالة من الترقب وسط الأهالي الذين بدأ بعضهم موجات نزوح لاسيما من مدينة كالوقي.

وتوقع الناشط المدني، اسامة سعيد، تجدد المواجهات في ظل التقاعس الأمني، وقال لـ(عاين)، “الاوضاع الآن مستقرة لكن بفضل القوات العسكرية المتمركزة في المنطقة والتي تحرس امتحانات الشهادة السودانية”.

وأشار سعيد، إلى أنه لا يعلم ماذا يحدث في حال سحب هذه القوات.

وكانت حكومة ولاية جنوب كردفان اعلنت في السابع عشر من يونيو الجاري حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلاً بمحلية قدير على خلفية تجدد الاشتباكات القبلية في المنطقة.

ويتنازع  المكونين الاهليين على أرض يعتبرها مكون الحوازمة ملكاً له ويمنع مكون الكنانة من استغلالها وسط اتهامات لأنصار النظام البائد بتأجيج الصراعات بطرق مختلفة أبرزها الأرض والتعدين ومخلفات الذهب في منطقة الشبكة والحميض بمحلية قدير جنوب كردفان  بين الحوازمة دار علي ومكون كنانة.

وبدأ التفلت الأمني في طرق المناجم التى تربط بين المدينة ومناجم (باجون ، القردود ) في العام 2018م وشهدت المنطقة اعمال نهب وسرقة وقتل وترويع العمال و الصاغه وأخذ أموالهم وسط صمت السلطات ما أدى الى هجر المناجم بحسب مصدر (عاين).

صراع ينذر بمجاعة

ويتهم الناشط المدني اسامة سعيد، شركات تعدين الذهب بتغذية الصراعات القبلية والانشقاقات لتأمين مصالحها الاقتصادية وتراكم رأس مالها على حساب أرواح المواطنين  واضاف سعيد لـ(عاين)، “تتداخل ايضا في هذا الصراع القوات الأمنية للمحافظة على مصالح مجموعات بعينها من أصحاب النفوذ والأموال وتمديد عمليات تعدينهم التي تتداخل مع المراعي والأراضي الزراعية”.

وحذر سعيد، من إستمرار عمليات الاقتتال الاهلية التي اعتبرها المهدد الأول لمستقبل السلام في ولاية جنوب كردفان ومستقبل الاستقرار الأمني والمجتمعي والغذائي على وجه الخصوص لجهة موجات النزوح التي بدأت مع اقتراب بداية الموسم الزراعي مما ينذر بمجاعة في المنطقة”.

من جانبه، ينوه المحلل السياسي، فيصل سعد، إلى أن هذه الصراعات الأهلية بين مكونات المنطقة لها تأثير سياسي واقتصادي واجتماعي سيما وأن المكونات الاجتماعية متداخلة وتشهد محلية قدير إنفلات أمني ولاتزال الإشتباكات بين المكونين مستمرة.

وحذر فيصل من انتقال الصراع الى بقية المناطق إذ تسود حالة إحتقان في منطقتي العباسية تقلي وأبو جبيهة والأخيرة تعتبر من المدن الاقتصادية الكبيرة في الولاية.

وقال سعد في مقابلة مع (عاين)/ “هناك قيادات من النظام البائد تدخلت وقامت بتغذية الصراع الإثني الذي أدخل المنطقة في حالة إنفلات أمني كامل شل حركة العمل في التعدين حتى الشركات الحكومية لايمكنها العمل هناك بسبب الوضع الأمني وبالتالي لايستطيع السكان المحليين الإستفادة من المناجم وكذلك الحكومة”.