مبعوث “واشنطن” بالخرطوم .. حل الأزمة أو التلويح بعقوبات

24 أكتوبر 2021 

بدأ المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان لقاءات متعددة مع أطراف الأزمة في السودان لتقريب وجهات النظر بحسب ما صرح مسؤول حكومي قائلا إن الاجتماع الرباعي الذي ضم مجلس السيادة والوزراء وفيلتمان  “حاول كسر جدار الأزمة “.

وتواجه الفترة الانتقالية أخطر أزمة منذ بدايتها بين المكون العسكري والمدني حيث يتهم العسكريون الحكومة الانتقالية بالفشل في إيقاف التدهور الاقتصادي وهيمنة مجموعات حزبية على السلطة الانتقالية ويطالب جنرالات الجيش الذين يتقاسمون السلطة مع المدنيين بتوسيع قاعدة المشاركة.

استباق امريكي للفوضى

ونشبت الأزمة في 21 سبتمبر الشهر الماضي عقب المحاولة الانقلابية حيث أعلن قادة الجيش إحباطها وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن الحكومة المدنية هي التي أوصلت البلاد الى هذه المرحلة.

وجاء التدخل الأمريكي في الأزمة السودانية عقب تحذيرات من انزلاق هذا البلد الذي يضم عدة جيوش الى حرب أهلية إذا ما انهارت الفترة الانتقالية.

وذكر عضو المجلس القيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير في تصريحات لـ(عاين)، أن المبعوث الأمريكي عقد لقاء مشتركا مساء السبت مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك موضحا ان الاجتماع المشترك كان لتقريب وجهات النظر خاصة وان المكون العسكري يشدد على حل الحكومة الانتقالية وتوسيع المشاركة.

عمر الدقير: سنتحدث مع المبعوث الأمريكي حول المخاوف الحقيقية التي قد تقوض الانتقال مثل تعدد الجيوش وعدم إخضاع المال العام للسلطة المدنية وتسليم المطلوبين للجنائية ومحاولات الانقلابيين اعادة عناصر النظام البائد الى السطح.

وأشار الدقير، إلى أن المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان سيعقد لقاء منفصلا مع قوى الحرية والتغيير (أ) مساء اليوم الأحد لبحث الأزمة. وقال : “لا نعلم هل سيرتب المبعوث محادثات مرتقبة بين المكون المدني والعسكري ام هي لقاءات مكوكية لتذويب الخلافات”.

عضو بالتحالف الحاكم: المبعوث الأمريكي لن يصدر أوامر لأطراف الانتقال لطي الخلافات لكنه قد يلوح بالعقوبات التي تنتظر أي طرف يحاول تقويض الانتقال

وقال الدقير: “سنتحدث مع المبعوث حول المخاوف الحقيقية التي قد تقوض الانتقال مثل تعدد الجيوش وعدم إخضاع المال العام للسلطة المدنية وتسليم المطلوبين للجنائية ومحاولات الانقلابيين اعادة عناصر النظام البائد الى السطح”.

التلويح بالعقوبات

من جهته أوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير الطيب العباس في تصريحات لـ(عاين)، أن المبعوث الأمريكي لن يصدر أوامر لأطراف الانتقال لطي الخلافات لكنه قد يلوح بالعقوبات التي تنتظر أي طرف يحاول تقويض الانتقال.

وأضاف العباس: “توسيع الانتقال مصطلح قد يستخدمه المكون العسكري أمام المبعوث الأمريكي حتى تكون مبررات حل الحكومة الانتقالية مقنعة لكن في ذات الوقت لدى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك دفوعات قوية بشأن المشاركة الواسعة التي يجب أن لاتكون على حساب تعطيل الانتقال بواسطة عناصر النظام البائد”.

الحرية والتغيير:  أزمة الفرقاء السودانيين ستنتهي دون ان يضطر رئيس الوزراء الى حل الحكومة

فيما توقع عمر الدقير ان تنتهي أزمة الفرقاء السودانيين في إطار جولة المبعوث الأمريكي وقال : “ستنتهي لكن دون ان يضطر رئيس الوزراء الى حل الحكومة حسب رغبة الطرف الآخر وكأنه أمر واجب النفاذ”.

وتابع: “الحكومة تحتاج إلى مراجعة لكن يجب ان يكون ذلك في الأوضاع الطبيعية”.

وكان الكونغرس الأمريكي لوح بتجميد حوافز اقتصادية بقيمة مليار دولار إذا ما واجهت الفترة الانتقالية تقويضا من العسكريين مطالبا بمنح السلطة الى المدنيين فيما لم تعلق الحكومة السودانية حول معلومات متواترة عن ربط الكونغرس أي مساعدات تقدمها الولايات المتحدة الى الجيش السوداني بموافقة السلطة المدنية.

الحفاظ على الاستقرار

ويرى المحلل الدبلوماسي حيدر موسى في تصريحات لـ(عاين)، إن المبعوث الأمريكي سيضع خارطة الطريق للأزمة السودانية مضيفا ان جيفري فيلتمان سيوجه حديثه مباشرة لأي طرف يقوض الانتقال بأن العقوبات الذكية قد تلاحق اي شخص يحاول وضع عراقيل أمام السودانيين.

وتابع: “واشنطن تود الحفاظ على هذا الشكل في السودان مناصفة السلطة بين المدنيين والعسكريين الى الحين الوصول الى الانتخابات والأولوية لها استمرار الاستقرار في البلاد وعدم الانزلاق الى الفوضى والحرب”.

وأردف موسى: “العسكريون لديهم وجود في ذهن واشنطن باعتبار انهم تجرأوا في مساعي التطبيع مع إسرائيل منذ عامين وهذا الأمر قد تجعل الإدارة الأميركية تتعامل بدبلوماسية هادئة مع العسكريين وأحيانا التلويح بالحوافز التي ستقدمها الى الجيش السوداني في شكل مساعدات عسكرية ومعدات وتدريب”.