السودان: أطراف مدنية ودولية ترمي بثقلها لنزع توتر الجيش والدعم السريع

 13 أبريل 2023

مع تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بمنطقة مروي شمال السودان حذرت قوى مدنية من انزلاق البلاد إلى الحرب في وقت يقول وسطاء بين الجيش والدعم السريع إنهم استمعوا إلى اشتراطات الجانبين لنزع فتيل التوتر ويمكن صياغة حلول بناء على هذه الاشتراطات.

ويعمل وسطاء من مجلس السيادة و”حكومة الأمر الواقع” على تهدئة التوترات بين الجيش والدعم السريع على خلفية “توترات مروي” شمال السودان حيث أرسلت قوات الدعم السريع قوة عسكرية الثلاثاء وارتكزت قريبا من مطار المدينة الذي تحرسه قوة من الجيش السوداني.

وساطة محلية

وبدأت التوترات بين الجيش والدعم السريع بشكل متصاعد الثلاثاء حيث قالت تنسيقيات لجان مقاومة مروي الثلاثاء إن مواطني مروي صباح الثلاثاء استفاقوا على تعزيزات عسكرية أرسلتها قوات الدعم السريع وانتشرت قرب مطار مروي من الناحية الغربية.

وكان متحدث الجيش السوداني قال في بيان صباح اليوم الخميس إن قوات الدعم السريع تجاوزت القانون وأصبحت تتحرك دون تنسيق مع القوات المسلحة وهو بيان أظهر الأزمة بين الطرفين.

وعقد عضو مجلس السيادة مالك عقارات لقاءات منفصلة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ولقاء آخر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في خطوة تهدف إلى نزع فتيل التوتر.

ونقل مصدر من مكتب عضو مجلس السيادة مالك عقار لـ(عاين)، أن عقار تلقى تعهدات من البرهان وحميدتي بتهدئة التوترات والسماح للحل السلمي بين الجانبين وإكمال نقاشات اللجنة المشتركة بين الجيش والدعم السريع.

وكشف المصدر، أن الساعات القادمة تحمل العديد من التطورات بدفع العملية السياسية خاصة بعد أن ألقى المجتمع الدولي بثقله في الأزمة حيث طلبت الترويكا من رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قيادة وساطة بين الجيش والدعم السريع.

افتعال أزمة مروي

ويعزو الخبير العسكري اللواء أمين مجذوب اسماعيل في حديث لـ(عاين)، التوترات بين الجيش والدعم السريع إلى ضعف موقف قوات الدعم السريع في عملية الدمج وفشل اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة في هذا الصدد.

ويرى إسماعيل، أن قوات الدعم السريع افتعلت أزمة مروي لتحصل على موقف تفاوضي في عملية الدمج والاتفاق الإطاري لذلك نقل الأزمة إلى مروي.

ويقول إسماعيل، إن هناك تحشيد من الجانبين مع استمرار ضبط النفس في ذات الوقت وما تزال الاجتماعات مستمرة بين القيادات لرأب الصدع. وأشار إلى إن الأزمة لن تصل إلى مرحلة الصراع المسلح لأنها سياسية في المقام الأول.

ولفت إسماعيل، إلى أن الأزمة في مروي لجهة أنها تضم قاعدة جوية عسكرية تستقبل المقاتلات الجوية ولا يقبل الجيش السوداني بتواجد أي قوات عسكرية في هذه المنطقة لأن مطار مروي قاعدة جوية بديلة للقواعد العسكرية الأخرى.

وأضاف: “هناك اعتبارات لدى الدعم السريع حول وجود قوات أجنبية ومناورات مشتركة مع الجيش السوداني لكن هذه ليست مهمة الدعم السريع”.

وأردف اسماعيل: “الأزمة الأصلية تتمحور في الاتفاق الإطاري والحلول تمكن في إدارة الأزمة السياسية والوصول إلى اتفاق بشأن مسائل الدمج والانتقال إلى حكومة مدنية ويجب أن يخرج المكون العسكري من المشهد السياسي”.

ويرى هذا الخبير العسكري أن هناك تباطؤ في نقل السلطة إلى المدنيين وتسبب هذا الأمر في “احتقان المكونات السياسية” وربما يخلق هذا الشعور هذه الأزمات المفتعلة.

ويقلل أمين إسماعيل مجذوب من التدخل الخارجي. ويقول إن هذه الأزمة داخلية حادة بين المكونات العسكرية وعلى المدنيين أن لا يتدخلوا في الصراع وترك العسكريين يديرون هذه الأزمة عبر الحوار.

الوضع كما هو في مروي

ولازالت الاوضاع في مدينة مروي شمال السودان اليوم الأربعاء حسب ما يقول مظفر وهو نشاط بلجان المقاومة في المدينة التي تضم أكبر سد مائي لتوليد الطاقة في السودان لـ(عاين)، تحتشد بمظاهر عسكرية، لكن الأوضاع عادية والأسواق تعمل كالمعتاد بعد الرعب الذي عاشته المنطقة ليلة أمس لاسيما بعد وصول تعزيزات عسكرية من الجيش من مناطق مجاورة.

ويرى مظفر، أن هذه الأزمة تتطلب التعامل بحذر مع جميع الأطراف لأن عناصر النظام البائد لديهم أجندة في اشعال التوترات بين الجيش والدعم السريع.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع ما تزال منتشرة في مواقعها التي وصلت إليها الساعات الماضية بينما قوات الجيش متواجدة في مواقعها حول مطار مروي والقاعدة الجوية.

دعوات دولية للحل

فيما دعا سفراء الاتحاد الأوروبي والترويكا الأطراف العسكرية إلى وقف التصعيد ونقل السلطة إلى المدنيين بتشكيل حكومة مدنية وفق اتفاق سياسي يفضي إلى هذا الأمر.

وقال مبعوثو فرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مساء اليوم الخميس إن التوترات بين القوات السودانية المسلحة والدعم السريع تهدد بعرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة مدنية.

ودعا البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، القادة العسكريين والمدنيين إلى اتخاذ إجراءات فعالة للحد من التوترات.

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع اجتماع طارئ تنخرط فيها القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري وأبرزها “الحرية والتغيير” لغرض نزع التوتر بين الجيش والدعم السريع.

وذكر مصدر من قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” أن قوى الاتفاق الإطاري ستعقد اجتماعات منفصلة مع قائد الجيش وقائد الدعم السريع لتقريب وجهات النظر خلال مساء اليوم وغدا الجمعة. وقال إن الأوضاع في طريقها إلى التهدئة رغم الشروط المطروحة من أطراف العسكرية والتي تتصل بالعملية السياسية والدمج وهي أشياء متوقعة في مثل هذه الأزمات.