ثائر سوداني فازت صوره له بجائزة عالمية: يجب محاسبة من أجرم في حق الشعب
عاين – 25 أبريل 2020م
كان “محمد يوسف” مثل ملايين الشباب الغاضبين على فض اعتصام ملايين السودانيين أمام مقر قيادة الجيش السوداني وسط العاصمة السودانية في الثالث من يونيو العام الماضي ومقتل واصابة وفقدان العشرات، لكنه كان عازماً على مواصلة المشوار الوصول إلى الحكم المدني بالسودان بعد ان أطاح الجيش تحت ضغط ثورة شعبية بنظام الرئيس عمر البشير وتقلد عسكريون الحكم مؤقتاً قبل التوصل الى تسوية بمشاركة المدنيين.
انهمك “يوسف” بعد اسبوع من فض الاعتصام في الترتيبات الجارية حينها لعقد ندوة للحراك الثوري في ضاحية جبرة جنوبي العاصمة والتي خاطبها وقتها عضو تجمع المهنيين السودانيين محمد ناجي الأصم. ورغم استمرار عمليات القمع والقتل للثوار في الشوارع في تلك الأيام التي تلت “مجزرة القيادة” إلا أن “يوسف” سعى حثيثاً يومهاُ الى تعبئة الثوار ومقاومة بعض الاحباط والمخاوف من هجوم محتمل من القوات الحكومية للمحتجين على تلك الندوة، ولم يدر ان عدسات التصوير من حوله ستلتقط له صورة لتفوز من بعد بجائزة عالمية.
وفازت صورة التقطت لـ”يوسف” وهو يقوم بترديد اغاني ثورية لتعبئة الحاضرين بمكان الندوة ومحاطاً بمجموعة من الثوار على جائزة الصحافة العالمية للصور من بين أكثر 73 ألف صورة. وتم التقاط الصورة من قبل المصور الياباني ياسويوشي شيبا بالخرطوم جنوب في 19 يونيو 2019 و بعد ايام من فض اعتصام القيادة العامة.
وقال محمد يوسف لـ(عاين)، انه ” يشعر بالفخر أن الصورة التي يظهر فيها تم اختيارها كأفضل لقطة في جائزة صور الصحافة العالمية ” للعام 2020. ويتذكر يوسف، ذلك اليوم جيدا، ويقول،” بدأنا منذ الصباح التجهيز للندوة كلجنة مقاومة حي جبرة جنوب” .
وتابع “حوالي السابعة والنصف انقطع إمداد الكهرباء في المنطقة وانه لاحظ ان الحاضرين كانوا في حالة خوف وتوتر لأنه في تلك الأيام كانت قوات الدعم السريع تعمل بعنف على فض الندوات والتجمعات”. وأضاف “الندوة كانت تلى فض الاعتصام بأيام، وكانت القوات النظامية تبطش وتقتل بطريقة شنيعة كان للناس الحق في الخوف والتوتر”.
وقال “قررنا انا وعشرة من اصدقائي في البداية ان نعمل على إخراج الناس من حالة التوتر والخوف.. وبدأنا بالتصفيق والهتاف وترديد أغاني ثورية وبعدها التف حولنا الناس وأوقدوا مصابيح هواتفهم النقالة وسط حماس عالي حتى ان بعض الحاضرين من حولنا تأثروا بالهتاف وأجهشوا بالبكاء” .
ولفت يوسف، إلى ان الندوة انعقدت ولم يتم اي مداهمة كما لم يمس اي خطر الحضور او قادة الحراك الذين شاركوا في الندوة التي انعقدت في ميدان ابو عمار بجبرة جنوب مربع 18″. وشارك يوسف الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي في العديد من المواكب خلال ثورة ديسمبر منها مواكب مركزية بالسوق العربي وسط الخرطوم كما كان مشاركاً في اعتصام القيادة منذ بدايته. ويرى يوسف، ان الأوضاع السياسية الآن “غير مطمئنة” لجهة أن الأشخاص المتمكنين في الدولة هم السبب في فض الاعتصام، ودعا الى “محاسبة كل من أجرم في حق الشعب”.