أمتار قليلة تفصل آلاف المحتجين السودانيين عن قصر الرئاسة
20 فبراير 2022
تمكن آلاف المحتجين من كسر طوق أمني وسط العاصمة السودانية اليوم الأحد وتظاهروا على مسافة قريبة من القصر الرئاسي، قبل أن تواجههم قوات الأمن بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
ويقاوم السودانيون منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي انقلابا عسكريا قاده قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وأطاح بشركائه المدنيين في الحكومة الانتقالية التي تشكلت في العام 2019.
وتحرك المحتجون من تقاطع “باشدر” جنوبي العاصمة السودانية ورددوا هتافات مناوئة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع وهي “مليشيات عشائرية” أسسها الرئيس المخلوع.
وتحصي جهات طبية في السودان مقتل 79 من المتظاهريين السلميين منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للانقلاب العسكري في البلاد.
تقدم الموكب
ومع تدفق المتظاهرين إلى محيط منطقة شروني أطلقت القوات الأمنية عبوات الغاز والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين لكن إصرار الموكب على التقدم ساعد متظاهري الخطوط الأولى على إبعاد القوات الامنية رغم محاولات مدرعة زرقاء تتبع للشرطة الهجوم على المحتجين ورشهم بالمياه الملونة.
واليوم تمكن المتظاهرين من الوصول إلى شارع القصر وهي المرة الأولى منذ شهر حيث كانت الإجراءات الأمنية تمنع تقدم الموكب إلى مناطق محيطة بالقصر الرئاسي منذ 25 ديسمبر العام الماضي.
وقالت عبلة عبد الله 40 عاما والتي تشارك بانتظام في الإحتجاجات إنها جاءت رفقة ابنها الذي يفضل التواجد في الخطوط الأمامية أنا هنا انتظره لنعود سويا في نهاية اليوم الذي يكون حافلا بالأحداث.
هذه الأم التي تشارك في التظاهرات تقول لـ(عاين)، إنها مدفوعة بمخاوف حال بقاء العسكريين في السلطة ولذلك تشجيع نساء الحي على التظاهر وبعضهن يستجبن.
عندما اندفع الموكب إلى شارع القصر متوغلا إلى محيط القصر الجمهوري قابلته القوات الأمنية بعبوات الغاز وتشكلت على اثر هذه العملية سحب فوق سماء المنطقة التي شلت تماما بسبب الاحتجاجات.
وأجبر المحتجون القوات الأمنية على إخلاء مواقع ارتكزت فيها قرب كلية الطب ومعمل ستاك في شارع القصر.
زيادة رقعة الاحتجاجات
يقول إبراهيم حسن 30 عاما في حديث لـ(عاين) إن التظاهرات ستكون أقوى مما عليها الآن الايام القادمة لأن الأزمة الاقتصادية الطاحنة ستدفع بالسودانيين إلى مقاومة هذا النظام العسكري واسقاطه.
ويرى حسن أن الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود وغاز الطهي والأدوية والخدمات الطبية ستدفع بالسودانيين إلى الشوارع للإطاحة بـ”نظام البرهان ودقلو” على حد تعبيره.
وتمكنت تنسيقيات لجان المقاومة من الإعلان لهذا الموكب اليوميين الماضيين وواجهت قيودا تقنية بسبب ما أسموه بالمراقبة الالكترونية لبعض الجهات الامنية التي تحاول فرض قيود على حسابات لجان المقاومة ونشطاء الحراك السلمي.
ويوضح فائز 23 عاما وهو من العناصر التي تتظاهر على الخطوط الأمامية في لـ(عاين) أن الموكب الذي يحمل اسم “الرهيفة التنقد” شجع الآلاف على الاستجابة لأنهم يعتبرون الضابط المحال للمعاش محمد صديق وصاحب عبارة “الرهيفة التنقد” في إشارة لتحدى سلطة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ابان اعتصام السودانيين امام القيادة العامة للجيش. وتابع فائز : “نحن نكن تقديرا خاصا لأمثال محمد صديق وزملائه أنهم يحبون الوطن قبل كل شئ”.
يتقرب الانقلاب العسكري من الوصول الى عتبة الـ 120 يوما ورغم ذلك لم تهدأ حركة الاحتجاجات ولا تزال تتصاعد وتحتجز السلطات نحو 107 من عناصر المقاومة دون محاكمات منذ شهر ونصف.