سودانيات يواجهن أوضاعًا صعبة بمخيمات اللجوء في يوغندا
عاين- 5 يناير 2023
واجهت”جواهر آدم موسى” التي كانت تقيم في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، أوضاعا مأساوية قبل أن تجبرها المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع التي اندلعت في 15 أبريل الماضي، للجوء إلى دولة جنوب السودان ثم إلى دولة أوغندا فرارا من القصف المدفعي المتوالي وطلقات الرصاص الطائشة.
لم يكن الطريق أمام “جواهر” معبدا للوصول إلى جنوب السودان، فقد استغرقت الرحلة إلى هناك سبعة أيام كاملة، تعرضوا خلالها للنهب مع انعدام المياه وصعوبة الطريق أمام العربات مما اضطرهم لقطع مسافات بعيدة مشيا على الأقدام. ووفقا لتجربتها فإنها تشعر بعدم وجود الأمن نسبيا في جنوب السودان وانعدام فرص العمل. وتشكو موسى، من صعوبة الحصول على الغذاء والمياه النظيفة بسبب بعد مسافة الوصول لموارد المياه. ومع عدم امتلاكها للنقود فإنها تعاني مثل الآخرين في الوصول لطحين الذرة من أجل الحصول على الدقيق. فضلا عن كل هذه المشكلات فإن موسى، تقول في مقابلة مع (عاين): إنها “تعاني عند الدخول إلى أحد مكاتب المنظمات في توصيل ما تريده بسبب عامل اللغة، فبينما تتحدث هي العربية فإن مسؤولي هذه المنظمات لا يجيدونها، وعادة ما يقولون بعدم وجود مترجم، مما يعقد من مشكلاتها داخل معسكر اللجوء”.
ومنذ اندلاع المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع، عبر نحو 1.4 مليون شخص إلى دول الجوار منذ 15 أبريل من العام الماضي، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن دولة جنوب السودان تستضيف نحو 330,000 لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من السودان.
أما اللاجئة عادلة أبكر، تعتقد أن الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، ستوفر لها إقامة آمنة في معسكر اللجوء، إلا أنها وجدت نفسها تسكن في (قطية) وهي عبارة عن منزل بسيط مبني بواسطة القش، وتقول إنها تشعر بعدم الأمان، بسبب وجود الثعابين. وبسبب بعد المعسكر الذي لجأت إليه عن الأماكن المأهولة. تقول(عادلة) أنها إذا أصيبت بالمرض فإنها تواجه صعوبة بالغة في الوصول للمستشفى بسبب بُعد المسافة. ومع ذلك، فبعد إجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، فعادة ما تواجه معضلة أخرى تتمثل في عدم توفر العلاج. وعلى مستوى الحصول على الغذاء تقول(عادلة): أن “المسؤولين عن المعسكر يقدمون الذرة الشامية مع قليل من الأرز والزيت في بعض الأحيان وهو الأمر الذي اعتبرته غير كاف”.
وبسبب الحرب فقد نزح أكثر من 7.2 مليون شخص داخل السودان وخارجه منذ الخامس عشر من أبريل العام الماضي، توزعوا في عدة دول بما في ذلك دولة أوغندا.
قبل أن تبدأ رحلة لجوئها تعرضت(عادلة) للتهديد بواسطة قوات عسكرية في السودان. كما تم اتهامها بحيازة السلاح، قبل أن يتم نهب محتويات منزلها بالكامل. وتقول أنها وصلت لأوغندا عن طريق جنوب السودان وهي تتوقع أن تجد وضعا أفضل، خاصة وأنها لا تستطيع دفع تكاليف الإيجار الباهظة لها ولاسرتها. كما أنها أشارت لارتفاع تكاليف الرسوم الدراسية لأبنائها. وعند وصولها لأوغندا تروي(عادلة)، أنها تعرضت لمضايقات على الحدود بسبب مطالبة مسؤولي الهجرة لها بدفع مبالغ مالية لا تملكها وحالة عدم الدفع العودة للسودان، وهو الأمر الذي تكرر بعد وصولها للعاصمة كمبالا. وبحسب(عادلة) فإن المعسكر الذي لجأت إليه لا يوفر للاجئين السودانيين الخدمات الأساسية، بما في ذلك صعوبة الحصول على الماء والعلاج. ووصفت الوضع داخل المعسكر بالحرِج الذي لا يصلح للسكن. ودعت المنظمات العاملة في الشأن الإنساني والسودانيين المقيمين بالخارج لمد يد العون لهم. وتشعر(عادلة) بأنها ارتكبت خطأ بمغادرتها السودان بسبب عدم الاهتمام الذي يُقابل به اللاجئيين السودانيين في المعسكر الذي لجأت إليه. وترى أنه وبسبب المعاناة التي تعيشها هنا فإنها تفضل العودة لبلادها.
لجأت “زهراء” الموظفة هي وزوجها بجامعة أفريقيا العالمية لدولة جنوب السودان ثم لدولة أوغندا، بعد أن تعذر عليهم اللجوء للدولة المصرية بسبب غلاء سعر التذاكر. ومنذ اليوم الأول للحرب بدأت معاناة (زهراء) التي تقيم في مدينة الخرطوم بالقرب من المدينة الرياضية التي شهدت معارك عسكرية طاحنة في اليوم الأول للحرب. وتبعد المدينة الرياضية عن منزلها نحو 2 كيلو. وبسبب شعورها وأسرتها بعدم الأمان، قررت هي وزوجها اللجوء إلى دولة الجنوب ومنها لأوغندا. تقول أنهم كانوا يرغبون في السفر للقاهرة إلا أن أسعار تذاكر السفر الغالية حالت دون ذلك، كما أن الحكومة امتنعت عن صرف المرتبات للعاملين في الدولة، بينما كانت أسعار تذاكر السفر إلى جنوب السودان أرخص لذلك لجأوا إليه قبل أن يستقر بهم الحال بأحد معسكرات اللجوء بالعاصمة اليوغندية كمبالا.
تحكي(زهراء) بأنهم عند وصولهم للحدود الجنوب سودانية أخبروهم بوجود معسكر للسودانيين شرق ولاية أعالي النيل الذي أمضوا فيه “عيد الأضحى” في ظل أوضاع صعبة حسب وصفها. وعند وصولهم للعاصمة الأوغندية كمبالا قادتهم خطوات اللجوء القاسية لأحد المعسكرات حيث أقاموا هناك شهرا وبسبب عدم وجود تسجيل اللاجئين هناك نُقلوا لمعسكر آخر. وتقول أنها ومنذ وصولها لهذا المعسكر لم تلاحظ وصول أي منظمة تعمل على تقديم الخدمات الأساسية بما في ذلك الخدمات العلاجية كما أن(زهراء) المصابة بالتهاب الغدة الدرقية، تقول أنهم لا يعرفون كيفية استخدام مواد البناء التي تم منحها لهم، ومثلها ومثل اللاجئين الآخرين فإنها تواجه صعوبة في الحصول على الغذاء. وعلى الرغم من مرضها فإنها لم تحصل على العلاج طوال ثلاثة أشهر. التعليم أو بقية الخدمات.
كانت النازحة (زهراء) ترغب في أن تستقر في وضع أفضل بأن تمنح مكانا آمنا للسكن وأرضا للزراعة بعد رحلة لجوء شاقة وهو الأمر الذي لم يحدث. وتقول أنها وجدت نفسها تسكن في مأوى مبني من القش (قطية) وسط غابة. وبينما يقدم المسؤولون عن المعسكر بعض مواد البناء مثل الخشب لبناء منزل. فإنها مثل الأخريات ليس لديها مهارة استخدامها. وطالبت المنظمات السودانية بدولة أوغندا المرور على معسكرات اللاجئين السودانيين للوقوف على أوضاع اللاجئات السودانيات.