الحجر الصحي يحول الحياة أكثر قسوة في مدينة نيالا غربي السودان
نيالا – 26 أبريل 2020م
حولت إجراءات الحجر الصحي للحد من انتشار وباء كورونا، الحياة في مدينة نيالا- ثاني أكبر المدن السودانية- إلى حياة اكثر قسوة بعد أن نشطت مسارحها وساحاتها العامة في أعقاب انتفاء مظاهر الحرب التي فقدت على اثرها المدينة امنها، وإلغاء قانون النظام العام سيئ السمعة واحد ابرز القوانين المقيدة للحريات العامة التي أوجدها نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وعلى غير العادة في شهر رمضان، تنام المدينة مبكرا بفعل قيود الحجر الصحي التي فرضت على المواطنين من الساعة الثانية ظهراُ وحتى السادسة صباحاً خاصة بعد ظهور حالات اصابة بفيروس كورونا في ولايتي وسط وشرق دارفور ذات الحدود الجغرافية مع ولاية جنوب دارفور.
وفي السابق كانت المدينة فى شهر رمضان تزدهر فيها الحياة ليلاً بصورة كبيرة حول ملاعب الخماسيات لكرة القدم، والساحات العامة الى جانب الأسواق الشعبية في وسط وأطراف المدينة حتى الساعات الاولى. ويقول مدير الثقافة بولاية جنوب دارفور محمد خير الخولاني، ان تجمعات المواطنين في الساحات العامة والأسواق الشعبية واحد من أهم العادات التي تتميز بها مدينة نيالا والتي عادة ما تتحول الى مواقع للترفيه والنزهة وتمتد لساعات متأخرة من الليل. واشار الخولاني في حديث لـ(عاين) الى ان مواقع التجمعات الليلية تعتبر مصدر رزق لآلاف الأسر التي تعتمد على مصروفها من مقاهي الشاي وتدخين “الشيشة” واندية المشاهدة الجماعية، فضلا عن مواقع المشروبات المحلية وشوايات اللحوم التي يزداد الطلب عليها في وجبة عشاء رمضان.
وأثرت إجراءات الحجر الصحي بشكل أكثر قسوة هذا العام لطالبي وسائل النزهة والترفيه الفقيرة في مدينة نيالا خاصة مواقع التجمعات الليلية حول المقاهي في الساحات العامة وملاعب الخماسيات التي تعرضت لخسائر كبيرة بحسب ما اكدته “بدرية بوتيك” أحد شركاء ملعب خماسيات بحي الخرطوم بالليل.
وتعتبر بائعة المشروبات الساخنة، ربيعة جمال، شهر رمضان احد المواسم المهمة لزيادة الدخل، وتقول لـ(عاين)، “عندما علمنا بقرارات الحظر فقدنا الأمل والآن أصبحنا تحت الحظر بلا عمل”. ولكسر رتابة الحياة مع الحظر الصحي المفروض في حي الثورة شمال مدينة نيالا، يقول جمال عيسى، “حاولنا عدة مرات التجمع بميدان الحي بقرض السمر والترفيه لكننا نتفاجأ بسيارات الشرطة تطالبنا بالدخول الى المنازل..”.