رفع درجة التأهب الأمني في الخرطوم واعتقال (7) من قادة النظام البائد
عاين- 30 يونيو 2020م
تحبس العاصمة السودانية الخرطوم انفاسها قبل ساعات من انطلاق تظاهرات دعت لها قطاعات ثورية واسعة وسط تأييد لبعض مكونات تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الذي يحكم بالاشتراك مع عسكريين الفترة الانتقالية في البلاد. وفيما رفعت السلطات السودانية تأهبها الأمني تجنباً لأي اعمال فوضى قد يرتكبها عناصر النظام البائد، اعلنت الحكومة اعتقال (7) من قادة الحزب المحلول بعد مداهمة اجتماعاً لهم الخميس بضاحية كافوري شرقي العاصمة.
وتجئ التظاهرات إحياء ذكرى 30 يونيو من العام 2019 وللمطالبة باستكمال مهام الثورة السودانية بتسريع عملية السلام واستكمال هياكل السلطة المدنية بتعيين حكام الولايات المدنيين وتشكيل البرلمان.
وخرج آلاف السودانيين في الثلاثين من يونيو من العام الماضي، بعد فض اعتصام القيادة العامة وتعليق قادة المجلس العسكري الانتقالي وقتها للمفاوضات مع قوى اعلان الحرية والتغيير والغاء ما تم الاتفاق عليه، قبل ان يضر العسكريون للعودة للتفاوض بعد تظاهر آلاف السودانيين في العاصمة والولايات.
وقال بيان للناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح “على ضوء توفر معلومات أمنية موثوقة عن إجتماع لقيادات تنتمي لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية المحلولين بمنزل بضاحية كافوري مربع 6”.
واضاف البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، “كان الغرض من هذا الإجتماع هو التنسيق لتحركات معادية في يوم الأحد 28 يونيو 2020م، نفذ تيم مشترك من الإستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة عملية مداهمة المنزل وإعتقال المجموعة المشاركة في الإجتماع، عصر يوم الخميس الموافق 18 يونيو ، وعددهم تسعة أشخاص، وقد تم اخطار النائب العام وشارك إثنين من وكلاء النيابة في إجراءات التحفظ على المجموعة”.
وقال البيان، ستجري عملية استجواب المتهمين، محمد الأمين النقر،و عبد القادر محمد زين، أمين الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم. واللواء أمن معاش عمر نمر، معتمد الخرطوم السابق وزين العابدين عبد العظيم. وخالد محمد خير و مصعب عبد الباقي سليمان وكباشي خالد أحمد ومصطفى موسى محمد، فتح الرحمن محمد إبراهيم، والاخير كان يقود دراجة نارية ويتولى تأمين الإجتماع. ولفت البيان إلى ان النيابة العامة تتولى إجراءات التحري والتحقيق مع المتهمين، تمهيداً لتقديمهم للقضاء.
تأهب في الشارع
وميدانياً، شدد السلطات الامنية على اغلاق وسط العاصمة الخرطوم التي خلت تماما من المارة وفق ما رصدت جولة ميدان لـ(عاين) في المنطقة، ووسعت القوات المسلحة من الاغلاق الكامل لمحيط القيادة العامة بوضع الكتل الخرسانية على مداخل الطرقات والمدرعات.
من جهتها، كثفت لجان المقاومة في احياء العاصمة من مواكبها الدعائية لمليونية الغد، وشهدت احياء عدة مساء الامس كالرياض وبري شرقي العاصمة مواكب هادرة للدعوة للمليونية. وقال اعضاء في لجان مقاومة الخرطوم شرق وجنوب الخرطوم لـ(عاين)، ان مسارات المواكب ستتجنب بالطبع وسط العاصمة والاحتكاك بالقوات النظامية، بجانب الاجراءات المكثفة التي تدرب عليها اعضاء لجان المقاومة في حماية المواكب من اي اختراقات لاعضاء النظام البائد واحداث فوضى.
ونقلت وكالة السودان للانباء، عن عضو لجان مقاومة شارع١ الحاج يوسف شرقي العاصمة، علي حسن خضر ، انه تم وضع خطة متكاملة للمسيرة هدفها السلمية وتحقيق مبادئ الثورة، وقال” ان الموكب في المنطقة سيبدأ من بداية شارع١ محطة (٢٤) ويتجه الى الجنوب (جغرافيا) حتى بداية تقاطع شارع١ مع شارع الحاج يوسف الرئيسي المتجهه نحو منطقتي الردمية والوحدة”. وأكد خضر، على سليمة المليونية والتي وصفها بانها ستكون الحامي لمكتسبات الثورة ولاستكمال كافة أهدافها. من جهته، أوضح عضو لجان مقاومة الثورة الحارة ٢٩ بام درمان، عمار حسن،إكتمال الترتيبات المتعلقة بموكب ٣٠ يونيو والذي يأتي تحت شعار تصحيح المسار.
وابان حسن، ان الموكب يستهدف تصحيح مسار الثورة وقد سلمت لجان المقاومة الحكومة مذكرة تحوي عدد من المطالب المشروعة والتي تاتي على رأسها قضية السلام العادل الذي يستهدف وقف الحرب عبر مخاطبة جذوره، ومحاكمة رموز النظام السابق، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية بتعيين الولاة، وتكوين المجلس التشريعي. ونفى ان تكون هذه المواكب للاحتفال بذكرى ٣٠ يونيو من العام الماضي بل هي لتذكير الحكومة بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتها والاسراع بتنفيذ برامج الإصلاح المؤسسيوحذر حسن، حكومة الثورة والقوات الأمنية من التساهل مع عناصر النظام المباد في حال اثارة الفوضى داخل الموكب ونادى لتفويت الفرصة على المتربصين بالحكومة ومكتسبات الثورة”.